Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تأملات فى الحرب الكونية على سورية .. بقلم : الدكتور محمد سيد احمد
دام برس : دام برس | تأملات فى الحرب الكونية على سورية  .. بقلم : الدكتور محمد سيد احمد

دام برس :
بدأت الحرب الكونية على سورية منذ سبع سنوات بالتمام والكمال, ومنذ اللحظة الأولى ونحن نكتب ونحلل ونحذر ونحاول أن نكشف أبعاد المؤامرة على الدولة العربية السورية, التى شكلت صداع مزمن فى رأس العدو الأمريكى الذى فرض سيطرته وهيمنته الاستعمارية الجديدة على كل الدول العربية تقريبا بنسب متفاوتة, ما عدا هذه الدولة التى لم يتمكن من إذلالها وتركيعها كما فعل مع غيرها من بلدان المنطقة.
 فظلت الدولة العربية الوحيدة المحتفظة بكامل سيادتها, فشعبها يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع وقد اقترب من الاكتفاء الذاتى, هذا الى جانب أنها الدولة العربية الوحيدة التى لا يوجد عليها ديون خارجية ولا دولارا واحدا, وظلت محتفظة بقرارها السياسي وحق جيشها فى خوض معركة تحرير مع العدو الصهيونى, وبالطبع لم تفلح معها كل محاولات التغريب والتشويه الثقافى نظرا لتجربتها الفريدة فى تعريب العلوم, فظلت محافظة على الهوية الحضارية العربية, والمدافع الأول عن المشروع القومى العربي المقاوم.  
  وكنا نقول فى وقت مبكر أن الأصيل فى هذه الحرب على سورية هو العدو الأمريكى وحليفه الصهيونى, وأن هذه الحرب تستهدف مكونات الدولة الأربعة وهى : الأرض والشعب والجيش والقائد, حيث تستهدف تقسيم وتفتيت الأرض, وتمزيق وحدة النسيج الاجتماعى للشعب, واستنزاف قدرات الجيش وإضعافها الى أقصى درجة ممكنة, والإطاحة بالقائد الشجاع الذى لا يلين والغير قابل للمساومة أو البيع والشراء أو التخويف والتهديد, وبالفعل بدأت الحرب الكونية ومنذ اللحظة الأولى وهى تتحرك على المحاور الأربعة لكن هيهات أن تنال من وحدة الأرض وتماسك الشعب وبسالة الجيش وصلابة القائد.
وتمكنت الدولة السورية عبر السنوات السبع الماضية من تفكيك مشروع المؤامرة عليها وعلى الأمة العربية كلها, فالعقيدة الراسخة لدى سورية شعبا وجيشا وقائدا أنهم لا يخضون هذه الحرب دفاعا عن التراب الوطنى السورى فحسب بل يخوضونها نيابة عن الأمة العربية كلها بل دفاعا عن شرف وكرامة كل مواطن عربي شريف يعيش فوق هذه الأرض, ومن هنا رسمت سورية استراتيجياتها لمواجهة المشروع الاستعمارى الغربي, فهى رأس الحربة فى المشروع القومى العربي المقاوم الذى يشكل البديل للمشروع الاستعماري, وهزيمة سورية هى هزيمة لمشروع وليس لبلد.
وحاول العدو الأمريكى أن يوهم العالم أجمع عبر سيطرته على الآلة الإعلامية الجهنمية الجبارة التى تعمل طوال الوقت على نشر الأكاذيب, أن هناك ثورة فى سورية, ومع الوقت وانكشاف هذا الادعاء الكاذب, حاول أن يقنع الرأى العام العالمى أن الثورة السلمية تحولت الى ثورة مسلحة نتيجة ما مورس ضدها من عنف, وعندما كشف زيف الادعاء الجديد, قام بالاعتراف بأن بعض الجماعات والتنظيمات التكفيرية الإرهابية قد انضمت الى الثوار لدعمهم, ولم يصمد هذا الادعاء طويلا, حيث اختفى الثوار وتحولوا الى معارضة بالخارج تجلس فى فنادق الخمس نجوم فى بعض العواصم حول العالم, وبالتالى أصبح العدو الأمريكى يدافع عن الجماعات والتنظيمات الارهابية التى هزمت على يد الجيش العربي السورى, ووجد العدو الأمريكى نفسه فى مآزق شديد.
فقرر أن يخوض الحرب بنفسه لكنه لم يعد يستطيع أن يقدم مبرر أمام الرأى العام العالمى, وعجز عن انتزاع قرار من مجلس الأمن بالتدخل العسكرى فى سورية, ولم تكن حجة الكيماوى المزعوم محكمة أو مقنعة, وكانت الدولة السورية قد تمكنت من عقد تحالف استراتيجى مع روسيا التى وقفت كالصخرة فى مواجهة البلطجة الأمريكية سواء على المستوى الميدانى أو المستوى السياسي فكان الفيتو الروسى جاهز دائما لإفشال مساعى العدو الأمريكى العدوانية, وجاء العدوان الأخير ليؤكد انتصار سورية على العدو الأمريكى.
لكن العجيب حقا أن العدو الأمريكى لم يكل ولم يمل من محاولات تزييف الرأى العام العالمى, فتجدهم يقولون أنهم سيسحبون قواتهم من سورية, وهنا يعتقد الرأى العام أن المقصود هو القوات الأمريكية الموجودة ضمن التحالف الدولى المزعوم لمحاربة داعش, وهى بالطبع قوات محدودة العدد لذلك يجب على الرأى العام العالمى أن يدرك أن قوات العدو الأمريكى الموجودة على الأرض السورية هى كل إرهابى قام بحمل السلاح فى مواجهة الجيش العربي السورى.
واستمرارا فى نشر الأكاذيب يحاول العدو الأمريكى أن يوهم الرأى العام العالمى أنه سينسحب بقواته وسوف يتم استبدالها بقوات عربية, وهو وهم جديد يحاول أن يقنع به الرأى العام.عن أى قوات عربية يتحدث العدو الأمريكى, القوات العربية موجودة منذ اللحظة الأولى وغالبية الدول العربية شارك منها إرهابيين في الحرب على سورية, ولدينا قائمة بأعدادهم منذ بداية الحرب الكونية على سورية فى العام 2011 وحتى نهاية العام 2017 وكان أكثرهم من السعودية 27600 مقاتل وأقلهم من الكويت 2100 مقاتل ( دراسة دورية تصدر سنويا منذ 2011 عن مركز فيريل الألمانى للدراسات ).
 ومن خلال تأملاتنا فى الحرب الكونية على سورية يمكننا القول أن العدو الأمريكى لن يكف عن أكاذيبه, ولن يوقف هذه الحرب الكونية, لأنه هو الرابح الأول فيها رغم كل هزائمه سواء الميدانية أو السياسية, فقواته العسكرية لم تشارك فعليا فى الحرب, لكن القوات المرتزقة التى جاء بها من كل أصقاع الأرض هى من تخوض الحرب بالوكالة وتباد على أيدى الجيش العربي السورى, والأسلحة والمعدات الحربية المستخدمة تأخذ حقها مقدما من الرجعية العربية الخائنة والعميلة الممولة للحرب بأموال النفط الحرام, فلماذا إذن توقف الحرب وتسحب قواتها من الجماعات والتنظيمات الإرهابية, المؤكد أن الكلمة الفصل فى هذه الحرب الكونية على سورية هى لطرفين الأول هو الجيش العربي السورى البطل الذى يجفف كل منابع الإرهاب على الأرض السورية, والثانى هو الشعب العربي فى الخليج الذى تستنزف أمواله فى هذه الحرب, فإذا كنا على ثقة فى استمرار الجيش العربي السورى فى خوض المعركة الى النهاية, فإن ثقتنا ليست كاملة فى قدرة الشعب العربي فى الخليج لإقناع حكامه أو إجبارهم على إيقاف عملية التمويل, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz