دام برس :
قامت اسرائيل ليلة امس بإعتداء عسكري فاشل علي عدة مواقع داخل سورية ، الدفاعات الجوية السورية اسقطت صواريخ اسرائيلية عدة و دمرت بعضها قبل الوصول لأهدافها و يعد هذا الاعتداء الفاشل هو الاعتداء الاسرائيلي الاول علي سورية بعد تسلمها منظومة الدفاع الجوي المتطورة اس ٣٠٠ ، و هذا الإعتداء الاسرائيلي الفاشل كان له عدة أهداف داخلية و خارجية يجب ذكرها
في نفس اليوم الذي اعتدت فيه اسرائيل علي سورية كانت الطائرات الاسرائيلية تحلق بشكل كثيف فوق الضاحية الجنوبية لبيروت و هذا يعني ان اسرائيل ارادت ارسال رسالة لمحور المقاومة انها هي من تملك زمام المبادرة و تستطيع اختراق اجواء لبنان و سورية كما شاءت و في اي وقت تريد و ان سورية و المقاومة غير قادرتين علي ردع اسرائيل ، هذا هو الهدف الاسرائيلي من اختراق الاجواء اللبنانية صباحا و الاعتداء الفاشل علي سورية مساء ، لكن هذا الهدف اثبت ضعف اسرائيل لا قوتها ، فهي اخترقت اجواء لبنان و لم تستطع قصف اي هدف لانها مرتعشة من رد المقاومة الحتمي عليها و في سورية عندما اعتدت قامت الدفاعات الجوية السورية بردعها عبر اسقاط صواريخ حربية اسرائيلية عدة و تدمير جزء كبير من تلك الصواريخ قبل ان تصل لاهدافها ، اسرائيل ارادت ان تستعرض قوتها و سورية و حزب الله عبر التصدي الصاروخي و الردع الاستراتيجي اثبتا ضعف اسرائيل و عدم قدرتها علي الذهاب الي حرب شاملة و لو لاسبوع واحد
و احد اهداف هذا الاعتداء الاسرائيلي الفاشل علي سورية يتعلق بالصراع السياسي علي منصب رئيس الوزراء بين نتنياهو و ليبرمان ، فليبرمان استغل هزيمة غزة لضرب نتنياهو سياسيا عبر استقالته ، لكي يهيج الرأي العام الاسرائيلي علي نتنياهو بوصفه زعيم فاشل خسر الحرب في غزة و ان ليبرمان الصارم و المتشدد لم يحتمل ذلك لهذا استقال ، فأراد نتنياهو تحسين صورته لدي الداخل الاسرائيلي عبر اختراق الاجواء اللبنانية و الاعتداء علي سورية في يوم واحد ، لكي يمنع ليبرمان من التفوق عليه سياسيا في الصراع بينهما علي رئاسة الوزراء ، لكن هدف نتنياهو فشل لأن اسرائيل لم تجرؤ علي اطلاق صاروخ واحد علي لبنان و عندما اعتدت علي سورية تم تمريغ هيبتها العسكرية في الوحل ، عندما تم اسقاط جزء كبير من صواريخها قبل ان تصل لأهدافها ، لذلك هدف نتنياهو الداخلي لم يتحقق بل علي العكس سيؤدي الي مزيد من خسائره السياسية في الداخل الاسرائيلي امام ليبرمان
لذلك فالخلاصة ان اسرائيل عبر خرقها للمجال الجوي اللبناني و عدوانها الجوي علي سورية ، ارادت تحقيق هدفين هدف داخلي يتعلق بترميم نتنياهو شعبيته في الداخل الاسرائيلي حتي يمنع ليبرمان من الوصول الي منصب رئاسة الوزراء ، و هدف خارجي يتمثل في إرسال رسالة لمحور المقاومة ان المبادرة مازالت في يد إسرائيل و ليست في يدكم ، لكن الهدفين فشلا ، لان اسرائيل لم تجرؤ علي قصف لبنان و هذا دليل علي خوفها من حزب الله ، و لأنها عندما قصفت سورية تم التصدي لصواريخها و اسقاط اغلبها ، لذلك اسرائيل لم تستطع تحقيق ايا من الهدفين