دام برس:

أكد رئيس مجلس الشعب حموده صباغ في كلمة له أمام اجتماعات الجمعية العامة الـ 137 للاتحاد البرلماني الدولي أهمية وقوف دول العالم في وجه القوى الظلامية التي تمارس الإرهاب ضد كل من يختلف عنها فكريا أو دينيا أو عرقيا.

وأشار رئيس المجلس إلى أن ما تتعرض له سورية والعراق من إرهاب تكفيري ممول ومدعوم من بعض الدول يمثل “أكبر دليل على ضرورة العمل معا لمواجهة مخاطر الإرهاب الذي يقوم على فكر متطرف وإيديولوجيا عمياء ترفض الآخر وتبيح قتله والتمثيل به”.

ودعا رئيس المجلس الوفود البرلمانية المشاركة إلى لعب دور فاعل في عملية المواجهة الثقافية والفكرية والسياسية والعمل صفا واحدا كبرلمانيين لإيقاف تمويل وتسليح الإرهابيين والتكفيريين القتلة واستصدار القوانين اللازمة لذلك وتطبيق قرارات الامم المتحدة وخاصة القرارين 2253-2254.

وأشار رئيس المجلس إلى أن التحديات والمخاطر التي تتهدد الدولة الوطنية والتنوع الثقافي لم تعد ترتبط بمفهوم العولمة فقط بل بظاهرة التطرف والتكفير والإرهاب التي تجتاح العديد من دول العالم والمنطقة والتي باتت تشكل اليوم التحدي الأكبر أمام دول العالم وحكوماته والتهديد الأخطر الذي تواجهه المجتمعات بمختلف أطيافها وألوانها.

ولفت رئيس مجلس الشعب إلى ما ألحقته القوى الظلامية التكفيرية من تخريب بالتراث الحضاري في المنطقة عبر تدمير الأضرحة الدينية والمعالم الأثرية ونهبها وتهريبها لإفراغ المنطقة من حضارتها الإنسانية التي تثبت للعالم تناغم مكوناتها وتجانسها على مدى قرون.

ودعا رئيس المجلس الدول المشاركة في الاجتماعات إلى العمل معا في مواجهة التحديات والأخطار التي تتهددها من خلال “محاربة الأسباب وليس النتائج” وقال إن “ما نتعرض له من ويلات وخراب ودمار وحروب اليوم ينبع من دعم بعض الجهات والدول لأصحاب الفكر المتطرف الذي يرفض الآخر ويكفره”.

وأكد رئيس مجلس الشعب ضرورة العمل على “نشر ثقافة المحبة والتسامح والسلام بالقول والفعل والثقافة والإعلام والسياسة والممارسة لتحقيق الرفاه الاجتماعي والعيش الكريم لشعوبنا وشعوب العالم أجمع” مبينا أن جميع الاتفاقيات الدولية والمعاهدات الهادفة إلى تعزيز الحوار بين الشعوب والأديان واحترام الآخر هي اليوم موضع اختبار حقيقي.

وأشار رئيس المجلس إلى أن حماية التنوع الثقافي وتعزيز المواطنة والمساواة في المجتمعات كانا وما زالا يمثلان أولوية بالنسبة لسورية ومصدر غنى وقوة لكل الدول التي تمتلك “إرادة الفعل في مواجهة ما يتعرض له هذا التنوع الثقافي من حرب إبادة”.

وفيما يتعلق بالأزمة في سورية لفت رئيس مجلس الشعب إلى الاصلاحات الدستورية والتشريعية التي قامت بها سورية وفقا لكل معايير الديمقراطية مؤكدا أن سورية وعبر صمود الشعب والجيش والقيادة تمكنت على مدى نحو سبع سنوات وبالتعاون مع الأصدقاء والأشقاء والحلفاء وفي مقدمتهم روسيا وإيران من مواجهة أعتى حرب إرهابية ودحر أخطر التنظيمات التي حاولت تقويض بنية الدولة ومؤسساتها وتفكيك المجتمع.

وشدد رئيس المجلس على أن سورية تمضي اليوم على طريق دحر الإرهاب وفكره وإعلان النصر النهائي الذي يشكل نصرا لقوى العالم المتمدن مشيرا إلى أن “دماء السوريين التي أريقت دفاعاً عن سورية تمثل في الوقت ذاته دفاعا عن دول العالم وشعوبه لأن الإرهاب إن نجح لن ينجو منه أحد قريب أو بعيد”.

وتوجه رئيس المجلس في ختام كلمته بالشكر والتقدير لكل الأشقاء والأصدقاء والحلفاء وكل الدول والقوى التي وقفت إلى جانب سورية ولمجلس الدوما الروسي والاتحاد البرلماني الدولي على عقد هذا الاجتماع المهم معربا عن أمله بأن يكلل عمل الاتحاد بالنجاح.

صباغ يبحث مع لاريجاني وتونغ شان تعزيز العلاقات البرلمانية بين سورية وكل من إيران وكوريا الديمقراطية

من جهة أخرى بحث صباغ مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني العلاقات البرلمانية بين البلدين الصديقين وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة الـ137 لاتحاد البرلمانات الدولي بمدينة سان بطرسبورغ في روسيا الاتحادية.

وأشار رئيس مجلس الشعب إلى الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب السوري في حربه ضد الارهاب مؤكدا أن الهجمة التكفيرية الظلامية التي تتعرض لها سورية باءت بالفشل.

ولفت رئيس مجلس الشعب إلى العلاقات المتجذرة بين سورية وإيران مبينا أن لسورية وإيران عدوا مشتركا وهما تناضلان لدحر الإرهاب وإرساء السلام في المنطقة.

وأدان صباغ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران البعيدة عن الواقع ولكنها ليست غريبة على الولايات المتحدة الأمريكية التي تكيل بمكاييل متعددة لرعاية الإرهاب الإسرائيلي ومصالحه في المنطقة.

من جانبه ألاريجاني إلى عمق العلاقات التي تجمع الشعبين في إيران وسورية مؤكدا أن الازمة في سورية ماضية الى نهايتها نتيجة إرادة السوريين وإصرارهم على دحر الإرهاب واجتثاثه وخاصة أن الشعب السوري قدم تضحيات جساما على مدى ستة أعوام.

وبين لاريجاني أن دور كيان الاحتلال الاسرائيلي والنظام السعودي يتمثل في خلق الازمات في المنطقة.

كما بحث صباغ مع نائب رئيس مجلس الشعب الكوري تونغ شان العلاقات الثنائية المتجذرة والتنسيق في مواجهة التهديدات المشتركة التي يتعرض لها البلدان الصديقان.

ولفت رئيس مجلس الشعب إلى استمرار سورية بمواجهة العدوان ومحاربة الإرهاب بكل قوة حتى القضاء عليه مشيرا إلى أن بعض الدول التي تدعي محاربة الارهاب هي نفسها من تموله وتقوم به وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

من جانبه جدد نائب رئيس مجلس الشعب الكوري التأكيد على موقف بلاده الداعم لسورية في مواجهة العدوان والدفاع عن سيادتها وكرامتها لافتا إلى أن صمود سورية أثمر بالانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش العربي السوري.

وافتتحت يوم السبت الماضي أعمال الجمعية العامة الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي في مدينة سان بطرسبورغ بمشاركة سورية حيث يتضمن جدول أعمال الجمعية الذى يعقد على مدى خمسة أيام مناقشة مواضيع تندرج تحت عنوان “تعزيز التعددية الثقافية والسلام من خلال الحوار بين الأديان والأعراف”.