Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_jot9h956nl29feh0of2l916qe0, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
لماذا نساند أعداءنا ؟ بقلم : الدكتورة بثينة شعبان

Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
لماذا نساند أعداءنا ؟ بقلم : الدكتورة بثينة شعبان
دام برس : دام برس | لماذا نساند أعداءنا ؟ بقلم : الدكتورة بثينة شعبان

دام برس :

حين كتبت الأسبوع الماضي "لنا أعمالنا ولكم أعمالكم"، وناقشت فكرة استهداف أعدائنا المتواصل لعلمائنا ونخبنا وقياداتنا على مدى عقود، اتصل بي صديق أحترم آراءه ومواقفه وسألني هل العدو هو الوحيد الذي يغتال قادتنا أم أنّنا نحن نغتال بعضنا بعضاً، ونحرم الأوطان خيرة الخبرات والمؤهلات استجابة لنوازع صغيرة من الحسد والغيرة أو السير وراء الشعور بالجاهلية الأولى من خلال الاهتمام بالأقرباء والمعارف وأبناء القبيلة على حساب طاقات متميزة لو صحّ استثمارها لأحدثت فرقاً وازدهاراً في مجالات مختلفة؟
قادني هذا السؤال إلى التفكير بالهدر الذي عانت وتعاني منه بلداننا العربيّة وعلى مدى عقود أيضاً، وهنا أقصد مختلف أنواع الهدر، الهدر في الطاقات البشرية وفي المقدرات المادية وفي الكفاءات والنخب، والهدر الذي يطال كلّ وجه من أوجه حياتنا إذا ما توقفنا قليلاً وأحسنا التفكير في مسارات وسبل حياتنا المختلفة.
ففي الوقت الذي يفاخر به البعض أنّ الأطباء السوريين مثلاً حقّقوا أرقاماً قياسية بتميزهم في الجامعات والمشافي الأميركية والأوروبية أرى أنّ تعليمهم في مدارسنا وجامعاتنا ومن ثمّ التضحية بهم وإهداءهم لجامعات ومشافي الآخرين هو هدر عظيم لطاقة بشرية متميزة لم تجد البيئة التي تمكّنها من أن تستمر في تفوّقها وإبداعها، أو لم تتمكن من خلق هذه البيئة نتيجة معوقات غالباً ما تكون بسيطة لو أُحسن التفكير الجديّ بها لكان من الممكن جداً إزالتها. ومع أنّ حضور الأطباء والمهندسين السوريين واللبنانيين والعراقيين وغيرهم يشكّل من دون شكّ قيمة مضافة للحضور العربيّ في المغتربات، ولكنّه لا يقارن مع الحضور الذي يمكن أن يحقّقه هؤلاء لأوطانهم لو تمكنوا من إنشاء مدن طبيّة في بلدانهم وجعل هذه المدن قبلة لطالبي الاستشفاء من كلّ أنحاء العالم وليس من بلدانهم فقط.

ليس صحيحاً أنّ كلّ هؤلاء راغبون بالعيش في الغرب ولكنّ بعضهم يبحث عن إمكانية خلق البيئة العلمية والمعرفية التي تمكّنه من الاستمرار والمشاركة في العمل والبحث والإنتاج من دون طول عناء والبعض يبحث عن مستوى معيشة أفضل، ولكن بالتأكيد معظمهم يفضل البقاء في الوطن لو تمكن من تحقيق هذه الطموحات في وطنه بدلاً من أن يحققها بعيداً عن أهله وذويه وطفولته ونسيجه الاجتماعي الذي نشأ وترعرع فيه. ولا يتوقف الهدر عند من يغادر الأوطان ويهاجر وتشكّل هجرته خسارة علمية ومهنية ومعرفية للبلاد، ولكنّه يطال أيضاً العائدين إلى الأوطان بمعارف وخبرات متميزة من دون أن يتمكنوا من أن ينقلوا هذه التجارب والخبرات إلى أرض الواقع في بلدانهم إمّا لأنهم لم يتمكنوا من أن يكونوا في المكان المناسب، وإمّا لأنّهم لم يتمكنوا من اجتراح الصعوبات وخلق البيئة التي تناسب خبراتهم وتكفل نقل هذه الخبرات إلى المتدربين من الشباب والشابات.
وإذا ما توغلنا في المكاشفة عند هذه الأوجاع التي تسبب آلاماً للأشخاص وهدراً على المستوى الوطني، فعلينا الاعتراف بمرض يكاد يكون ثقافياً وينتشر على كامل الساحة العربيّة ألّا وهو مناصبة العداء للمتفوقين والمتميزين في مجالات مختلفة. ففي الوقت الذي تعلمت به البلدان الأوربية والأميركية بعد خوض الحرب العالمية الثانية كيفية التعاون والعمل المشترك لإنقاذ ألمانيا مثلاً وللتأسيس لتحالفات وعرى وثيقة أنتجت الاتحاد الأوروبي خلال سنوات من العمل المشترك، نجد أنّ البلدان العربيّة ما زالت غارقة في الفردية واستعداء الآخرين سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى العلاقات بين البلدان. وأنّ الحسد والغيرة ممّن ينتج ويزدهر ويتميّز هما سيّد الموقف بدلاً من المباركة والمؤازرة. ويبدأ هذا الشعور من نعومة أظفار التلاميذ الذين يتنافسون بطريقة تريد إلغاء الآخر بدلاً من مشاركته التفوق وتشكيل فريق عمل يتفوق من خلاله المجموع بدلاً من الفرد. وإذا ما أمعنا النظر في حياتنا الثقافية والاجتماعية والمهنية نرى أنّ استهداف الآخر هو الطريق الأمثل لدى البعض لإثبات تفرّدهم وتميّزهم وأنّهم لا يفكرون بالصعوبات التي تعترض ارتقاءهم سلم التميّز بقدر ما يفكرون بإزاحة الآخر المتميز من طريقهم والذي يعتبرون إشعاعه سبباً في الظلمة التي يعانون منها مع أنّ ظلمتهم هي من إنتاج أيديهم وليست بسبب النور الصادر عن الآخرين.

فرغم كلّ مواقفنا من سياسات الحكومات الغربيّة تجاه بلداننا علينا أن نعترف أنّهم، وضمن مجتمعاتهم، يحترمون التميّز ويعملون قصارى جهدهم كي يأخذ المتميزون حقّهم في الحياة والعمل. واليوم ليس الغرب فقط وإنّما الشرق أيضاً، الصين وروسيا والهند كلّها تعتمد مبدأ النخب وأن تكون هذه النخب هي التي تقود في مجالاتها وأن تمثّل القدوة للناشئة والطامحين والراغبين بارتقاء سلّم التفوق في مهنهم ومجتمعاتهم. قد نظنّ أنّ هدر موهبة هنا وأخرى هناك شأن شخصي لا يؤثر على الحالة الوطنية في شيء ولكنّه في الحقيقة شأن وطني قبل كلّ شيء.

فإذا ما تمّ تحييد أفضل الطاقات أو هدرها لأسباب مختلفة وفي مجالات شتى، فالسؤال هو من الذي يقود الملفات الشائكة وكيف يقودها وعلى أيّ مستوى وما هي القيمة المضافة التي يحقّقها هؤلاء بالمقارنة مع من لم تتمّ الاستفادة من مواهبهم وخبراتهم وإبداعهم؟، هذا النوع المستور من الهدر هو الذي يكمل عمل الأعداء الذين يستهدفون قادتنا ونخبنا ويعملون على تصفيتهم جسدياً لأنّ الهدر هو بمثابة موتهم وهم أحياء حيث لا يقدرون على العطاء والإبداع وخدمة اختصاصاتهم وأوطانهم بالشكل الذي يرغبون ويقدرون. النتيجة التي نتوصل إليها هنا هي أنّ محاربة الكفاءات في بلداننا تصبّ في صالح الأعداء الذين يستهدفون أوطاننا وأنّ هدر هذه الطاقات أيضاً يخدم الأعداء وأنّ العمل على تقويض الكفاءة أو منعها من العمل والإبداع يكاد يرقى إلى مستوى خيانة الأوطان لأنّه في النتيجة يشكّل مساندة مقصودة، أو غير مقصودة، لما يحاول الأعداء إيقاعه ببلداننا. ومن هذا المنظور فإنّ مكافحة الهدر واستخدام الطاقات في الأمكنة المناسبة لها وشدّ أزرها هي أعمال وطنية تساهم في تحصين الأوطان في وجه الأعداء وكلّ من يستهدفها من الداخل والخارج.

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2019-02-12 02:47:30   الطاقات العلمية الرفيعة التي غادرت الوطن.
السيدة الدكتورة بثينة شعبان أسعدتم أوقاتا دكتورة بثتية مقالك الذي تناولت فيه الشق المتعلق بهجرة الأدمغة العربية ( جلهم من وطننا السوري )، هذا الشق لن أعلق أو أضيف إليه شيئا لأنه قارب الحقيقة بمطلقها. أم الشق الذي تناولت به الجانب الأوروبي في قسمه الغربي تحديدا، فكان وكأنك تعيد كتابة المدن الخالدة، وقد تكون تجربتي في أوروبا تحاكي الوصف الذي مررت عليه، إلا أن تجربتي التي بدأت في جامعة بون في العام 1980 وحتى يومنا هذا ليست كالتي عشتها أيام تحصيلك العالي. وإذا نظرنا اليوم الى ما يحصل مع الأطباء السوريين الجدد، فهو العنصرية بإمتياز. أنا شخصيا من المؤيدين جدا لإنشاء مراكز طبية تخصصية ليعود وطننا السوري منارة كما عرفناه.سليمان رزق من قرية جديدة عرطوز.
Dr Suleiman Rizk  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_jot9h956nl29feh0of2l916qe0, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0