Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 18 نيسان 2024   الساعة 01:15:57
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أردوغان أمام امتحان عسير في قضية خاشقجي
دام برس : دام برس | أردوغان أمام امتحان عسير في قضية خاشقجي

دام برس :
لطالما تغنّى كثير من العرب والمسلمين بإنجازات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واعتبروه مثلهم الأعلى في الأخلاق والتربية والإنجاز، ولطالما جعلوه مقياسا للخير والشر في مقارنته مع غيره من الرؤساء المسلمين والعرب، ولكنه اليوم أمام امتحان عسير، هل من السهولة اجتيازه أمام الملايين من المحبين في العالم، فالكل ينتظر الحقيقة من تركيا، وكل العيون تترقب الإنجاز الكبير الذي حققته المخابرات التركية في إدارتها قضية جمال خاشقجي التي مازالت تدوّي بين أرجاء العالم.
فبينما جزم العالم أن الرواية السعودية وتفسير السعوديين للحادثة كان سخيفا إلى حد بعيد، يترقب الحقيقة التي ستعلنها تركيا في القريب العاجل، فالمملكة العربية السعودية حاولت مراودة العالم ومراوغته عبر هذه الرواية التي روت فصولها بسخرية لإبراء الذمة، لكن العالم لم يصدقها واعتبرها نوعا من السخافة، إذ كيف يموت خاشقجي فجأة أثناء عراك وتشابك بالأيدي وهو الذي دخل القنصلية السعودية ودخل وراءه أو قبله 15 من المحققين السعوديين، ألم يكن يكفي 3 أشخاص للتحقيق معه، ثم لماذا لا تسأل السلطات السعودية القنصل السعودي في إسطنبول وهو الحاضر لملابسات الجريمة من أولها إلى آخرها، ثم إن الغريب في القضية أنها كانت تنفي علمها بما جرى لخاشقجي طوال الأيام الماضية بل كانت تصر على أنه قد خرج في بداية الأمر، ثم ما لبثت أمس أن اعترفت بقتله أو مقتله.
بينما تركيا كانت واضحة من البداية وعبر تحقيقاتها الأولية وجهازها المخابراتي والتحقيقي أنها تتابع القضية لحظة بلحظة ولديها ما يكفيها من الصور والتسجيلات ما يدل على بشاعة الجريمة، وتؤكد أن خاشقجي قد قُتل في السبع الدقائق الأولى منذ دخوله القنصلية وكأن الأمر مدبّرا، وتبين أنه تعرض لتقطيع جثته بالمنشار، وتنتظر الحصول على جثته في إحدى غابات إسطنبول التي تردد عليها المجرمون، وعندما تحصل على الجثة ستعلن ذلك للملأ الذي ينتظر بفارغ الصبر الرواية التركية بعد أن صدمتهم الرواية السعودية فهل ستدلي تركيا فعلا بكل ما تعرفه عن القضية؟
إن أردوغان اليوم أمام امتحان لا شك عسير، وسيتبين إن كان صادقا في قوله أو أنه يرضخ للضغوطات الأمريكية والسعودية، هل سيترك المدعي العام يصدح بالحقيقة أمام العالم أم أنه سيتدخل في شؤونه ويعلن الصمت إلى حين نضج التسوية السياسية، خاصة إذا علما أنه تدخل سابقا في قضية القسّ الأمريكي الذي طالب القضاء التركي بسجنه لكنه فجأة تدخّل أردوغان وأمر بالإفراج عنه أمام دهشة عالمية ومحلية وإقليمية، فهل يقبل أردوغان بالمساومة ويفضّل المصالح أم أنه يعتمد المبدأ ولا يبالي بالمليارات التي يمكن أن يكافئه بها الملك سلمان، وهل حقا سيتجرأ أردوغان لإعلان مسؤولية الأمير محمد بن سلمان في الأمر بقتل خاشقجي، أم أنه يكتفي بأن يُظهر الحقيقة التي وقعت على أرضه، وهل حصل على معلومات مؤكدة أو تهديد من السعودية إذا نطق بالحرف الواحد أن بن سلمان متورط في قتل خاشقجي؟
كل هذه الأسئلة وغيرها تضع الرئيس التركي على المحك، وتجعله أمام خيارات صعبة جدا، فيمكن أن يخسر حليفه السعودية للأبد، ويمكن أن يساومها برفع الحصار عن قطر وإنهاء حربها على اليمن ودعم الاقتصاد التركي مقابل التخفيف من حدة المسؤولية التاريخية في جريمة القتل وتجريم المجموعة التي وصلت إسطنبول فقط دون الإشارة إلى من أمر بالقتل أو لديه علم بالجريمة وتفاصيلها، أم أنه سيقضي دينه الذي التزم بتسديده أمام العالم أجمع، وعندئذ كيف ستكون علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية التي استبشرت بإفراجه عن القس وقد تتلوها تسويات أخرى ترضي جميع الأطراف في هذه القضية التي شغلت الرأي العام العالمي بقوة خلال هذه الأيام.
تبقى الإجابة رهن الأحداث والمستجدات على الساحة، وحتى تصل نقطة الصفر سنعلم بإذن الله التفاصيل التي ستعلن عنها تركيا، وهل ستشفي الرواية التركية غليل ملايين المتابعين لهذه القضية الحساسة ؟

فوزي بن يونس بن حديد
abuadam-ajim4135@hotmail.com

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz