دام برس :
لا يمكننا بإنصاف أن نعتبر الحرب الدائرة رحاها على التراب الوطني السوري وأدواتها حربا بين سورية وتيار الثيوقراط وإن تم جمعه من كل ربوع الأرض.ومن أجل إقامة دولة دينية_ لم يقمها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم_لمقاتلة الجيش العربي السوري بزعم أن هذا الجيش هو حجر عثرة في طريق المشروع الإسلامي..
إنما نستطيع القول بأن هذه الحرب القذرة هي الحلقة الأخيرة في مشروع تدشين عالم متعدد القطبية يسحب البساط من تحت أقدام الإستعمار الانجلوامريكي والذي يعمل_ باتفاق_ مع الانجلوسكسونية.لتوزيع لحم أمة العرب فيما بينهم_ الإستعمار قديمه وجديده_.
فبعد أن وضعت حرب تدمير العراق أوزارها..وطابت الأرض العربية العراقية للمستعمر.وحال الهجمة الشرسة ضد الفلسطينيين في غزة.وردا على تصريح عمرو موسى أنه ليس أمام العرب الآن إلا الذهاب إلى مجلس الأمن والجمعية العامة..قال وارين كريستوفر وزير خارجية واشنطن: لن نسمح لكم بالذهاب إلى مجلس الأمن بقضيتكم.وعلى الجميع أن يأتي تحت الخيمة.
في إشارة واضحة من المنتشي بتدمير الجيش العراقي واحتلال العراق أنه ليس أمام العرب إلا طريق واحد ووحيد.. في واشنطن.
ثم تأتي كونداليزا لتعلن عن مشروع الفوضى الخلاقة لإنشاء الشرق الأوسط الكبير.الذي يمتد من موريتانيا غربا إلى الهند شرقا تتسيده تل أبيب.ويتوازى مع ذلك إتفاق الدفاع الاستراتيجي بين أمريكا وإسرائيل وتنقل واشنطن أسلحة استيراتيجية جديدة لتخزينها في فلسطين المحتلة تلبية لاحتياجات البنتاجون بضرورة وجود قاعدة عسكرية متقدمة جداً في المنطقة_ رغم القواعد العسكرية الأمريكية في العيديد وانجرليك وغيرها_ واشترطت تل أبيب حق استخدامها لتلك الأسلحة وقت الضرورة._ والضرورة جملة مطاطة في العقيدة الصهيونية كما الحدود التي يقف عندها حدود أمن إسرائيل_ لكن غطرسة القوة المختزنة لدى تل أبيب وصناع القرار جعلتهم يجربون نوعاً جديداً من العنجهية فسحقتهم قوات حزب الله وتحقق الردع الإستراتيجي_ أو كاد واقترب بقوة_. كل هذا وفق مخطط يذهب إلى ما أسموه بالربيع العربي.وبعد التعجيل بتدمير ليبيا لحرق العمق الاستراتيجي لمصر_ بقرار صهيووهابي مررته جامعة الخرابة العربية.و إنزال الحكم في تونس ومصر.كانت سورية هي المحطة الأخيرة قبل الذهاب إلى القاهرة.
وكانت الجغرافيا السودانية تتأهل ومن الجاهزية لدفع عجلة الحريق إلى مصر من الجنوب.واصطياد فصيل من المقاومة_ حماس_ لفتح بوابة مصر الشرقية والاستقواء بدعم الأمريكي وفق الحسابات الشاذة الضيقة وضد مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
كان الغرب الأمريكي يعتقد وفق الحسابات الخاطئة أن الخلاص من سورية يتحقق خلال بضعة أيام أو أسابيع.
ثم تبدأ إطلاق شرارة التعامل مع الجيش المصري وفي حساباتهم أنها كانت المعركة الكبرى في الحرب والتي سوف تمولها الخزائن وتتقاطع فيها مصالح الإمبريالية والصهيونية العالمية وتتعاون فيها أجهزة الاستخبارات العالمية والإقليمية.وتظهر على السطح خارطة التحالفات العدوة من بني جلدتنا في الخليج النفطي.
وخابت كل الحسابات وأدار السيد بشار الأسد الحرب كلها وليست معركة من معاركها بذكاء ألهب العواصم وسدد ضربات موجعة جداً إلى الذين خططوا والذين تآمروا والذين مولوا ودفعوا فواتيرا باهظة لإسقاط الجيش العربي السوري والأسد وسورية..ولم يتحقق لهم سوى الكابوس.
يدخل السيد حسن نصرالله الحرب . وتأتي جنرالات وقادة من الجيش الإيراني.ويعزف الوطن السوري سيمفونية الإنتصار شبرا بشبر..بلدة ببلدة..مدينة بمدينة.و و تتآكل أحلام المؤامرة.ويطلب الأسد بحنكة وخبرة المساعدة في الحرب على الإرهاب من موسكو.. إن الجيش العربي السوري ومعه محور المقاومة هو القائد والسيد في المعارك على الأرض.ولم تذهب الذهنية السورية إلى موقع . مدينة أو قرية أو محافظة على الأرض السورية إلا وخططت وتجهزت وقررت وانتصرت.. الأمر الذي جعل الدكتور بشار الجعفري في جينيف وسوتشي وأستانا وموسكو يترجم انتصارات الميدان إلى ثبات دبلوماسي وسياسي.
واجهت أمريكا وحلفها لسنوات صمودا أسطوريا أعاد الرعب إلى صانع القرار في تل أبيب.وارسل خيبات كبرى إلى آل سعود.وبات معلوما أن أدوات العواصم لتركيع سورية وجيشها العربي أو الدفع لتفكيكها تحقيق طبعة متكررة لما كان مع القذافي.كلها باءت بالفشل.وحضور أمريكا وبريطانيا وفرنسا في محاولة إنقاذ الأدوات بتدخل الأصيل في الحرب باءت بالفشل الزريع أيضًا..وتغيير سورية وقواعد الإشتباك مع العدو الإسرائيلي أرسل برسائل أعلنت بقوة عن جيش عربي لن ينهزم ويخرج قويا وقد يستدير بفوهة بندقيته إلى الجولان ودون إنتظار لالتقاط الأنفاس.بما يسدد لكمات الرعب إلى العدو بفائض قدرة قتالية يحترفها الجيش العربي السوري الآن.وقيادة لاتهاب حلقة أخرى من حلقات الحرب ومعركة من معاركها الشريفة والموجوبة.ذات الأمر يرسل رسائله إلى واشنطن وصناع السياسة الخارجية الأمريكية.وبعد إحداث تغييرات جذرية في البيئة الحاضنة الشعبية في باقي المناطق.وما اختطاف جنود الاحتلال الأمريكي ثم العثور على جثثهم النتنة إلا بداية لانتفاض التراب لحرق المعتدي مهما كان جبروته سيركع ويطلب فرصة للخروج الآمن والسريع من سورية.ونرى أن دخول التركي إلى الأراضي السورية هو بمثابة وضع رأس جسر متقدم يفاوض عليه لإثناء السوري عن التفكير في لواء الاسكندرون.. والأسد يحسم موقفه بدقة ويصرح.سيخرج الأمريكي والتركي أو يتم إخراجهم.وليس أمام قوات سورية الديموقراطية إلا طريق من إثنين.التسليم للدولة وجيشها العربي أو مقاتلتهم والانتصار عليهم.
ونرى أن لعبة المصالح هي الواقفة خلف قرار موسكو التباطؤ في تسليم دمشق منظومة الدفاع الجوي إس 300 حتى الآن.ونرى أن هذا التباطؤ جاء نتيجة دهشة من قدرة منظومة الدفاع الجوي السوري في التعامل مع العدو الإسرائيلي وبث الزعر بين المستوطنين اليهود.ولقرب الجغرافيا على الحدود الجنوبية من الأراضي المحتلة فترى موسكو_ ربما_ واندفاعا من حقيقة وقدرة دمشق على صناعة قرارها
ومعها محور المقاومة بحرية وسيادة غير منقوصة أن سورية تحقق بدون إس 300 إنجازات رائعة للرد على العدو الإسرائيلي وقد صوبت صواريخها ودمرت مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان ومنها مركز قيادة متقدم.الامر الذي جعل نتنياهو يطلب من بوتين التدخل.وقد يرى بوتين أن الأسد قد يطور من الحرب في ردات فعل الجيش العربي السوري ومحور المقاومة معه.فيباديء إسرائيل بتدمير موجع يشعل حربا إقليمية تتعدد أطرافها وتضع بوتين في إختبار غاية في الإحراج الذي يؤدي حتماً إلى أحد أمرين مع أو ضد..وهنا ربما يكون الرهان الصهيوامريكي المدعوم من عواصم إقليمية أن تقف روسيا فجأة أمام حلفاء اليوم ( محور المقاومة) .وتسلم موسكو هنا مساكن الشعب الروسي إلى أدوات الإرهاب بالخطأ.ومن يعتقد أن موسكو تقف في هذه الحرب في سورية من أجل الأسد أو الجيش العربي أو حتى الشعب السوري مخطيء..فالبديل أن تحترق موسكو بنار الإرهاب ولها معه تجربة وثأر..وهنا لا أظن أن موسكو ستسلم إس 300 إلى دمشق الآن..لكنها_ موسكو_ ستدعم خيارات سورية في الذهاب إلى الحرب في معركة الجنوب.واعلن سيرجي لافروف حق سورية في هذا..لكنهم الروس سيقدمون إلى نتنياهو تطمينات أن تقف سورية عند حد الهدنة..وتتقدم روسيا بجنود يقفون للفصل بين الأراضي السورية وبين الجولان المحتل.وفي عقيدة بوتين أن الأسد قادر بمنظومة الدفاع الجوي السوري التعامل مع أي خروقات من نتنياهو والرد الكافي من دون المنظومة الحديثة المؤجلة التسليم.