Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 23 نيسان 2024   الساعة 21:52:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الناصريون من هم .. وإلى أين ؟ بقلم : الدكتور محمد سيد احمد
دام برس : دام برس | الناصريون من هم .. وإلى أين ؟ بقلم : الدكتور محمد سيد احمد

دام برس :
أحاول من خلال هذا الطرح فض الاشتباك حول ماهية الناصرية والناصريين فى الوقت الذى تتعالى فيه الأصوات لتوحيد التيار الناصرى الذى تم تقسيمه وتفتيته عبر ما يقرب من نصف قرن من الزمان, وبشكل ممنهج لا يمكن أن يخلو من المؤامرة, وفى البداية لابد من التأكيد على أن الناصرية هى تلك التجربة التى صنعها الزعيم جمال عبد الناصر عبر ثورة 23 يوليو 1952 والتى أعلنت ستة مبادئ أساسية شكلت البذور الجنينية للمشروع الفكرى لجمال عبد الناصر وهى :
1-  القضاء على الاقطاع.
2- القضاء على الاستعمار.
3- القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم.
4- إقامة جيش وطنى قوى.
5- إقامة عدالة اجتماعية.
6- إقامة حياة ديمقراطية سليمة.
وبالطبع قام جمال عبد الناصر ببلورة مشروعه عبر ثلاثة محاور رئيسية لتحقيق التقدم والتنمية الشاملة, من خلال الحرية والاشتراكية والوحدة باعتبارها مرتكزات رئيسية للنهضة, ومن خلال المبادئ الستة للثورة والمحاور الثلاثة للتقدم والتنمية الشاملة تشكلت المعالم الرئيسية للتجربة الناصرية التى أعلن جمال عبد الناصر أنها خاضعة للتجربة والخطأ عبر الممارسات الواقعية اليومية, وهو ما يميز تجربة جمال عبد الناصر عن التجارب المستمدة من النظريات الفكرية التى تتعامل على أنها مسلمات فى قوالب جامدة, لذلك ظل يصحح من أخطاء تجربته حتى اليوم الأخير فى حياته.
وبعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر جرت الردة على مشروعه وتجربته منذ مطلع السبعينيات وهنا بدأت تتشكل مجموعات للمقاومة سواء داخل مصر أو خارجها, تمسكت بمشروع جمال عبد الناصر وتجربته القائمة على المبادئ التى أرساها عبر ثورته, والمحاور الرئيسية لمشروع التقدم والتنمية الذى وضعه, وأطلقت مع الوقت هذه المجموعات على نفسها اسم الناصرية, أى الأشخاص الذين يؤمنون بأفكار ومشروع وتجربة جمال عبد الناصر.
إذن يمكننا الآن تعريف من هم الناصريون ؟ فالشخص الذى يدعى أنه ناصرى لابد أن يكون على وعى تام بمبادئ جمال عبد الناصر ولا يخرج عن هذه المبادئ التى أرساها عبر مشروعه وتجربته, فالناصرى ضد الاقطاع وسيطرته بكافة أشكاله القديمة والحديثة, والناصرى ضد الاستعمار بكل أشكاله القديمة والحديثة, والناصرى ضد سيطرة رأس المال على الحكم بمختلف أشكالها القديمة والحديثة, والناصرى مع جيشه الوطنى يدعمه ويقويه فى مواجهة أعداء الداخل والخارج, والناصرى مع العدالة الاجتماعية منحازا كما زعيمه مع الفقراء والكادحين والمهمشين فى كل مكان, والناصرى مع الحياة الديمقراطية السليمة القائمة على تمكين المواطن من مباشرة حقوقه الدستورية والعيش بكرامة فى وطنه, والناصرى مع حرية الانسان داخل مجتمعه وفقا للمنصوص عليه فى الدستور والقانون وضد أى فعل يمس هذه الحقوق والحريات, والناصرى مع الاشتراكية باعتبارها آلية لمنع الاستغلال داخل المجتمع ووسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية, والناصرى مع الوحدة العربية باعتبارها آلية لمواجهة التكتلات الاقليمية والدولية الكبرى.
هذا هو التعريف العلمى للناصرى وهو تعريف إجرائي يعتمد على مجموعة من المؤشرات التى يمكن قياسها فى الواقع فمن تتوافر فيه هذه المقومات فهو ناصرى أما من يفقد شرطا من هذه الشروط فلا يمكن أن نطلق عليه هذا المسمى, ومن هنا يمكن لكل شخص يدعي أنه ناصرى أن يحكم على نفسه عبر هذه المؤشرات التى جاءت فى التعريف العلمى للمفهوم وبذلك نتخلص وبشكل نهائي من فوضى المسميات, وبالطبع ما ينطبق على الأشخاص ينطبق على المجموعات والتنظيمات والأحزاب التى ترفع راية الناصرية أو تحمل اسم الناصرية, ومن المؤكد أن تطبيق شروط المفهوم فى الواقع سوف يكشف الجميع, ويحدد الموقع الحقيقي لكل من يدعى أنه ناصرى سواء كان فردا أو مجموعة أو تنظيم.
فلا يمكن أن يكون ناصرى من يدعم الاقطاع, أو يهادن ويطبع مع الاستعمار, أو يسكت على سيطرة رأس المال على الحكم, أو يهاجم جيشه الوطنى, أو يصمت عن غياب العدالة الاجتماعية, أو لا يثور فى مواجهة الاستبداد وعدم إقامة حياة ديمقراطية سليمة, أو من يقبل بفقدان حرية الانسان, أو عدم تطبيق الاشتراكية لإقامة العدالة الاجتماعية ومنع الاستغلال, أو من لا يدعم الوحدة العربية ويقف صامتا أمام ما يحدث فى فلسطين والعراق وليبيا واليمن وسورية من مخططات للتقسيم والتفتيت.
وبعد أن توصلنا الى من هم الناصريون ؟ نأتى الى الخطوة الأكثر اجرائية فى هذا الطرح وهى الناصريون الى أين ؟ أعتقد أن كل المحاولات التى تنادى الآن بضرورة وحدة التيار الناصرى عليها أولا أن تفرز وعبر التعريف العلمى للمفهوم من هو الناصرى الحقيقي سواء كان فردا أو جماعة أو تنظيما أو حزبا, وذلك عبر المواقف المعلنة والمعروفة والمسجلة حول المؤشرات المختلفة التى طرحت فى المفهوم, وبعد عملية الفرز ستكون مهمة التوحيد أسهل وأيسر بكثير, فالمخلصين لأفكار ومشروع وتجربة جمال عبد الناصر يمكنهم التوحد بسهولة لأنهم لا يبتغون شيئا غير إعادة إحياء مشروعهم المقاوم, أما المتمسحون فى رداء جمال عبد الناصر والذين يدعون زورا وبهتانا بأنهم ناصريين فى حين يخالفون كل مبادئ جمال عبد الناصر فهم جزء من المؤامرة على المشروع الناصرى المقاوم, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz