دام برس

قالت مصادر حضرت اجتماع الرئيس الأسد وعنان في تسؤيبات تنشر لأول مرة : إن الجانبين بحثا في جو ودي الآليات الممكنة للوصول لهدف وقف العنف كخطوة أساسية لتنفيذ بنود الخطة الست. وأوضحت المصادر أن اللقاء تميز بمستوى الأفكار التي طرحت لهذه الغاية. وأن انان طرح أفكاراً لاقت إعجاباً من الجانب السوري، الذي بدوره طرح أفكاراً أمام المبعوث الدولي لهذه الغاية.
وعلم لاحقاً أن المنهجية التي طرحها أنان هي مزيج توافقي بين إدارة البعثة ممثلة بقائدها الجنرال روبرت مود ونائبه البريطاني مارتن غريفيث من جهة، والجانب الروسي من جهة أخرى. وهي خطة كانت بحاجة لرغبة سورية وحماس إيراني أيضاً، إضافة إلى حاجتها لدعم الأطراف الأخرى المعنية بالأزمة السورية.
وينص تصور أنان على العمل في بيئات معينة صغرى كأحياء المدن والقرى والانتقال منها لمساحات أكبر كالمدن، كما السعي لتجنيب المدنيين الصراع القائم عبر نقله إلى خارج المناطق المأهولة، وهو تصور يحتاج أولا خروج الجماعات المسلحة من تلك المناطق وعدم استغلالها في النزاع، فيما يتطلب من الجانب السوري الرسمي موافقة الجيش على المغادرة الآمنة لهؤلاء من تلك المناطق، وهو ما يبدو معقداً في الظرف الحالي.
وتنبع الفكرة من توافق الطرفين على تجنيب المدنيين العنف عبر انسحابات متبادلة ومتزامنة، وبالتالي تخفيض مستوى العنف المتبادل. وهي فكرة كان سبق للجانب الروسي أن طرحها في لقاء جمع وزيري خارجية سوريا وروسيا في بطرسبرغ مؤخراً. لكن ليس ثمة آلية متفق عليها لتلك الانسحابات، في حال جرى الاتفاق على انسحاب، ولا سيما أن دول الجوار متهمة بتسهيل دخول المقاتلين وخروجهم من سوريا وخاصة من يحمل جنسيات أجنبية منهم.
ومعروف سابقاً أن البريطاني غريفيث سبق وعمل على هذا المنهج. لكن تعقيد التركيبة القائمة بين الفصائل المسلحة وانقسامها بين جنائي وسلفي وسياسي من جهة، وقرار الجانب السوري الحسم العسكري مؤخراً زعزع الثقة التي بنيت بين الطرفين، كما حطم أسس الاتفاق الذي سبق وكانت بعض أحياء حمص مسرحاً لتفاصيله.