دام برس :

أفادت مصادر إعلامية أنه كان من المقرر أن يعقد أمس في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب الاجتماع التنسيقي الأول بين قيادتَي الجيشَين الروسي والإسرائيلي إنفاذا للاتفاق الذي أبرم بين رئيسَي أركان الجيشَين على هامش لقاء الرئيس فلاديمير بوتين برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل حوالي أسبوعين.

وبحسب تقرير صحيفة «السفير»، بتوقيع حلمي موسى، فإنه حتى مساء أمس لم تنشر أية وسيلة إعلامية أي نبأ عن اللقاء أو حتى عن وصول الوفد الروسي الذي كان مقررا أن يترأسه نائب رئيس الأركان الجنرال نيكولاي بوغدانفسكي للاجتماع إلى نائب رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال يائير غولان.

ومعروف أن نتنياهو برر مؤخرا مسارعته للقاء بوتين بالرغبة في تجنب احتكاكات أو صدام مع الروس جراء انشغال إسرائيل بمشاكل أخرى.

ومن الواضح أن انشغال إسرائيل بما تسميه «الحرب الإرهابية» ضدها في الضفة الغربية صرف الأنظار عن التنسيق الإسرائيلي الروسي الذي حاولت حكومة نتنياهو تسويقه وكأنه إنجاز ديبلوماسي رفيع.

وتقريبا لم تتطرق أمس أية وسيلة إعلامية إسرائيلية إلى أمر اللقاء الذي كان مقررا أن يعقد في «هكرياه» وهو معسكر قيادة الجيش ووزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب.

وذكرت الصحيفة أنه سبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي في مطلع الشهر الحالي عن موعد اللقاء، ومن سيكون فيه، ولكن حتى المساء لم تُنشر أية أنباء لا عن وصول الوفد الروسي ولا عن بدء الاجتماع.

وقيل أن مدة زيارة الوفد الروسي إلى إسرائيل هي يومان للبحث في مواضيع مختلفة لمنع الاحتكاك بين طائرات وسفن الدولتين. وقد تحدثت مصادر إسرائيلية في السابق عن أن البحث بين الوفدين سيتناول ليس فقط ترتيبات تتعلق بمنع احتكاك الطائرات والسفن وإنما أيضا منع تصادم الفضاءات الالكترومغناطيسية للدولتين، وهو ما يعرض اتصالات الطرفين للتداخل والتشويش.

وكان اللقاء بين رئيسي أركان الجيشين الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت والروسي الجنرال أندريه كارتابولوف على هامش لقاء بوتين ونتنياهو قد أسفر عن الاتفاق على تشكيل آلية للتنسيق بين الجيشين برئاسة نائبي رئيس الأركان في الدولتين.

وبحسب الصحيفة يعتبر اللقاء المقرر أمس أول اللقاءات للتنسيق بالرغم من أن سلاح الجو الروسي، وهو المعني أكثر من سواه بأمر التنسيق، بدأ غاراته الجوية منذ حوالي أسبوع. وكان سلاح الجو الروسي قد أبلغ قبل ساعة فقط من بدء غاراته جميع الدول التي تشارك في التحالف الدولي وإسرائيل ودول أخرى بمسرح عملياته طالبا منها إبعاد طائراتها عن منطقة العمليات.

وأثار الإبلاغ الروسي، بمحتواه وشكله، ردود فعل غاضبة في العديد من عواصم التحالف التي انتقدت الغارات. ولكن لم يصدر عن إسرائيل أي اعتراض علني على هذه الغارات بل كانت هناك إيحاءات بالرضى عن الإبلاغ من ناحية واعتبار أن في الضربات الجوية الروسية ما يمكن اعتباره فعلا إيجابيا.

وكان نتنياهو قد أبلغ شبكة «سي ان ان» الأميركية قبل بضعة أيام أنه هرع إلى موسكو لمقابلة الرئيس بوتين «ليوضح له أن علينا تجنب الصدام بين القوات الروسية والقوات الإسرائيلية».

وخلافا لطابع نتنياهو الصدامي سعى بنبرة تصالحية للقول بأن إسرائيل لا تجاري أميركا في موقفها الانتقادي من الغارات الروسية، مشيرا إلى أن التدخل الروسي في سوريا ليس بالضرورة يتناقض مع المصالح الإسرائيلية. وأضاف أنه ليس متأكدا بعد من أثر التدخل الروسي على الواقع في الشرق الأوسط. وقال إن إسرائيل «لا تريد العودة إلى الأيام التي كانت فيها روسيا وإسرائيل تتواجدان على جانبي المتراس». وأضاف: «أعتقد أننا غَيَّرنا منظومة العلاقات في ما بيننا، وهذا، كقاعدة، أمر جيد. لقد سافرت لموسكو كي أوضح أننا نريد تجنب صدام بين الجيش الإسرائيلي والقوات الروسية».

وعندما سئل عما إذا كان التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية قد يسهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة قال نتنياهو: «أنا لا أعرف. المستقبل سيكشف». ومع ذلك لَمَّح إلى أن الوجود الروسي لن يمنع إسرائيل من تنفيذ عمليات عسكرية في الأراضي السورية. وقال: «إذا استخدم أحد الأراضي السورية من أجل نقل أسلحة لحزب الله، فسوف نعمل ضد ذلك».

وسئل نتنياهو عن سبب عدم إدانة إسرائيل للغزو الروسي لشبه جزيرة القرم فقال إن لإسرائيل ما يكفي من المشاكل وهي غير معنية بفتح جبهات جديدة. وأوضح بشأن الغارات الروسية في سوريا أنه «جلي أننا لا نؤيد العملية الروسية هذه. ولكننا ندرك أن لنا الآن حدودا مع روسيا. وإسرائيل دولة صغيرة وقوية وينبغي لنا ضمان أن لا ندخل في مواجهة لا ضرورة لها؛ وصدقني أن لدينا الكثير في صحننا».

آسيا نيوز