دام برس :
اعلن الجيش الإسرائيلي انه يقوم حاليا بعملية تسمي الدرع الشمالي علي الحدود اللبنانية الاسرائيلية تهدف الي هدم الانفاق التي حفرها حزب الله و تصل الاراضي اللبنانية بالاراضي الاسرائيلية و بحسب اعلان الجيش الاسرائيلي فإنه يقوم بتلك العملية من اجل منع حزب الله من استخدام تلك الانفاق التي حفرها في الهجوم علي المستوطنات الاسرائيلية و المدنيين الاسرائيليين ، و السؤال هنا ما هي الاهداف الحقيقية لاسرائيل من الاعلان عن عملية ما يسمي الدرع الشمالي علي الحدود اللبنانية الاسرائيلية ؟
احدي اهداف حكومة نتنياهو من تلك العملية هو الهاء الرأي العام الاسرائيلي عن قضايا الفساد التي تطال نتنياهو و تطال زوجته فنتنياهو يريد حشد الشعب الاسرائيلي خلفه عبر الاعلان عن عملية الدرع الشمالي ضد الانفاق التي حفرها حزب الله علي الحدود اللبنانية الاسرائيلية و يريد نتنياهو اخبار الشعب الاسرائيلي بأن حزب الله كان سيستخدم تلك الانفاق من اجل الهجوم عليه و قتله و ان عملية الدرع الشمالي التي قام بها الجيش الاسرائيلي هي من حمت الاسرائيليين و منعت تعرضهم للخطر القادم عليهم من لبنان عبر حزب الله ، فيتحول نتنياهو في نظر الرأي العام الاسرائيلي من زعيم فاسد هو و زوجته الي زعيم حقيقي استطاع حماية اسرائيل من خطر الانفاق التي حفرها حزب الله علي الحدود اللبنانية الاسرائيلية
و من اهداف نتنياهو من تلك العملية المسماة بالدرع الشمالي هو الرد علي منافسه المقبل علي منصب رئاسة الوزراء ليبرمان ، فليبرمان قال ان قوة الردع الإسرائيلية تآكلت في حقبة نتنياهو و ان حماس انتصرت علي اسرائيل و ان اخر نصر حققته اسرائيل كان في حرب الايام الستة عام ١٩٦٧ و ليبرمان ادلي بتلك التصريحات من اجل الضغط الاعلامي و السياسي علي حكومة نتنياهو و الايحاء للشعب الاسرائيلي ان قوة اسرائيل في ردع خصومها انهارت بسبب سياسات نتنياهو الفاشلة ضد حماس و حزب الله و ايران و تصريحات ليبرمان هدفها تقليص شعبية نتنياهو في الشارع الاسرائيلي حتي يتمكن ليبرمان من تحقيق هدفه و هو تولي منصب رئيس الوزراء في اسرائيل و هو ما يفسر دعوة ليبرمان المتكررة لإجراء انتخابات مبكرة ، لذلك اراد نتنياهو من عملية الدرع الشمالي الرد العملي علي ليبرمان و كسب الرأي العام الاسرائيلي لصالحه عبر تصوير نفسه انه مازال قادر علي ردع خصوم اسرائيل و حفظ امن اسرائيل و الدليل علي ذلك العملية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي علي الحدود اللبنانية الاسرائيلية و نتنياهو تعمد ان يقوم الجيش الاسرائيلي بعملية لا يواجه فيها حزب الله مواجهة عسكرية مباشرة لان نتنياهو يعلم ان حدوث مواجهة عسكرية بين حزب الله و اسرائيل ستؤدي الي تدمير غير مسبوق للجبهة الداخلية الاسرائيلية لم تتعرض له منذ عام ١٩٤٨ ، لذلك اختار نتنياهو عملية دفاعية لا تؤدي الي مواجهة عسكرية مع حزب الله حتي يتمكن من تحقيق اهدافه السياسية الداخلية بدون هزائم عسكرية جديدة تقضي علي مستقبله السياسي
و احدي اهم اهداف نتنياهو من تلك العملية هو تحقيق اي انتصار حتي لو كان اعلاميا و وهميا علي ارض الواقع للجيش الاسرائيلي ، فنتنياهو يعاني من فشل استراتيجي ذريع علي كافة الجبهات ، فإسرائيل تعرضت لهزائم عسكرية و مخابراتية في حربها الاخيرة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، و فشلت في اخراج قوات محور المقاومة من سورية و تحديدا من هضبة الجولان و فشلت في منع محور المقاومة من بناء بنية تحتية عسكرية في الجولان تمكن محور المقاومة من فتح جبهة الجولان في اي وقت و جعل جبهة الجولان جبهة عسكرية ثانية يتم فتحها ضد اسرائيل مع جبهة جنوب لبنان ، فضلا عن تدهور العلاقات الروسية الاسرائيلية و فشل اسرائيل في منع تسلم الدولة السورية منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة اس ٣٠٠ ، كل هذا الفشل الاستراتيجي الاسرائيلي في صراعها مع المقاومة الفلسطينية و حزب الله و سورية و ايران ، جعل اسرائيل تبحث عن اي شيء عسكري تستطيع انجازه بدون اية اخفاقات جديدة و التباهي بتحقيقه امام شعبها و الراي العام العالمي للتعويض عن فشل اسرائيل الذريع و الشامل في مواجهة محور المقاومة ، لذلك اراد نتنياهو من عملية الدرع الشمالي تحقيق اي انجاز لاسرائيل حتي لو كان انجاز صغير او وهمي او اعلامي بعد خيباتها الاستراتيجية المتتالية عسكريا و مخابراتيا في الفترة الاخيرة امام محور المقاومة
لذلك فالخلاصة ان العملية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي حاليا علي الحدود اللبنانية الاسرائيلية و المسماة بعملية الدرع الشمالي ، تهدف الي تحقيق عدة اهداف منها ما هو داخلي و منها ما هو خارجي ، الاهداف الداخلية هي الهاء الراي العام الاسرائيلي عن فساد نتنياهو و زوجته ، و رد عملي من نتنياهو علي اتهامات ليبرمان له بأن اسرائيل خسرت في غزة في اطار الصراع المستقبلي بين نتنياهو و ليبرمان علي منصب رئاسة الوزراء ، اما الاهداف الخارجية لتلك العملية فتحقيق اي انجاز عسكري و لو وهمي او اعلامي للجيش الاسرائيلي بعد الفضائح العسكرية و المخابراتية التي تعرضت لها اسرائيل في صراعها مع محور المقاومة في غزة و لبنان و سورية .