Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ابعاد هرولة الامارات نحو سورية .. بقلم : احمد عادل
دام برس : دام برس | ابعاد هرولة الامارات نحو سورية .. بقلم : احمد عادل

دام برس :
تم الاعلان صباح اليوم ان دولة الامارات اعادت فتح سفارتها في سورية للعمل رسميا من جديد بعد اغلاقها لمدة سبع سنوات بسبب الموقف الاماراتي المناهض للدولة السورية منذ بداية الاحداث و الحرب علي سورية ، و السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في الاوساط السياسية العربية في الوقت الحالي ، ما هي ابعاد اعادة فتح الامارات سفارتها في سورية للعمل من جديد بشكل رسمي ؟
 
بالرغم من ان هناك تحالفا ظاهريا بين الامارات و السعودية الا ان المتعمق في مجريات الاحداث في الوطن العربي و خاصة في ساحتي سورية و اليمن سيدرك ان هناك حرب باردة تحدث علي زعامة العالم العربي بين الامارات و السعودية ، فالامارات تدخلت في حرب اليمن بشكل جزئي من اجل تحسين مصادر حصولها علي الطاقة و لكي تسيطر علي مواقع مائية استراتيجية جديدة تطل علي البحر الاحمر و في نفس الوقت قامت الامارات بتوريط حليفتها السعودية في حرب دموية استنزافية بشريا و اقتصاديا للسعودية في اليمن ، شوهت صورة القيادة السعودية عربيا و اسلاميا بسبب المجازر التي ترتكبها يوميا بحق المدنيين اليمنيين الابرياء و استنزفت السعودية بشريا و اقتصاديا في الساحة اليمنية فتكبد الجيش السعودي خسائر كبيرة في الافراد و تكبد الاقتصاد السعودي خسائر مالية مهولة حيث قالت صحيفة الواشنطن بوست في تقرير لها عام ٢٠١٧ ان السعودية تنفق ٢٥٠ مليون دولار يوميا في حربها علي اليمن  ، و في الحرب السورية اتبعت الامارات نفس الاسلوب مع السعودية فهي شاركتها في دعم الارهابيين في سورية لكن الامارات لم تقطع كامل الاتصالات مع الدولة السورية بعكس السعودية التي دعمت الارهابيين دعم لا محدود و قطعت العلاقات و الاتصالات مع سورية بشكل كامل و وصل الامر في بعض الاحيان الي حد التطاول الشخصي من وزير الخارجية السعودي السابق السيد عادل الجبير علي شخص الرئيس د. بشار الاسد ، و سياسة الامارات مع السعودية كانت واضحة و هي التحالف معها في الحروب لكن مع توريطها و استنزافها بشريا و اقتصاديا و شعبيا في تلك الحروب و رغم ان الامارات كانت شريكة في تلك الحروب الا انها اشتركت فيها بشكل حذر لا يورطها او يستنزفها في وحول الحروب الاستنزافية المنهكة مثل حرب اليمن علي سبيل المثال ، و من هنا نستطيع ان نفسر كيف كانت الامارات احد اكبر الدول مع السعودية التي تدعم الارهابيين في سورية و رغم ذلك استطاعت توريط السعودية في عداء مطلق و غير مبرر مع الحكومة الشرعية في سورية ثم تراجعت هي و اعادت فتح سفارة بلادها في دمشق ، فالامارات تمارس السياسة بشكل براجماتي بعكس السعودية التي تمارس السياسة من باب الاهواء الشخصية و الامارات تستغل ذلك بشكل غير مباشر لاستنزاف السعودية حتي تتمكن هي من زعامة دول الخليج كخطوة اولي و كامل الدول العربية كخطوة لاحقة .

و احد اهم اسباب رغبة الامارات في عودة العلاقات مع سورية الي مسارها الطبيعي هو الصراع المحتدم علي قيادة العالم العربي بين الامارات و السعودية من جانب و تركيا من جانب اخر ، فالامارات و السعودية تسعيان الان و بقوة بوساطة مصرية الي تشكيل تحالف سوري سعودي اماراتي مصري ضد الدور التركي التخريبي الداعم للارهابيين في سورية و مصر و المعتمد بشكل رئيسي علي جماعة الاخوان المسلمين و معاداة الامارات و السعودية لجماعة الاخوان المسلمين سببه الرئيسي عمالة تلك الجماعة للمشروع التركي الاستعماري في المنطقة ، فتركيا تسعي للسيطرة علي الدول العربية و غزوها اقتصاديا و ثقافيا و سياسيا عن بعد اي عبر القوة الناعمة و احد اهم ادوات تركيا في ذلك جماعة الاخوان المسلمين ، فالامارات تيقنت انها لن تستطيع مواجهة المشروع التركي الا عبر التحالف مع سورية الدولة العربية التي قاومت المشروع التركي و هزمته و منعت وصول الاخوان المسلمين او حتي مشاركتهم في الحكم في سورية ، فالتقارب مع سورية امر مصيري للامارات لجهة صراعها مع تركيا و الدولة السورية و عبر دهاء الرئيس د. بشار الاسد تدرك ذلك و تستطيع ان تحقق اقصي استفادة استراتيجية من تلك التناقضات الاقليمية و هكذا عهدنا القيادة السورية قيادة ذكية و حكيمة و صبورة .

و من اسباب رغبة الامارات في التقارب مع سورية هي ادراكها للتطورات التي حدثت في النظام الدولي الجديد و بدء انهيار النظام الدولي احادي القطبية الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الامريكية و بروز نظام دولي جديد متعدد الاقطاب ليس متكونا من الولايات المتحدة فقط بل يشمل روسيا و الصين و دول البريكس و هذا النظام الدولي لم يكن ليتشكل بدون صمود سورية و عدم سقوطها في التبعية للمحور الامريكي الصهيوني و الامارات ادركت ذلك و ذهبت مباشرة للتقارب مع سورية التي كانت السبب الرئيسي في بروز هذا النظام الدولي الجديد متعدد الاقطاب .

ختاما يجب ذكر مقولة الداهية البريطاني وينستون تشيرشل الهامة و التي تعكس حقيقة العلاقات بين الدول و هي " في السياسة لا يوجد صديق دائم او عدو دائم بل مصالح دائمة " .

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz