Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 15:51:22
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
درعا .. بين إرادة الأسد ومستنقع الشر .. بقلم: محمد فياض
دام برس : دام برس | درعا .. بين إرادة الأسد ومستنقع الشر .. بقلم: محمد فياض

دام برس :

درعا..نقطة البدء وفق هندسة العمليات الإرهابية التي خططت لها المخابرات المركزية الأمريكية وشقيقاتها في الغرب العجوز. في منتصف مارس عام ٢٠١١ .مثلث الجنوب السوري الذي يربط سورية بالعراق والأردن ولبنان . ومنطقة فصل القوات مع الأراضي المحتلة.حيث قرر معسكر الشر.المثلث الصعب في الهندسة الصهيووهابية وخطة فصله عن الدولة السورية بداية لتمزيقها..ففي عام ٢٠١٠ صدر المرسوم الاستراتيجي الشامل لحلف الناتو.وجاء في باب الشرق الأوسط الإتفاق على إدارة الأزمات وامتناعهم عن الدخول المباشر وضرورة الذهاب إلى صناعة الحرب و إدارتها باستعمال الإرهاب وتكوين جيوشا مسلحة وتدريبها ودعمها لضمان مواصلة الحرب في الميدان.مما جعل وزير الخارجية الأمريكي أن هذه الحرب التي بدأت في سورية ستستمر ثلاثون عاما.ويصرح أوباما أن الرهان على ما أسماه المعارضة المسلحة نوع من الفانتازيا السياسية.
وللجنوب السوري..درعا.التي تم اختيارها لبدء الحرب ضد سورية من أكثر من سبع سنوات مضت ولازالت.من الأهمية الإستراتيجية للطرفين..سورية والعدو..بما يجعل أن الحسم في خوض هذه المعركة والانتصار فيها..و الآن.. إنما يضع قرار نهائي للحرب التي بدأت في مارس ٢٠١١ .لذلك فإننا نرى أن التحدي الكبير في الذهاب إلى هذا الخيار لهذه المعركة في الجنوب السوري إنما هو ذكاء إدارة الأزمة..فلتوقيت الذهاب إلى الحرب في الجنوب كانت له حساباته الإقليمية والدولية.فبعد ريف دمشق والسرعة في تحرير الغوطة الشرقية لتأمين العاصمة كانت هناك عدة خيارات أمام القيادة السياسية السورية في وجهة المعركة القادمة..فقد كانت إدلب ضمن خيارات المعركة بعد الغوطة الشرقية وريف دمشق.لكن ذكاء الأسد وإرادة سورية توجهت نحو الجنوب.. إلى درعا.. المثلث الصعب في حسابات الهندسة الإرهابية والذهنية الأمريكية.
ورأينا كيف أن نتنياهو توجه إلى موسكو..وحاول الحصول على ضمانة عدم إقدام الأسد على خوض معركة في الجنوب..وشاهدنا كيف أن أمريكا وحلفها في العواصم الأوروبية يشددون على أن اقتراب الجيش العربي السوري من الجنوب خط أحمر..وكيف أدارت واشنطن ولندن وباريس العصابات الإرهابية من قاعدة الموك.
ودور الأردن في الإعتداء على الأراضي السورية وسيادة الدولة المركزية على أراضيها..وتابعنا كيف لسنوات الأزمة فتحت تل أبيب المشافي لاستقبال المصابين من جبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى.وحجم الدعم الفني والتدريب والتسليح الذي دفعت فيه اسرائيل بسخاء..تمت إدارة أزمة دولية قادتها أطراف الشر ومولتها السعودية وقطر بغية الحيلولة دون ذهاب الأسد بالجيش العربي إلى معركة الجنوب لتحقيق ثمة أهداف..لتل أبيب من جهة ومن جهة أخرى تأمين اقتطاع قطعة من الأراضي السورية بداية للتقسيم وتسيطر على الحدود السورية مع العراق والأردن وتطلق يد إسرائيل في ضم الجولان وغلق هذا الملف باعتباره أرض عربية سورية .يحكمها القانون الدولي وفقا لاتفاق وقف الإشتباك عام ١٩٧٤ .ويعفي الإدارة في تل أبيب من الرعب الإستراتيجي الذي تلقت رسائله من انتصارات الجيش العربي السوري المتتالية وقدرته على إعلانه تحديد الأرض القادمة للمعركة القادمة ثم يذهب إليها ويحررها في أيام قليلة تذهل كل معسكر الشر.
وقد تابعنا أيضاً إعلان ترامب ومجلس إدارته أن الجولان أرضا لإسرائيل..
كل هذه المعارك والتهديدات والقرارات.بل والتشنجات أمام الميديا لم تشكل ثمة وزن في حسابات القائد.. الأسد..
والتي كانت كفيلة بكل ماحدث ويحدث لأن تجعل القائد.. أي قائد في موقعه أن يفتح طريقا للمواءمات السياسية تفاديا لتهديدات أمريكية وغربية وعربية بالتدخل المباشر إن أقدم الأسد على خوض معركة في الجنوب السوري بهدف تحريره..لكنه الدكتور بشار الأسد..والذي قال ووعد شعبه بتحرير كل التراب العربي السوري من الإرهاب ومن الإحتلال الإسرائيلي.والتركي والأمريكي..وصرح بحسم أن الوجود العسكري الأمريكي والتركي على الأراضي السورية وجود إحتلال وسنتعامل معه في حينه..
وعندما فشلت الدبلوماسية في تحرير الأراضي السورية في الجنوب..قرر الأسد وبحسم أولوية معركة الجنوب عن إدلب..وفي هذا- في تقديري- إعلان عن ذكاء استيراتيجي للقائد بهدف قطع الإصبع الإسرائيلي..وغلق بوابة الأردن.وتامين الحدود السورية العراقية شرقا..هذه هي معركة الجنوب التي اختارها الأسد..ليقف الجيش العربي السوري في مواجهة الجولان على الجانب السوري من خط وقف الإشتباك..
وإلى هذه اللحظة نجح الجيش العربي السوري في السيطرة الكاملة على أكثر من 55 قرية من ريف درعا.. وأعلنت العديد من المناطق رغبتها في الإستفادة من ترتيبات المصالحة مع الوطن والتوبة..ودفع الجيش الباسل المجموعات الإرهابية إلى الإقتتال في مناطق عدة أخرى من محافظة درعا..
وحين قرر الأسد وبحسم العزم وبسرعة كبيرة على خوض معركة الجنوب حدث ارتباك في المشهد الدولي الأمر الذي دفع واشنطن إلى الإعلان عن عدم نية الولايات المتحدة الأمريكية الحرب عن المجموعات المسلحة.. وأن أمريكا لن تساندهم في هذه الحرب..وانبرت غرفة الموك في الأردن إلى وقف نشاطها.وتابعت الأردن وإسرائيل كيف انتقل الجيش العربي السوري وبسرعة فائقة في حسم معاركه والانتصار فيها.. القصير..حلب..دير الزور.. الغوطة الشرقية وريف دمشق..وقد حقق الجيش العربي السوري أكثر من 30% من العملية الكبرى في الجنوب في زمن قياسي أقل من أسبوع..ويخوض الأسد هذه المعركة بفائض قوة وخبرات فائقة وهو يعلم الوزن الجيوسياسي لنتائج معركة الجنوب وأثر ذلك على الناتج الجيواستراتيجي للجغرافيا السورية وتحقيق وعد الأسد لشعبه بتحرير كامل التراب الوطني السوري من الإرهاب ومن الإحتلال.
ولاتنسى القيادة الوطنية والقومية في دمشق أن درعا التي بدأت بها الحرب الكونية ضد سورية مشوارها كانت بحاجة إلى إرسال رسالة خاصة ودقيقة جداً إلى العدو من درعا أيضاً.. وأن الجيش العربي السوري قد حدد مكان دفن المشروع الصهيووهابي..وزمن القضاء عليه.و أن الإحتماء بمزاوجة الإرهاب والصهيونية مهما فتحت عصابات الحكم في الخليج خزائن النفط لتقوية مشروع إسقاط سورية فإن سورية أقوى وقادرة على دفع استحقاقات الذود عن الأرض والعرض والكرامة وبمسؤولية لايعرف أبجديتها الصغار أو الخونة.. ولأن دمشق تدرك قواعد اللعبة وأن عصابات الجنوب الإرهابية وبدعمها و إمدادها بالسلاح والعتاد والأموال وتجهيز غرفة الموك لإدارتها على أعلى المستويات لإدارة المعارك وبحضور جنرالات جيوش وقيادات مخابراتية في تلك الغرفة التي تأسست في الأردن وتجهيزات التسليح المتطور التي تركتها أمريكا وانجلترا وفرنسا بعد مناورات_ مفتعلة_ مع الأردن لإمداد الإرهابيين بها بهدف خلق جيش يشبه جيش لحد جديد في الجنوب السوري على غراره في الجنوب اللبناني.
إن دمشق وعت كل الدروس.وقررت أن تعيد تكرار الهزيمة في جانب تل أبيب.
ومن عبقرية الخيارات للمعارك قررت دمشق خوض معركة الجنوب..و الآن.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz