Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:35:38
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الخوذ البيضاء .. والأفكار المهجنة
دام برس : دام برس | الخوذ البيضاء .. والأفكار المهجنة

دام برس :
حذرت سورية كثيرا، وفي العديد من المناسبات، من إحدى الجماعات الإجرامية والتي تطلق على نفسها منظمة "الخوذ البيضاء"، وهو التحذير الذي لم يأخذه البعض مأخذ الجد، وظلوا يتعاطون معلوماتهم مما تنشره تلك المنظمة التي أدعت أنها تعمل في المجال الإغاثي والإنساني، وباتوا يوجهون الإتهامات للدولة السورية بناء على تقارير تلك الخوذ المصورة.

اليوم على هؤلاء الشعور بالخزي، والتراجع خطوات للخلف، وتقديم الاعتذار للدولة السورية، ومراجعة مواقفهم الباطلة، وإما فهم يضعون أنفسهم طواعية في صفوف القتلة والمرتزقة، ويحملون أجنداتهم الصهيونية في العلن.

تلك المنظمة التي دأبت على فبركة التقارير المصورة عما زعمت أنه اعتداءات يقوم بها الجيش العربي السوري بالأسلحة الكيماوية، وهو ما استندت عليه دول التأمر في مجلس الأمن لمحاولة تمرير عقوبات على سورية، ولتجييش الرأي العام الدولي، واتخاذ قرار بتوجيه ضربات عسكرية ضد مواقع سورية.

لعل ما فعله ذلك الكيان الصهيوني قد أسدل الستار نهائيا عن أية محاولات لطمس الحقيقة الإجرامية عن تلك المنظمة، حيث أعلن بوضوح عن تنفيذ عملية إجلاء للمئات من أعضاء المنظمة ، عبر الجولان المحتل، وإرسالهم إلى الأردن، تمهيدا لإعادة توطينهم في كندا وعدد من الدول الأوربية.

وفي الحقيقة فإن ذلك الإعلان الصهيوني كشف بتجلى عن العديد من النقاط الهامة، والتي أشارت إلى وجود اتصال فيما بين تلك المنظمة والأجهزة الإستخباراتية الصهيونية، حيث أعلن ما يسمى بالجيش الصهيوني عن امتلاكه قائمة بأسماء أفراد المنظمة المقرر إجلاءهم، وانه تم الإتصال بهم وتحديد مواقع جغرافية لتمركزهم على الحدود المحتلة بالجولان، ومن هناك تم ترتيب الحافلات التي نقلتهم إلى الأردن كمحطة مؤقتة.

هنا من المؤكد أن الاتصال لم يكن صعبا على الأجهزة الصهيونية، ولم يكن مرفوضا من أعضاء المنظمة، مما يعني انه ليس الأول، وأن بينهم من الثقة ما يجعل الأمر بهذه السلاسة والسرعة في التنفيذ، كما أنه يعني دون شك تورط دولة عربية وهي الأردن في تلك المسرحيات الهزلية التي ساقت الأكاذيب ضد الدولة السورية، وهو ما يعني ضلوع الأردن في المؤامرة الواقعة على سورية، والتنسيق فيما بينها وبين كيان الإحتلال الصهيوني لدعم التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية.

هنا يكمن سؤال ينبغي له من إجابة، وهو "لماذا لم تنتقل أفراد الخوذ البيضاء إلى الشمال السوري مع باقي العناصر الإرهابية التي انتقلت إلى "إدلب"؟ والإجابة ببساطة شديدة: هي لتيقنهم ومن وراءهم بالهزيمة، وبأن النصر لسورية شعبا وجيشا وقيادة، بأن النصر للدولة السورية، وهنا يقفز السؤال الثاني: لماذا إذن لم يتم إجلاء الجميع إلى خارج سورية، فهل اليقين وصل إلى الخوذ البيضاء بمفردهم؟، فتكون الإجابة: اليقين وصل للجميع، ولكن الداعم والممول لن يرضى بإعادة توطين من يحمل السلاح، فهو يراهم خطر عليه لا يأمن خطواتهم، ولا مشكلة لديه في القضاء عليهم من خلال عدد من العمليات الإنتحارية كتلك الجريمة التي وقعت بالسويداء، لكن مع الخوذ البيضاء فإن الأمر مختلف جذريا، فهم ليسوا ميليشيات مسلحة، بل أفراد تم تدريبهم إستخباراتيا لتنفيذ عمليات غير مسلحة، عمليات تغيير وتغييب الرأي العام، وتهيئة الأجواء لقرارات الراعي المتأمر من خلال بث الأكاذيب.

يضاف الى ذلك بأن جماعة الخوذ البيضاء تضم في عضويتها العديد من رجال الإستخبارات الأجنبية، وهو الأمر الذي تعمل دولهم للحيلولة دون وقوعهم أسرى في يد الجيش العربي السوري، وهي عملية إجلاء تذكرنا بوقائع مشابهة في الغوطة الشرقية لعدد محدد من قيادات داعش الإرهابي وضباط نخبة لدول غربية.

إن الحديث حول ضم الخوذ البيضاء لضباط إستخبارات دول التأمر ليس مبني على تكهنات أو ادعاءات لا محل لها من الصحة، فيكفي البحث عن تأسيس تلك المنطمة للتيقن.

ففي عام 2013 قام ضابط الاستخبارات البريطاني "جيمس لي ميزوريه" بتدريب عدد من الأشخاص، متخذا الأراضي التركية مقرا للتأسيس الأول، ومن ثم يتم تدريب العناصر المنتقاه في معسكرات صهيونية بداخل الأراضي المحتلة، وأنشأ بهم ما عرف فيما بعد بمنظمة الخوذ البيضاء، ومعروف عن هذا الضابط بالإستخبارات البريطانية مشاركته بأعمال منظمة "أوليف غروب" المرتزقة، وأصقل هذا الإستخباراتي ومعه عدد أخر تلك العناصر بمهارات التنقل بالمناطق المشتعلة، وكيفية فبركة الأخبار وصناعتها وبثها.

حصلت الخوذ البيضاء مع تأسيسها على 300 ألف دولار أمريكي من عدة دول غربية، ثم 100 مليون دولار، وحصلت المنظمة من هولندا على 4.5 مليون دولار ومن ألمانيا على 4.5 مليون دولار ومن الدانمارك على 3.2 مليون دولار، ومع بداية عام 2018 حصلت المنظمة على قرابة 150 مليون دولار، ودعمها الإتحاد الاوروبي بالمعدات اللازمة لتنفيذ التقارير المصورة لمسرحياتهم الهزلية، والتي استندت عليها حكومات غربية في توجيه اتهامات باطلة الى سورية.

على المستوى التقني، وفيما يخص ما بثته الخوذ البيضاء من صور ومقاطع مرئية، فقد تم كشف الأمر، وفي أكثر من واقعة، حيث تم تسريب مقاطع لأعضاء المنظمة وهم يضعون المساحيق على وجوه الأطفال قبل تصويرهم والادعاء بأنهم تعرضوا للضرب بسلاح كيماوي، كما تم رصد ثلاث صور في مواقع مختلفة وبأزمنة متغايرة لسيدة واحدة، قيل في كل مرة أنها تعرضت للقصف، كما أن أحد المقاطع التي بثتها المنظمة، لم تترجم بحرفية، حيث قالت الترجمة على لسان عضو الخوذ البيضاء "كيف أنقذ الطفل؟"، فيما كان النص المسموع دون ترجمة "كيف أضع الطفل قبل التصوير؟".

أيضا فمن الناحية الطبية، فقد أعلنت منظمة "أطباء سويديون لحقوق الإنسان" كذب الخوذ البيضاء، حيث قالت : من يسمون أنفسهم منقذين لم ينقذوا الأطفال بل على العكس قاموا بقتلهم لأجل تصوير مقاطع إعلامية.

وقامت المنظمة الحقوقية بتحليل أحد المقاطع المرئية، وقالت:  يقومون بحقن طفل بمادة الإدرينالين في منطقة القلب بواسطة حقنة ذات إبرة طويلة، مع العلم بأن الاسعافات الأولية لمصاب القصف الكيماوي لا تتم بهذه الطريقة، كما ان المقطع يؤكد أنهم يقوموا بالضغط على مؤخرة الحقنة مما يعني انهم لم يقوموا بعملية الحقن بالفعل.

واتهمت المنظمة الحقوقية، تلك الجماعة المسماه بالخوذ البيضاء، بالقتل، قائلة: يتضح من التصوير أن الطفل تم حقنة بجرعة زائدة من المخدر، كما أنه لم تظهر عليه أية أعراض للتسمم بالغازات الكيميائية، فما ظهر بالفيديو هو جريمة قتل من اجل التصوير، وليست عملية انقاذ.

تلك هي حقيقة "الخوذ البيضاء"التي صنعها رجل الاستخبارات البريطاني، ونفذ عملية إجلاءهم الموساد، وكان الأردن حاضنة الحماية لهم لحين اعادة توطينهم بالغرب، هؤلاء هم من بثوا الأكاذيب وصدقهم أصحاب الأفكار المهجنة، فمن أراد ارتداء خوذة بيضاء بصحبتهم فليرتدي، ومن أراد الحق ففي الإنتصارات السورية خير عنوان فليتبعه.

بقلم  : عصام سلامة

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz