Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ليبيا ... ساحة لصراع الإخوة الأعداء والجامعة العربية ليس لها وجود .. بقلم : فوزي بن يونس بن حديد

دام برس :
رغم أن ليبيا تجتاحها الفوضى منذ عدة سنوات وتحديدا منذ 2011م، عندما بدأت شرارة الفوضى أو الثورة كما يحب أن يسميها الشعب الليبي، وتم القضاء على العقيد معمر القذافي في مشهد مأساوي وفظيع، لم تبادر جامعة الدول العربية ولا منظمة التعاون الإسلامي ولا الأمم المتحدة لإيجاد حل سريع وناجع سوى بعض المحاولات الخجولة التي قامت بها الأمم المتحدة عندما بعثت مبعوثها إليها غسان سلامة الذي فشل إلى حد الآن في ترميم البلاد وإيجاد التوافق بين المليشيات المتحاربة هناك، وعندما اعترفت الأمم المتحدة بحكومة الوفاق الليبية وحاولت إخضاع الجانب الآخر لهذه الحكومة لم تستطع بل ظهر على الساحة خليفة حفتر معارضا شرسا لها  رغم محاولات عدة لجمعهما على طاولة المفاوضات، لكنها باءت كلها بالفشل الذريع وبقي صوت الرصاص يدوي في أرجاء ليبيا يحصد القتلى والجرحى أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، ولم يستطع أي طرف إيقاف نزيف الدم هناك.
تعيش ليبيا اليوم أزمة سياسية وعسكرية خانقة، وبدأت الدول الكبرى والصغرى تتنافس من أجل أن تضع كل منها موطئ قدم هناك، بدعوى تأمين البلاد من الفوضى، أو تأمين الجوار، وفي كلتا الحالتين كانت عيون هؤلاء جميعا على ثروات ليبيا النفطية وثرواتها من الغاز الطبيعي، وأمام ضعف المنظمات الإقليمية والدولية الآنفة الذكر، وخاصة جامعة الدول العربية، استأسد هؤلاء وكشّر كل منهم على أنيابه لصيد أو اصطياد هذه الثروة بأقل خسائر ممكنة، ولذلك عندما أرادت تركيا مساعدة الحكومة المعترف بها دوليا قامت القيامة هناك وبدأت الوفود تتحدث عن مشكلة ليبيا  رغم أن حفتر حاول مرارا وتكرارا  احتلال طرابلس ولم يُفلح،  وتبقى ليبيا تتأرجح تحت الوصاية الدولية الفردية دون أدنى تحرك رسمي من جانب الأمم المتحدة.
وأمام حالة الضعف العربي، والوهن الذي وصلت إليه جامعة الدول العربية وتفكك عراها، لم يعد هناك حاجة لوجودها، فهي ميتة سريريًّا باعتبار أن كثيرا من الدول العربية تشهد تمزّقا سياسيا وانفلاتا أمنيّا وتدهورا اقتصاديّا، ولم تعد الجامعة جامعة للدول بل بقيت تتفرج من على الربوة وتنظر إلى الفجوة وتنتظر البلوى ومن بينها ليبيا التي لم تعد قادرة على الاعتماد على نفسها ولا على الجامعة المنكوبة فسارعت إلى الاستنجاد بدول أخرى خارج إطار الجامعة مثل تركيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت هناك التدخلات الأخرى التي تساند الطرف المعارض مثل مصر والسعودية والإمارات وغيرها من البلدان،  منها من تعتبر حكومة الوفاق حكومة إخوان لأن تركيا وقطر  تساعدها ومنها من تعتبر حفتر عدوا لدودا يريد أن يقضي على الشرعية وتساعده الإمارات والسعودية ومصر وبقيت الساحة الليبية ساحة صراع وتصفية حسابات.
أما الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وربما بعض الدول الأخرى، بقيت في موقع المتفرج فيما يجري، لأن الوضع على حاله يساعدها في تحقيق مصالحها رغم الدعوات الجوفاء لطرفي الصراع بالالتزام بالميثاق الدولي واتباع سياسة ضبط النفس، وهي سياسة درجت عليها أمريكا وروسيا في إدارة الصراع المصلحي، فالتدخل العسكري في ليبيا أمر لا مفر منه في وضع كهذا متوتر للغاية ولكن أن يصدر من أطراف متعددة ومتناقضة ومتصارعة فذلك أمر مخيف جدا، وقد تتحول إلى صراع دولي يمتد إلى دول أخرى مجاورة، وعلى هذا ينبغي على العالم أن يبحث عن طريق وسط يحقن به الدماء ويرجع الليبيين إلى صوابهم، فهذه بلادهم وهم أولى بها من غيرهم، هم أولى بثرواتها ومؤسساتها وترابها، فلا يتدخل أحد في المشهد السياسي ولا العسكري، لأن الاستنجاد بتركيا أو غيرها لا يحل المشكلة بل سيعقدها أكثر.
وبالمناسبة فإن الجامعة العربية في موت سريري، ينبغي فضّها وحلّها لأنها لم تعد قادرة على حل المشاكل بل أصبحت وكرا لكل المشاكل، ولا حاجة لأمين عام ولا إلى موظفين، مادامت كل دولة عربية تنأى بنفسها وتدير الصراع حسب ما يقول لها عقلها ولا تحاول حل المشكلة العربية عربيا، وعلى طاولة المفاوضات، وبالتي هي أحسن، لأن ما يجري فعلا على الساحة العربية أمر مؤسف ومؤلم وموجع حقّا، دول بأكملها تفكّكت، وشعوب بأكملها احترقت، وثروات بأكملها نُهبت، والجامعة العربية في فترة نقاهة وكأنه لم يحدث شيء.

abuadam-ajim4135@hotmail.com

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz