دام برس :

هناك دائما الكثير من الأفكار التي تدور في خاطري حول علم التسويق، هذه الأفكار تدفعني نحو العديد من التساؤلات:
ما هو السوق وهل هناك فرق بين التسويق والمبيعات، ما هو التسعير وهل يختلف عن السعر، ماهي الخطة التسويقية وماهي البيئة التسويقية؟ من هو الزبون ومن هو المستهلك ومن هو العميل، كيف يكون الزبون قرار الشراء.
ولكن تكمن الخطورة في أن هذه الأسئلة جوابها دائماً محفوف بمخاطر الاجتهاد واللعب على مفاهيم المفردات
ولعل في الإجابة عليها بدقة ما ينفع في توجيه الصناعي أو المستثمر وحتى التاجر حول نقاط تؤدي بالضرورة إلى تحسين ربحية الشركة ومستوى تموضعها من خلال مخرجاتها في أذهان المستهلكين وحتى الجمهور العام.
وتعتبر البيئة التسويقية التي يولد ويترعرع فيها المنتج من أهم المواضيع التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند البحث في إمكانية خلق أو ابداع أي منتج سواء كان سلعة أم خدمة.
وانطلاقا من الحاجة: تتبلور رغبات متنوعة ومصقولة بالبيئة التي حكمتها، وبعدها يتم تصور المنتج وتبدأ مرحلة البحث من أجل تطوير كل جزئية من خلال عمليات موسعة جداً، الغرض منها ضمان رضا المستهلك النهائي عن هذا الوليد الجديد وبذلك نكون قد خلقنا ما يستمر ويدوم إلى حد ما.
والبيئة التسويقية ليس كما يظن البعض بأنها المجتمع المحيط والعلاقات السائدة والأعراف والتقاليد والعادات وطرق التداول والتواصل وما شابه، لا بل هي مزيد من التفاصيل المتنوعة والمؤطرة بمجموعتين مركزيتين هما: البيئة الأصغرية والبيئة الأعظمية التي تحيط بالمستهلك النهائي وتؤثر بشكل مباشر على سلوكه من خلال تأثيرها على عناصر المزيج التسويقي.
فالشركة والمزودون ووسطاء التسويق والزبائن والمنافسين والجمهور عناصر جدا مهمة تؤثر على العملية التسويقية ككل ويمكننا التحكم بها والتغيير فيها وفقاً لما تتطلبه العملية التسويقية.
البيئة الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وحتى الطبيعية والثقافية تؤثر أيضاً ولكن تأثير المتغيرات فيها عميق ولا يمكن في كثير من الأحيان التحكم به.
لذلك وفي الختام ننصح دائماً بأخذ كل ما يلزم من احتياطات واستخدام كل عوامل البحث والدراسة والتنبؤ للوصول إلى المؤشرات التي من شأنها وضع الخطط اللازمة لمواجهة هذه المتغيرات.
حتى نصل إلى النتيجة التي مفادها: هل نحن نستخدم التسويق ونستثمر فيه كعلم؟
وعندما سألنا بعض الأشخاص المختصين وغير المختصين عن ماهية التسويق وجدنا أن
أكثر الإجابات تخلط بين التسويق والدعاية والاعلان! والبعض لا يميز بينه وبين البيع! والبعض الآخر يخلط بينه وبين الترويج!
وللأسف خلط المفاهيم في التسويق يدور حتى في الندوات والملتقيات والجمعيات وحتى المختصة منها
ومنه نفهم أهمية وضرورة تصحيح وتعويم ثقافة التسويق والحد من التعديات عليها وخاصة تلك الاجتهادات التي يمكن أن تكون كارثية كونها تثبت مفاهيم خاطئة لدى المهتمين مع الأسف.