دام برس :
يرتكب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية في سورية مذابح بشكل مستمر بحق المدنيين الابرياء من اطفال و نساء و شيوخ و اخر مذبحتين ارتكبتها قوات التحالف الدولي كانت في بلدتي هجين و الشعفة بريف دور الزور و ادت المذبحتين الي استشهاد العشرات من المدنيين الأبرياء ، لذلك فإن السؤال الذي يدور في عقل اية باحث سياسي ما هي اهداف التحالف الدولي من ارتكاب مذابح بحق المدنيين الابرياء الذين لا يشكلون اي عامل مؤثر في الصراع المسلح في سورية فهم لا يقدمون اي مساعدات لاي طرف من اطراف الصراع و لا يشكلون حاضنة شعبية لاي جماعة مسلحة داخل سورية ، اذا لماذا يقوم التحالف الدولي بارتكاب مذابح بحقهم ؟

 الولايات المتحدة الامريكية تدرك ان مشروعها الاستراتيجي في سورية فشل فهي لم تستطع اسقاط النظام السياسي في سورية و من ثم فشلت تلقائيا في اضعاف الدور الإقليمي لإيران و محاصرة حزب الله بريا و تصفية القضية الفلسطينية عبر الغاء حق العودة فضلا عن فشلها في جعل روسيا لا تمتلك اي متنفس لها علي البحر المتوسط ليس هذا فحسب فهذا الفشل للمشروع الامريكي في سورية ادي الي انتهاء النظام الدولي احادي القطبية الذي تشكل بعد انتصار امريكا في الحرب الباردة و تفكك الاتحاد السوفيتي لصالح نظام دولي جديد متعدد الاقطاب، القرار الدولي فيه لا يكون للولايات المتحدة وحدها ، كل هذه الخيبات الاستراتيجية الامريكية تجعلها تنفس عن كبتها الذي تعاني منه نتيجة فشلها الاستراتيجي عبر ارتكاب مذابح وحشية و بشعة و اجرامية بحق المدنيين الابرياء فهؤلاء هم من تنفس امريكا كبتها الاستراتيجي نتيجة فشلها في سورية بحقهم من خلال قتلهم و هنا امريكا تقتدي بإسرائيل التي كلما فشلت عسكريا في حرب تنفس عن كبتها نتيجة الفشل العسكري بارتكاب مذابح بحق المدنيين الابرياء ، فهذا هو الهدف الاول لارتكاب الولايات المتحدة تلك المذابح البشعة بحق المدنيين الابرياء في سورية

اما الهدف الثاني الذي من اجله ترتكب الولايات المتحدة الامريكية المذابح بحق المدنيين الابرياء في سورية هو اظهار القدرات العسكرية المتطورة لسلاح الجو الامريكي بسبب ذهول الولايات المتحدة الامريكية من فاعلية و تطور سلاح الجو الروسي في تدميره لمواقع التكفيريين المحصنة جيدا و المجهزة باحدث التجهيزات اللوجيستية ، فالولايات المتحدة هنا مثل الشخص المصاب بالنرجسية الخبيثة الذي يعشق الظهور الاعلامي لدرجة انه لو خفتت الاضواء من حوله يقوم بعمل شيء شاذ او يهين نفسه من اجل ان تتركز الاضواء عليه من جديد و يتحدث عنه الجميع ، و هذا هو ما تفعله الولايات المتحدة فهي مصدومة من تطور و فاعلية و عملية سلاح الجو الروسي ، لذلك تريد ان تثبت لنفسها او للعالم انها ايضا تمتلك سلاح جو فعال و متطور و عملي مثل سلاح الجو الروسي ، و هذا هو الهدف الثاني من مذابح الولايات المتحدة بحق المدنيين في سورية

اما الهدف الثالث الذي من اجله ترتكب الولايات المتحدة المذابح بحق المدنيين في سورية هو استعراض القوة امام سورية و ايران و روسيا و اظهار وجودها في الساحة السورية لهم و انها لن تنسحب منها و انها موجودة في سورية و قادرة علي البطش و التدمير و هذا ما يفسر ايضا بعض الغارات التي قامت بها الطائرات الامريكية ضد الجيش السوري، فهي تريد اثبات لسورية و ايران و روسيا انها موجودة و حاضرة و قادرة علي البطش و التدمير

الولايات المتحدة الامريكية تذكرني بالرئيس المصري السابق محمد مرسي فهو تم عزله و سجنه و محاكمته و رغم ذلك مازال يعتقد انه الرئيس الشرعي و الفعلي لمصر ، فالولايات المتحدة لم تعد المهيمنة الوحيدة في النظام الدولي و لم تعد القوة العظمي مطلقة التاثير في الصراعات الدولية و رغم ذلك مازالت توهم نفسها انها القوة العظمي الوحيدة و الاكثر تاثيرا في العالم !