Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الامبراطور القادم للصين .. هل ستكون إدارته ناجحة والسلطة معه بأمان ؟؟ بقلم : يوسف الرفاعي

" معك بالسُلطة أنا باطمئنان" هذا ما يٌفترض أنه قاله ماو زيدونج لخلفه هوا جوفنج  . لقد ثَبُتَ أنه خَيار مشؤوم (انتقال السلطة من ماو الى هوا). وبنظرة سريعة لماضية نجد أنه استمر (السيد هوا   سنتان قبل أن يهوي عام 1978.
وبعد عقد من الزمان فان خطط الخليفة قد ظهرت مرة أخرى وبشكل مدهش ضد ممن لديهم خلفية  من مؤيدي اضطرابات أو شغب الديموقراطية. وبالعودة الى تاريخ تولي دفة الحكم بالصين نجد أنه مرة واحدة فقط ومنذ ثمان سنوات نقل الحزب الشيوعي السلطة وبشكل لطيف الى هو جنتيتو .
هناك نقلة جديدة للسلطة يتم اعدادها حالياً (تجري في الطريق الان). وعلى العالم أن يكون قلقاً حيالها لسببين أولهما : أن شخصية القائد القادم غير معروفة والثاني: هو الطبيعة الهشة للنظام .
في 18 تشرين الثاني عُيّن زاي جيبنج بنج بمنصب جديد ألا وهو نائب رئيس الهيئة العسكرية المركزية الصينية مع السيد كرئيس للهيئة.
وهذا هو المنصب الذي يمنح عادة للقادة الذين سيتولون السلطة مسقبلاً. إنه الابن المُهيب لأحد مؤسسي الصين الشيوعية. معروف قليلاً للعالم الخارجي حتى بضع سنوات خلت، السيد زاي تم اعداده كي يتولى دفة القيادة بالصين مع ثاني أكبر اقتصاد بالعالم وأكبر قوة عسكرية مسلحة ولكن ضمن وسط تشوه اجتماعي داخلها.
أما الكيفة التي تمت بها ترقيته وبهدوء داخل الحزب فان ذلك يبقى سراً غامضاً لا قرار له. أن تعيين السيد زاي Xi Jinping مشابه وبشكل غريب لتسمية كبم جونغ ان Kim Jong Un في كوريا الجنوبية الذي تولى منصب نائب الرئيس في الهيئة العسكرية بعد اجتماع سري خاص للحزب وبدون أن يكون هناك توضيح علني لذلك.
وبالمقارنة فان القادة الصينيون قدموا جملة حول تعيين السيد زاي Xi Jinping ولو في نهاية بيان وقعه 4600 شخصية جافة بعد الاجتماع الخامس للحزب.
وعلى الجانب الايجابي فان السيد زاي Xi Jinping قد تولى مناصب هامة في معظم أكبر الاجزاء المتكاملة ديناميكيا واقتصاديا بالصين مثل: المقاطعات الساحلية لفيوجين Fujian وزيجيانج Zhejiang اضافة الى شانجهاي Shanghai بشكل جزئي. إنه شخص متحرر من النزعات الاقليمية نسبياً.
أما بالنسبة لوضعه الاجتماعي فهو متزوج من مطربة شعبية.
ولكن من المستحيل أن نخمن كم مؤهل جيداً لادارة البلاد ،وبالوقت عينه يتوجب عليه ان يديرها! أو هل سيكون خليفتة موضع ثقة . وعلى الرغم من ذلك وضمن هذا السياق فان هناك مهندس واحد كان والده يُنتقد بشدة وبعلانية خلال الثورة الثقافية يتخلى عن منصبه لغيره.
ولكن السيد زاي Xi Jinping هو قادم جديد نسبياً الى داخل الدائرة ولن يُمضي نفس المدة الزمنية التي أمضاها السيد Jintao Hu عام 2002 . هناك الكثيرون من داخل الحزب ممتعضون من ترقية الامير الصغير كي يتولى دفة القيادة مثل السيد زاي. والفترة الانتقالية التي مدتها سنتان ستكون تجربة له.
ومع ذلك فان المشكلة تكمن في ضخامة المهمة الملقاء على عاتقه وليس غموض الرجل ، وهذا ما يجب ان يجعل العالم متوتراً. بالنسبة لتعابيرهم الخارجية عن الاتحاد أو الوحدة unity فان هناك علامات اختلاف بين القادة الصينيون حول ما يجب ان تكون عليه اولويات البلاد على مستوى الاصلاح السياسي والاصلاج الاقتصادي.
إن الاقتصاد الصيني في حالة سباق سريع مع المعايير الغربية ولكن الصين تواجه تكيفاً صعباً حول كيفية فطم نفسها عن الاستمارات المفرطة والصادرات لصالح الاعتماد على الاستهلاك.
أزاح البيان الرسمي communiqué الستار عن الخطوط الرئيسية لخطة خمسية اقتصادية قادمة ، وهذا بدوره يتطلب خطى مستقرة بالنمو الاقتصادي مع حصول العمال على حصة اكبر من الناتج القومي.
وهذا ستكون له آثارة الايجابية على المستويين المحلي والدولي أي سيكون جيداً لكل من الصين والعالم وسيُساعد في تضييق أو الاقلال من الفائض التجاري الذي يزعج اميركا كثيراً. ولكن التغيير لن يكون بدون الم أو تضحيات. فخوف المصدرين من أن اعمالهم سوف تعاني فيما اذا ارتفعت الاجور أو أن قيمة اليوان الصيني قد ارتفعت بسرعة.
أما من جهة المشاريع الفعالة التي تملكها الدولة فقد استُخدمت تلك المشاؤيع في اعتمادات رخيصة في قطاعي الارض والطاقة ،وهي بذلك سوف تجابه تهديدات تلك الامتيازات.
بالنسبة للاصلاح السياسي فان القادة الصينيون قد تحدثوا عن الديموقراطية منذ 30 سنة خلت ولكنهم فعلوا القليل. أن النمو المتسارع وانتشار الانترنت والهاتف النقال مكن المواطنون الصينيون من التواصل مع بعضهم ومع العالم الخارجي وبث مظالمهم ومطاردة احلامهم بحرية اكبر من قبل .
ولكن البعض الآن يطالب بالمزيد من الفرص للتعبير عن آرائهم عن كيفية ادارة البلاد. في الاسابيع الاخيرة المنصرمة فان صحفف الصين الاكثر ليبرالية (تحررية) قد تحمست حول التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء Wen Jiabao عن الاصلاح السياسي . أما الصحف المحافطة فقد تمت مراقبتها.
ليس هناك من فرصة لتحذيرات السيد Jintao Hu التي أوردها في مجال الاصلاحات الكبرى قبل أن يتنحى عن السلطة. رحب البيان الرسمي هذا الاسبوع بالحسنات السياسية للأنظمة الاجتماعية الصينية وذكر الاصلاح السياسي باختصار فقط ، قائلاً " كقادة صينيون فانهم غالباً ما يفعلون" وهذا سوف يتطلب جهد " شديد ولكنة مستقر"
ومع ان السيد رئيس الوزراء Wen Jiabao - والذي سيتخلى عن السلطة في نفس الوقت الذي سيتخلى به السيد Jintao Hu - أراد ان يتحرك بسرعة الجليد.
توقع جنون العظمة paranoia وستندهش بسرور
هل سيعجّل السيد Jintao Xi الامور؟ ليس هناك من عجز أو نقص في نقاش المحافظون للتحذيرات ولكن هناك أيضاً نقاش براغماتي (ناشط) عن التغيير " مكتسبات الاقتصاد الصيني يمكن ان تكون عُرضة للخطر jeopardized فيما إذا أرخى الحزب قبضتة ".
إن المسار الصحيح للسيد Jintao Xi يجب ان يكون واضحاً وعلى ؤاس ذلك المسار : ارخاء قبضة الحزب على المعارضة ورفع غطاء السرية عنها واجراء اصلاحات اقتصادية حيوية. ولكن بقية العالم سيكون غير حكيم ليفترض بان تلك الحجة سوف تسود. بقي أن نشير الى أن النظام السياسي معتاد على اللجوء الى الوجدان الوطني في زمن الشك .
الكثير من الغربيون بمن فيهم اولئك الذين يناقشون العقوبات على العملة الصينية اليوان yuan يفترضون بانهم يتعاملون مع قوة واثقة بنفسها وعقلانية نضجت عبر السنيين.
ترجمة
يوسف كامل الرفاعي

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz