Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 21:35:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل سقط الحلم و أدمعت القصيده .. بقلم : المهندس بشار نجاري
دام برس : دام برس | هل سقط الحلم و أدمعت القصيده .. بقلم : المهندس بشار نجاري

دام برس :

في سبعينيات القرن الماضي كنّا نحلم وكان حلمنا كبيراً كبير  وكنا نظن انه قريب وأننا سنعيش ذلك الحلم يوما ما واقعاً جميلاً كنّا نعمل لبناء وطن المستقبل وطن يتنقل به العربي وغير العربي بحرية من طنجه الى دبي ومن الدوحه الى تونس ومن عُمان الى عمّان... ومن دمشق الى كل عواصم التاريخ المعتق كخمر عريق حيث اهلنا و أحبابنا في الرياض وبنغازي و الدوحه  و أبو ظبي  والجزائر  و القاهرة و بيروت  و بور سعيد و أم درمان ، لقد كانت احلام جميله فلقد كان للشعر طعم جميل و رائع و للقصيده صدى وللفلسفة عشَّاق وللموسيقى والفن بيوت وقصور على مدار الوطن،
ولقد كان للشيخ ورجل الدين هيبه واللاستاذ تقدير و أحترام ، و للكبير  كرامة  وللصغير مودة وعطف وحنان .
وكبرنا وكبر الهم معنا وكبر التحدي، كانت سوريا صاحبة القلب الأبيض مفتوحة الأبواب لكل العرب للطالب والعاشق وللفنان والمثقف و رجل السياسة والعامل ، وكذلك كان معها العراق ومصر عشرات الآلاف من الطلبة العرب اتو إلينا ونهلو  من علوم جامعاتنا و أرسلنا الأساتذة والمعلمين والأطباء والمحامين بل و أرسلنا الحرفيين والمهنيين ورجال الاعمال ليبنو عالماً عربياً جديداً جميلاً راقياً و متعلماً في كل بلاد العرب ...فكانت لمسات أهل الشام الجميلة نراها حيثما إتجهنا  وكانت  رائحة الياسمين عطر أهل الشام نشمها أينما  حللنا، كانو فقراء ولَم نكن نحن أغنياء  فقط حبنا لهم  وحلمنا الكبير لبناء وطن أفضل هو ماكان يدفعنا نحوهم لنبني لهم ومعهم حلمنا المشترك بأن نبني أمة قال عنها رسول الله إنكم خير أمة اخرجت للناس ! ، وعندما أتت المصيبة على سوريا و لأن أعداء الامه المتسترين بغطاء الديمقراطية والإسلام  اتحدوا عليها وعلى أن تدفع ثمن حبها العذري لأهلها ولكرامتها فأغلق الجميع في وجوهنا الأبواب ، بل وحتى المقيم مَنّا في دول الخليج خاف من الترحيل على نفسه وعلى أولاده فرحل الى بلاد اخرى ككندا و استراليا  و أمريكا وغيرها قبل ان يرحلوه بالقوه ! ومن لم يستطع الرحيل صار يركض كالفأر المسموم من سفارة الى أخرى يبحث عن الأمن والأمان وعن إقامة ليشتريها وليكن ثمنها مايكون لايهم ، فكثر المنافقون وتجار  العقار و الإقامات وفتحو لأنفسهم مكاتب في تركيا وفِي بعض من دول أوروبا وفي صحاري العرب الواسعه  وفِي بيادر الشرق المتعبة من الحروب والمؤامرات ليأخذو من العرب وأهل الشرق من كرد  وعجم و ترك  ما تبقى لهم من الأموال  ومن كرامه و من أمن و أمان ! و لدول الخليج  قصة أخرى  إذ تهرب منها القوى العاملة والقوى الذكيه والقوى الفعّاله من اصحاب الخبرة والعقول والمال  الى دول الغرب وغيرها من دول العالم فيستفيد الأجنبي منها ويبني بأموال هؤلاء المهاجرين الجدد وجهدهم  وعقولهم  حضارته المتنوعة والمتينه بينما  أموال العرب والمسلمين تصرف على الحروب   والفتن والدمار  وما تبقى منها يصرف على الأمور التافهه والسخيفه من الكماليات او يوضع في بنوك الغرب ، ليختفي كما اختفت من قبله في تلك البنوك اموال الأجيال ألعربيه كلها !
ما هذه الانظمه ألعربيه والمشرقيه  الساقطه والغبيه وما حجم المسؤليه التي تتعاطى بها مع الأحداث  ؟ من يخطط لها من يرسم لها سياساتها الأمنية والاقتصاديه والعلميه؟ بل هل  لها بالأصل سياسات علمية وأمنيه و اقتصاديه ؟؟للأسف انا لا أظن ذلك  ولو انّ لها سياستها الوطنية الخاصة بها لما تركت الأمور تصل الى هذه الدرجة من الانحطاط الاخلاقي
 والدمار المادي والاقتصادي وهي تلك الدول التي كانت تملك في مرحلة ما اموال قادرة على ان تغير وجه التاريخ لو استخدمت بمهنية وأخلاق  كما تستخدم في باقي دول العالم.
والشيء المضحك المبكي في هذه الدول انه ولغاية اليومً إذا مرض واحد منهم هرع الى دول الغرب ، وإذا أراد  ان يتعلم هرع الى الغرب كما يهرع اليه عندما يريد أن يتسوق أو يصطاف(طبعاً بعد إذلاله للحصول على تأشيرة دخول ) ، كل حاجاته موجودة في الغرب والوطن بالنسبة لهم فقط عنوان  وهذه مصيبه ، إذ ماذا تنتظرون من مجتمع اطفاله تربيه الخادمات الفيليبينيات والسيرلنكيات  وإذا كبر ذلك الطفل قليلاً ذهب الى مدرسة أجنبيه ، أكله من المطاعم  ولباسه مستورد وسياحته خارج الوطن ، ماهذا المجتع ؟تصورا ان المواطن السويسري او الألماني او حتى السوري يعيش بهذه ألطريقه ،ما هذا المجتمع الذي سيشكله هذا  النوع من الحياة ؟ ولاشك إنه سيشكل مجتمع مريض وفِي مرحلة الاضمحلال ولايهم مهما علا بناءه  و عمرانه فالوطن الذي لايبني حضارته بيديه ولايشعر فيه الانسان بالامن والانتماء صعبٌ ان يكون  وطناً تدافع عنه الأجيال !
وتركيا ليست  بأفضل مِن باقي الدول ألعربيه  فالغرب المتصهين دخل في مسام النظام التركي وهو نظام مرتبط بالناتو و اسرائيل من جذوره وحتى قمة رأسه وهو نظام منافق يتستر بعباءة الاسلام مثله مثل الدواعش وغيرهم من مجرمي الحرب على سوريا والذين رفعو كذبا و نفاقاً رايات الحرية والإسلام ، وهو عندما فتح حدوده للسوريين فتحها طمعاً بأموال الأغنياء والمتعلمين منهم فأعطاهم الإقامات والجنسيات أما الفقراء منهم فأبقاهم في خيم التشرد والمرض حتى يبقو محتاجين له وليكونوا  دعماً بشرياً و لوجستياً في حربه وحرب الناتو على سوريا وكإن الاسلام امرهم أن يميزوا بين المسلم الغني والمسلم الفقير (أنها أمبرطورية اردوغان الاخونجيه، ربيبة  المشروع القاتل لأهل الشرق ككل) .
عالم مابعد الحرب القذره على سوريا لن يكون أبداً كما كان من قبلها لا سياسيا ولا اجتماعياً ولا اقتصادياً ولا ثقافياً ، وسيطال هذا التغيير دولاً كثيره عربية وغير عربيه ، إنها مرحلة من التاريخ لن يمر عليها الباحثين مرور الكرام ، بل سيدرسونها ويتعمقون في دراستها ولكنهم لم ولن يفهموها إذ كيف تغيرت الأمور  في الشرق الأوسط والعالم الى ماتغيرت عليه ؟
أنها اللعنة السورية كلعنة الفراعنة تصيب دوماً كل من يحاول العبث بقدسية  ثوابتها  و بأمنها و استقرارها وتاريخها !
إذ من كان يظن مع بداية مؤامرة الربيع الصهيوني ان الأمور ستصل الى ما وصلت اليه وأن سوريا ستتحول الى قلعة صامدة ستحرق يد كل من يمسها بسؤ  و أن أمنها هو جزء من الأمن العالمي وأن التلاعب به هو تهديد للامن العالمي وأن صواريخ المقاومه ستتمدد من جنوب لبنان الى الجولان وأن بني صهيون وأسيادهم قادرين على استباحة عواصم العرب والمسلمين برفع إعلام سفاراتهم المجرمه من إستانبول والقاهره مروراً بعمان والبحرين وغيرها من الأنظمة المتصهينة الساقطه  أما دمشق ورغم هذا السيل الجارف من الدماء والدمار فستبقى محرمة عليهم ....ولن تسمح  للخونة صعاليك الناتو الاوباش بأن يكونو جسراً لبني صهيون لاختراق مدن الشام ، أليست سوريا ودمشق هي عاصمة بلاد الشام التي بارك الله فيها ؟ ولو كان يظن لاعبي الربيع الخبثاء ما ستصل اليه الأمور لما كانو اعلنو  ربيعهم المشؤوم هذا ولبقو قابعين في حجورهم القذره  في إنتظار فرصة اخرى أفضل لنشر نظرية الدمار والفوضى الخللاقه التي يعشقونها .
انظروا ماذا يحدث في فرنسا وتعلمو يا أولى الالبابّ ، فقط عندنا في بلاد العرب والمسلمين مسموح للفوضى الخللاقه التي وعدتنا بها اللعينه كوندوليزا  رايز  أن تعم وتنتشر لدمار الديار وقتل العباد تحت يافطات أصبحت معروفة اللا للمنافقين والسفهاء والأغبياء ، أما عندهم في الغرب فالويل كل الويل لمن يمس ثوابتهم وأمنهم ونظامهم وقيمهم الوطنية والدينية والاجتماعيه.
ولنتذكر كلمات الشاعر عمر بن معدي بن ربيعه والتي قالها قبل أكثر من الف عام تقريباً في من لإرجاء بهم ومهما نصحتهم وأخذتهم الى الطريق الصحيح؛

أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لاحياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت فيها أضائت
ولكن انت تنفخ في الرمادِ
وباللهجة الشاميه الجميله نقول في هذا النوع من البشر : فالج لا تعالج
والحمدالله ولاحول ولاقوة اللابالله

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz