Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 16 نيسان 2024   الساعة 10:27:03
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
السلام للشعب السوري .. بقلم الدكتور عفيف دلا

دام برس :

هو الغاية والمرتجى بعد سنوات الحرب الضروس، بعد الخيبات من الجوار والطعنات من الأشقاء، وتربص الأعداء الأبدي بنا نحن السوريين ، نحن القضية الإنسانية والرسالة الحضارية التي لا تنتهي بفعل الإرهاب ولا تشويه الحقائق ولا تمزيق صفحات التاريخ ليكتب غيرها بعناوين الباطل ..

ومضينا إلى سوتشي الروسية محملين عبء التضحيات ومسؤولية دموع ذوي الشهداء الذين رسموا بدمائهم الطريق إلى هناك ، حيث وقفنا وقفة عز في وجه العالم ولنقول لا مستحيل علينا، فمن واجه وصمد وانتصر في الأرض لن يهزمه الكلام المنمق على طاولات السياسة ولا أروقة الدبلوماسية ، لا بل يثبت انتصاراته مواقف شرف تشهد على عظمة ذاك الصمود والإنجاز لشعب أرهق العالم بتمسكه بثوابته وحفاظه على مبادئه فلم يهادن ولم يساوم ولم يفرط ، بل قال كلمته في الزمان والمكان المناسبين دون تردد أو خوف وبعيداً عن بطر الانتصار وإنما بوعي للحاضر وثقة بالمستقبل وبلغة اليقين ، سورية واحدة موحدة ومنتصرة بشعبها وجيشها وقائدها ..

لغة أسمعت من في أذنيه وقر، وصفعت أولئك الذين كانت الخيانة والعمالة تربط ألسنتهم عن قول الحقيقة، فعلت الأصوات ودوت في الأصقاع " حماة الديار عليكم سلام " ، فلن يحجبوا الشمس بغربالهم ولن تخفى مدينة أوهامهم على جبل يقيننا ، فالسوريون في مؤتمر سوتشي يبلورون نصرهم سياسياً ويسقطون ما تبقى من أدوات رخيصة في أيدي أعدائهم، وينزعون زيف الإدعاء بالعملقة عن أولئك الأقزام الذين ظنوا أنفسهم عمالقة حين نظروا في مرآة الزيف ليصطدموا اليوم بصخرة واقعهم المرير ويقفوا وجهاً لوجه مع حقيقتهم المرة ، ذلك أن الأداة لا يمكنها أن تتجاوز صانعها ، وها هم اليوم يتناثرون في أرض مطار سوتشي متوشحين بخيانتهم لعلمهم وهويتهم فلا يستطيع أحد أن يجدهم او أن يضع لهم صفة أو هوية ، فعادوا من حيث أتوا – من تركيا – يجرون ورائهم أذيال الخيبة ، متعثرين بأثواب لبسوها ولم تكن يوماً على قياسهم بل كانت فضفاضة جداً فغرقوا داخلها بحجومهم الصغيرة .

وقف الجميع في سوتشي رغم محاولات العرقلة من الولايات المتحدة والمشاغبة العابثة من تركيا عبر مرتزقتها ، وصبيانية المبعوث الأممي الذي ظن أنه قادر على فرض وصايته كما أمره أسياده في البيت الأبيض ليضمن استمرار مهمته ، وانسحب من افتتاح المؤتمر ليسوقه واقع نجاح المؤتمر مجدداً إلى سكة المنصة ويلقي كلمته في الوقت الضائع مسجلأً حضوراً متأخراً لمنظمته الدولية لمواكبة ركب السفينة التي تشق عباب السياسة الدولية اليوم غير منتظرة لأحد يستقبلها في موانئ العالم بل فقط في ميناء المياه السورية، فالرحلة باتت مباشرة دونما توقف هنا أو هناك للتزود بوقود سياسي، ففيها اليوم من الوقود ما يكفيها لتدور موانئ العالم برمته مسدلة أشرعتها للريح بثقة واقتدار فهي اليوم تحمل كل السوريين المؤمنين بوطنهم ولو على الأقل بغالبيتهم الساحقة فلا يهم بضع قراصنة يتربصون في موانئ الغرباء ، وليبقوا هناك فلا يهم ؛ أما هي فمكملة رحلتها لتصل بر الأمان .

نجحت روسيا بحق سياسياً أن تسجل نقطة إضافية لرصيدها في معركتها السياسية مع الولايات المتحدة مبلورة قطبيتها الدولية وقدرتها على المساهمة الفاعلة في حل الازمات الدولية والإمساك بخيوط الصراع بمعظمها، وبالمقابل تفلت كثير منها من أيدي الولايات المتحدة ومن معها ، فحنكتها السياسية المرتكزة إلى تنامي عوامل القوة الذاتية لحليفها السوري أجادت رسم معادلة جديدة تقصي من خلالها ادوات الأخرين وتقلل من أهمية وجودها وبالتالي انعدام جدوى التحريك لتمرير المزيد من الوقت ، فالورقة الكردية الممسوكة أمريكياً تتداعى نتيجة وعيها أنها غير قادرة على العيش والاستمرار إلا في كنف الدولة السورية القوية القادرة وليس بوعود أمريكية زائفة وضعتها في مهب الريح، وفي الزاوية الأخرى وضعت قوى المعارضة المرتبطة بحلف الولايات المتحدة أمام خيارين لا ثالث لهما : إما المشاركة في المؤتمر في حدود حجمها السياسي الحقيقي الذي لا بد أن يظهر بحكم وجود باقي القوى المشاركة ، أو عزل نفسها بنفسها والخروج من المعادلة فعلياً مع المحافظة شكلياً على حيثيتها السياسية التي لم تعد تجدي نفعاً في سياق تحرك القاطرة السياسية نحو مسارها انطلاقاً من سوتشي .

وعليه فإن معادلة النصر اليوم تترسخ مستندة إلى بيان من اثني عشر نقطة ربما لا يشكل مفردات جديدة لنا نحن السوريين سوى أن هذه المفردات اليوم نحن من صاغها بمعناها الدولي وأجبر العالم على سماعها والاعتراف بها وفق معاييرنا نحن في الوقت الذي كان البعض في الخارج لا يزال يراهن على التلاعب بالمفردات والمصطلحات ليميع الثوابت ويضيع الحقوق، وليس هذا فحسب بل باتت ثوابت السيادة السورية الوطنية مرتكزاً فعلياً لأي حراك مستقبلي فلا اجتهاد في موضع النص ؛ ولا تحذلق في التفسير يأتي على المضمون ، فكانت لغة البيان واضحة بسيطة ثابتة غير قابلة للتأويل ، تنهي مرحلة الصراع على الثوابت دولياً حتى بالنسبة لأولئك الذين قاطعوا وعرقلوا فهناك مرحلة جديدة من عمر الصراع تبصر النور تؤسس على ما تحقق وتعلنه على الملأ بإجماع السوريين ، بأن سورية جمهورية عربية واحدة موحدة قادرة على مواجهة كل أشكال التدخل الخارجي والرد عليها ومتمكنة من بناء مستقبلها كما يريد أبناؤها لا كما يشتهي الغرباء .

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2018-02-02 08:08:13   مقاومون حتى النصر أو الشهادة
دامت سوريتنا بشرفائها ومقاوميها الأبطال .... ننوه إلى أن معظم السوريين الشرفاء لا يعرفوا الكثير من الشخصيات التي حضرت المؤؤتمر وقد تكون بلا شعبية واسعة ولكن ما يهم ما خرج به المؤتمر ومدى تحقيق ما ينتظره منا الشهداء والجرحى أولا ثم المقاومون الشرفاء ثانيا حتى يكون هذا الوطن على قدر هذه التضحيات .... ودمتم بخير
م . رجب خضر  
  2018-02-02 04:14:06   صباحك سورية
مع فائق الإحترام للدكتور عفيف ... رجال الثقه rالسلام لسورية بوجود الشرفاء ... منتصرون بإذن الله
خالد نادر الساطي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz