دام برس – غزل الموسى - اللاذقية

على الأسطح قابل السوريون فجر الأحد 15 نيسان /أبريل أضواء صواريخ "التوماهوك"المعادية في سماء العاصمة دمشق وهي تُصد من قبل الدفاعات الجوية السورية، بثقة منهمأنأياً منها لن يصلهم أو يؤذيهم، عدوان ثلاثي لم يستيقظ عليه من غطّ في نوم عميق ليلتها، ليتبعه نهار اعتيادي إلا من التصريحات و ردود الأفعال التي فصلتها المستشارة السياسية و الإعلامية لرئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان في محاضرة لها في جامعة تشرين.

بحادثة صغيرة بدأت الدكتورة شعبان حديثها :" في مؤتمر المئة عام على وعد بلفور استقبل به الرئيس بشار الأسد عدداً من الشخصيات العربية التي شاركت في المؤتمر وبعد حوار دام ساعتين قال لهم : كيف يمكننا أن ننقل هذه الأفكار لطلابنا في الجامعات ؟ فإذا بقيت هذه الأفكار بينكم فلا مستقبل لها "

و نوهت بعد هذه الحادثة إلى اهتمام الرئيس الأسد بالطاقات الشابة التي ضجت بها القاعة فكانوا الفئة التي أرادت الجامعة بأمين فرعها الدكتور لؤي صيوح أن تكون متنبهة للوضع السياسي وآخر تطوراته لاسيما بعد الضربة الأمريكية الأخيرة التي أكملت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة حديثها عن تبعاتها:

" أن العدوان على سوريا لم يبدأ بالعدوان الثلاثي وإنما بدأ بعدوان كوني حقيقي ذو أهداف مدروسة منذ العام 2011 فمن اختار أهداف العدوان هم مراكز أبحاث أعدائنا وهم يعلمون أن لا مستقبل لهذه الأمة بدون سوريا"

و تابعت بتأكيدها أن الحرب مع سورية هي حرب معرفية أكثر من كونها حرب ميدانية فقد كانت أهداف الضربة الأخيرة مركّزة على مراكز الأبحاث وأنّ إسقاط سوريا للعدوان الثلاثي أثبت للعالم أن هذه البلد منتصرة رغم طعنات الأعراب لها قبل الغرب حيث وضحت لدام برس : " نحن نعيش لحظة تاريخية كشفت أبعاد ما تعرضنا له خلال السنوات السبع الفائتة ولم يخطر لهم أن تصمد سوريا  أمام هذا الحجم من التآمر و التعاون بين الدول الغربية و دول نفطية و مال سعودي وخليجي مسخر خصيصاً لاستهداف أرفع ما أنتجته هذه الأمة"

وشددت الدكتورة بثينة شعبان على أن الانتصار في الميدان لا يعني أن التاريخ سينصف هذا الحدث و أن على المنتصر أن يكتب تاريخه بيده وأشارت إلى صمود الجيش السوري الذي غيّر وجه العالم وجعل من سياسة القطب الواحد زمن ماضي.

و بالحديث عن العدو الإسرائيلي و دوره في الصراع الحالي في المنطقة قالت شعبان : " من سمع تصريحات ليبرمان منذ أسبوعين يقول : (من يظن أن مشكلتنا مع الفلسطينيين فهو مخطئ ما نريده اليوم هو التطبيع مع كل البلدان العربية ) و طبعا من وراء هذا السيطرة على تلك البلدان لأنهم يعلمون أن هذا ما يطمحون إليه .. ليس التطبيع بل التبعية للكيان الصهيوني "

وختمت حديثها بالقول : " إن من يملك شعباً و قائداً و جيشاً كالذي تملكه سورية لا يخشى من المستقبل ".

أتيح المجال للطلاب بأن يحصلوا على إجاباتٍ لأسئلتهم من المستشارة السياسية إلا أن واقعهم ومشكلاتهم الجامعية طغت على استفساراتهم المتعلقة بالواقع السياسي الذي تعيشه بلادهم ولم تجد هذه المشكلات الإدارية طريقاً للإفصاح عنها إلا بالتوقيت غير المناسب، فكانت الأسئلة المتعلقة بالمحاضرة نادرة في حضرة من امتلكت الشرح الوافي عن كواليس الخريطة السياسية، فهل لهؤلاء الطلاب من يملك شرحاً وافياً عن مشكلاتهم الداخلية ؟