Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
السيد حسين مرتضى لدام برس : أميركا لايمكنها ضرب سورية حتى لو تم تفويضها من مجلس الأمن
دام برس : دام برس | السيد حسين مرتضى لدام برس : أميركا لايمكنها ضرب سورية حتى لو تم تفويضها من مجلس الأمن

خاص دام برس – بهاء نصار خير
قامة إعلامية التزمت مبادئ وأخلاق الإعلام وصدق الكلمة في ظل عالم غابت فيه الحقيقة وفُقد فيها الضمير, كان من فرسان الكلمة الصادقة ومن اوائل من سعوا لكشف وتوثيق حقيقة الأحداث في سورية, فبعد فقدان الأخلاق من الإعلام المتصدر على ساحات الوطن العربي تظهر هكذا شخصيات لتُعطي الأمل من جديد لإعلام عربي صادق الكلمة والضمير. لذلك يسُرنا ويُشرفنا هذه المرة أن نلتقي الإعلامي العربي السيد حسين مرتضى مدير مكتب قناة العالم في دمشق ونجري معه الحوار التالي.
- سيد حسين سيكون هناك في السادس والعشرين من الشهر القادم الاستفتاء على الدستور الجديد للجمهورية العربية السورية. هل سيكون هذا الاستفتاء هو بداية النهاية للأزمة في سورية؟
بداية هذا الدستور هو خطوة هامة جداً ويؤسس لمرحلة جديدة في سورية, فقد تناول هذا الدستور مواد كانت تُعتبر من المحرمات في السابق. وعلى الرغم من أهميته وإن ربطناه بسير الأحداث في سورية, لا أعتقد بأن موعد الاستفتاء وما بعده له علاقة بانتهاء الأحداث في سورية. فالأزمة في سورية ولنكن واضحين ليست أزمة دستور وليست أزمة إصلاحات. فالأزمة السورية أصبحت أكبر من موضوع داخلي فمنذ عدة أشهر قد تحولت إلى قضية خارجية, إلى صراعات خارجية وتنافس خارجي إذا صح التعبير. وهناك الكثير من الاصطفافات التي بدأنا نلاحظها منذ أن نُقل الملف السوري إلى مجلس الأمن. ومنذ أن بدأت إجتماعات الجامعة العربية. إذاً نحن الآن أمام مخاض للمنطقة بأكملها. فالتعامل مع سورية يختلف تماماً عن أي دولة أخرى لما تُشكله سورية من مكان وثقل في المنطقة بأكملها. لذلك سيكون دور الدستور الجديد مسهماً في تهدءة النفوس والتأكيد على البدء بعملية الإصلاحات والتأكيد على أننا أمام مرحلة جديدة وسورية جديدة. ويُعطي القوة أكثر للنظام في سورية وللرئيس بشار الأسد خاصة في الأمور التي وعد بها. وهذه ورقة جديدة في يده تؤكد على مصداقيته في موضوع الإصلاح.
- دُعيت منذ فترة العديد من الدول للمشاركة في مؤتمر أصدقاء سورية المزمع عقده في تونس. ورأينا الامتناع الروسي عن المشاركة في هذا المؤتمر, ما رأيك بهذا المؤتمر وهل من الممكن أن نرى قرارت مجحفة جديدة بحق سورية؟.
لا أعتقد أن يتم اتخاذ خطوة من هذا النوع خلال هذا المؤتمر. فمنذ أسابيع شهدنا اجتماع الجمعية العامة والذي أدان سورية بأغلبية كبيرة ولكن حتى الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تُقدم ولا تؤخر لذلك لا أرى بأن مؤتمر ما سموه بأصدقاء سورية سيكون له الأثر الكبير عليها إلا أنه بمثابة ضغط سياسي لا أكثر. فكل هذه الاجتماعات بالنهاية تصطدم بالموقف الروسي والصيني في مجلس الأمن وتصطدم مع المواقف الأخرى الحليفة لسورية. والجميع الآن يُدرك رغم كل ما نراه بأن القيادة في سورية مازالت هي الأقوى وجميع التقارير الاستخباراتية التي تصلهم تفيد بأن القوة السورية حتى الآن لم يُستخدم منها أكثر من 10 بالمائة فقط أي أن الواقع الموجود على الساحة السورية هو الذي يرسم ملامح السياسة الخارجية وإلى أي حد من الممكن ان يفرض عليك الطرف الآخر أي شيء فما يتعلق بالسياسة. من ناحية أخرى هذا المؤتمر هو لإيجاد أي مخرج سياسي للاعتراف بمجلس اسطنبول ولكي يؤكدوا للرأي العام العالمي بأن هناك أزمة في سورية. أما من ناحية الموقف الروسي والصيني فهذان الموقفان لن يتغيران أبداً وخاصة الروسي الذي بدأ يعتبر نفسه هو من يقاتل الآن, ويعتبر الملف السوري بالنسبة له وكأن الجيش الروسي يُقاتل في موسكو. أضف إلى ذلك عندما يكون هناك سيطرة عسكرية وحسم في مناطق التوتر في سورية وهذا ما نلاحظه الآن خاصة في حمص فكل هذه القرارات لا تُقدم ولا تؤخر. وما إن يبدأ الجيش بفرض سيطرته على حمص وإعادة الحياة الطبيعية إليها فالكثير من المعطيات السياسية ستتغير.
-

 

هل تتوقع بأن تصل القرارات التي ستصدر عن هذا المؤتمر إلى توجيه ضربة عسكرية لسورية دون الرجوع لمجلس الأمن؟
من المؤكد بأن أمريكا وضعت خطة حرب في المنطقة لكنها لا تُريد الحرب ولا يوجد استعداد أمريكي لهذه الحرب لأنها تعرف تماماً تبعات هذا الموضوع. وسورية بصفتها محور مقاومة فقد وضعت خطة حرب بالمقابل. ولكن سورية أيضاً لا تُريد الحرب. وكل مايُراهن عليه الغرب والدول العربية هو موضوع الجماعات المسلحة, وإلى أي حد يمكن تقديم العون والمساعدة لتلك المجموعات وضرب الواقع من الداخل السوري, عندها يمكن إضعاف القيادة السورية ويسهل الانقضاض على سورية. ولكن ان يكون هناك ضربة عسكرية فالمسالة ابعد من ذلك بكثير لأن المتضرر الأول من تلك العملية سيكون الولايات المتحدة الأمريكية. وكيان الاحتلال الصهيوني يعرف أن الترسانة الصاروخية التي تمتلكها سورية والمقاومة هي من أضخم الترسانات الموجودة في المنطقة. لذلك عندما تتعرض سورية لحرب محتملة فلن تقف مكتوفة الأيدي وسيكون هناك رد قاسي جداً على ذلك, فآلاف الصواريخ موجهة لضرب العمق الإسرائيلي في حال حدث ذلك والرد لن يأتي فقط من سورية وإنما الكلام الذي سمعه وزير الخارجية التركي من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران عندما قال له بأن سورية خط أحمر. لذلك نرى حالة التردد والخوف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لأنها تدرك عواقب أي عمل عسكري ضد سورية. وكلام راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يؤكد استبعاد فكرة التدخل العسكري في سورية.
- هل من الممكن أن تكون العمليات التي استهدفت دبلوماسيين تابعين للكيان الصهيوني في دول آسيوية وأوروبية هي بمثابة ذريعة إسرائيلية لشن أي عدوان محتمل؟
لا أعتقد ذلك وكلام السيد حسن نصرالله كان واضحاً خلال كلمته التي ألقاها منذ أيام عندما تحدث عن الرد الذي سيأتي على اغتيال الشهيد عماد مغنية بأن اليوم الذي سيُقرر حزب الله الرد على العملية فسيُعلن ذلك. والإسرائيلي يعرف بأن تلك العمليات التي حدثت منذ أيام ليست من أساليب حزب الله ولا طريقة إيران بالرد. وهذا الاستهداف للدبلوماسيين الصهاينة هي بمثابة التجييش ولفت انتباه الرأي العام العالمي بأن هناك خطر هو الخطر الإيراني المقاومة في لبنان. لذلك هي بمثابة ضغط سياسي على إيران لا أكثر من أجل عدم القيام بأي عملية عسكرية أو عدم القيام برد على اغتيال العلماء الإيرانيين. وأعتقد وحسب رأيي الشخصي بأن الاغتيالات أصبحت شبه مفتوحة وهناك تصريحات واضحة من بعض قادة الحرس الثوري بأن الرد على اغتيال العلماء الإيرانيين سيكون خلال الفترة القادمة ولن يكون هناك تراجع حول هذه النقطة.
- سمعنا مؤخراً عن نية مُبيتة لضرب إيران سواءً من قبل أمريكا أو الكيان الصهيوني. ماهو الرد الإيراني المُحتمل تجاه هكذا خطوة؟
التصريحات الإيرانية كانت واضحة بهذا الخصوص بأنه في حال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران فالرد سيكون تجاه العمق الإسرائيلي بحكم عدم وجود قواعد إسرائيلية واضحة في دول الخليج, أما في حال توجيه ضربة أمريكية لإيران فالقواعد والمصالح الأمريكية في دول الخليج ستكون الهدف الأول وستصبح هدفاً مشروعاً للقوات العسكرية الإيرانية. ولن تسمح إيران للسيناريو العراقي أن يتكرر بمعنى بأنها لن تسمح للطائرات الأمريكية أن تُقلع من القواعد الخليجية وتقوم بقصف إيران. وقد وردت تصريحات على لسان نائب قائد الجيش الإيراني بأنه وإن شعرت إيران بأن مصالحها في المنطقة تخضع للتهديد فمن حقها استخدام إجراءات إستباقية رداً على التهديد أو الاستهداف المحتمل.
- هل من المتوقع أن تقوم إيران بشن حرب على إسرائيل بوصفها غدة سرطانية كما وصفها الإمام الخامنئي ويجب إزالتها؟
في الوقت الحالي لا يمكن لإيران أن تقوم بشن حرب على إسرائيل دون مبرر خاصة أن خطوة من هذا النوع تكون بحاجة لبيئة تحتضن وتدعم هذا الهجوم. والآن نحن نرى الدول العربية والمواقف التي تتخذها والتي تُعد مواقف داعمة لإسرائيل وليست ضدها. أضف إلى ذلك التداعيات المحتملة إن قامت إيران بهذا العمل فمن المؤكد بأن خطوة من هذا القبيل ستُشعل حرباً عالمية ثالثة في المنطقة. وليتأكد الجميع بأن الدول العربية لو اتفقت واتخذت خطوة بشن حرب على إسرائيل فالجنود الإيرانيون سيكونون في الصف الأول في هذه الحرب.
- موقف حركة حماس خاصة إنها تعتبر امتداد للخط المقاوم لإسرائيل كان موقفاً مُخيباُ للآمال من الأزمة السورية وكان موقفها أقرب ما يكون لموقف دول الخليج مالتأثير الذي سيُشكله هذا التغيير بالموقف على الخط المقاوم وما تعليقك على موقفها الأخير من الأحداث في سورية؟
المقاومة كمقاومة ليست مرهونة لا بفصيل ولا بحركة أو بحزب ولايمكن إزالة مبدأ المقاومة من داخل الشعوب. فالشعب هو من يقاتل وهو من يُقاوم وهو من يحرر أرضه.
أما فيما يتعلق بموقف حماس خاصة تجاه الملف السوري فللحركة حساباتها الخاصة ربما تكون خاطئة وربما تكون صائبة, وكان هناك حالة من الانزواء أو الهروب مما يجري على الساحة السورية واعتقد بأن تلك الحسابات حسابات خاطئة فكان من الممكن أن تقوم كافة حركات المقاومة بدور مساعد لسورية ولو في جانب بسيط وهو الوقوف إلى جانب أغلبية الشعب السوري الذي يسير خلف قيادته وتؤيد الرئيس بشار الأسد. وإن كانوا بحق خائفين على سورية وموقع سورية ووحدتها وما تمثله فكان الأولى بهم أن يرحبوا في محطة ما بالإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس الأسد أو أن يقوم ولو بإدانة للجماعات المسلحة أو التفجيرات الإرهابية التي حصلت سواءً في دمشق أو في حلب. ولكن أن يعتب الشعب السوري على حركة حماس فمن حق الشعب السوري أن يعتب عليها فهناك دين كبير برقبة حماس تجاه سورية. فسورية فتحت أبوابها واحتضنت كل شخص مقاوم فمن واجبه أن يرد ولو جزء من هذا الجميل.
- في الآونة الأخيرة كثُر الحديث عن إنشاء منطقة عسكرية في شمال الأردن تأوي أكثر من خمسة عشر ألف مقاتل سواءً كانوا ليبيين أو يحملون جنسيات مختلفة. ماهو تعليقك على هذا الموضوع سواءً كان هذا الخبر صحيحاً أم لا؟
حسب المعلومات المتوفرة لدى أكثر المُتابعين فالمعلومات دقيقة والموضوع جدي, وهذا أمر غير مُستبعد فالأردن أكثر بلد عربي مُخترق من قبل الموساد الإسرائيلي. ويمكن خرق الأردن بطرق بدائية جداً وبسيطة. وهذا لا ينفي وجود شخصيات وجهات داخل المملكة الأردنية تقوم بتقديم الدعم للمسلحين. وموضوع إدخال مسلحين إلى الداخل السوري أمر لم يعُد بالخافي على الجميع. وأكبر دليل على ذلك فمنذ عشرة أيام وفي اليوم الذي دخل الجيش إلى الزبداني كُنت أول الداخلين إلى هناك كان هناك شخص كويتي الجنسية وقد قامت الجماعات المسلحة قد نعت هذا الشخص وهذا دليل على وجود مقاتلين عرب وأجانب يُقاتلون في الداخل السوري. أضف إلى ذلك عشرات المسلحين سواء الليبيين وغيرهم ممن تم إلقاء القبض عليهم في حمص وريفها. كل هذه المعطيات تؤكد أن هناك أعداد يتم إدخالها تُشرف عليها قطر وهي من يقوم بإدخال الجماعات المسلحة وتدعمها بنسبة لا تقل عن 80 بالمائة. أضف إلى ذلك بأنه وفي فترة ما, كان على الحدود اللبنانية مع سورية وتحديداً في منطقة وادي خالد كان هناك رجال أمن فرنسيين وبريطانيين يُشرفون على العمليات داخل سورية من خلال غُرف عمليات تدعم المسلحين في الداخل السوري. وقد رأينا التقارير الصحفية التي قام بها مُراسلون أجانب مرافقون للمسلحين الموجودين في الداخل السوري. وفي العودة لموضوع المسلحين الموجودين في شمال الأردن ففي حال تبني الحكومة الأردنية لهكذا تواجد فسيُصبح هناك معطيات أخرى في التعامل مع الأردن.
-

 

في حال تم إثبات تواجد المسلحين في الشمال الأردني فهل سيكون من حق سورية توجيه ضربة إستباقية لهؤلاء المسلحين؟
في حال تم إثبات ذلك ولم تقوم الأردن باتخاذ خطوات تجاه هذا الموضوع فمن حق سورية كما من حق أي دولة في العالم بأن تقوم بهكذا خطوات كإجراء وقائي. وأقرب مثال على ذلك عندما قامت القوات السورية بمُطاردة العناصر المسلحة داخل الأراضي اللبنانية, وهذه كانت بمثابة رسالة موجهة للحكومة اللبنانية لذلك كان هناك اجتماع مشرك عُقد من العشرة أيام بين ضباط سوريين ولبنانيين مع مسئولي الجمارك سُلم خلاله الجانب اللبناني ملفاً يتضمن المعطيات والمعلومات التي سيعتمد عليها الجانب اللبناني في التعامل مع المسلحين وعمليات تهريب الأسلحة إلى الجانب السوري. وقد قامت القوات السورية بزرع ألغام داخل الأراضي السورية وليس اللبنانية كما قال البعض ومن حق أي دولة ان تُحافظ على حدودها وأراضيها.
- على الرغم من العمليات العسكرية التي تقوم بها الجهات المختصة سواءً في حمص أو في إدلب لم نشاهد إعلاماً حربياً مرافقاً لتلك الجهات. لذلك فهل لك أن تخبرنا بحكم اضطلاعك ومرافقتك للجهات المختصة في بعض المناطق عن الوضع الحقيقي وإلى أي مدى وصل سير العمليات العسكرية؟
المشكلة في سورية بأنه لا يوجد ثقافة إعلامية والآن بدأنا نلاحظ نوع من الثقافة الإعلامية التي بدأت بالصعود لكنها لم تصل لمستوى الهجمة الإعلامية الشرسة التي تُشن على سورية. أما بالنسبة للإعلام الحربي فهناك مصورين يُرافقون القوات العسكرية توثق ما يحدث بالضبط لكن أن تقوم الجهات المُختصة بتوزيع هذه الصور والأفلام على وسائل الإعلام فلا يوجد جواب شافي حتى من الجانب السوري بخصوص هذا الموضوع. وقد حاولت بنفسي على إقامة غرفة عمليات إعلامية لمتابعة سير الأحداث في سورية من الناحية الإعلامية. لكن الرد يأتينا بان هناك بعض المعطيات والأمور التكتيكية التي يقوم بها الجيش والتي لا يُمكن أن تُكشف للعلن. ولكن من وجهة نظري فأنا لست مع هذه النقطة فمن الضروري أن يكون هناك إعلام حربي يرافق القوات من أجل توثيق وتصوير حقيقة ما يجري وعلينا أن ننتقل من مرحلة الدفاع إلى الهجوم ونقوم نحن بصناعة الخبر وإعطاء الصورة الحقيقية لما تقوم به الجماعات المسلحة من مجازر وعمليات إرهابية.
- سمعنا مؤخراً خبراً مفاده بأن هناك اتفاق سري مابين الملك السعودي وملك البحرين يُقر ضم البحرين للمملكة العربية السعودية لتصبح إحدى الولايات السعودية وهذا الأمر سيتم خلال مهرجان الجنادرية وتحدث البعض بأن هذه الخطوة هي بمثابة رسالة موجهة لإيران. ماهو تعليقك على هذا الموضوع؟
أولاً بالنسبة لهذا الموضوع فلم يتم تأكيده حتى هذه اللحظة لكنه مطروح, ولكن عندما أرى القوات السعودية تدخل إلى البحرين بذلك الشكل دون أي ردة فعل سواء عربية ام دولية ويُدينون دخول الجيش العربي السوري إلى إحدى مُدنه من أجل إعادة الأمان إليها وتخليصها من المسلحين فلا أستبعد قيام السعودية والبحرين بهكذا خطوة, فالهم الوحيد لهم هو الحفاظ على كراسيهم. أما بالنسبة إلى أن تلك الخطوة هي بمثابة رسالة لإيران فلا أعتقد ذلك حتى وإن كان القصد منها توجيه رسالة فهي لا تُقدم ولا تؤخر بالنسبة لإيران, فإيران لا تُريد أي شيء من دول الخليج.
- مُنذ أيام شهدنا زيارة لسفن حربية إيرانية للساحل السوري. من وجهة نظرك ماهو الهدف الحقيقي من وراء تلك الزيارة؟
الإجابة عن هذا الأمر لها شقين الأول وهو بأن هذه الزيارة تصب ضمن الاتفاقيات المُتبادلة والموقعة ما بين الطرفين السوري والإيراني سواءً من ناحية تبادل الخبرات أو التدريب. أما الشق الثاني فيأتي ضمن توجيه رسالة للجميع بأن أي هجوم محتمل على سورية فإن المحور المقاوم لن يقف مكتوف الأيدي تجاه هكذا عدوان محتمل.
- بعد فترة هناك قمة عربية مقبلة ستعقد في العراق و أثير جدل كبير حول عدم دعوة سورية لحضور هذه القمة , واشتراطات دول الخليج لحضورها لأنه في حال حضور سورية لن تحضر تلك الدول , ما تعليقك على هذا الموضوع ؟
هناك ضغوطات بدأت منذ عدة أشهر على العراق و التفجيرات الدامية التي تحصل أكبر دليل على تلك الضغوط , وقد تحدثت سابقاً بأنه سيكون هناك تفجيرات في العراق , وكلامي هذا يعتمد على معلومات مؤكدة وصلتنا تفيد بأن هناك مجموعة من الأشخاص الذين تم إدخالهم من السعودية إلى العراق , لذلك أتوقع حدوث تفجيرات مقبلة على الرغم من أننا لا نتمنى ذلك .
و المراد من كل تلك التفجيرات هو التصعيد الأمني على الساحة العراقية من أجل تأجيل القمة العربية أو نقلها كي يقال بأن الوضع الأمني في العراق لا يسمح بعقد قمة عربية , لذلك أرجح تصاعد العنف و هذا حتماً ما لا أتمناه .
و حسب التأكيدات التي وصلتنا بأن هناك إصرار عراقي على عدم استثناء سورية من حضور القمة العربية وصفة التمثيل تعود للقيادة السورية و في اعتقادي فإن سوريا ستتعامل بنوع من الليونة مع المسألة العراقية خاصة في ظل تنسيق كامل فيما بين الحكومتين , لذلك إذا شعرت سوريا بأنه سيتم مقاطعة القمة العربية من أجل مشاركتها و إحراج العراق سنتوقع من سوريا أن تنأى بنفسها عن حضور القمة العربية .

- ماهي رؤيتك للمرحلة المقبلة خاصة بعد إنتقال المظاهرات إلى المزة وما اعتبره البعض سابقة خطيرة؟
منذ بداية الأزمة وهم يسعون لإقامة حدث ما في العاصمة دمشق ولكن من خلال متابعاتي فمنذ حوالي الإسبوعين هناك تركيز يومي على المزة وبأنه يجب أن يكون هناك شيء ما فيها. والهدف منه هو تسجيل نقطة بأن المظاهرات انتقلت إلى أهم الأحياء في دمشق. وهي ليست المرة الأولى التي يحدث فيها شيء من هذا القبيل, فمنذ البداية كنا نرى نشاطاً لبعض المسلحين في بساتين الرازي. ولكن ما جرى بالضبط في المزة وهذا ما رأيته بأم عيني, وهو بأن هناك مجموعة من المسلحين قد أتوا من مناطق عديدة بهدف إشعال المنطقة وبدأوا بإطلاق النار سواءً على قوات الأمن أو على المدنيين, وكان بحوزتهم قنابل يدوية ومسدسات والبعض كان بحوزتهم بنادق آلية وعلينا أن لا ننسى البث المباشر المُعد مسبقاً. وكان هناك انتقاء للأشخاص المستهدفين بإطلاق النار فكان الضحايا الأربعة من المزة على الرغم من أن الأغلبية كانت من داريا وهذا الشيء يترك علامات استفهام, وهو بان الهدف كان إشعال المنطقة وجعلها بؤرة لا تهدئ والملاحظ بانه في اليوم الثاني تم تشييع ثلاثة أشخاص وليس أربعة بل قاموا بتشييع الرابع في اليوم الثاني أي يوم الأحد من أجل إيهام الناس والرأي العام بأنه وخلال تشييع الجنازات الثلاثة يوم السبت قامت قوات الأمن باستهداف المُشيعين فسقط خلالها شخص آخر. ولكن المُثير للريبة هو قيام شخص ما بلعب دور الواسطة من أجل السماح بالتشييع بتلك الطريقة وذلك موضوع يدعوا للريبة ويجب مُحاسبة ذلك الشخص لقيامه بهذا الفعل. والحمد لله تمت السيطرة على الموضوع لمنع امتداده بالشكل الذي كان مرسوماً له وتم إفشال المخطط.
- هل تتصور امتداد الأزمة السورية إلى ما بعد الشهر السادس كما يقول البعض بأن الذروة ستكون في ذلك الشهر وبعدها ستبدأ الأزمة بالانحدار؟
حتى نكون واقعيين مع جمهورنا لا يمكن تحديد سقف زمني لانتهاء الأزمة فنحن أمام منظومة دولية تُريد أن تضرب الاستقرار على الساحة السورية. لكن هناك مُعطيات سياسية ودولية يبنى عليها الموقف فمع نهاية شهر شباط, هل سيبقى ساركوزي وفرنسا على نفس الموقف وهو على مقربة من الانتخابات الرئاسية. والانتخابات الأمريكية المقبلة واستلام العراق لرئاسة الجامعة العربية هي مُعطيات من شأنها تخفيف الضغط الخارجي على سورية. أما ناحية الوضع الداخلي الأمني فحسم الموضوع لن يطول بعنى الإطالة ولكن حتى لو طال إلى ما بعد آذار فهذا لا يعني انتهاء الظواهر المسلحة ولكن ليس كما كانت عليه في السابق. ومع انتهاء حمص خلال الأيام المقبلة فهناك أمور كثيرة ستتغير.
bahaa@dampress.net
facebook.com/bahaa.khair

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz