Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 00:47:47
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
جيوشنا العربية فى مواجهة مشروع التقسيم .. بقلم : د.محمد سيد احمد
دام برس : دام برس | جيوشنا العربية فى مواجهة مشروع التقسيم .. بقلم : د.محمد سيد احمد

دام برس :
تواجه الدول العربية خلال العقد الأخير هجمة شرسة من القوى الإمبريالية العالمية تستهدف  القضاء على أى محاولة لإحياء المشروع القومى العربى, والتخلص نهائيا من بقايا القوى الصلبة داخل هذه المجتمعات والمتمثلة فى الجيوش الوطنية فى مصر وسورية بشكل خاص بعد أن تمكنوا من تفكيك الجيش الوطنى العراقى بغزو عسكرى مباشر فى 2003, وطمث المعالم الحضارية لهذه البلدان الضاربة حضارتها فى أعماق التاريخ, وآثارها خير شاهد على ذلك فقد حاولوا مرارا وتكرارا سرقة هذه الآثار سواء بشكل مباشر حين كانوا يحتلون هذه البلدان خاصة مصر وسورية والعراق واليمن, ثم بواسطة  بعض الأنظمة الحاكمة الخائنة والعميلة والتى كانت تعتبر التجارة فى الآثار أحد أهم مصادر تشكيل ثرواتهم الحرام, ومتاحف الدول الاستعمارية الغربية خير شاهد على هذه السرقات.
إذاً المشروع الإمبريالى الغربي الذى تقوده وتسيطر عليه الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها الصهيونية يسعى أولا الى القضاء على المقاومة الشعبية العربية, بعد أن نجحت فى استمالة غالبية الأنظمة الحاكمة والسيطرة عليها وإخضاعها لتنفيذ اجندتها, وثانيا الى التخلص من الجيوش العربية الحقيقية وهنا لا يمكن أن ننسى مقولة بن جوريون مؤسس الكيان الصهيونى حين قال " لا يمكن لإسرائيل أن تعيش وتحيا آمنة إلا بالقضاء على ثلاثة جيوش عربية هى الجيش المصرى والجيش العراقى والجيش السورى " , وثالثا الى طمث المعالم الحضارية لهذه البلدان بهدم وتدمير آثارها بعد الفشل فى سرقتها ونهبها. ولتحقيق هذه الأهداف كان عليهم أن يضعوا مخطط محكم لتنفيذ ما يسعون اليه, فكانت محاولات التدخل المباشر لتقسيم وتفتيت المنطقة من خلال التدخل العسكرى فى العراق وفشل المخطط فى الانتقال الى دول أخرى, رغم أنه قد حقق ما أراده ولو جزئيا حيث تمكن من تحطيم القدرات العسكرية للجيش العراقى, وتحطيم الآثار العراقية, ومحاولة القضاء على المقاومة الشعبية العراقية وهو ما لم ينجحوا فيه بشكل كامل, حيث ظلت المقاومة الشعبية العراقية ومازالت شوكة قوية فى حلق القوى الأمريكية المعتدية على العراق الشقيق, لكن يظل شبح التقسيم يسيطر على الواقع الاجتماعى فى العراق.
ثم جاء الربيع العربي المزعوم وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية وربيباتها الصهيونية  لتحوله الى ربيع عبرى بامتياز, واستمرت فى تنفيذ مشروع التقسيم والتفتيت ولكن بآليات جديدة غير مباشرة فى إطار الجيل الرابع والخامس للحروب, فبدلا من المواجهة المباشرة مع العالم العربي فقد قامت باستخدام ثلاثة آليات غير مباشرة جديدة وكلها من قلب العالم العربي حيث سخرت أولا الجنرال إعلام العميل والمأجور لتزييف وعى الجماهير الشعبية العربية وتجريف عقلها الجمعى, ثم استخدمت ثانيا الجنرال فتنة طائفية وعرقية ومذهبية لتفجير هذه المجتمعات من الداخل وإشعال نيران الحروب الأهلية, ثم استخدمت ثالثا الجنرال إرهاب من خلال تحالف مع الجماعات التكفيرية المتدثرة برداء الدين حيث قامت بمدها بالمال والسلاح لخوض حرب داخلية مع الجيوش الوطنية, وبواسطة هذه الجماعات يتم تحقيق ما يريده العدو الأمريكى والصهيونى, حيث تدمير قوى المقاومة الشعبية وإنهاك واستنزاف الجيوش الوطنية وأخيراً تدمير التراث الحضارى الإنسانى لهذه المجتمعات بهدم آثارها بواسطة فتاوى مشايخ الجماعات الإرهابية وبأيدى عناصرهم المرتزقة وما حدث فى العراق يتكرر الآن فى سورية ومصر وليبيا واليمن بواسطة داعش الوجه الأحدث للتنظيمات الإرهابية التى تصنعها أمريكا وربيبتها الصهيونية على أعينهم وتحت مظلتهم الخليجية الداعمة بالمال والسلاح.
لكن فى ظل النجاحات التى يحققها المشروع الأمريكى الصهيونى, حيث التمكن من إلهاء الجماهير الشعبية العربية عن مقاومة العدو الصهيونى والانكفاء على مواجهة الجماعات الإرهابية بالداخل والتناحر الطائفى والعرقى والمذهبى, وفى نفس الوقت سحب الجيوش لمعركة داخلية طويلة الأمد مع الجماعات الإرهابية لتنسي بذلك المواجهة مع العدو الصهيونى المغتصب للتراب العربي, إلا أن هناك بوادر أمل حقيقية حيث مازالت مصر وسورية تقاوم المشروع الذى يستهدف تقسيم وتفتيت الأمة العربية, وذلك بمواجهة عسكرية وشعبية للجماعات الإرهابية التى يستخدمها الأمريكان والصهاينة لتحقيق أهدافهم التدميرية, فخلال العقد الأخير تمكن جيش الجمهورية العربية المتحدة السورى فى الإقليم الشمالى والمصرى فى الإقليم الجنوبى ومن خلفهما الشعب العربي فى سورية ومصر من إجهاض احلام الامريكان والصهاينة حيث تصدى الجيش والشعب للجماعات الإرهابية المسلحة وتمكنا من تجفيف الكثير من منابع الإرهاب, ونجحوا فى التصدى لمحاولات هدم الآثار الذى يهدف فى النهاية طمث الحضارة العربية فى مصر وسورية والعراق وفلسطين واليمن وليبيا لنتحول لبقعة جغرافية بدون تاريخ مثل هذه الحضارة الامريكية والصهيونية اللقيطة عديمة التاريخ.
لذلك يجب على كل الشعب العربي أن يصطف الآن لمواجهة هذا المشروع الإمبريالى الغربي ومخالبه الخائنة والعميلة بالداخل العربي وعليهم أن يدركوا أن الإرهاب العميل والمأجور لن يستثنى أحد, وعلى من قاموا بتشكيل جيش عربي وفقاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك أن يتوجهوا بهذا الجيش ليس لضرب دولة عربية شقيقة كاليمن, بل يتوجهوا لمحاربة الإرهاب بالداخل والعدو الصهيونى بالخارج, وعليهم أن يدركوا أن هناك جيش عربي معزول على الرغم من أنه يخوض معركة الدفاع عن شرف وكرامة الأمة العربية كلها وهو جيشنا الأول فى سورية, وعليهم أن يدركوا أيضا أن المنطقة العربية لا يوجد بها جيوش حقيقية غير الجيش المصرى والسورى والجزائرى وبقايا الجيش العراقى, هذه الجيوش هى العقبة الحقيقية فى سبيل تحقيق المشروع الأمريكى الصهيونى لأحلامه فى تقسيم وتفتيت المنطقة فالنعض عليهم بالنواجذ وندعمهم فى معركتهم الشرسة, فالمقاومة هى الحل, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz