خاص دام برس - بهاء نصار خير
أشخاص نذروا أنفسهم لتقديم ما يطلبه الوطن والإنسانية منهم, كشفوا التلفيق المعادي غير آبهين بالخطر المحدق بهم, فكان من جسد الوحدة العربية بعلاقة قدسية وهذا ما جمع الأستاذ رفيق لطف العربي السوري مع زوجته العربية الأردنية جمانة لطف فكان نتاجهم مشتركاً مدافعاً عن سورية قلب العروبة, لذلك يسرنا أن التقينا بهما وكان لنا معهم اللقاء التالي المميز.
- نود أولاً أستاذ رفيق أن تحدثنا عن كيفية حصولك على المواد التي تقدمها والتي كان لها الأثر الكبير سواءً على الشارع السوري أو العربي؟
تجهيز المواد ليس بالمسألة البسيطة كما يتخيله البعض بل هي بحاجة لكثير من الجهد والعمل حتى يراها المشاهد بتلك الطريقة التي تُعرض فيها على شاشات إعلامنا السوري. والمشكلة تكمن بأنني أعمل وحدي في هذا المجال وليس كمجموعة مُتكاملة, فكل ما ترونه هو مجهود شخصي فقط. وما رأيتموه شيء يسير مما ستشاهدونه في الأيام والفترة القادمة, فأنا أملك الكثير من المواد التي تُثبت حجم التورط الكبير وحجم المؤامرة التي تُحاك على سورية. وقد ظن البعض بأن هناك ارتباطاً مع الدولة في هذا المجال, وهذا الكلام غير صحيح فما أقوم به هو جزءٌ من واجبي تجاه وطني وسأُقدم ما أستطيع فعله لحماية سورية وأُجنبها جزءً مما يُحاك ضدها في الغرف السوداء.
- طالما أن تلك المواد بتلك الأهمية ولمسنا هذا بالفعل من خلال ما استطعت كشفه من حقائق. فلماذا لا يتم استثمار تلك المواد وعرضها أمام الدول العالمية حتى تُشكل مصدر داعم وقوة للموقف السوري؟
في الحقيقة أود أن أُطلعكم على أمر وهو بأن المادة الأخيرة التي عُرضت مؤخراً سنعمل على أن تصل إلى مجلس الأمن, وأنا أقوم بتجهيزها الآن دون أي قطع أو مؤثرات صوتية (أي كما هي المادة الخام)..
- لماذا لا يتم التبليغ مُسبقاً عما حصل لخط الأنابيب والتفجير الذي تعرض له كما شاهدناه على شاشة تلفزيون الدنيا. وهل تم القاء القبض على الأشخاص الذين قاموا بالتفجير؟
ببساطة نحن رأينا أثناء متابعتنا كاميرا موجهة, لكننا لم نكن نعرف ما هو المخطط المرسوم والمرجو من تثبيت الكاميرا في ذلك المكان, ولكن عند المتابعة تبين لنا أن الغرض منه هو تصوير التفجير الذي تعرض له خط الأنابيب وتصويره مستقبلاً من قِبلهم على أنه قصف جوي لمدينة حمص. وما أستطيع قوله وضمن معرفتي أنه تم التعرف على المنزل الذي تم التصوير منه, وطالما عُرف المنزل فلا بد من معرفة من كان فيه أيضاً .

كنا نرى تسريبات يتم نشرها على الفيس بوك يعتبرها البعض كسبق صحفي. ماهي رؤيتك لهذا الموضوع؟
المشكلة أن الإعلامي لدينا تحول في بعض الأحيان لموظف مكتبي, بمعنى أن الاعلامي ينتظر المادة الجاهزة التي تأتيه على طبق من فضة دون أي مجهود, وبعض تلك المواد أو الأخبار تكون منقولة أو عبارة عن تصريحات من شخصيات عسكرية أو أمنية تتناول تحركات معينة, فيقوم البعض بعرضها على الفيس بوك على أنها سبق صحفي مُعين فيكون من حيث يدري أو لا يدري قد آذى الجيش والامن. لذلك دعوت أكثر من مرة الاخوان إلى عدم كتابة أي شيء من هذا القبيل كي لا يكون تأثيره سلبي على سير العمليات. فأنا مثلاً يكون لدي الكثير من المعلومات ولكن أتحفظ عليها خوفاً من تأثيرها العكسي على ارض الواقع.
- لماذا لم يتم استغلال غرف البالتوك لكشف ما كان مخططاً له حيث بقينا لأكثر من شهرين ونحن في حالة صدمة لما حدث؟
هذا اللون الذي يُدعى البالتوك هو لون جديد من الإعلام غير معتاد عليه الشارع السوري , فأنا على مدى ستة عشرة سنة في البالتوك كان لدي حرب مع جماعات تكفيرية وهي نفسها الجماعات الوهابية وحين لاحظت تحركات غير طبيعية لديهم وتحريض تحاه سوريا وقائدها قبل الأحداث كنت أدخل غرفهم وأجاريهم بالحديث حتى أنال ثقتهم لأعرف مالذي يُخططون له، ثم بدأت أقوم بتوضيح ما أسمعه للناس، طبعاً حينها كنا نتعامل مع صوت دون صورة والتي هي بطبيعة الحال ذات تأثير أكبر, ثم بعد ذلك انتقلت إلى دمج الصوت مع الصورة وحصلنا على النتائج المرجوة لايصال الفكرة وحقيقة ما ينوونه او يفعلونه في سوريا . ولكن للأسف أحياناً يتم التعامل مع بعض المواد التي أقوم بتقديمها بطريقة غير متناسبة مع المعلومات التي تحملها, وتعرضها بطريقة قد تُفقدها أهميتها, لكن عند تقديمها بمؤثراتها الصحيحة فهنا يكون الهدف الحقيقي منها قد وصل, وأثرت بالشكل المطلوب.
- رأينا وقرأنا عن حجم المؤامرة التي خُطط لها ضد سورية والتحضير الذي تم قبل أكثر من عشرة سنوات على أقل تقدير. لماذا لم يتم استثمار غرف البالتوك لكشف ما كان يُحضر في تلك الغرف للتنبه والوعي أكثر؟
كن على ثقة بأن ما حصل في السابق منذ السنة وحتى ما نشاهده الآن كنت أعلمه بكل تفاصيله, لأنني كنت أستمع إليهم وأشاركهم الحديث ظناً منهم على أنني معارض, ولما بدأت الأحداث قمت بتقديم حلقات عبر الاذاعة السورية وعرضت التسجيلات الصوتيه لهؤلاء المتآمرين ثم قمت بعرض المُخطط عبر شاشات الاعلام السورية, وكيف كان يتم التحضير لتنفيذه, وأبلغت الجهات المعنية بهذا الأمر, بدءا من قطع الطرقات, وتنظيم المظاهرات, وكيف سيقومون بالإساءة للسيد الرئيس وتوجيه الشتائم له حتى من قبل الأطفال حتى تفقد الدولة هيبتها, والتخطيط لتكسير التماثيل, وطريقة التعامل مع الأمن, وكيفية إدخال الأدوات وآلات التصوير والتسجيل ولكن الرد الذي تلقيته من الجهات التي أطلعتها على ما أملك كان الجواب واضحاً بأن "هذا الشيء لن يحدث في سورية". وللامانة أنا ايضاً لم اتوقع حصولها بالشكل الذي كانوا يخططون له لأن لدي ايمان ان الشعب السوري واعي ويحب وطنه بشكل كبير، لكن مع الاسف حصل ما حصل ، الا ان هذا لا يعني انهم انتصروا، لا زال الشعب السوري هو الاقوى وهو صاحب الكلمة ومن جهتي سعيت بكل طاقتي لكي افضح امرهم قبل ان يضللوا المزيد من الناس
- لماذا لا يكون هناك فريق عمل مساند لحضرتك في كشف الخداع والتضليل, ونأخذ زمام المبادرة والهجوم على دول الخليج من خلال غرف البالتوك؟
هذا الموضوع تم طرحه مع كثير من الجهات, ونفذ في أكثر من مكان, وكل جهة تتابع بطريقتها الآن
- هل من الممكن أن نرى تغييراً في مواقف بعض المحطات الإعلامية التي وُجهت ضد سورية نتيجة تلك التسجيلات التي عُرضت وسوف تُعرض؟
المحطات الموجهه ضد سورية تعلم أن كل ما يعرض هو فبركات وتزييف لذلك ما نعرضه لن يحدث تغييراً في موقفها لأنها من ضمن الاجندة التي تعمل ... ولكن التأثير بتوقعي هو على الكوادر العاملة في هذه القنوات لا سيما أننا شهدنا على سبيل المثال العديد من الاستقالات الان في قناة الجزيرة والعربية, ولكن أظن بأنه سيكون هناك تطوير لأسلوب الفبركة لدى تلك القنوات فالخطة لديهم مازالت قيد التنفيذ, ولكن همنا بالنهاية هو المُشاهد الذي يرى تلك القنوات المأجورة أن يتأثر ويستطيع التمييز ما بين الخطأ والصواب, وهدفنا هو إسقاط تلك القنوات من خلال المشاهد.
- كيف يكون الرد على بعض إن لم نقل كل الفبركات؟
يكون الرد بالتنبه لما نشاهده ونحلله التحليل المنطقي والذكي, وأقرب مثال لدينا هو ما شاهدناه عندما رأينا الجثث داخل المنزل الذي عُرض منذ أيام, فمن يراقب ويُركز يدرك وبشكل قاطع بأن الغرفة التي كانت الجُثث موجودة فيه هو نفس المنزل الذي عُرضت فيه الطفلة نغم. لذلك وبهذه الحالة يجب على الإعلاميين فوراً اقتناص هكذا هفوات من الطرف الآخر من أجل كشفها لما يُخططوه ويفعلوه من متاجرة بدماء الأبرياء.وهذه الهفوات كثيرة لا حصر لها فمن يكثر كذبه يكثر خطاءه
- دائماً نسمع عما يُسمونه بالمد الفارسي, والنفوذ الإيراني في المنطقة, وهذا هو السبب وراء مواقف إيران من سورية, ما تعليقك على هذا الكلام؟
لايوجد شيء اسمه مد فارسي, بالنهاية نحن عرب ونفتخر بعروبتنا, والقرآن الكريم عزنا الله به وأنزله باللغة العربية, أما الشيء الذي يقولون بأنهم خائفون منه هو المد الشيعي فهي ذريعة او كذبه اختلقوها لكي يحققوا مآربهم الاستعمارية, بالنهاية نحن مسلمين سواء كنا شيعة أم سُنة عرب او عجم. هم خوفوا الناس من نظرية اسمها ولاية الفقيه, وكما حاولوا الترويج فإن المرجعية الإيرانية المُتمثلة بالإمام الخامنئي هي التي تأمر كل الشيعة في أنحاء العالم, وأن هذه الولاية ستتحكم بالعالم سياسياً من خلال تغيير الاعتقادات. وهذا غير صحيح وهنا, أود أن أسأل, هل إيران تُسيطر على شيعة سورية وتتحكم بهم؟ الجواب لا. هل إيران حركت ساكناً في البحرين وتدخلت في الشأن الداخلي البحريني؟ الجواب أيضاً لا. إذاً وبناء على تلك المُعطيات, من هو المُتحكم الحقيقي بالعقول ويؤثر بهم؟ إنه القرضاوي وأمثاله هم الذين يُشكلون المد الأخطر,وهو ما اسميه بـ (ولاية السفيه);كالقرضاوي الذي يتدخل بشؤون الدول من مصر الى ليبيا الى سوريا الى الامارات وغيرها وكأنه ولي أمر المسلمين في العالم هذا ما يجب ان يكون مصدر خطر ويعطي اوامر بالقتل والذبح مد يعتمد على القتل والذبح والتنكيل بالناس الأبرياء وليس كولاية الفقيه في ايران فالسيد الخامنئي لا يتدخل بشؤون الدول ويعطي اوامر بالقتل او ما شابه . فكل ما نشهده من تهجم على إيران وحلفاءها هو مخطط أمريكي لإخافة العالم من إيران ولتضمن وجودها في المنطقة لحماية دول الخليج من إيران.
-

منذ فترة ليست بالبعيدة رأينا مقطع فيديو لما تُسمي نفسها المعارضة بسمة قضماني وهي تتحدث عن العلاقة مع إسرائيل, فكشف بواطن الأمور لديها بشكل علني, هل لديك مقاطع أخرى تفضح أعضاء مجلس اسطنبول أو مُعارضين آخرين؟
لدي بعض اللقاءات التي تمت عبر الهواء ما بين أطراف سورية مع شخصيات إسرائيلية, ولكن ليس من الشخصيات المعروفة, لكنهم أعضاء في مجلس اسطنبول كانوا على حوار دائم كما ذكرت مع شخصيات إسرائيلية وقريباً سيتم عرض تلك التسجيلات. وهذا ليس بالغريب عليهم فهم يعملون بمبدأ الغاية تُبرر الوسيلة, ويُحاولون إقناع بعضهم بأنهم مقتنعين بأن إسرائيل عدو لهم, لكنهم يودون الاستفادة منها, لذلك هم مفضوحون بعلاقتهم مع إسرائيل ولا يخجلوا من الاعتراف بذلك.
- هل تعتقد بأن ذلك التسجيل كان له دور كبير في الانشقاق الذي حصل في مجلس اسطنبول؟
نعم كان له دور كبير في ذلك, حتى أن الغرفة الكبرى التي كانت تُسمى الحرية والعدالة انشطرت إلى قسمين.بسبب خلافاتهم حول لقاء المدعوه قضماني بالاسرائيليين برغم أن الطرفين ليس لديهم مشكلة في العلاقة مع اسرائيل ولكن بعضهم يفضلها سرية والاخر لا يأبه بأن تكون علنية وهذا من احد اسباب الخلافات الكبيرة بين اعضاء المجلس الاسطانبولي
- ماهو التأثير الفعلي الذي لمسته على المعارضين الذين رأوا تلك التسجيلات؟
بصراحة أنا كنت أتوقع أن تؤثر بهم ولكن ليس إلى هذا المستوى الذي رأيته, فهناك الكثير على الساحة ممن راجعوا أفكارهم ومواقفهم, وكان لها تأثير كبير جداًوقد حملوا المسؤولية الكاملة للجزيرة وهذا طبعاً دليل افلاس. وقد وردتني الكثير من الاتصالات الهاتفية من سوريا ومن دول عربية كاليمن والجزائر وليبيا وتونس وفلسطين وحتى من دول الخليج, وأخبروني بأن القضية أصبحت مدار بحث لديهم. و من خلال اتصالاتي مع جهات حكومية أخبرت بأن الأصداء كانت قوية والحمد لله حتى أن أحد الأشخاص وصف لي الحلقة الأخيرة بأنها حرب كتيبة بأكملها لمدة سنة, وانها سهلت أموراً كثيرة.
- ألا تعتقد بأنه من الفائدة أكثر لو قام إعلامنا باستقطاب شخصيات مُعارضة تأثرت بما شاهدته من تلفيق كشفته أنت لتفضح ما كان يُبيّت؟
أنا مع هذا الموضوع حتى وإن كانت مُسجلة وليست مباشرة مع تلك الشخصيات حتى يشعر الشعب بأنه بالفعل بدأ إعلامنا بالتقدم نحو الأمام.
- رأينا في الآونة الأخيرة موقفاً لدولة الإمارات مغايراً لما كان في السابق خاصة بعد ترحيل المواطنين الذين تظاهروا ضد النظام السوري إلى سورية. ما هي رؤيتك لهذا الموضوع؟
هم يحاولوا أي المعاديين لسورية, أن يبسطوا نفوذهم ليس في الإمارات فقط بل في جميع الدول العربية, من خلال (ولاية السفيه) التي تحدثت عنها والتي هي ولاية القرضاوي, لذلك هم بدأوا بالتحريض داخل تلك الدول لتنشيط ما يُسمى بجماعات الإخوان المسلمين, والإمارات بطبيعتها لا تملك هذه العنصرية, فهي لديها جماعات سلفية, ولديها شيعة, والشيعة فيها على الحياد أما الآن أصبح هناك محرك لتلك الجماعات السلفية وهذا الشيء لا يُناسب الإمارات, حتى أن الإمارات لديها أدلة على تلك الجماعات وأمور مُرتكبة, وترحيل المواطنين السوريين الذين تظاهروا لم يأتي نتيجة محبتهم لسورية بقدر ما كانت رسالة للدول الأخرى التي تدعم تلك الجماعات وتحاول التدخل في الشؤون الداخلية الإماراتية. خاصة وأن اعترافات بعض المُعتقلين في الإمارات أثبتت تورط العرعور والقرضاوي في ذلك.أضف أن الامارات لديها من كل الجنسيات والملل وليس من الصالح الدخول في هذه الأمور
- هل تتصور عودة العلاقات إلى طبيعتها مع الدول العربية التي شنت تلك الحرب الشعواء علينا؟
هناك عدة أطراف في ذلك فبالنسبة للمملكة العربية السعودية, فالمملكة مهمة جداً بالنسبة لسورية, نتيجة المصالح الكبيرة, ولا السعودية بإمكانها التخلي عن سورية, فمهما اختلفنا مع السعودية فبالنهاية سوف تعود العلاقات إلى طبيعتها. فقوة العرب تكمن في سورية وولا يمكن لأحد أن يلعب الدور السوري الحاضن للعرب وقضاياهم والجميع يعلم ذلك. أما بالنسبة لقطر فوضعها مُختلف, فوجودها أو عدم وجودها لا أثر له على الاطلاق فهي دويله صغيره لا تشكل شيء على الخارطه لا الجغرافيه ولا السياسية لتسحب امريكا يدها الان من قطر ترى نفسك انك بالكاد تراها او تذكرها كعنصر سياسي مؤثر
- من المؤكد وجود تسجيلات وحوارات تدور في الغرف المغلقة لها علاقة بأحداث البحرية والقطيف الدامية. هل من الممكن استخدام تلك التسجيلات كحرب مضادة لتلك الدول وفضح إجرامهم؟
بصراحة لقد طُلب مني في البحرين وفي الإحساء القيام بهكذا أمور, ننيجة علاقاتي القوية بيني وبين الاخوه في دول الخليج, وأن أكشف ما يُخطط في الغرف المغلقة وأكون عضواً في ثورتهم ولكني رفضت هذا الأمر. لذلك يمكنني القول بأن هناك قواعد كبيرة عبر البالتوك, ويمكن لأي شخص رؤية وسماع ما يُخططون له داخل تلك الغرف خطوة بخطوة, ولكني متابع لما يحدث هناك.لا اكثر
- طالما أننا نعاني ضعفاً إعلامياً كبيراً, لماذا لا نستثمر موضوع البالتوك بشكل كبير وقدرتنا على مراقبة ما يحاك بفاعلية؟
بكل بساطة لأننا ضعفاء من ناحية التخطيط, فلو قام العالم العربي بإنشاء قاعدة ودعى لها العرب والمسلمين لإقامة شبكة مشتركة لنطور من أنفسنا ونشكل خط دفاع الكتروني, فعندها انا واثق بأن كل العالم العربي والإسلامي سيتجمع في هذه القاعده لكنهم عندما لم يروا تلك المساحة من الحرية, ورأوا الاضطهاد الذي يُعانوه في بعض الدول لذلك اضطروا لاستخدام المواقع الأمريكية, لذلك امريكا استقطبت هؤلاء وحولتهم الى ادوات حرب. والحل يكون بالتنظيم الفعلي خاصة بالنسبة لسورية يجب أن يكون هناك دور للمراكز الثقافية التي تختار النخبة من كل منطقة وجعلها مسؤولة عن شبكات الكترونية وعندما نقوم بعملية ربط كبيرة تعتبر شبكة تواصل متحدة تعمل معاً وليس كما يحدث الآن فكل شخص يعمل لوحده. حينها سنكتسح العالم بكل سهوله

- أما السيدة جمانه فقد قمنا بتوجيه الاسئلة التاليه لها : -

أود أن نوجه سؤالاً للسيدة جمانة لطف, فكونك عربية أردنية كيف ترين مواقف الملك الأردني, حيث أننا نراه في الفترة الأخيرة ينئى بنفسه عن الأحداث التي تحصل في سورية, ما تعليقك عن الموضوع؟
لقد وجهت رسالة للملك الأردني منذ فترة في احد لقاءاتي التلفزيونية مفادها أن شريحه كبيرة من الشعب الاردني يرفض الخط الذي تسير فيه الدولة الاردنية وهو الانضواء مع محور الشر المحور الصهيوامريكي بهذا الشكل الشاذ وقد يساق الى ذلك العديد من الاعذار الواهيه ولكن بالنهاية لا يصح الا الصحيح وهو مطالبتنا بأن يعلن الملك بموجب سلطاته الدستورية بطلان معاهدة وادي عربه (معاهدة الاستسلام) واغلاق السفاره الصهيونيه في عمان وطرد السفير اي قطع العلاقات والتطبيع المشين، والانضمام بكل بساطه الى محور المقاومة سوريا لبنان وايران, وهذا هو الأمر الطبيعي بالنسبة لطبيعة الشعب العروبي وحينها سيلقىالأردن الدعم الكبير من كل الدول الحليفه في العالم وليس فقط في المنطقه وفي مقدمتها روسيا والصين وامريكا اللاتينية والهند وغيرها من الدول التي ترفض الانصياع لأوامر مستر سام، قد يعتبرني البعض في الأردن اطرح فكرة مجنونه غير قابله للتطبيق وانا اعتبر انه من الجنون عدم طرح هذه المطالب لأنني أرى الوضع في الأردن وضع مسخ في ظل العلاقات الغير طبيعية مع الكيان الصهيوني وفي ظل ما يحاك للمنطقه ، ومن الطبيعي الآن ان يتشجع الملك الأردني لا سيما بعد انهزام امريكا في العراق وانتحارها على بوابات سوريا من الجهات الاربع فأمريكا لم تعد القطب الأوحد الذي نخشى منه الان يتشكل في العالم قوه جديده من الحصافة ان ننضم اليها والمكاسب ستكون اكبر بكثير من الخسائر .. فما الذي اكتسبه الأردن من هذا التحالف مع امريكا او المعاهده مع الكيان الصهيوني ؟؟؟ اليوم مديونية الاردن بحجمها الصغير هذا 19 مليار دولار ... عموماً دعوتي هذه اعتقد بحمد الله كان لها اثر في الشارع الأردني, وأريد أولاً أن أنوه بالمناسبة الى أن حراك المعارضه في الأردن لا يقل عن الحراك الموجود في الشارع السوري خاصة إذا قسنا ذلك بالنسبة لعدد السكان ومساحة الأردن,مقارنة مع سوريا فأين الجزيرة من هذا الحراك ؟؟؟ أم لأن المعارضة الأردنية تقف بجانب القيادة السورية .. لذا فأني انصح بأن يسرع الأردن بما يطالب به الشعب لأنه لا يمكن أن يسلم والنيران تحيط به من كل جانب ويقول ليس لي علاقة بما يحدث حولي لأنه إن لم يشارك بإطفاء هذه النيران سيتضرر لا محالة
- هناك من تحدث عن تقسيم الأردن وجعل جزء منها وطناً بديلاً للفلسطينيين, كيف ترين سيدة جمانة هذا الموضوع؟
لقد طُرح هذا الموضوع كثيراً في الآونة الأخيرة وهذه التصريحات أتت على لسان رئيس الوزراء الصهيوني ووزير خارجيته, ونتيجة لهذا الكلام ظهر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة حينها وقال بأن هذا الموضوع مرفوض رفضاً تاماً شكلاً ومضموناً, لذلك لا أتوقع أن يتم ذلك على المدى القريب. - كيف تقرأين الموقف الرسمي والحراك الذي يقوم به المواطنون الأردنيين في الرد على ما يُحاك ضد سورية؟
في الحقيقة هناك جهتين في الأردن تقومان بحراك مميز في الأردن والوقوف إلى جانب سورية وهي لجنة مناهضة الصهيونية والتطبيع, ولجنة الدعم لمؤازرة سورية فهاتان الجهتان يقومان بعمل جبار في الداخل الأردني بالتعاون مع السفير السوري في الأردن الذي يبذل جهداً كبيراً في هذا الاتجاه وانا اوجه له تحية كبيرة لجهوده الجبارة في الدفاع عن سورية وكم اتمنى ان يكون جميع سفراء سورية بهذا النشاط, من أجل إيصال الحقيقة التي تحدث في سورية كما هي, حتى انه ومنذ بداية الأحداث دعى بحدود مئتي إعلامي أردني إلى منزله, لتوضيح حجم المؤامرة التي تتعرض لها سورية, وقد حوربت الجهات التي لبت الدعوةوهناك بعض من فقد عمله بسبب ذلك ، أيضاً أحب أن اشير للاعتصام الاسبوع الذي تقوم به لجنة مكافحة الصهيونية والتطبيع في الاردن بشكل اسبوعي كل خميس امام سفارة العدو الصهيوني للمطالبه باغلاقها والغاء المعاهدة المشينة والان نحن في الاعتصام رقم مئه وثلاثه لم ينقطع ولا اسبوع ومع ذلك لم نسمع عن هذا الاعتصام اي خبر في قنوات الفتنة، وبالعوده للحراك الداعم لسورية فقد حضرت العديد من الوفود الأردنية الى دمشق مؤازره وداعمه وناقلة للصورة الحقيقة من الارض السورية كان اخرها وفد قوامه اكثر من مئتي شخصية عامة من الاعلاميين والسياسيين والاكاديميين وشيوخ العشائر وكان من ضمنهم عدد من نواب مجلس الشعب الأردني

- بالعودة للأستاذ رفيق هل تم القاء القبض على بعض الإرهابيين من خلال التسجيلات التي تقوم باكتشافها؟
نعم لقد تم القاء القبض على الكثيرين من الإرهابيين الذين نفذوا الكثير من الإحداث الإجرامية في سورية, هناك أرقام وعناوين حصلنا عليها, وهناك شخصيات صرحت في غرف البالتوك عن طريق الخطأ وأدلت بمعلومات قمنا بتسليمها للجهات المختصة لكي تتخذ الاجراءات المناسبة. حتى كان هناك بعض الأحداث والمخططات التي استبقناها وقمنا بتفادي ما كانوا ينوون تنفيذه.ومنعهم من ذلك
- هل تم القاء القبض على شخصيات غير سورية من خلال تلك التسجيلات؟
لا لم يتم ذلك ولكنه تم التنويه والتحذير من شخصيات أتت غير عربية, خاصة عندما نوهوا بوصول أكثر من ستة آلاف شخص ليبي إلى الأردن بحجة أنهم مُصابون بمرض الإيدز وقدموا للمعالجة ولكن الحقيقة كانت مختلفة تماماً.
- شهدنا تصريحات صدرت عن الملك السعودي والأمير القطري, ودعوة جون ماكين لتوجيه ضربات جوية لسورية, كيف ترى المرحلة المقبلة بعد تلك التصريحات؟
هذا الاجتماع كان بهدف تأمين الدعم المالي لما يُسمى المعارضة وأي أطراف من الممكن التدخل في سورية, وإدخال عناصر خارجية عبر الحدود مزودة بأسلحة متطورة مقارنة مع ما يملكونه الآن, حتى أنها من الممكن أن تتطور لاستحضار أسلحة ثقيلة. وهذا الوضع لا يتغير إلا بتغير في الموقف السعودي الذي إن تغير فسيُغير المعادلة ولكني لا أتوقع أي تغيير فمن قام بتلك الخطوة أي التدخل في سورية لن يتراجع بهذه البساطة. بالمقابل فإنني أعول كثيراً على زيارة كوفي عنان إلى سورية يوم السبت الذي من الممكن أن يكون له تأثير على الأحداث وعلى مواقف بعض الدول.لا سيما وأن سورية تملك من الأدلة ما يمكن ان يغير بعض الأمور
- بصفتك مُطل ومطلع على الأحداث سواء في الداخل السوري أم الوضع الدولي المحيط بنا, كيف تقرأ المرحلة المقبلة؟
تطهير الأرض السورية من الارهاب بحاجة لوقت في المرحلة القادمة لأن القضية ليست فقط تطهير من الإرهاب, ولكن هناك عدة أمور يجب أن تحصل عندما نخرج نوعاً ما مما نحن فيه على الصعيد الداخلي والخارجي، ولكن الذي أراه هو حالة انحسار للقوة الأمريكية وحُلفائها, والكل يعلم بأن الحرب الآن هي حرب وجود, ومن دون شك فأمريكا خسرت المعادلة في المنطقة, وسيكون هناك جهات جديدة سيكون لها نفوذ أكبر من النفوذ الأمريكي, وهي روسيا والصين وأصدقاء تلك الدولتين كسورية وإيران, فالقضية لم تعد كما يقول البعض بأن هناك قطبين, فهناك قطب نراه يعود خائب, وظهور قطب سيُحافظ على المنطقة على عكس ما كانت تقوم به أمريكا من دور مهيمن ومتحكم بالمقدرات, لذلك سيكون دور القطب الجديد دور يسير في نفس الخط المُقاوم. وفي نهاية اللقاء كانت امنية كل من السيد رفيق والسيدة جمانه أن يتحول الإعلام السوري إلى إعلام أكثر فاعلية قادر على التسويق الصحيح لسورية وما تملكه من حضارة, وفكر وثوابت قومية ويواكب متطلبات العصر ويواجه الأزمات بكل اقتدار.
bahaa@dampress.net
facebook.com/bahaa.khair