دام برس :

أعلنت الوكالة السورية الرسمية للانباء سانا ان اللواء علي مملوك مدير مكتب الامن القومي السوري زار مؤخراً مصر والتقي باللواء عباس كامل مدير المخابرات العامة المصرية لبحث عدد من القضايا الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك بين القيادتين المصرية و السورية ، و السؤال الذي يطرح نفسه ما هي ابعاد زيارة اللواء علي مملوك الي مصر و التقاءه باللواء عباس كامل مدير المخابرات العامة المصرية ؟ .

من المؤكد أن احد أسباب هذه الزيارة هو للتنسيق الامني و تبادل المعلومات بشأن الارهابيين المصريين المتواجدين في سورية الذين يكونوا علي تواصل مباشر مع الارهابيين في سيناء ، فهناك الاف الارهابيين المصريين الذين قاتلوا في سورية قتل بعضهم و اعتقل البعض الاخر و مازال البعض الاخر منهم متواجد في مدينة ادلب اخر معاقل الارهابيين في سورية و يسعي للعودة الي مصر للقتال الي جانب الارهابيين في سيناء ، فتقوم الدولة السورية بتسليم معلومات تفصيلية للدولة المصرية عن هؤلاء الارهابيون و هل هم احياء ام اموات و اذا كان هناك معتقلين منهم فيتم تسليمهم و استجوابهم في مصر عن صلاتهم بالارهابيين في سيناء و مواقعهم و عددهم و اقرب العمليات الارهابية التي يسعون لتنفيذها ، و التنسيق يحدث بكثافة ايضا لان هناك ارهابيين في سورية علي صلة مباشرة تسليحيا و لوجيستيا بالارهابيين في سيناء لذلك يكون من الضروري التنسيق الامني بين مصر و سورية حتي يتم تصفية هؤلاء الارهابيون بسرعة و منعهم من القيام بالعمليات الارهابية سواء في مصر او سورية و ان تقوم الاجهزة الامنية بالقضاء عليهم قبل ان يقوموا بعملياتهم الارهابية و هذا ما يفسر توقيت الزيارة حيث ان توقيتها يأتي قبل مدة قليلة من بداية الاحتفالات بأعياد الميلاد تلك الاحتفالات التي دائما ما كانت موعد للارهابيين لاستهداف المدنيين الابرياء .

و من ضمن الاسباب التي دفعت اللواء عباس كامل لدعوة اللواء علي مملوك لزيارة مصر هو بحث كيفية مواجهة الخطر التركي علي الامن القومي لسورية و مصر و كامل الامن القومي العربي ، فتركيا لديها مشروع استعماري في الوطن العربي و لديها اطماع في حلب و الموصل و تسعي لقيادة الدول العربية و احياء مجد الخلافة العثمانية من جديد عبر دعمها للاخوان المسلمين للوصول الي الحكم في الدول العربية و اذا فشلوا في استلام الحكم بشكل كامل تعطيهم السلاح حتي يضغطوا علي الدولة لكي يشاركوها في الحكم ، و الدور التركي في مصر و سورية دور تخريبي و مزعزع للاستقرار ، فهي في مصر تدعم ميليشيات الاخوان المسلمين للقيام بعمليات ارهابية في الداخل المصري ضد المواطنين و القوي الامنية و تدعم الارهابيين في سيناء بشريا و لوجيستيا و تسليحيا و قامت تركيا بنقل عشرات الارهابيين من سورية و العراق الي داخل سيناء حتي يقوموا بعملياتهم الارهابية ضد القوي الامنية المصرية فضلا عن تسليم تركيا الارهابيين في سيناء اجهزة تجسس متطورة تساعدهم علي رصد تحركات القوي الامنية المصرية ، اما في سورية فالدور التركي دور تخريبي ايضا فهي فتحت اراضيها لاستضافة الارهابيين القادمين الي سورية من العالم اجمع و سمحت للمخابرات الامريكية بادخال المال و السلاح لصالح الارهابيين في شمال سورية فضلا عن تدخلها لحماية الارهابيين عندما كانوا يقوموا بقصف الجيش العربي السوري ثم يهربوا للاختباء داخل الحدود التركية حتي لا يتمكن الجيش من ملاحقتهم لذلك فتركيا تشكل خطر مباشر علي الامن القومي لكل من مصر و سورية .

و احدي اهم الاسباب لتلك الزيارة هو محاولة الدولة المصرية القيام بدور الوسيط و عقد مصالحة استراتيجية بين سورية و السعودية بعد الدور التخريبي الذي لعبته السعودية في الحرب السورية من خلال دعمها للارهابيين في سورية بالمال و السلاح و الاعلام و التدريب و لكن بعد دخول الصراع السعودي التركي الي مرحلة تصعيدية كبري ، فإن الدولة المصرية ارادت توظيف ذلك من اجل عقد مصالحة استراتيجية بين سورية و السعودية كمقدمة لتشكيل حلف سوري مصري سعودي استراتيجي شامل ضد الخطر التركي التوسعي الذي يهدد المنطقة العربية بأسرها .

الخاتمة : زيارة اللواء علي مملوك لمصر ليست حدث عابر بل تعكس تنامي التقارب الاستراتيجي في العلاقات بين مصر و سورية و هذا التقارب سيؤدي الي اصطفافات اقليمية جديدة مع غرابتها الي حد ما فإنها ستكون في مصلحة الامن القومي العربي و كما قال وينستون تشيرشل ( في السياسة لا وجود لعدو دائم او صديق دائم بل مصالح دائمة ) .