Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
شيخ الأزهر .. مصر ناصرية فلاتقترب من الكبائر .. بقلم: محمد فياض
دام برس : دام برس | شيخ الأزهر .. مصر ناصرية فلاتقترب من الكبائر .. بقلم: محمد فياض

دام برس :

حيثما تكون مصلحة البشر فثمة شرع الله.قاعدة شرعية مستقرة في الفقه الإسلامي الصحيح.و الإصرار على استحداث النوائب والمصائب وإعادة إنتاج الجديد.والجديد جدآ.والجديد " لانج" في الحالة المصرية بما يعيد التأسيس لإخراج مصر من محيطها العربي والإقليمي بركلة جزاء ودونما جريرة ارتكبها أصغر طفل في نسيج المصريين.. إنما هو استعداء من الداخل موجوب مواجهته بقوة.. وإن كان هذا الإستعداء مسنود من دواليب الحكم في القاهرة.
لا أجد ثمة مبرر واحد لخروج شيخ الأزهر للخوض في مسألة لاعلاقة له بها من قريب أو بعيد.وليست مطروحة للنقاش بالرفض أو التأييد.. إن الرجل الذي يتولى مشيخة الأزهر وقد نحى جانباً الخوض والإفتاء أو حتى الإقتراب من إعلان موقف أو رأي ديني_ في صلب وصميم تخصصه ومسؤولياته_ عن داعش والنصرة والقاعدة وعشرات التنظيمات المتطرفة التي احترفت أبعد من التطرف وراحت تحرق وتقتل وتهدم وتدمر وتذبح في كل مكان تحت عباءة الدين الحنيف.. الأمر الذي يعطي روافدا لاستمرار دعم الإرهاب في بلادنا.. في مصر وسورية واليمن وليبيا والعراق.
وبدلا من أن يقترب شيخ الأزهر من مصلحة البشر ليطبق القاعدة الشرعية فيعلن موقف الأزهر بما لا يصطدم بالثوابت الدينية لصون جغرافيا الأمة والوطن ويخلع عن الإرهاب مدده الذي مازال مستمرا من طوابير الشباب المضحوك عليهم والمغرر بهم باسم الدين.
لكن الرجل أراد أن يدلو بدلوه هو الآخر لمهاجمة الزعيم جمال عبدالناصر.وبعد وفاته جسدا بنصف قرن أو يكاد.
ولم يلتزم شيخ الأزهر ( اذكروا محاسن موتاكم). بل تجرأ وقال لا أستطيع تكفير داعش لكني أستطيع تكفير آخرين..وقام بمهمة تكفير عبد الناصر..وقال عن داعش أنهم مؤمنون صوامون قوامون.و رأى أن عبد الناصر ارتمى في حضن الإتحاد السوفيتي لأسباب سياسية بما يجعله كافرا..ولم يقل لنا أن خلع السراويل والدشاديش والملابس الداخلية لحكام العواصم العربية في دورة مياه البيت الأبيض تبركا و تقربا بالسيد الأمريكي إنما هي من قبيل الطواف ومن يفعل ذلك كتبت له حجة..!!.
إن ماجاءه عبد الناصر إلى الأزهر وللدين الإسلامي يفوق ما أتاه الآخرون في مصر للإسلام منذ عهد عمر بن الخطاب حتى تولى زعيم يوليو مقاليد الحكم في البلاد.
ولست هنا في مجال تعداد ما أنجزه عبد الناصر في هذا الأمر لأن الانجراف إليه هو دخول المنعطف الذي أراده شيخ الأزهر بهجومه على عبد الناصر وتكفيره.وبالتالي خوض معركة أرادها من كلف شيخ الأزهر ببذر بذورها فينسحب المجتمع.بل والمجتمعات العربية إلى خارج الميدان الأولى بالبقاء فيه.
ولأن ناصر لم يكن حاكم.. مجرد حاكم..فلقد أتى على هذا الوطن مئات الحكام.لكن عبد الناصر كان بمشروعه يصادف المشروع الحضاري والقومي الأمة.ويصادف حتمية الصدام الآني والغير قابل للتأجيل مع مشروع الإمبريالية والصهيونية العالمية لكامل المنطقة العربية والإسلامية.ولم تكن الناصرية محض مشروعاً أنتجه عبد الناصر.بل حقيقة الحال أن الزعيم قد جاء ليطبق المصرية الحقة..والتي تليق بمصر الدور والقيادة والريادة.بغض النظر عن كونها مصر الضعيفة إقتصاديا_ كما يوهموننا بالخطأ_ أو عفية.
فلقد أراد من أطلق شيخ الأزهر لتكفير عبد الناصر أن يستخدم سلاح الدين بهدف هدم قلاع ناصر في الذهنية الوطنية والقومية وماتكتنزه من مشاعر تتوارثها الأجيال في ربوع الأرض وليس في بلداننا العربية وحسب فتقرر الجماهير المظلومة رفع صور الرجل في ميادين نضالاتها وثوراتها..وخاصة بعد الفشل الزريع الذي منيت به الأجندة العميلة من نتائج إطلاق أبواق الإعلام وتحرش الساسة المأجورون للنيل من عبد الناصر..منهم من كتب المؤلفات ومنهم من يهاجم الناصرية وعبد الناصر خمس مرات كفروض الصلاة.
لكن مالا تفهمه العقلية المتآمرة أن الناصرية هي المصرية.. والأخيرة هي القومية العربية.وان أي حديث خارج السياق إنما محض مشروعاً عدوا.
وعلى من يكيدون لمصر في الداخل أن يعلموا أن استخدام الدين والأزهر وشيخه لتحصيل نتائج فشلوا في تحصيلها بالسياسة والساسة أمر مستحيل.فالمصري جزء من نسيج أمته العربية والإسلامية.يعرف إسلامه هو ولايقيس إيمانه على إيمان وإسلام الآخرين..لنا في مصر إسلاميا والرياض اسلامهم..والرياض _ أذكر_ لأن آل سعود كانوا في حياة ناصر مخلب الكلاب الضالة في الغرب الأمريكي لتصفية عبد الناصر بهدف قطع الطريق على مصر ومصريتها_ ناصريتها_ ومازالت تلعب الرياض ذات الدور_ وتجد له أرضية خصبة_ للحيلولة دون لقاء القمة الحقيقي بين عواصم إن تلاقت أجهزت على كل علل البنيان العربي.( القاهرة.دمشق بغداد ).
ولا أستبعد أن يكون شيخ الأزهر قد قرر وفجأة ودون إبداء أسباب تكفير عبد الناصر واتهامه أن الأزهر عاش عصراً مظلما في سنوات حكمه_ وهو الذي إما جاهل بالتاريخ أو مكلف بتكفير التاريخ ذاته_ وربما نسي أنه قد نال فرصة تعليمه من سبيل إنجازات الناصرية.
لا أستبعد أن يكون التكليف الغير مبرر والصادم والمقحم للأزهر في مسألة لاعلاقة له بها.والمرتكب لجريمة احتقار الدستور والقانون بعدم تسييس الدين أو تديين السياسة.وارتكابا لمعصية حذر منها الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه ( إن الدين معطى إلهي مقدس كلي الصحة.و الرأي معطى بشري نسبي الصحة.واستخدام الدين في الرأي تنزيل من قيمة الدين.واستخدام الرأي في الدين إرتفاع بالرأي لمستوى القداسة). إنما بتكليف وهابي نرفضه ونبغضه.
إن في مصر قضايا كبرى كان لشيخ الأزهر أن يجرب الرأي فيها..قضايا يكتوي بمنتوجاتها الشعب في مصر والشعب العربي المسلم في كل أرجاء الوطن.. وأطرافها أحياء يرزقون وينالون من حرية وخبز الشعوب..لكنه شيخ الأزهر لن يفعل ولايجرؤ..والمدقق لموازنة الأزهر يعرف لماذا تصل ميزاية إدارة الشيخ إلى قرابة 17مليارجنيه في حين ميزانية وزارة الثقافة 280مليون فقط.. إن تغليب السعي_ بوعي أو بدونه_ إلى دولة دينية في مصر يلقي بظلاله على مفردات العمل .ومسلك نظام الحكم.. إن المتابع لانجازات المدن الجديدة..العاصمة الإدارية الجديدة
يمكنه ببساطة وضع يده على الكارثة التي تحاك بنا..لم ينقل الإعلام ولم يسمع الشعب تصريحا واحداً من مسؤول كبير أو صغير..من الرئيس الذي لطالما يؤكد ويدعو ألا نستمع لغيره وألا نصدق غيره..لم يخبرنا بذاته أو بذوات رجالاته أن الدولة تسعى لإنشاء شيء في المدن الجديدة سوى الأبنية السكنية والتجارية والحكومية والمسجد والكنيسة...لم تسعى الدولة لإنشاء دار سينما أو مسرح..كل ملامح القوة الناعمة لدولة مدنية لا وجود لها..بل المسجد والكنيسة.
مستقبل مرعب في ظل دخول الشيخ على الخط لحلحلة ناصر من قلوب الأمة وضميرها واستبداله بشيء.. أي شيء آخر.ورهن الفكر والثقافة بالموقف الناعم للازهرمن الإرهاب وتنظيماته الأخطر على الدين قبل المجتمع..ياشيخ إن الناصرية هي مرادف المصرية.والاخيرة مرادف القومية العربية.سواء امتثلت أنت ومن خلفك أم اخذتكم العزة بالإثم.والقومية عمادها دول الحضارات التي نشبت فيها النيران بهدف القضاء على الناصرية وعلى مصر..لن تتمكنوا أبدا من عبد الناصر...وفقط عليك ياشيخ الأزهر ألا ترتكب كبيرة الهجوم بإسم الدين على مصر..الناصرية.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz