Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ماذا بحث ظريف مع الاتراك ؟ بقلم : سمير صالحة
دام برس : دام برس | ماذا بحث ظريف مع الاتراك ؟ بقلم :  سمير صالحة

دام برس :

حسابات خط الرجعة كانت المعادلة الأساسية الدائمة في مسار العلاقات التركية ــ الايرانية ومنذ عقود . فالاختلاف والتباعد والتصعيد ممكن كله لكن الى نقطة محددة وسقف معين .
الحقائق الجغرافية والتاريخية والمصالح التجارية وطبيعة الأجواء والتحالفات السياسية والخرائط الامنية هي التي حددت دائما شكل العلاقة التركية ــ الإيرانية ووصلت بها إلى ما هي عليه اليوم . فالعلاقة بين انقرة وطهران متداخلة متشابكة ومعقدة لكن لها أكثر من خصوصية تؤخذ باستمرار بعين الاعتبار :
أمن الحدود المشتركة وأرقام التجارة التي يتوجب المحافظة عليها وهاجس المعادلات الاقليمية في دوائر الالتقاء والتباعد. ولكن هناك أيضا التجارب المريرة وهاجس الحذر في الرهان على الغرب الذي خذل الطرفين أكثر من مرة.
أنقرة لم تعط الادارة الاميركية ما تريده حول مراجعة سياستها الايرانية إرضاء لواشنطن التي تقول إنها ماضية في عملية عزل ايران واضعافها اقليميا ، وطهران تحتاج الى شراكة مميزة مع أنقرة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها رغم تباعد المواقف والسياسات في ملفات كثيرة يتقدمها المشهد السوري .
قد يكون المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين كرر موقف بلاده مرة أخرى حيال التطورات في سوريا وان لا اتصال او تواصل مع دمشق لكن الوزير الايراني نقل كما قال نتائج محادثاته المطولة مع القيادة السورية التي تتعلق بخطط مواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت التي تقودها واشنطن في شرق الفرات وهي نقطة لا خلاف حولها كما جاءت المواقف والتصريحات الاخيرة في الجانبين .
هناك أكثر من مؤشر اقليمي ودولي يقول أن تركيا وايران يشعران بوجود خطة استهداف اميركي اسرائيلي مدعومة من بعض العواصم العربية بدأت تظهر الى العلن في الآونة الاخيرة وهي بين اسباب تواجد الوزير الايراني في العاصمة التركية أيضا .
زيارة وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الاخيرة الى انقرة لا يمكن فصلها عما قاله الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال استقباله لنظيره الايراني حسن روحاني قبل اشهر "من الممكن لتركيا وإيران القيام بالكثير من الخطوات الهامة الرامية لإنهاء الصراعات في منطقة الشرق الأوسط".

التصعيد الأميركي ضد إيران بين أهدافه حتما ضرب العلاقات التركية الايرانية والدليل هو حجم ارتماء بعض العواصم العربية في الحضن الاسرائيلي واستعدادها لمراجعة هذه العلاقات مقابل ابعاد " الخطر " التركي الايراني عن أبوابها.
انزعاج يتراكم ويتزايد من وقوف تركيا الى جانب ايران في الاحداث الداخلية التي تعرضت لها قبل اشهر لكن الامور تسير نحو الاصطفاف هذه المرة وبعدما رفضت انقرة قبول مقولة " الحرس الثوري الارهابي ".

بالمقابل هناك قناعة ايرانية واضحة بخطر المشروع الاميركي التفتيتي في سوريا ومحاولة اعادة التموضع الاميركي في العراق والخليج بغطاء عربي يعادي طهران التي نسقت مع الاتراك لتعطيل خطة اعلان الدولة الكردية المستقلة في شمال العراق .
الذي حمل ظريف الى العاصمة التركية هذه المرة هي مواقف انقرة الاخيرة في موضوع الجولان والحرس الثوري وتمسكها برفض السياسة الاميركية في سوريا ومتابعتها لتحرك بعض العواصم العربية لمحاصرتها في شمال افريقيا وضرب مصالحها في السودان واليمن وحسم تركيا لخياراتها في عدم قناعتها بالعروض والاغراءات وجوائز الترضية الاميركية مقابل تخليها عن علاقاتها بطهران لأنها تأكدت على ضوء الحراك الاقليمي الاخير انها المستهدف بعد محاصرة ايران في المنطقة .

ظريف في انقرة لأن تركيا شعرت وبعد زيارة وزير دفاعها خلوصي اكار ووزير ماليتها برات البيرق الى اميركا أن واشنطن تريد الكثير مقابل القليل وان المحادثات لم تقدم او تؤخر كثيرا في مسار العلاقات التركية الاميركية واصرار ادارة البيت الابيض على ضرب التقارب التركي الايراني تحت غطاء التصدي لسياسات طهران في المنطقة ودعوة تركيا للقبول واعطائها ما تريد .
ظريف ذهب يهنىء الاتراك على اكتشافهم لخطورة اللعبة الاميركية الاقليمية وابلاغ انقرة لواشنطن في مسألة الحرس الثوري بأنها " تتناقض مع نفسها عندما تتعاون داخل سوريا مع منظمة تعتبرها تركيا إرهابية في الوقت الذي تصدر فيه قرارات أحادية الجانب تحاول واشنطن فرضها على دول العالم " .
وربما هو نقل رسالة من دمشق نتيجة مواقف تركيا الاخيرة في رفض السياسة الاميركية الاسرائيلية حيال الجولان واطلاق يد تل ابيب هناك على مرأى ومسمع الكثير من العواصم التي قد تكون قبلت المساومة على الارض السورية مقابل التخلص من النفوذين التركي والايراني .
وزير الخارجية الايراني في انقرة لمناقشة خيارات وقرارات ما بعد التصعيد الاميركي الاخير الذي يضع تركيا نفسها في دائرة الخطر وبعدما فشلت ادارة البيت الابيض في لعبة العصا والجزرة مع تركيا . انقرة تحدد سياستها السورية الجديدة بعدما تبين استحالة اقناع واشنطن بالتخلي عن مشروعها الكردي في سوريا وتضييق الخناق عليها في تقاربها وانفتاحها المتزايد على روسيا وتمسكها بالمساومة على الورقة التركية في علاقتها مع بعض العواصم العربية اليوم كما كانت تفعل حتى الامس القريب في مسار العلاقات التركية الأوروبية.
الذي يجمع انقرة وطهران هذه المرة التقاء مصالحهما في رفض الخطة الاميركية احراق اوراق ايران التركية واوراق تركيا الايرانية ارضاء لاسرائيل وبعض الدول في المنطقة تحت عنوان صناعة السلم الاقليمي الجديد.

 سمير صالحة
اعلامي وكاتب في الشؤون التركية والإقليمية

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz