دام برس :
في 28/9/1961 تم فصل عرى الوحدة ما بين مصر و سورية بفعل التآمر على أهداف و طموحات الأمة العربية في إقامة دولة الوحدة الأولي في التريخ العربي المعاصر.
و في 28/9/1970 انتقلت روح الزعيم جمال عبد الناصر إلى بارئها ، في مرحلة عسيرة أعقبت نكسة الخامس من حزيران لعام 1967 و التي قوضت كل آمال العرب بتحقيق الانتصار على صنيعة أمريكا و الغرب إسرائيل و التي استطاعت أن تقهر ثلاثة جيوش عربية ( مصر و سورية و الأردن ) في ستة أيام.
رحلَ عبد الناصر في عام 1970 و لما يتمكن من رد كرامة الجيوش العربية و الشعوب العربية ، و بوفاته كانت نقطة التحول في مجريات الأحداث التي مست الأمة العربية في كافة أقطارها و مغتربيها في كافة ديار الإغتراب .
لقد حرص الحكام العرب في مجملهم على طمس الحقيقة الناصرية و النهج الناصري بالارتقاء بالأمة إلى مصاف العظمة ، لا بل أكثر من ذلك كانت المحاولات المتوالية لطمس إنجازات الحقبىة الناصرية على صعيد الجمهورية العربية المتحدة التي فصمت عراها في نفس التاريخ عقب مؤامرة الانفصال التي قادتها شرذمة من العسكر بسبب مصالح و أهداف خاصة لا ترقى إلى قدسية وحدة الأمة و رمت بعرض الحاط بكل آلام و آمال الأمة في الوصول إلى الدولة الواحدة و العلم الواحد . و برغم كل التشويش و برغم التزوير و برغم قلب الحقائق لم يتمكن أعداء النهج الناصري من القضاء على محبي الوحدة و المؤمنون بطهارة و نظافة يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
السؤال اليوم وهو سؤالٌ افتراضي هل كانت الناصرية ستصل بالأمة العربية إلى ما وصلت إليهِ من دركٍ أسفل في أيامنا هذه المخزية ، كيف تلتقي لاآت الخرطوم عام 1967 مباشرةً بعد نكسة حزيران ، مع التفريط لا بل فلنقل الخيانة لأهداف الأمة في تحرير فلسطين و لتنتقل إلى محاولات المقهورين للخلاص من القمع و الدكتاتورية و مصادرة الحريات و التي تتميز بها العديد من الأنظمة العربية الحالية .
الناصريون اليوم مطالبون بالعمل الدؤوب لنشر الفكر الوطني القومي لاستعادة مفاهيم الدولة الكبيرة الممتدة من سواحل الأطلسي إلى الخليج العربي ، و من جبال طوروس شمالاً و شمال إفريقيا إلى المحيط الهندي و البحر العربي و الصحراء الافريقية الكبرى ، هذه هي الدولة الكبيرة ذات الامتداد الجغرافي الواسع و القوى البشرية الهائلة و الثروات الباطنة و التي تملك لغة التواصل العربية المشتركة ما بين كل مكونات الأمة ، و لابد للفكر الناصري من التطور الإيجابي و الخلاق للدعوة و العمل الجاد لإقامة الدولة الكبرى ذات الموقع الجغرافي  المتميز لفي هذا الكوكب .
لا بد لهذا الفكر من أن يلتقي مع الأفكار المخلصة و الصادقة و التي تنطلق من القناعة بضرورة وحدة سورية أرضاً و شعباً و التي نعتبرها خطوةً مرحليةً هامةً و أساسية للوصول إلى بناء دولة المستقبل الكبيرة .
نحنُ نعيش في عصر القوى العظمى التي ترتكز في عمقها على الامتداد الجغرافي و القوى البشرية و الثروات الباطنة و لن نصل لمصاف القوى العظمى ما لم نحقق هذه الأهداف و نزرعها في عقول أجيالنا القادمة.
بقي أن نقول أن دائرة الزمان لا بد أن تدور و لا بد للحق أن ينتصر ، و لا بد من استعادة قوى هذه الأمة التي استنزفت دماؤها في الحروب البينية ما بين اليمين و اليسار و ما بين العشائرية و الطائفية ، و هكذ فقدنا كرامتنا و حريتنا و آمالنا في العديد من بلدان العروبة .
لا بد من مناشدة الأجيال الصاعدة لقراءة التاريخ المعاصر و تبيان الغث من السمين .
رحمك الله يا عبد الناصر.