Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
نقاط على الحروف .. بقلم الدكتور عفيف دلا

دام برس :

في عالم يدار بالنفاق والخداع والكذب يصبح قول الحقائق وتسمية الأمور بمسمياتها على منابر كانت حكراً للكاذبين والمنافقين الدوليين لتسويق بضاعتهم الفاسدة ، إنجازاً وتحولاً استراتيجياً، فما كان بمقدور أحد يوماً أن يضع أولئك " الكبار " على محك زيفهم حقاً او يوجه لهم أصابع الاتهام علناً في الوقت الذي ظنوا فيه أنهم قلموا كل الأظافر وسحقوا جميع الأصابع فلا أيدي ترتفع لتشير إلى الحقيقة التي ضاقت ذرعاً من سجنها في قمقم النفاق الدولي ..

لم تقع الحروب يوماً لأجل حقيقة أو هدف سامٍ بل كان مفتعلو الحروب ينظرون بعينهم الواحدة لكل شيء فلا يعبؤون بعدد قتلى أو ضحايا او مشردين ولا بحجم دمار وتخريب، وإنما فقط لمصالحهم الضيقة ولذلك كان المقاومون للحروب يطرقون باب المستحيل مرات عدة إلى أن يفتح الخلاص لهم أو أن يكسروه عنوة ليروا الشمس مجدداً تشرق في سماء أحلامهم ..

وما جرى اليوم في حلبة مجلس الأمن من معركة سياسية على خلفية هرع الدول الراعية للإرهاب لإنقاذ ما تبقى من مرتزقتها في الغوطة الشرقية لدمشق يعكس حجم الخوف لا الاقتدار ومستوى الارتباك لا الضبط لأدوات تتفلت اليوم من أيديها وتقلب معها طاولة الحسابات رأساً على عقب في مرحلة لا تريد قوى العدوان أن تنتهي بل أن يستمر فيها عمر الاستنزاف إلى أقصى حد ممكن ..

فكانوا هم بخطابهم المنتهي الصلاحية يجترونه مجدداً على منابر سئمت كذبهم وآذان ملت خرافاتهم حول حقوق الإنسان وعيون اشمأزت رؤية دموع التماسيح تذرف من عيون ذئاب بصورة بشرية اعتادوا أن يروا الدماء حيث وطأت سياساتهم لتتغذى عليها وتشبع غريزتها الوحشية .. لكن لم يكونوا اليوم وحدهم في مجلس ثبتوا عقد ملكيتهم له منذ إعلانهم سياسة القطب الواحد .. فكانت سورية اليوم وحلفاؤها الذين يخوضون معركة المصير معاً في وجه طغاة العالم .. فكانت حراب الكلمات تمزق صفوف خطاباتهم المزيفة وتنكسر معها سهام كلماتهم المسمومة فلا تكاد تصل قلوب من ألفوا كذبهم على مدى عقود طويلة خلت ..

نعم صدر قرار مجلس الأمن الدولي 2401 بفرض هدنة مدتها ثلاثون يوماً في الغوطة الشرقية لكن هذا الاستشراس الغربي من اجل ارهابيي الغوطة يعكس انها الورقة الاخيرة فعليا بيدهم، إن فتح جبهة عسكرية في دمشق بالطبع ليس بالأمر السهل او قليل الكلفة حتى لو كان ضرورياً بالنسبة لنا جميعاً، لكن تجميد فعل الارهاب بموجب قرار اليوم لا يخدم المصلحة الغربية التي تريد استمرار استنزاف العاصمة .. ومنطقياً يمكن القول أن الدولة السورية وحلفاءها يعلمون السيناريوهات المحتملة منذ بدء اعلان العملية العسكرية وبأن القوى الغربية ستتدافع لوقفها في مجلس الأمن، فهل كان الترويج للعملية العسكرية جزءاً من الاستدراج السياسي للغرب في مجلس الامن لتثبيت المواقف السياسية للدول الراعية للإرهاب وإظهار ارتباطها المباشر في هذه المرحلة بالذات بالإرهابيين وفق صك قانوني جديد ؟ بالطبع نعلم انهم لا يعبؤون بالقوانين الدولية لكن كلام الدكتور الجعفري في جلسة المجلس كان أشبه بفضيحة سياسية علنية للدول الراعية للإرهاب ووضع شرعية المؤسسة الأممية على المحك أكثر من أي وقت مضى .. إن ما جرى باعتقادي هو خطوة محسوبة لدى القيادة السورية وحلفائها لأننا نعلم جميعاً أن القوى الغربية ما كانت لتقف متفرجة على نهاية آخر أوراقها الضاغطة حقاً على دمشق .. لكنها حلقة في سلسلة خطوات لاحقة سترتكز إلى ما تحقق اليوم .. والوسائل بالطبع لن تنعدم مع إبقاء الباب مفتوحاً لعملية عسكرية تأخذ طابع القضم التدريجي دون الهجوم الشامل نتيجة استثناء جبهة النصرة وداعش وغيرهما من المجموعات الإرهابية التي لن تلتزم بالهدنة فضلاً عن أن الهدنة محدودة المدة وبالتالي الولايات المتحدة لم تكن تريد أكثر من كسب الوقت لإعادة ترتيب خطواتها .. ومن يعتقد أن مدة الهدنة هي لتسليح الارهابيين في الغوطة فهو غالباً مخطئ لأن ذلك ليس متاحاً لوجستياً بعد محاصرتهم داخل المساحة المتواجدين فيها فضلاً عن أنهم يملكون بالأساس ترسانة تسليحية لا بأس بها .. ولذلك فالوسائل لا تزال متعددة لإنهاء هذا الملف كما نريد إضافة إلى أن هناك نقاطاً إضافية استطعنا تسجيلها اليوم تجاوزت مسرح الحدث في الغوطة لتمتد إلى عفرين والشمال السوري حيث تتواجد القواعد الأمريكية .. وكلام الدكتور الجعفري كان واضحاً بهذا الشأن .

وفي النهاية نقول .. لقد قالت دمشق كلمتها وقد باتت اليوم قوة عظمى حقاً تتحدى   " الكبار " وتعلن موقفها بتحدي الكبار حقاً وتعري زيف المدعين في عقر دارهم والجميع يعلم أن لدمشق أوراقها وأدواتها الكثيرة فإذا ما كانت الولايات المتحدة ومن معها يلهثون لإنقاذ آخر أوراقهم فنحن لدينا الكثير من المفاجآت بعد لم تكشف وسيعرفونها في الزمان والمكان المناسبين ، وهذا القول ليس عاطفة تبحث عن مكان لها في الوجدان ولا فكرة بلا عنوان تسعى لمستقر في عقل أو قلب .. هي الحقيقة الراسخة فنحن أصحاب الأرض وأصحاب الحق ومهما طال الزمن فنحن الباقون وهم الراحلون كما رحلت يوماً جحافلهم وأساطيلهم من أراضينا ومياهنا .. هو منطق التاريخ ومحرك الحياة التي تستمر وفق ناموس الحقيقة والحق مهما طغى الباطل .. هو السر الذي لا يعلمه أولئك القابعون خلف البحار وهو أن هذه الأرض لأصحابها وأهلها على طول الزمان، والغرباء والطارئون مهما عاثوا فساداً وتخريباً وإجراماً فهم يوم أو مرحلة لا بد أن تنتهي كما بدأت لكن من كان البدء تاريخ ميلاده فلن يكون رحيله سوى آخر يوم في الأبدية .

 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2018-02-25 21:10:02   سوريا تفتقد لخدمات الحكومة الالكترونية
سوريا تفتقد لخدمات الحكومة الالكترونية التي يجب ان نتقدم بها - نرجو التوجيه للحكومة للبدء بتأسيس الحكومة الالكترونية التي تهيئ المواطن لانهاء معاملاته و علاقته مع الدولة من خلال الكومبيوتر و الانترنت و التلفون و تسهل علاقة الوزارات مع بعضها
سوريا تفتقد لخدمات الحكومة الالكترونية  
  2018-02-25 13:55:11   نقاط
حتى اليوم نحن في خانة المفعول به و فيه ... ثمان سنوات و لا استراجية لنقوم بدور الفاعل ... الحلفاء و العدو همومهم الدولار ... لا اخلاق و لا انسانية في السياسة و لم نفهم هذا حتى اليوم ...نقاط على الحروف في مجلس الامن ؟؟؟ خاذوق عصمللي هو ما جهزوه لنا و اعلامنا يشيد به !!!!
ابو عمار  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz