Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 20 نيسان 2024   الساعة 12:35:07
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الأكاديمي والمفكر مصطفى دليلة لدام برس: الدين الحقيقي بالنسبة لي هو علم .. والغرب شوه الإسلام عبر مجموعة من الزنادقة والملحدين .. قدرات العقل الباطن غير محدودة ولا وجود للمستحيل لأن المستحيل موجود في أفكارك فقط
دام برس : دام برس | الأكاديمي والمفكر مصطفى دليلة لدام برس: الدين الحقيقي بالنسبة لي هو علم .. والغرب شوه الإسلام عبر مجموعة من الزنادقة والملحدين .. قدرات العقل الباطن غير محدودة ولا وجود للمستحيل لأن المستحيل موجود في أفكارك فقط

دام برس - حاوره - بلال سليطين :

أكاديمي ومفكر سوري يعتبر من أهم المختصين بالعقل الباطن وأسراره، لا يعرف اليأس ولا الطاقة السلبية فهو طاقة ايجابية كامنة وفائضة على من هم حوله ومن يقرؤون كتبه المؤلفة والمترجمة، يقول طلابه أنه الأب الروحي لهم فيما يقول قراءه أنه المفكر اللاذقاني المظلوم.

الدكتور مصطفى دليلة ... ضيف دام برس ... في الحوار التالي:

* ماهو الاسلوب الذي تتبعه بالتعليم حتى نجد هذه العلاقة المتميزة بينك وبين طلابك الذين تحول عدد كبير منهم الى سفراء لمعارفك في مواقعهم ومنابرهم؟

** بداية أريد أن أقول لك أنني خريج الاتحاد السوفييتي، أول بلد اشتراكي في العالم ، وأول من حاول بناء "الإنسان". أتممت هناك دراستي الجامعية الأولى والثانية (خلال الفترة 1970 – 1983)، وتعلمت هناك كيف تفكر بالإنسان أولاً ومن ثم تعطيه المعلومة التي تريد حقنه بها. الإنسان عندهم كان غاية الحياة ومنطلقها، ولهذا تكالبت عليه كل أنياب البشرية لتنهش منه ما استطاعت، وحققت مرادها بكل أسف.

تعلمت كيف آخذ المعلومة من أساتذتي، التي جمعتني مع معظمهم علاقة رفقة وصداقة أكثر من العلاقة الدارجة عندنا أستاذ- طالب.

في بداية عودتي إلى سورية اصطدمت بطبيعة العلاقات القاتلة ضمن المؤسسة الواحدة: مدير- عامل (أو موظف)، أستاذ–طالب، مسؤول – مواطن. لكل طرف صندوق تفكيره الخاص به لا يستطيع كسره ولا تجاوزه، أو حتى لا يُسمح له إن أراد ذلك. لأن في ذلك خروج عن المالوف وإهانة للطبقة أو الفئة التي ينتمي إليها.

أنشأت، فور عودتي، علاقة صداقة ومشاركة بيني وبين طلابي... لم أكن بالنسبة لهم الأستاذ ذي العصا بل كنت، بالإضافة لدوري الأساس كأستاذ: الأب، والأخ، والصديق، والطبيب المداوي في أحيان كثيرة.

لاقيت، في بداية عهدي بالعمل الجامعي في ثمانينيات القرن الماضي، مقاومة شديدة ورفضاً كبيراً لهذا الأسلوب، وبالأخص حينما كنت أوزع في نهاية كل فصل دراسي على طلابي استمارة تتضمن مجموعة من الأسئلة تتركز حول نسبة فهمهم للمقرر، وطريقة العطاء، وما هي المواضيع التي يجب التركيز عليها أو التي يجب إهمالها، وكيف نحسن، ثم اسئلة تتعلق بطريقة وقوفي أمامهم، وحتى الهندام. وصل الأمر لدى بعضهم بتوجيه اتهامات متنوعة منها مثلاً: أنني من أنصار البيريسترويكا (إعادة البناء) وأريد هدم منظومة التعليم عندنا.

لم أكن بالنسبة لطلابي مخزنا ينهلون منه المعرفة فقط، فمصادر المعرفة كثيرة ومتنوعة، ويمكنهم الحصول على المعلومة التي يريدونها بوسائط متعددة وسهلة في هذا العصر المعلوماتي، وأحياناً أفضل من المعلومة التي أقدمها لهم. بل أصبحت بالنسبة لهم مصدر إلهام وتوجيه، كثيرون منهم يستشيرونني في كل شاردة وواردة من حياتهم العلمية والخاصة.

أخرجت كثيرين منهم من حالات بؤسٍ واكتئاب، وتخلى بعضهم عن أدويته نهائياً. وتابع دراسته وتخرج بنجاح أو هو قيد التخرج الآن. كثيرون من طلابي حصدوا جوائز علمية لم يكن بعضهم حتى ليحلم بالتخرج ذات يوم.

* سأحيل اليك السؤال الذي توجهه لطلبتك.. من أنت؟ وأين أنت؟ تقول إن النجاح يحتاج الى خطة، وأنك كنت تضع برنامجاً للدراسة تسير عليه بالساعات والدقائق أحياناً، لماذا طلبة اليوم بمعظمهم يعانون من مشكلة عدم قدرتهم على الالتزام بالبرنامج الذي يضعونه، ماهي نصائحك لهم؟

(يجمع الأسئلة في إجابة واحدة مترابطة)

** في محاضراتي الثقافية والجامعية، وفي لقاءاتي الانفرادية مع طلبتي أحرّضهم دائماً ليس على تشغيل عقلهم الواعي فقطـ بل، وعلى تسخير عقلهم اللاواعي (عقلهم الباطن)، هذا العقل اللامحدود والمتصل بالعقل الكوني الكليلخدمتهم أيضاً.

أنطلق معهم من مبدأ "من عرف نفسه عرف ربه"، وبالتالي فإن حل أية مشكلة يجب أن ينطلق من داخل النفس البشرية.

في البداية أعلمهم:

أن لا وجود للمستحيل لأن المستحيل موجود في أفكاري فقط، ومهما كانت حالتك أو وضعك الحالي سيئاً يمكنك الانطلاق نحو الأفضل وتحقيق المعجزات، كل ما هو مطلوب منك أن تقرر فقط.

وأن طاقة الأفكار أعظم الطاقات في الكون، وأن الإنسان أعظم مغناطيس في الكون، وأعظم جهاز إرسال واستقبال يمكن أن يتخيله عقل إنسان، يجذب إلى حياته أشباهه.

ولكي تنجح يجب أن يكون عندك هدف واضح ومحدد صغته بنفسك صياغة إيجابية خالية من النفي والتسويف.

وأن تبدأ من النهاية، أي أن تكون عينك على النتيجة.. تتخيلها، تتحسسها بحواسك الخمس وعندما ينجح يجذب إليه نجاحاً آخر، وعندما يفشل يجذب فشلاً آخر.

وفي مسيرة حديثي معهم أتوجه لهم دائما بسؤال أعتبره الأهم والأصعب في الحياة، ومن استطاع الإجابة عليه انفتحت أمامه أبواب السماء... "من أنا؟"

من أنا؟ - سؤال بسيط في بنيته عظيم في مغزاه ونتائجه. من أنا بعد يوم؟ من أنا بعد شهر؟ سنة؟ خمس سنوات، ....

ثم من أنا في سن السبعين أو التسعين؟ هل أنا عجوز يتكئ على عكازه، أم شابٌ يسبح صيفاً شتاءاً ويقود سيارته بنفسه، ويقرأ يومياً 150 صفحة مثلاً؟؟؟

عندما أستطيع الجواب على سؤالي هذا بوضوح تام سوف تتحد وتعمل معاً جميع القوى الداخلية والخارجية لتحقيق هدقي الذي وضعته لنفسي.

كثيرون ممن توجهوا إليّ طلباً للمساعدة استطاعوا أن يحققوا المعجزات في امتحاناتهم وبالأخص امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية... وكانوا في الغالب يحصلون على العلامة التي يضعونها لأنفسهم مع فارق بسيط جداً في أغلب الأحيان.

أركّز في محاضراتي وأحاديثي الخاصة كثيراً على موضوع مهم وملح جداً هو "فن صناعة الهدف". وعلى تنظيم الوقت، مركزاً على مبدأين اثنين:

"من لا هدف له يعمل أجيراً عند من له هدف" و "الوقت من ذهب إن تركته ذهب".

وانظلاقاً من هذا شغّلت عقلي الباطن ( وكنت حينها أستخدم عقلي الباطن –اللاوعي بلا وعي)، ووضعت لنفسي هدفاً محدداً وأنا في المرحلة الإعدادية، وبرنامجاً يومياً للعمل والدراسة... أتذكر ذلك البرنامج جيداً، وأتذكر كيف أنني قيدت نفسي بالساعات والدقائق... ومع هذا كنت أتحايل عليه أحياناً انظلاقاً من مبدأ "للضرورة أحكام". أي بمعنى تركت مجالاً لعامل المرونة والمناورة، وهذا كان أحد عوامل نجاحي أيضاً.

قد تكون الظروف المحيطة حينها لعبت دوراً مساعداً للالتزام بالبرنامج الذي وضعته لنفسي: لا تلفزيون، لا موبايل، لا انترنيت، لا وسائل تسلية وترفيه كما هي الآن. لكن بالمقابل كانت التزامات البيت كبيرة جداً، ووسائل النقل والمواصلات وطرق الحصول على المعلومة ضعيفة وبطيئة جداً.

طلابي الآن رائعون جداً بمجملهم، وغالبيتهم يتقبل النصيحة بوعي تام وإدراك لمصلحته. يعرفون كيف يستثمرون وقتهم، ويستفيدون من إنجازات الحضارة ويسخرونها لخدمتهم. وهم في هذا السيل المعلوماتي الهائل، ووسائل الترفيه والتسلية التي لا حدود لها يستطيعون تنظيم وقتهم والاستفادة من منجزات الحضارة بشكل رائع، باستثناء نسبة معينة (لا تختلف عن تلك النسبة في أيامنا) غير قابلة للتغيير أو للارتقاء.

نصيحتي الوحيدة لطلابي دائماً وأبداً أن يعرفوا أنفسهم، يحددوا هدفهم، ويعرفوا ما يريدونه من هذه الحياة... حينها لا وجود للمستحيل أمامهم.

* هل يخشى الدكتور دليلة قيام حرب على سورية خلال الايام القليلة القادمة؟

** أبداً ... أعتقد أن موضوع الحرب سابق لأوانه، وإذا حدث ولا بد فسوف يقتصر الأمر على ضربات محلية.

أنا لست خائفاً على سوريا، ولم أكن خائفاً في السابق.

* على ماذا اعتمد الغرب حتى حول شريحة كبيرة من المسلمين الى أشبه بالقطعان اللاهثة خلف جهاد النكاح وخلف الدم والقتل والقيام بأعمال تخدمه وتضر الاسلام؟

** يوجد في الغرب مراكز علمية متطورة متخصصة في دراسة سيكولوجية الشعوب والقادة. أصبحنا الأن بمساعدة علوم البرمجة اللغوية العصبية برمجة أفراد وشعوب بكاملهم ولعقود من الزمن. يستطيعون التنبؤ بتصرفاتهم وسلوكهم، وحتى بأفكارهم وبطريقتهم في التفكير، بل ويوجهونهم بالطريقة التي يريدونها ومن حيث لا يشعرون.

إن ما يجري الآن في سوريا ليس سوى نتيجة طبيعية لمقدمات غير طبيعية. نحن ندفع الآن ثمن أخطائنا وأخطاء الآخرين في هذا العالم. إنني أعتبر أن ما يحدث الآن هو أحد إنجازات حركات التحرر "الثورجية" في العالم الثالث وعالمنا العربي بشكل خاص. تلك الحركات كممت أفواه معارضيها السياسيين بمختلف أنواعهم فتلقفهم الغرب وأسس لهم مراكز الاستقطاب وبرمجهم وفق غايته ليعيدهم إلينا أدوات منفذين لمخطط ساهمنا نحن بوضعه.

اما في الداخل فقط عملت الأنظمة "الثورجية" على التنكيل بأعدائها العلمانيين، وإرضاء أعدائها المتدينين عبر التوسع في بناء المساجد ومراكز التدين. وها نحن الآن نحصد في كل بلداننا العربية نتائج أفعالنا خلال عقود.

لقد شوهوا الإسلام عبر مجموعة من الزنادقة والملحدين وبفتاويهم التي لم يسمع بها نبي من قبل.

استفاد الغرب من الفكر الإسلامي في عصور التخلف وسخره لاستعبادنا.

* هناك محاولة لتقديم العلمانيين على أنهم كفار، وأنت من العلمانيين الذين لايدخرون فرصة ألا ويستشهدون فيها بآيات من القرآن الكريم، ماهي العلاقة بين العلمانية التي تؤمن بها والدين؟

** الدين الحقيقي بالنسبة لي هو علم حقيقي.

عندما أتكلم عن الدين لا أفصل بين ديانة وأخرى. أحترم جميع الديانات بما فيها الديانة البوذية والزرادشتية وغيرها، وأعتبر كتبها المقدسة كتب حكمة راقية. ولهذا فأنا أقرأ هذه الكتب قراءة مختلفة عن قراءة المتدينين المتزمتين لها. أنا انظر إليها وأقرأها ككتب حكمة فقط أستخلص منها الحكمة لأعطيها للآخرين.  وهذا الآخر إما أنه لا يقرا هذه الكتب لرفضه لها او لإلحاده، أو أنه يقرؤها قراءة متزمتة تجعله منغلقاً على نفسه وفكره المحدود.

العلمانية بالنسبة لي إلغاء جميع كتب التربة الدينية من مناهجنا التدريسية واستبدالها بمادة جديدة لنسميها مثلاً: "علم الأخلاق" تنطلق مبادئه من جميع كتب الحكمة السماوية والأرضية، لا يفرق بين دين وآخر.

أي نظام يطبق هذه الفكرة أستطيع أن أصفه بكل قوة وثقة بأنه نظام علماني، طبق مبادئ العلمانية بلا شعارات رنانة.

كيف أستطيع أن أقول عن نظام ما بأنه علماني (حتى ولو كان دستوره محشو بعبارات علمانية) وهو يفرق بين طالب وآخر أثناء حصة التربية الدينية، التي هي بالأساس تزرع الشقاق والتفرقة بين أبناء البلد الواحد؟؟

* ماهو العقل الباطن؟ ماذا يمكننا أن نفعل بالاعتماد على العقل الباطن؟ هل يتفاوت العقل الباطن بين انسان وآخر؟

** أثار موضوع العقل الباطن اهتمامي منذ الصغر. كتبت أكثر من مرة أنني كنت أتعامل مع عقلي الباطن في صغري بلا وعي، وعندما بدأت التعامل مع عقلي الباطن بوعي وإدراك تامين لما أريده، تغير مجرى حياتي بالكامل. باتت محاضراتي وما أكتبه عن العقل الباطن موضع اهتمام وجدل لدى كثيرين من الباحثين والمهتمين. كما استطعت أن أقدم فائدة عملية لكثيرين وصلوا الحضيض وكانوا بأمس الحاجة ليد تنتشلهم من الهاوية.

بكلمة مختصرة جداً أستطيع أن أقول أن العلماء قسّموا سويات التفكير عند الإنسان إلى سويتين أسايتين: سوية العقل الواعي (بقدراته وحصاصه المحدودة)، وسوية العقل اللاواعي أو العقل الباطن بقدراته وخصائصه اللامحدودة.

عندما يفكر الإنسان يستخدم عقليه الواعي واللاواعي بالتناوب. ومن المهم جداً أن نتحكم بالأفكار التي ندخلها إلى العقل الباطن عن طريق عقلنا الواعي. أي يجب الانتباه إلى كل فكرة تنغرس في عقلنا الباطن،  وهذا ما أسميه "غربلة الأفكار".

قدرات العقل الباطن لا حدود لها، وهو متصل مع العقل الكوني، أو خزان المعلومات الكوني. يخزن جميع المعلومات في هذا الكون من الأزل إلى الأبد. وبالتالي لا وجود للنقص في هذا الكون، وكل شيء متوفر بلا أي نقصٍ.

لاوجود للمستحيل أمام شخص استطاع أن يفتح قناة اتصال حرة مع هذا الخزان المعلوماتي اللامحدود. يكفي فقط ان تجد قناة الاتصال هذه وبأقل مقاومة ممكنة.

يتحكم عقلنا الباطن في مسيرة حياتنا كلها، وفي حركاتنا اللإرادية، وفي وظائف أعضاء الجيد، .... ولهذا فمن الضروري جداً الانتباه للبرامج العقلية التي نبرمج بها عقلنا الباطن (بوعي أو بلا وعي)، وإعادة برمجتها حين الضرورة. وهذا الأمر يحتاج على تقنيات محددة.

* هل العقل الوطني السوري يمر بحالة سبات بالنسبة للسوريين المهللين للتدخل الخارجي؟، من يتحمل مسؤولية كل هذا التطرف الموجود في سورية التي حكمها حزب البعث العلماني خلال الخمسين عاماً الماضية؟

** ذكرت في كتابي "فلسفة النجاح والفشل" أن عقل الأفراد كما عقل الأمة يمكن أن يمر في حالة ركود أو سبات. لكن من أهم ميزات العقل أنه لا يموت (الدماغ يموت والعقل لا يموت) ويمكنه الانتفاض متى وُجدَ المُحفز او الدافع.

نحن أمة الوسط، مركز الإشعاع الفكري والكوني، من هنا ينطلق كل شيء وإلينا يعود. ولهذا السبب بالذات أنا لست خائفاً من حالة السبات الطويلة التي مر بها العقل السوري، وسينتفض بالتأكيد.

استناداً إلى قانون الجذب الكوني الذي أتكلم عنه كثيراً أنا لا أدين الغرب ولا أحد غيرنا في كل ما يحدث معنا. أنا مؤمن كليا بأننا نحن من جذبنا إلى حياتنا كل ما يصيبنا وما نتعرض له، حتى هؤلاء المجرمين القتلة نحن جذبناهم.

الغرب له مصلحة في محاربتنا والتآمر علينا، ولكن ما هي مصلحتنا في التآمر على أنفسنا؟؟

لنعد إلى أنفسنا، ولنراجع أنفسنا جيداً، نحن، من صغيرنا إلى كبيرنا، نتحمل جميعاً المسؤولية عن كل ما يحدث معنا...

هذا ما يركز عليه قانون تحمل المسؤولية – أحد القوانين الكونية التي لا حياد عنها.

إذا أدركنا ذلك وآمنا بأننا نحن المسؤولون عن كل ما يحدث معنا في حياتنا لاستطعنا أن نغير مجريات حياتنا نحو الأفضل.

وللأسف، حزب البعث بشعاراته العلماني الذي حكم البلد خلال نصف قرن كان أبعد ما يكون عن التطبيق العلماني لعلم السلطة. تجلى ذلك بشكل أساس في التضييق على القوى العلمانية والسماح لفريق التزمت الديني ليفتح طريقاً واسعاً تبين أن ردمه صعب إن لم يكن مستحيلاً.

* ماهو موقف الدكتور دليلة من الازمة السورية؟

** أنا ابن هذا الوطن البار، عدت إليه على الرغم من كل المغريات والتحديات والمحاربات والتقييدات التي مررت بها.

كانوا يقيمونني دائماً "يغرّد خارج السرب".

كانوا يريدون أن يخلقوا منا نسخة طبق الأصل عن بعض. أن يخلقوا منا مطبلين مزمرين، مؤجرين عقولنا لنفكر على طريقتهم...وهنا كان الخطأ الأعظم والطامة الكبرى. كنا خير تلامذة لمدرسة سوفيتية تهاوت أعمدتها بسرعة خلبية، واستمرينا على عنادنا إلى أن وقعنا في الفخ المنصوب لنا. لقد اكلنا الطعم مرتين: مرة بسبب التآمر الخارجي، وأخرى بسبب التآمر الداخلي، وكان الثاني أكثر مرارة، بل بطهم العلقم.

وانطلاقاً من إيماني بعظمة الشعب السوري، ومن اعتقادي المتين بأنه (وحتى في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها) من أرقى شعوب العالمن لذبك فانا لست خائفاً على سوريا، وواثق ثقة عمياء بأن الأزمة ستمر، وسيكون الدرس رائعاً للمستقبل.

* سؤال شخصي.. مؤخراً سجلت حضوراً اعلامياً لافتاً، هل نستطيع القول أنك تعيش مرحلة الاعتراف بخبرتك ومالديك من علم، وتقديم هذا العلم والمعرفة للعموم؟

** اعتراف لم يات من فراغٍ يا سيدي.

أنا ابن قرية.. أعشق الريف، وأؤمن بقانون الزرع والحصاد. أعرف أنه عندما نزرع يجب أن نمهد الأرض في البداية  ونعدها للزرع، ثم نزرع، ونعتني بالزرع كالسقاية ونزع الأعشاب الضارة مثلاً... وأخيراً نجمع المحصول. المزارع يعطي ثم يأخذ، وهكذا فعلت أنا.

منذ الطفولة وانا اتعامل مع عقلي الباطن، أقتني الكتب،أقرأ، أترجم لنفسي، إلى ان وقع بين يدي كتاب "العقل الباطن" وهو باكورة كتبي المترجمة. أيقنت حينها أن هذا الكتاب سيشكل نقلة نوعية في حياتي، فكان ذلك.

عملت كثيراً بتأنٍ وبلا أية شروط.

آمنت بان هذا الكون وخالق هذا الكون لا يظلم أحداً، بل نحن الذين نظلم أنفسنا.

آمنت بقانون الوفرة الكونية، وأن كل شيء متوفر في هذا الكون، ولا وجود للنقص فيه. النقص موجود في أفكارنا فقط، وانني سأحصل على كل ما أريده في الوقت المناسب وحينما اكون جاهزاً لتقبل ما أريده.

آمنت بقانون الجذب، وبأن كل ما يحدث معي من أحداث: نجاح أو فشل، مرض أو عافية،... أما اجذبة على حياتي، وأنا المسؤول الأول والأخير عن كل هذا.

وبالمناسبة.. كان آخر مقال لي أنزلته على موقع صوت العقل اسمه: "اعط قبل أن تأخذ".

خلال حياتي الطويلة التي تعدت ستة عقود لم اشعر بالنقص أبداً. كنت أعطي وكلني إيمان بأن المكافأة آتية لا ريب فيها.

عشت حياتي كلها شاكراً حامداً

وها أنذا اشكركم من قلبٍ صافٍ على هذا الاهتمام الذي أبديتموه تجاهي.

جدير بالذكر أن الدكتور مصطفى دليلة عضو في الهيئة تدريسية لقسم هندسة الميكاترونيك في جامعة تشرين، وهو حاصل على شهادة الماجستير والدكتوراه في الهندسة الكهربائية من معهد الطاقة في موسكو (الجامعة التقنية)،  له العديد من الكتب المؤلفة والمترجمة في مجال اختصاصه بالهندسة الكهربائية. أغنى المكتبة العربية بكتبه المترجمة والمنشورة في مجال العقل وأسرار العقل وعلم النفس العملي. من أهم ترجماته: العقل الباطن، أسرار العقل الباطن - اعشق مرضك، أسرا العقل الباطن - قوة الهدف، قوة العقل عند الأطفال، ... وغيرها

الوسوم (Tags)

الدكتور   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-11-30 14:52:53   الدين الحقيقي
اشكرك من اعماق قلبي على كل ماقدمته لنانحن المتعطشون للانطلاق انا اضم صوتي لك في كل ما قلت الدين الحقيقي واحد لكن ماذافعل الجهلاء بنا امل ان ياتي وقت الاستيقاظ قريبا
هويداسلامة  
  0000-00-00 00:00:00   رد على تعليق الأستاذ عمر عثمان على حواري في دام برس
بداية اشكرك على التعليق، واشكرك كذلك على الاختلاف في الرأي لأن الاختلاف يولد الحقيقة عندما ننظر إليها من جهات مختلفة. ك،ت أتمنى لو قرات الحوار بتمعن أكثر، ولو اطلعت على حواري في موقع صوت العقل http://thevoiceofreason.de/article/5719 وعلى مجموعة محاضراتي وكتاباتي غلى موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/moustafa.dalile لـاكدت أنني من الناس المؤمنين إيماناً كلياً بحرية المعتقد والهوية التي تميز كل واحد عن الآخر، مؤمن أن لكل إنسان عالمه الخاص وعلى كل منا احترام عالم الشخص الآخر الذي هو رائع كعالمه الخاص. مؤمن بانه طالما أن جميع الديانات من مصدر واحد وإله واحد فلماذا نختلف؟؟؟ مؤمن بان ما يفرقنا هو الطقوس والعبادات الطقسية وليس العبادات النابعة من القلب. مؤمن بان الإله موجود في داخل كل واحد فينا (ونفخنا فيه من روحنا)...ومن لا وجود للإله في قلبه لا وجود له في أي مكان آخر
د. مصطفى دليلة  
  0000-00-00 00:00:00   اثراء الفكر الوطني
الاستاذ الكريم الدكتور مصطفى كما تعلم فان لكل انسان على هذه الارض او في باطنها له هوية كونية تميزه عن غيره من البشر فله بصمة ابهام خاصة وله بصمة عين خاصة وله بصمة دي ان اي خاصة عدا عن كثير من البصمات الاخري التي تميزه عن غيره كما ان لكل انسان بصمة خلقها الله بالمقابل فقد منحه الله حق الاختيار لبصمة فكره عقيدته وطلب منجميع الخلق ان يحترم كل منا خيارات الاخر الفكرية(ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة)(لا اكراه في الدين) وامرنا امرا وليس اخيارا ( وتعاونوا على البر والتقوى) واحترم انسايتنا فكلكم لادم وادم من تراب واحبكم الى الله انفعكم للناس والامثلة كثيره والله عندما اعطانا البصمة الفكرية سمانا كل ببصمته العقدية فذاك يهودي وذاك مسيحي واخر مسلم واخر مشرك واخر كافر وهذه الاسماء ليست ادانة او شتيمة بل هي هوية والان ياتي الاخ العزيز مصطفى ليمسح هذه الصمات العقدية بين الناس لتتماهى في بعضها البعض تحت اي اسم اخلاق او اداب او غيرها لقد فشل هذا المفهوم بعد سبعين سنة وعاد كل الى هويته عندما سقطت الشيوعية التي انكرت على الناس هوياتهم الفكرية وحتى حقوق الملكية لتصبح مشاعاً. فما يضيرنا لو احترمنا هوياتنا الدينية ضمن تعليمات هذه الاديان التي اساسها احترام الاخر وعدم اقصاؤه لماذا السباحة عكس الفطرة فان احدا ايا كان ومهما كان لايستطيع تغير الفطر البشرية قد نستطيع التاثير على البعض ولكن لن نستطيع التاثير على البشرية كلها (فما خلقت الانس والجن الا ليعبدون) ضمن هوياتهم التي اختاروها تحياتي للدكتور مصطفى
عمر عثمان  
  0000-00-00 00:00:00   إسلام
وهل يحتاج الإسلام إلى زنادقة و ملاحدة لتشويهه احترم عقولنا يا دكتور انت تؤمن بالعلم فكيف تلتقي غيبيات الصحراء القاحلة مع العلم و الفكر اقرأ فقط قران محمد وآياته التي كلها دعوة للقتل و السيرة العطرة للنبي اعرف أن هذا الرأي لن يعجبكم و لكن هذا الدين و اتباعه مشوهين و لا داعي لان تتهمواالغرب الكافر بالمؤامرة علينا بكل شى لان هذه الأمة هي أمة متخلفة بسبب نخاريف محمد .
بعل  
  0000-00-00 00:00:00   طاقة المحبة تجمعنا
شكراً لكم جميعاً.. د. محمد عطا بطل - الاختلاف جوهر أي تطور وارتقاء.. والجريمو الكبرة أن نكون متشابهين متطابفين ونسخة طبق الأصل؟ هدفي وحلمي أن أنشر طاقة المحبة والتسامح في هذه الظروف الاستثنائية
د. مصطفى دليلة  
  0000-00-00 00:00:00   موضوع ثري مهم
موضوع ثري بافكاره و توجهاته و يسلط الضوء على مواضيع مهمة و خاصة في المرحلة الراهنة أنا كان لي الشرف في أن كون أحد طلاب الدكتور مصطفى في كلية الهندسة الكهربائية و الميكانيكية في جامعة تشرين و مثلي مثل بقية الطلاب أحسسنا فرقا واضحا من ناحية التعامل و ايصال المعلومة و أساليب التدريس عند الدكتور مصطفى و بإسمي و بإسم طلاب هندسة الميكاترونيك نتمنى له الصحة و العافية و دوام العطاء و النجاح
مكسيم مصطو  
  0000-00-00 00:00:00   الانسان ابن عقيدته
شكرا للدكتور مصطفى على جهوده ورؤاه الطيبة..و أنا أشطاره الرأي بأن الانسان هو الغاية و المنطلق.. و لا فائدة لأي بناء كان قبل بناء الانسان..لأن الانسان الجاهل هو عدو للحضارة والبناء وعدو نفسه أيضا.. وما يجري في سوريا مرده إلى جهلنا و إلى ذكاء عدونا و طبعه العدواني الشرير.. فهي بنا لنبني أنفسنا ومن ثم نبني أمتنا قبل بناء الوطن.. لأن الوطن بلا إنسان حقيقي مجرد خرابة. وشكرا لك دكتور مصطفى.
المحامي سليمان يوسف  
  0000-00-00 00:00:00   شكرا
شكرا د. مصصطفى ..اتمنى لك النجاح الدائم...وإن كنت ﻻاتفق معك في كل التفصاصيل...لكنك كنت دائما بالنسبة لي مثﻻ يحتذى به
محمد عطا بطل  
  0000-00-00 00:00:00   قانون الجذب
شكراً لكم د. مصطفى كان لي الشرف باني تعرفت على شخصكم الكريم من خلال كتبكم المنتشره في كل مكان ومحاضراتكم القيمه التي حاضرتم بها في معظم المراكز الثقافيه...ولقد اثر هذا على حياتي بشكل ايجابي ..... لقد تاثرت واثرت بما قدمته لنا من طريقة ونهج جديد في التفكير مزيداً من العطاء والنجاح د.مصطفى
kaled manssour  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz