Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 23 نيسان 2024   الساعة 18:44:29
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إنسحاب أمريكا..وزيارة البشير..والتتريك .. بقلم : محمد فياض
دام برس : دام برس | إنسحاب أمريكا..وزيارة البشير..والتتريك .. بقلم : محمد فياض

دام برس :
يعتقد البعض أن ترامب قرر فجأة سحب القوات الأمريكية الأراضي السورية .وربما قد تناسى ذلك البعض أيضا أنه ذاته الترامب منذ عدة أشهر قليلة قد قرر ذلك أيضا وأن الرياض غضبت وانزعجت وأن بن سلمان بات ليلته ( مقموصاً) ..ولأن العلاقة الحرام بين رياض آل سعود وبين واشنطن ترامب قد أنتجت ضمن ما أنتجته - سفاحاً-رهن بقاء المملكة والإتيان بالفتى المدلل تحت تاج الملك بمدى حرارة الرضا لدى تاجر أفلام البورنو في البيت الأبيض..ومنذ أن حضر إلى الرياض ليرقص بالسيف في حضرة العائلة السعودية ومن ارتضى الدوران في مدارها واغترف ثروة الشعب في الجزيرة العربية وتحويشة عمره مازاد عن ال 600 مليار دولار..ماهي إلا أيام معدودات وقرر ترامب أنه سوف يسحب القوات الغازية المحتلة من أراضي الجمهورية العربية السورية ..اشتاط عندها بن سلمان وقرر الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليعاود دفع مليارات الدولارات ثمنا لبقاء ال 2000 جندي أمريكي في شرق الفرات .وأرسله وقتها ترامب إلى أوروبا ليشتري البارفان الفرنسي وأشياء أخرى من أجل دفع المليارات ثمناً للبقاء في سورية .ورأينا كيف أن ترامب قد استأذن القوى الفاعلة على الساحة السورية وبالتعاون مع الجيش العربي تم إخلاء منطقة عسكرية لترسل واشنطن 45 صاروخاً ..صرحت وقتها الإدارة الأمريكية أن المهمة قد انتهت وأن مادفعته الرياض تم سداده ..وإن أرادت المزيد من الصواريخ فإلى المزيد من المليارات السعودية.
....والآن يقرر ترامب سحب قواته الغير مرغوب في بقائها والتي لا تلتحف في وجودها ودخولها الأرض السورية بغطاء شرعي .ولم تأتي بإذن أو دعوة أو طلب من الحكومة الشرعية في دمشق.
الأمر هنا مختلف في حال يلتزم ترامب بسحب القوات الأمريكية من شرق الفرات .وتحده حزمة من المحددات التي وضعتها دمشق _ وهي التي لاتطلق تصريحا واحدا طوال سنوات الحرب إلا إلتزمته ونفذته وتل أبيب وعت ذلك _ من جملة هذه المحددات أن سورية قالت عن القوات الأمريكية أنها قوات محتلة وسوف تخرج إن بقرار أمريكي أو تحت ضغط البوط العسكري السوري ..وحددت دمشق أولويات المعارك بدقة أن القادم تحرير إدلب إن سلماً فسلم .وإن حرباً فحرب ..ويتلوها شرق الفرات ..وحددت القيادة العربية السورية بدقة أن الوجود الأمريكي والتركي وجود محتل وموجوب على الجيش العربي السوري تحرير كامل التراب الوطني من الإحتلال .وأنه _ الجيش_ بعد التحرير الكامل من الإرهاب الإسلاموي سيذهب بكل جاهزيته لتحرير الجولان من الإحتلال الصهيوني ..وقد قالها بوضوح لا يقبل التأويل الدكتور بشار الجعفري في الأمم المتحدة أن الجولان أرض سورية وموعد تحريرها قادم واستعادة سورية لها لاشك فيه بالسلم أو بالحرب .
والعالم كله والقواعد الدولية المستقر عليها في ميثاق المنظمة الدولية يؤكد أن الوجود الأمريكي في سورية وجود خارج إطار الشرعية وبالتالي وجود محتل .
هنا لاغرابة في قرار الإنسحاب وإن أحدث لغطاً في الإدارة الأمريكية وارتباك في البيت الأبيض ودفع ماتيس إلى الإستقالة ..سواء كان قرار الانسحاب من سورية له الأثر المباشر أم إلى جانب حزمة من التصرفات الترامبية في البيت الأبيض.
إلا أن الولايات المتحدة في حقيقة الأمر وواقع الصراع في سورية وأطرافه والهزيمة القاسية التي مُنِيَ بها المشروع الشرق أوسطي الجديد .والضربة القاضية التي سددها الجيش العربي السوري إلى أدوات أمريكا وحلفها على الأراضي السورية وتأكدت المخابرات المركزية أن الحيش العربي بات عصياً على السقوط وبالتالي سورية الشعب والقيادة ..ووضعت أجهزة الاستخبارات الحدث في مربع الهزيمة التي أضيفت إلى سجل الهزائم الأمريكية خارج أراضيها وأنها الهزيمة الأعنف بعد فيتنام.
ولأن المعسكر الغربي لم يتوافق مع الموقف الأمريكي في محاولة غسل بن سلمان مز جريمة قتل خاشقجي ببضعة مليارت أخرى أعلنها ترامب " لن أضحي ب110مليار دولار من أجل خاشوقجي" .
ورأت أوروبا العجوز أن ترامب يعبث بقواعد اللعبة ويذهب إلى مصالحه دون أي اعتبار لما تم الإتفاق عليه .
وربما كان ردة فعل من ترامب على عدم اتخاذ أوروبا ذات موقفه من إعلانه منفردا الإنسحاب من الإتفاق النووي مع إيران وصرحت أوروبا إلتزامها مع طهران - ولها مصالح تريد الحفاظ عليها- .
ويطل الربيع على فرنسا وتتفق باريس مع البشير بزيارة إلى دمشق ليعلن أمام الأسد أن الزيارة في إطار العمل العروبي وأنه حضر ليتضامن مع سورية في حربها ضد الإرهاب ..
وإن كزت أنا شخصيا أرى أن كل الحكام العرب سيتعاطون حبوب الشجاعة واحدا بعد الآخر ويذهبون للحج في دمشق قلعة الصمود والمقاومة ..ويقدمون التعازي في مواقفهم طوال سنوات الحرب .ويعلنون بدم بارد أن سورية دافعت عن الأمة ضد أكبر حرب كونية في التاريخ الحديث.
لا أُبريء زيارة البشير من ثمة مكيدة استخدمته اوروبا نكاية في الولايات المتحدة الأمريكية .وعلى الفور يدفع السودان وتدفع فرنسا الثمن العاجل ..أما الآجل فله ميعاد آخر اذا لم يسلم المتطرفون - الذين شقوا عصا الطاعة الأمريكية- أنفسهم داخل حظيرة البيت الأبيض ..وتحت الخيمة .كما أسماها وارين كريستوفر فور الإنتهاء من حرب ماسمي بتحرير الكويت..
لكن أمريكا اللعوب لايمكنها أن تنسحب بالمعني العسكري للإنسحاب..ولأن العالم وعاها لاعهد لها وإن صرحت وقررت .فالواقع يعطي أمارات على خلاف ذلك.
دائما تبحث عن عميل آخر ..عن متنطع يقبل إحلال محلها ويأتمر بأمرها وإن تم قهره ومحاربته بل وتدميره بالنيابة عنها ..أمريكا مثل الكيان الصهيوني المحتل للأرض العربية في فلسطين ..من حيث النشأة والوجود و تأليف مصادر القوة والسطو عليها وسرقتها .
لاعهد ولا دين ولاثمة مباديء وإن وقّعَت على المواثيق والمعاهدات .
ولاغرابة في ذلك فالعهد والمعاهدة لايلتزم بها سوى أصحاب الحضارات ..ونرى كيف توافقت واشنطن مع إمارات البترول على إشعال النيران في العراق وسورية واليمن وسيناء المصرية ..؟ لسبب وحيد هو الرغبة في هدم الحضارات  لتسهيل الإستيلاء على الأرض العربية
والثروات العربية ..وقد أعلن ترامب أنه قد رتب مع أردوغان الإنسحاب بدقة وبطء من سورية ..وأعلنت فرنسا عدم تخليها عن قوات سوريا الديموقراطية بعد الإنسحاب الأمريكي الذي تأسف عليه .وعلى الفور يكتمل المشهد فيقول النتن ياهو " الإنسحاب الأمريكي لن يغير من سياستنا ضد التموضع الإيراني في سورية وسوف نوسع من رقعة العمل الإسرائيلي في سورية عند الضرورة."
ويقرر أردوغان إرسال المزيد من القوات والآليات العسكرية التركية إلى منبج وجرابلس .داخل الأرض العربية السورية.ويستنجد الأكراد بالرئيس الفرنسي .
حالة من تبديل الأدوار على المسرح العملياتي السوري ..ربما يعتقد البعض أن الأمور تذهب إلى مزيد من التأزم ..لكنني أرى أن توازنات القوة وفائض الجند السوري بات يُمَكّن دمشق الآن وفي المنظور - حالما تقرر القيادة السورية  - من تحرير ماتبقى من الأرض ..ويحسم المبدأ من البداية في مارس 2011 أن الفريق الذي قرر الإنتصار في هذه الحرب قد انتصر وانتهى الأمر ولم يبق سوى إعلان الهزيمة من جانب العواصم المُشَغّلة للإرهاب .وإقامة العواصم الممولة سرادقات العزاء . وتزيين الميادين العربية السورية ببيارق النصر .
ولم يركع أردوغان لترامب من أجل المصالح الأمريكية.بل من أجل تقاطع المصالح في هذه المنطقة .يرى أردوغان أن سعيه لتتريك المنطقة وحلم خرافة الخلافة يستحق أن يمطتيه لبعض الوقت الغرب والأمريكان ويعمل مازال على تسويق مشروع صياغة أنظمة حكم إخوانية في العواصم العربية خاصة في القاهرة ودمشق وأن هذا بمثابة تطعيم لكامل المنطقة العربية ضد فيروس المقاومة والحلم الناصري العروبي.
ويعتقد أردوغان أن سعيه لتلبية المخطط الأمريكي والحرب بالوكالة في سورية سوف يضعه على طريق تحقيق حلمه في الخلافة .وفي ذهنه أنه قادر على تتريك بلادنا وتضفيرنا في مشروعه كما فعل أسلافه إعتمادا على إرسال الشباب السوري والمصري للحروب لتحقيق أطماعه .
ثمة علاقة جلية واضحة بين قرار الإنسحاب الأمريكي وزيارة البشير إلى دمشق وسعي أردوغان إلى وهم الخلافة..لكلٍ مصالح .ومصالحهم تتقاطع مادامت على أرضنا العربية .
لكن رهاننا الذي لم نخسره لثمانية سنوات أن الأسد السوري يدير معاركه ونصب عينيه وحدة الأرض وعدم المساس بقوة المقاومة وتعافي القدرات العسكرية من أجل معركة التحرير..
تنسحب أمريكا وتتدخل تركيا وتبقى فرنسا..لن يفرط الجيش العربي في القادم مادفع ثمنه غاليا في سنوات الحرب .

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2018-12-25 01:57:30   ناصرى .. وافتخر
لن ننسى جيشنا الاول .. وقلعة الصمود دمشق .. انها الحرب قد تثقل القلب لكن خلفك عار العرب ... لا تصالح ولا تتوخى الهرب .. النصر قادم لا محاله .. شكرا لاستاذ محمد فياض
أحمد نصير  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz