دام برس :

في ضوء الانجازات التي حققها الجيش السوري مؤخراً، وما يحكى كذلك عن تفاهم روسي - اميركي لاعادة اطلاق مفاوضات جنيف يطرح السؤال الاكثر الحاحاً، هل تشهد الازمة السورية في الاشهر المقبل، وتحديداً قبل نهاية ولاية الرئيس الاميركي باراك اوباما بداية انطلاق الحل السياسي ام ان الحل سيبقى مؤجلاً على الاقل الى ما بعد الانتخابات الاميركية؟
في المعطيات الحالية على الصعيدين الميداني والديبلوماسي يبدو بحسب مصادر ديبلوماسية ان هناك اكثر من مؤشر لاحتمال حصول خرق في جدار الازمة السورية وان كانت المصادر ترى ان المؤشرات الاخيرة غير كافية للحديث عن امكان حصول مثل هذا الخرق.
وفي المؤشرات الاخيرة التي تستند اليها المصادر الديبلوماسية تبرز مؤخراً الامور الآتية:
- ما حصل وما يمكن ان يحصل على الصعيد الميداني خصوصاً ما حققه الجيش السوري من انجازات في ريف حلب الشمالي وتمكنه من محاصرة الاحياء الشرقية للمدينة، وبالتالي فما حصل في حلب من شأنه ان يسرع الحل السياسي خصوصاً اذا استكمل هذا الانجاز في الاسابيع القليلة بتطهير الاحياء الشرقية في المدينة من المجموعات المسلحة.
- المعلومات التي تتحدث عن سعي الرئيس الاميركي باراك أوباما ووزير خارجيته لوضع عناوين الحل السياسي قبل انطلاق الانتخابات الاميركية بما يمكن الحزب الديموقراطي الذي ينتمي اليه اوباما من استثمار هذا الحل في معركة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون بوجه خصمها المرشح الجمهورية دونالد ترامب. وتشير المصادر الى انه رغم ان الادارة الاميركية تسعى لعرقلة تحقيق الجيش السوري المزيد من الانجازات العسكرية حتى لا يؤدي ذلك الى تحسين شروط التفاوض من جانب سوريا وحليفتها روسيا، فهي تراهن على احداث هذا الخرق خدمة للمعركة الانتخابية في الولايات المتحدة.
- ما ظهر مؤخراً من تغيير ولو جزئي في السياسة التركية حيال الازمة السورية بحيث تقول المصادر الديبلوماسية ان النظام التركي «حيّد نفسه» بحدود كبيرة في معركة حلب الاخيرة ولم يقدم الدعم العسكري الذي كان يقدمه في السابق للمجموعات المسلحة، كما ان الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى «سوتشي» في التاسع من الجاري للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفترض ان تظهر حدوث تحوّل في موقف أنقرة من الازمة السورية قد يصل الى اغلاق الحدود مع سوريا، بما يحول دون استخدام  الاراضي التركية ممراً ومقراً للمجموعات المسلحة وتدفق السلاح اليهم.
الا ان المصادر ذاتها ترى ان هناك اكثر من موشر في المقابل لا يشجع على احتمال حلول خرق في الازمة السورية قبل الانتخابات الاميركية ومن اهمها:
1- ما يقوم به المحافظون الجدد في مواقع القرار الاميركي من البنتاغون الى الـ«سي ايه اي» الى الكونغرس من محاولات لمنع الحل في سوريا وترك الامور في الحد الادنى الى ما بعد الانتخابات الاميركية طالما ان لا امكانية لفرض شروط الحل التي لا يكون فيها دور للرئيس الاسد بما يسمى المرحلة الانتقالية.
2- استمرار السعودية في دورها المعرقل لهذا الحل سواء من خلال استمرار دعمها للمسلحين وان من خلال الربط مع المحافظين الجدد في مواقع القرار الاميركي.
ولهذا تقول المصادر ان مسار الحل مرهون بحسم معركة حلب لصالح الدولة السورية، وبمدى قدرة الرئيس الاميركي على فرض سياسته داخل ادارته بما يؤدي الى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تحت رعاية الرئيس بشار الاسد.
لذلك فالسؤال الاخر، هل سينعكس هذا السيناريو المحتمل للحل في سوريا على الوضع في لبنان؟
وفي تقدير المصادر انه لا بد من الانتظار لفترة شهرين على الاقل لمعرفة ما يمكن ان تذهب اليه الامور في سوريا من حيث انطلاق حوار جدي في جنيف يؤشر لبداية الحل السياسي. عندها فقط يمكن ان تنطلق الحلول في لبنان، واما اذا جرت عرقلة الحل السوري الى ما بعد الانتخابات الاميركية فلن يتغير شيء في «الستاتيكو» القائم لبنانياً، بانتظار ما سترسو عليه التوازنات الاقليمية والدولية بعد الانتخابات الاميركية.

الديار - حسن سلامة