Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 10:10:45
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مثلث بوتين المترابط و تفكيك النظام الدولي .. بقلم : احمد عادل
دام برس : دام برس | مثلث بوتين المترابط و تفكيك النظام الدولي .. بقلم : احمد عادل

دام برس :
شكلت المشاركة العسكرية الروسية في الحرب المفروضة علي الدولة السورية منذ ثماني سنوات بداية مرحلة جديدة من العلاقات بين روسيا و الولايات المتحدة الامريكية ، مرحلة ارادت فيها روسيا ارسال رسائل معينة لمنافسيها الغربيين ان مرحلة سقوط الاتحاد السوفييتي انتهت بلا رجعة و ان تردد روسيا بين التصرف كقوة عظمي او مجرد دولة كبيرة المساحة فقط لا تؤثر في الازمات الدولية انتهت و ان القيادة الروسية قررت المشاركة في الحرب السورية عسكريا و العودة بشكل فاعل الي التصرف كقوة عظمي و تحدي ارادة الغرب و احباط مشروعه في سورية و تغيير موازين القوي بشكل يحبط مشاريع الغرب و تركيا و اسرائيل و التنسيق الشامل مع القيادة السورية من اجل الانتصار في تلك الحرب المفروضة علي الدولة السورية خطوة خطوة و بالتدريج عبر تحقيق انتصارات بطيئة لكنها ثابتة لتقلل الاستنزاف البشري للجيش العربي السوري لكي يتمكن من الاستمرار في حربه الطويلة ضد التكفيريين بدون ان يتعرض للاستنزاف البشري و الانهاك البدني و اليكم بعض الملاحظات في كيفية استفادة روسيا من مشاركتها العسكرية في الحرب السورية الي جانب الدولة السورية ضد التكفيريين

 فاثبتت روسيا للعالم اجمع لحلفاءها قبل خصومها انها دولة عظمي عادت للتأثير في الساحة الدولية و الصراعات الدولية من جديد ، فهي اثبتت لحلفاءها انها دولة يعتمد عليها في مواجهة المشاريع الغربية التآمرية و مشاريع التقسيم الطائفي و المذهبي ، و اثبتت لخصومها الغربيين انها عائدة بقوة الي الساحة الدولية المليئة بالصراعات و انها جاهزة لتحدي الارادة الغربية و كسرها و هزيمتها في الساحة السورية عبر المساهمة في منع سقوط الدولة السورية و تقسيمها لدويلات طائفية و مذهبية كما يسعي الغرب ، الذي شكل التدخل الروسي العسكري في سورية صدمة له لان هذا التدخل اعلن رسميا وفاة النظام الدولي احادي القطبية الذي تشكل بعد هزيمة روسيا في الحرب الباردة و تفكك الاتحاد السوفييتي فكان هذا التدخل العسكري الروسي في سورية هو اصدار شهادة وفاة رسمية دولية للنظام الدولي احادي القطبية الذي تهيمن امريكا علي القرار فيه و نتج عن ذلك تدميرها افغانستان و العراق و ليبيا و الروس يتفرجون عليها و مازالوا يعانوا من تبعات الهزيمة في الحرب الباردة و تفكك الاتحاد السوفييتي لدول عدة ، فكانت المشاركة الروسية في الحرب السورية اعلان عودة روسيا قوة عظمي من جديد لا تتردد في حماية مصالحها و امنها القومي و تحدي ارادة الغرب و كسرها

و كان هذا التدخل العسكري الروسي في سورية بمثابة ارسال رسالة روسية قاسية للغرب اننا غير جاهزين لعقد صفقات علي حساب امننا القومي فنحن لن نتنازل لكم في اوكرانيا او القرم او سورية ، فنحن لا نعقد صفقات علي حساب مصالحنا و امننا القومي فسنستمر في دعم وكلائنا في شرق اوكرانيا و استمرار هيمنتنا علي القرم و هيمنتنا علي المجال الجوي السوري و سحق التكفيريين المدعومين من الغرب لتقسيم سورية و تفتيتها لنهب ثرواتها و ضمان امن اسرائيل

فجميع الصفقات التي عرضها الغرب علي روسيا في ساحات سورية و اوكرانيا و القرم رفضتها روسيا و رفضت النقاش فيها من الاساس و استمرت في تحدي الارادة الغربية و كسرها في تلك الساحات و حتي عندما قام الغرب بفرض عقوبات اقتصادية قاسية علي الروس لم يمنع هذا الروس من استمرار سياستهم في اوكرانيا والقرم و سورية و تعاملوا مع تلك العقوبات ببرودة اعصاب و كانت التصريحات الرسمية الروسية تستهزيء بتلك العقوبات

و الاستفادة الروسية من المشاركة في الحرب السورية لم تقتصر علي هذا الحد ، فروسيا استفادت من جراء مشاركتها في الحرب السورية من خلال شقين ، الشق الاول و هو التدريب العملي للقوات الجوية الروسية الذي خاضته في سورية عبر شن مئات الغارات علي مواقع التكفيريين بشكل يومي في سورية و اكتشاف روسيا بعض نقاط الضعف الخطيرة في بعض قاذفاتها الاستراتيجية اثناء قصف مواقع التكفيريين و هو ما جعل روسيا تعيد النظر في بعض الاسلحة و تعالج نقاط ضعفها و هذا مكسب عظيم و المقولة الشهيرة تقول انه لا يعلم الحرب الا الحرب لذلك القوات الروسية كانت تخوض تدريبات عسكرية عملية علي الارض السورية ، و الشق الثاني الذي استفادت منه روسيا هو الترويج للصناعة العسكرية الروسية و للسلاح الروسي فبعد ان ساعدت روسيا الدولة السورية في قلب موازين القوي رأسا علي عقب تم الترويج بشكل فعال للصناعة العسكرية الروسية و هو ما زاد الطلب علي دبابات تي ٩٠ الروسية التي ابلت بلاء حسن في قتال التكفيريين في سورية فضلا عن عقد صفقات بيع ضخمة للسلاح الروسي لعدة دول منها الهند و تركيا و هو ما زاد من كمية بيع السلاح الروسي في السوق الدولية

لذلك فالخلاصة ان مشاركة روسيا في الحرب السورية اعادت روسيا قوة عظمي من جديد و ساهمت في انهاء النظام الدولي احادي القطبية و تشكيل نظام دولي جديد متعدد الاقطاب ، و زيادة كمية مبيعات السلاح الروسي و كسر الارادة الغربية في اوكرانيا و القرم و سورية ، و تغيير ميزان القوي العسكري علي الارض لصالح الدولة السورية ، الاتحاد السوفييتي فككته امريكا و ركبه بوتين من جديد عندما قرر في لحظة امتلاك فضاء الشام المقدس و مواجهة امريكا في المثلث الجغرافي سورية ، اوكرانيا و القرم !

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz