دام برس :
هزيمة جديدة لـ”داعش” هذه المرة في ريف السويداء الشرقي المتاخم لريف دمشق الجنوبي الشرقي، انها “تلول الصفا” ذات المساحات الشاسعة التي قتل وجرح فيها عدد كبير من ارهابيي التنظيم، الذين كانوا منتشرين في هذه الجروف الصخرية البركانية والكهوف والمغاور،

كجراد على غير هدى، لم يغنهم جمعهم الذي أعدوا له على امتداد سنوات مضت، ولا دعم قاعدة الاحتلال الامريكي في التنف، فجاءتهم بشائر الشتاء مع خطوات اقدام الجيش السوري والحلفاء. الفتح الذي توعدوا به في ريف السويداء والمجازر التي ارتكبوها بحق الاهالي، انقلب عليهم وبالا، فانسدت الدنيا من حولهم وتقطعت الاوصال إليهم. انهار الارهابيون في “تلول الصفا” البازلتية، وفتح الطريق أمام الجيش السوري والمجاهدين في تلك المرتفعات، التي تبلغ مساحتها حوالي 400 كيلو متر مربع، والممتدة على شكل نصف دائرة اعظم قطر فيها 19 كيلو متر واضيقه 16 كيلو متر.

تتشكل “تلول الصفا” من تلال وجروف وكهوف صخرية بركانية على مرمى البصر، فالطبيعة الجغرافية هنا تدلل عن صعوبة المعارك التي خاضها الجيش السوري، حيث حولت داعش الوهابية هذه الجغرافية الى دشم ومتاريس، واستغلت الجروف الحادة والانحدار في بعضها يصل الى عشرات الامتار، ما دفع الجيش الى الاعتماد على سلاح المشاة، ومجموعات قتالية مدربة على هذا النوع من المعارك، حيث قاموا بالتسلل عبر الجروف والخنادق بتغطية نارية من القوات المتمركزة في المنطقة، معتمدين على معلومات الاستطلاع لتحديد الاهداف المعادية ومن ثم ضربها. والتكتيك الاهم الذي استخدمه الجيش، كان ابعاد داعش عن المصادر المائية، وبالذات المسطحات القريبة من تلول الصفا، ليرهق تلك المجموعات اكثر، وبالذات بعد مقتل عشرات القناصين الارهابيين المتحصنين بين الصخور البازلتية الصلبة، ما سهل تقدم القوات المهاجمة المسنودة بالدعم المدفعي والصاورخي، بالاضافة الى مقتل عدد كبير من الارهابيين ومن ابرزهم “أبو هاجر الشيشاني”، المسؤول العسكري لـ”داعش” في “تلول الصفا”، وأصيب نائبه إصابة خطرة بنيران الجيش السوريّ خلال المعاركما ادى الى انهيارات سريعة في صفوفهم، وبالذات عند اكمال حصارهم في هذه التلال ، وملاحقتهم في الجروف الصخرية في المنطقة الواقعة بين تلول الصفا باتجاه الجنوب وتحديدا في قبور لويزة، وباتجاه الغرب في منطقة قبر الشيخ حسين.

الجيش السوري تقدم في تلول الصفا في معركة بدأت منذ 90 يوما حيث تم حشد العدد الكافي من القوات واستطلاع محاور تحرك الارهابيين، قبل انطلاق العملية، مع تأمين الجيش لطرق وصول العتاد والسلاح لوحداته المقاتلة، واثناء بدأ تقدم الجيش في التلول البركانية، تم شق محاور تواجد “داعش”، بمشاركة رمايات للطيران والمدفعية، وانطلق الهجوم من محورين المحور الغربي باتجاه قبر الشيخ والمحور الجنوبي وتطويق باقي الاتجاهات، مصادر ميدانية اكدت انه ” عندما بدأت القوات الحشد على منطقة التلول كانت القوات الامريكية تمد مسلحي داعش هنا بكل العتاد اللازم ولكن استطاع الجيش تطوق الصفا فصار الامداد شبه معدوم وسبب عدم وجود منافذ لايصال العتاد لداعش”، واضاف المصدر “خلال تفتيش الجيوب في تلول الصفا كان هناك اسلحة امريكية ومعلبات سعودية”.

السيطرة على “تلول الصفا” ستساعد جنود الجيش السوري في التحكم والسيطرة النارية وبالرؤية على مفصل طرق الامداد في المناطق الصحرواية الواصلة بين ريف السويداء وصولا لأطراف الغوطة الشرقية في ريف دمشق وريف حمص وستأمن قرى ريف السويداء الشرقي.