دام برس - لجين اسماعيل :

بحث رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام خلال لقائه  الأمين العام للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط سيرجيو بيازي الأوضاع الراهنة في المنطقة والإرهاب الدولي الممنهج الذي يتعرض له الشعب السوري منذ أكثر من أربع سنوات مؤكدا بيازي بدوره على  دعم الجمعية الكامل لجهود مجلس الشعب في مجال المصالحة الوطنية وحل الأزمة في سورية سياسيا.
ولفت  اللحام إلى أن منطقة حوض المتوسط تعد الأكثر تضرراً بحالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة خاصة  مع تفشي ظاهرة الإرهاب التكفيري التي أوجدها التدخل الغربي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، كما أكد على أن سورية منفتحة للتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية في مجال مكافحة الإرهاب والقضايا الدولية على أساس الاحترام المتبادل وتحت سقف السيادة السورية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها أو محاولة دعم أطراف تمارس الإرهاب والعنف ضد الدولة السورية.
مشيراً  إلى أن تمدد تنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين في سورية يجري بدعم وتنسيق تركي قطري سعودي عبر قيادة عملياتهما من غرف عمليات قرب الحدود دون صدور أي موقف دولي حول ذلك، موضحا بأن أول خطوة في طريق الحل السياسي تكمن في محاربة الإرهاب الذي يستشري الذي يستهدف جميع فئات الشعب وقيمه المجتمعية .
وبيّن أن المجلس يعول على جهود الجمعية في ممارسة دورها لدى المؤسسات البرلمانية لحمل الدول التي انخرطت  في دعم الإرهاب على التوقف عن دعم المسلحين ومنع عبورهم إلى سورية عبر الحدود ووقف تمويلهم بالمال والسلاح عبر الحدود التركية والأردنية.
واعتبر اللحام أن الوضع الإنساني الصعب للشعب السوري داخل البلاد وخارجها إنما هو نتاج السياسات الحمقاء لبعض الدول الغربية والأوروبية التي شجعت على النزوح وعملت على حصار من بقي منهم اقتصاديا داعيا الجمعية إلى ممارسة دورها في العمل على رفع هذا "الحصار الخانق" ضد الشعب السوري – كما أسماه .
من جانبه  أكد أمين عام الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط سيرجيو  بيازي أهمية  التزام جميع الدول بتطبيق القرار رقم 2170 المتعلق بمحاربة الإرهاب باعتباره صدر تحت الفصل السابع وينص صراحة على ضرورة توقف جميع الدول عن دعم تنظيم داعش الإرهابي وغيره موضحاً بأن لجنة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب طلبت مساعدة الجمعية لتطبيق هذا القرار خاصة أن كثيرا من الدول ليس لديها قوانين خاصة بمحاربة المقاتلين الأجانب .
وبيّن  أن عدداً من الخبراء الذين حضروا اجتماع اللجنة السياسية للجمعية في موناكو في شباط الماضي أشاروا بشكل صريح إلى الدور السعودي والقطري والتركي في تمويل الإرهابيين كما تحدثوا عن تهريب النفط السوري وسرقته عبر تركيا وأكدوا جميعهم ضرورة مصادرة الشاحنات التي تنقل هذا النفط في تركيا .
كما تحدّث أنه وعبر اطلاعه على تقارير الأمم المتحدة التمس  معارضة الكثير من الدول الغربية والأوروبية  خطة الولايات المتحدة الأمريكية  في تدريب وتسليح المعارضة المعتدلة لافتا إلى وجود بعض  الدول  التي تنادي بالحل السياسي انطلاقا من أن تدريب وتسليح المعارضة لن يؤدي إلى أي حل”.
وأشار بيازي إلى أن الجمعية تلقت طلبا من مجلس الأمن الدولي لتنسيق اجتماع برلماني حول حماية التراث الإنساني المعرض للتدمير والسرقة والنهب لافتا إلى نية الجمعية تنظيم اجتماع حول هذا الموضوع بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو في الفترة بين 14 و 15 أيار القادم في الرباط بالمغرب.
وبدوره رئيس لجنة المصالحة الوطنية عمر اوسي اوضح بأن اجتماع اليوم يأتي في إطار الدبلوماسية البرلمانية و تفعيلها على الصعيد الإقليمي و الدولي مشيدا بمواقف السيد بيازي ووقوفه إلى جانب الدولة السورية و الشعب السوري .
ولفت بأن اجتماع  اليوم في محتواه دليل على أن البرلمان السوري أصبح ممرا لهذه الدبلوماسية الدولية و خاصة مع برلمانات الدول الغربية التي وشمال إفريقيا  ، فهذه الزيارة ستفتح آفاقاً كبيرة لزيارة  البرلمانات العالمية و الإقليمية للانفتاح  على  المشهد السياسي في سورية  .
حضر اللقاء رئيسة لجنة الشؤون العربية والخارجية بالمجلس الدكتورة فاديا ديب ورئيس لجنة القوانين المالية الدكتور عمار بكداش ورئيس لجنة المصالحة الوطنية عمر أوسي وعضو المجلس بطرس مرجانة ونائب الأمين العام للجمعية مراد يسري ونائب رئيس اللجنة الثالثة الدائمة في الجمعية بلال قاسم.