Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أزمة الوعي والحكم ..وطبقات الإرهاب .. بقلم: محمد فياض
دام برس : دام برس | أزمة الوعي والحكم ..وطبقات الإرهاب .. بقلم: محمد فياض

دام برس :
بدايةً يجب أن نتساءل بمرونة ورويّة ومن وجهة النظر السوسيوثقافية.هل إمتلاك الوعي وإنضاج مؤهلات الذات وبالتالي المؤسسات في بلادنا هو محدد ثقافي وفقط..؟.يحدوه منابع الفكر والتراث الحضاري وتزاوج الثقافات عبر آلية التفاعل والحوار.
بمعنى أن نتساءل عما هو كائن_ ولم يعد يكفي حاجاتنا بقدر ماقد بات من المعوقات والقيود _ من الفرضيات المتاحة والتي هي نتاج تجمد التثاقف عند مرحلة التلقي دون الإضافة أو الحوار الذاتي .وهو مانسميه بالوعي الموجه والذي يُجَرّم مجرد إعادة الإرسال بالإضافات إلى المُرسل..وتتجلّى الأزمة حسبما تقف إرادة الحكم _ أي حكم _من المتغيرات المجتمعية بل والخارجية برفض التعاطي وبهدف الإطمئنان على إعادة إنتاج حالة وعي بذاتها تتشابك مع مصالح الحكم ولاتلبي آفاق الحاجة إلى التطور أو الإشباع الوطني.والذي لايمكن حدوثه دون مساحات من الحرير تنتج الحرية للإبداع والتناول..
وإن بات الخطاب الأعلى في إطار الوعي والوعي الوطني يستند إلى تجذُّر أعمق لكنه يضحى منفصلاً عن إمكانات التطور بالتعاطي وإعادة الإنتاج .
هذا يدعونا إلى شجاعة الإعتراف أن وعيُنا متأزم لاشك وأن الداعين إلى هذا النوع من الوعي في أيٍ من بلداننا هم ثلة من أصحاب المصالح بأن تُوضَع مجتمعاتهم في حالة تصلّب عند مربعات معينة.وحدود وُضِعَت سلفاً.وخطوط حمراء..
لكن الأهم هنا في تقديري أن نخوض في تجاوز الإجابات النمطية المغلوطة والساذجة وكذلك صياغات الأسئلة التي تقودنا إليها .
فثمة وعي زائف _ تم ترسيخه ووضع لبناته وأفقه النهائي _ يحاصر خيالات الحلم أو التفكير بحرية بما يجعله جريمة أو ربما إنحرافاً عن شِرْعَةٍ أو شريعة .ذلك الوعي الزائف الذي يتم حياكته في مجتمعاتنا بوعي وإصرار وتعمُّد .في النهاية يُنتِج من الإخفاقات ما لايأتي تحطيما على مساحات الخيال أو الحريات فحسب .بل يتعداها إلى إنتاج صراعات زائفة وبأدوات أكثر زيفاً تعطي في النهاية معرفة غير جادة ويستحيل معها بناء وعي حقيقي ..وإن كانت نظم الحكم تتفاخر به لسبب تلبية حاجاتها للإستمرار في ممارسة السلطوية والإستبداد.
ربما ندعي أن نظم الحكم مسؤولة في المقام الأول عن خطف الوعي من إطاره الجاد إلى إطاره الزائف بما يُصَدّرفي الداخل وهذا هو الأخطر مفاهيم مغايرة للوطنية ويؤهل الأخيرة الخضوع للتسعير والعرض في الأسواق بما يبرر إعلان بعض الشباب بفخر عن عمالتهم لدول أجنبية ضد أوطانهم _كناتج ممارسات الوعي المزيف _..لكننا نرى أن نظم الحكم لاتقوى وحدها على تزييف الوعي وخطفه من أنساقه الجادة .بل تأتي في الموقع الأخطر النخب .تلك الطبقة التي تتولى تبرير غايات الحكام ...وبأجر وترقّي طبقي واقتصادي .دون المبرر .
... وتمر أزمة الوعي والتي حسب موضعها من الثقافة كاشفة بجلاء عن أزمة في الحُكم .وارتباك في تصنيف الوطنية بل وتتعداها إلى شيوع توجيه الإتهامات بالخيانة للمخالفين في الرأي .وربما نعتهم بالجنون .
وهذه الأزمة تضرب في الصميم مجموعة من القواعد المستقرة في الوجدان الوطني عبر كل أزماته _ مثل إعتبار الحدود والأرض من المسلّمات والمُحَرّمات والتي بمحاولة الإعتداء عليها يتداعى المجتمع بوعيه _رغم الزيف إلى الزود عنه بالنفس.
وبتسليمنا أن لدينا في بلداننا أزمة في الوعي فإن هذا ينقلنا إلى رصد بعض المعوقات والتي ساقت حالتنا إلى التكلس والتعايش مع أزمتنا في الوعي ودون الإعتراف بثمة أزمة .لاحتراف تسويق النخب للمفاهيم الخاطئة للحيلولة دون إنتاج إدراكات صحيحة تفرض الدفاع عنها .واحترفت النخب تسويق الأزمة وتسعير كل شيءٍ.. الوطن والمواطن .
ومن هذه المعوقات التي تحول دون وعي جاد وغير مزيف في بلداننا نقف أمام معوقين أساسيين يسهم كل مزهما إلى حدٍ كبير في إجهاض أي بارقة أمل نحو التقدم أو التطور هما :_
المعوق الأول :_ الأزمة التي يمر بها الوضع الإقتصادي والإجتماعي والتي تُنتِج الخوف والشك وعدم اليقين في ثمة أمل للمستقبل نتسارع لدفع تكاليفه برضا إجتماعي ومهما كانت قاسية لإعتبارها رحلة بناء حقيقي مؤكد إثمارها في مساحات الحاوية الوطنية الجامعة .
وحيث يلتقط المجتمع من إشارات سيادة إقتصاد وانتهاز الفرص وبيع العموم على يد محترفين صادروا بالسياسي والإقتصادي كل أحلام البسطاء وبما وضع الجماعة الوطنية في حالة إهتزاز وصدَم الملايين من المعدمين وهاجم المستقر لدي ملايين أخرى . بما وضعهم في حالة تدافع وتدافع مضاد بين القوى الإجتماعية ولَّدَ الرغبة في الهجرات وبقسوة محطماً الثابت الوطني والإنتماء .
وبينما حقائق العولمة ومتغيراتها وقوانينها التي انصاعت لها الأنظمة في بلادنا دونما أدني مراعاة للوازع الإجتماعي والإقتصادي للمركَّب الطبقي ومخاطره .ودون أي إعتبارٍ لما هو وطني ولاختبارات التربة والحالة والمناخ ..ومايجب ..ومالا يجب لحفظ ثابت الوطنية فلم يعد يهم .
وبالتالي تضيع كل فرص تقليص الأزمة ويتم ترك الوعي على الأرصفة تشكّله كما ترى طاحونة الرأسمال .
في حين أن الرأسمال الحقيقي هو الإنسان _يجب أن يكون _الوطني والمواطن والذي ماينبغي أن يشعر بكونه أبخس مافي بلده. مجرد شيء في نظر حكامه .إما أن يكون أجيراً وبشروط رأس المال مهدد بالقهر والطرد ..وإما قوة معطلة مرفوض ومدفوع لمقايضة الوطنية بقوت يومه أو الإنتحار ..
وبالتدقيق يمكننا أن نقف على عوامل مشتركة شديدة التخفّي بين أزمة الوعي وضياع الأمم وطموحات الحكام .ربما لايتم السماح بتداول هذه المشتركات أو النبش فيها إلا بعد عدة عقود من آنها.

المُعَوّق الثاني :_
من البديهي عدم تحقق النمو والتنمية من دون الإنسان .والأخير لايأتي منفرداً منعزلاً عن بيئته .مجرداً من وطنيته والتزاماته ذات الصلة.الأمر الذي يجعل أي بناء حضاري أو تقدم إجتماعي غايته الإنسان ذاته .وهذا يضع على كاهل الإنسان عبء التفاني بانتماء لأجل صناعة مستقبل هو من يبني ومن يستفيد .وكل هذا يحتاج بالإضافة إلى الوعي الحقيقي غير الزائف والمُجَرّد من سلطوية الحاكم وطموحاته الضيقة

والتي _مادام كذلك تتصادم مع طوحات الأوطان _يحتاج إلى ميدانه اللائق والذي نعتبره حادثاً لامحالة في حال إتساع مساحات الحرية ورقعة الحرير التي يتم نسج خيوطها بماكينة التحرر والإستقلال والبناءات الديموقراطية الحقيقية في المجتمعات .وبما يضع الإجابة الصحيحة للسؤال الحائر بين أفتراضية تحقيق الوعي الوطني أولاً ثم تأتي الديموقراطية منحة من الحاكم الذي يملك غلق سماواتها وقتما يشاء .
ثمة وعي مزيف تأمر به أنظمة الحكم وتتولاه الطبقة النخبوية الزائفة هي الأخرى والتي تلاقت مصالحها مع أنظمة الحكم .تقوم بتسويقه إلى الجماهير وترهن إفساح الطريق لمساحة من الحرير تمر من خلالها محددات الوعي وأجنته بمعضلة وعي لم يصل إلى نضج الممارسة في يقينهم _الحكام والنخبة_وبالتالي فالوعي الحقيقي مؤجل .
وتظل النخب العاملة في بلاط الأنظمة على اختلاف مشاربها تُسَوّق الوعي الزائف إلى الشعوب ولن يكون بالوعي الذي يحصّن ويصون الوطنية بقدر مايضع مفهوم الوطنية على المحك ..إن أَخَذَ كان وطنياً..وإن أُخِذَ منه عَرَضَ وطنيته في الأسواق.
وعلى قدر رقعة الحرير واتساع مساحتها في المجتمع تأتي التجارب الحزبية الناجحة ويحدث التداول وسباقات الأفكار لرفعة المجتمع بوعيه الجاد .ويقع البناء الحضاري والتقدم في أولويات الحالة الوطنية وتعصم الوطنية بمفهومها الجامع مجتمعها من التعصب والتطرف ويتخلص الحكم من أزمته ويحاصر الوعي بقع الظلام ويزيلها ويقضي عليها إجتماعيا واقتصادياً وليس أمنياً وعسكرياً نختصر محاربة الإرهاب فالأجدي محاصرة مصانعه وتفكيكها لنحول دون تعدد طبقات إنتاجه .

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2019-03-08 00:58:04   الشهيد البطل نذير عباس صبح
الشهيد البطل نذير عباس صبح غدر به أهل الغدر و الخيانة و كمنوا له في ريف درعا يشيّع اليوم جثمانه الطاهر إلى قريته بريصين في ريف الشيخ بدر ._______________________________-نرجو اعدام المئات من الارهابيين في السجون لانه ان لم نرد سيزيدون عمليات الغدر و الاجرام تجاه جيشنا و اهلنا من الساحل
الشهيد البطل نذير عباس صبح  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz