Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 20:42:38
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عقوبات الكونجرس وحادث مارمينا الإرهابي .. بقلم : عصام سلامة
دام برس : دام برس | عقوبات الكونجرس وحادث مارمينا الإرهابي .. بقلم : عصام سلامة

دام برس:

تتحرك دوائر صنع القرار بالكونجرس الأمريكي هذه الآونة لتمرير قانون يعطي للإدارة الأمريكية غطاءً شرعياً للتدخل في الشأن المصري الداخلي، وهو ما يسمح بعد ذلك بطبيعة الحال بفرض عقوبات أو تدخلات عسكرية وفق هذا القانون السافر.

تقدم بهذا القرار منظمة تدعى التضامن القبطي "كوبتك سولديراتي" وأعلن تبنيه 6 من أعضاء الكونجرس ما بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهو ما يشير إلى توافق حزبي وتطابق في وجهات النظر التي تسمح بتمرير هذا القرار أو القانون الآن.

وتحدث القرار المقدم عما أسماه بإزدياد التعصب الطائفي والهجمات الإرهابية ضد المسيحين في مصر، زاعمًا تخوفه من إزدياد تلك الهجمات في الوقت القريب، وهو ليس بتجاهل عن عمد لما يجري في مصر فقط، وإنما محاولة مكشوفة لتزييف ما يجري ويحدث، فقد أعتبر ذلك القرار التآمري إن الهجمات الإرهابية في مصر لا تحدث إلا ضد المسيحيين وفقط، وهو ما يعطي تفسيًرا لماذا لا تصف المؤسسات الأمريكية المشبوهة الحوادث الإرهابية في مصر بحقيقتها، فكثيًرا ما تستمع إلى مصطلحات من قبيل "المقاتلين" و"المعارضة المسلحة" وتستخدم كلمة "إرهابي" حينما يسقط ضحايا من المسيحيين غالبا، فهو مخطط عمدي لتصدير صورة أن ما يحدث بمصر هو خلاف بين المسلمين فيما بينهم على مطالب خاصة وقد يكون من بينها الديمقراطية وأن الإرهاب لا يوجه إلا ضد المسيحيين ودور عبادتهم.

إن هذا القرار المقدم بالكونجرس الأمريكي يجعل المسيحيين في جانب والإرهاب ومؤسسات الدولة المصرية في الجانب الآخر، فبغض النظر عن عدم أحقية الولايات المتحدة الامريكية مناقشة الشأن المصري الداخلي، فإن القرار تحدث عن اضطهاد يتعرض له المسيحيين من قِبل الإرهاب الذي يستهدفهم ودور عبادتهم، وعن اضطهاد تقوم به الدولة المصرية في عرقلة بناء الكنائس، وعلى الرغم من صحة ان القانون المصري به مآخذ فيما بخص بناء الكنائس وهناك مطالبات منذ زمن بتعديلها، الا ان القرار الامريكي المقدم لم يذكر بناء كاتدرائية جديدة للمسيحيين بالعاصمة الادارية الجديدة، وبناء كنائس بالمدن العمرانية الحديثة، ولم يذكر كذلك ضخامة التأمين الذي تقوم به قوات الأمن المصري لحماية دور العبادة المسيحية والتي لم يتمتع بها مسجد مدينة الروضة ببئر العبد وصار ضحية حادث ارهابي قتل المئات، ان هذا القرار الغير حيادي والذي يتحدث فيما لا شأن له به، من دون شك هو قرار موجه يستهدف الإضرار بالدولة المصرية والتآمر عليها.

يطالب هذا القرار بربط المعونة الأميركية المقدمة "إلى مصر والمقدرة بـ1.3 مليار دولار، باتخاذ القاهرة خطوات لضمان ما أسماه المساواة وإنهاء تهميش المسيحيين في المجتمع المصري، وتحت ادعاءات حقوق الانسان كانت الخارجية الامريكية قد جمدت في أغسطس/آب الماضي مساعدات مالية لمصر بقيمة 95 مليون دولار، وكانت لجنتان في مجلس الشيوخ الامريكي قد صوتا في سبتمبر/آيلول السابق مع مشروع يقترح خفض المساعدات العسكرية للقاهرة بمقدار 300 مليون دولار، وخفض المساعدات الاقتصادية من 112 مليونا إلى 75 مليونا.

ليس هذا القرار هو الأداة الامريكية الوحيدة التي تستخدم ضد مصر، فهي ورقة تتضافر مع غيرها من الأوراق لتكمل ذات السيناريو التآمري الهادف إلى اخضاع مصر وتقسيمها، فلم يعد خافيًا على أحد اليوم أن ذلك التنظيم الارهابي الملقب بالدولة "داعش" هو صناعة امريكية بإمتياز، وأنه منفذ جيد لتلك المخططات الامريكية في المنطقة بأكملها، كما كشف مؤخرًا تورط الجيش الامريكي في تنفيذ العديد من عمليات الإجلاء لقيادات وعناصر التنظيم من مناطق متعددة بسورية وتهريبهم الى مناطق خارج حدود الدولة السورية، وهو ما يضاف إلى الدعم المالي والعسكري الذي تقدمة الأجهزة الأمريكية الرسمية لهذا التنظيم الإرهابي.

وكان "داعش "الإرهابي قد قال في إصداراته الإعلامية من قبل "إن استهداف الكنائس يأتى كجزء من مخطط وإستراتيجية تنظيم جنود الخلافة فى مصر" وطالب المسيحيين كثيرًا بدفع ما اسماها الجزية مقابل عدم استهدافهم.

وحينما يتواكب الهجوم الإرهابي الأخير على "كنيسة مارمينا" بحلوان جنوب القاهرة، والذي أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنه، مع محاولة تمرير هذا القرار السافر بالكونجرس الامريكي، تكون هناك إشارات قوية بأن هذا الهجوم على الكنيسة جاء بإيعاز أمريكي إن لم يكن بأوامر مباشرة، خاصة وأنه هجوم اختلف عما سبقه من هجمات، حيث لم يفجر الإرهابي نفسه بحزام ناسف، إذ لم يكن انتحاريًا، بل قام ومن معه بإطلاق النيران من أسلحتهم على قوات الشرطة المكلفة بتأمين الكنيسة وعلى المارة والسكان، واستهدفت تلك العناصر الهرب من موقع الحادث، كي تصل رسالة بأنهم نفذوا الهجوم وتمكنوا من الهرب مما يعني فشل أكبر لقوات الشرطة في مهمتها بالتأمين.

خرج بيان وزارة الداخلية المصرية ليؤكد ان الارهابي المنفذ الرئيسي للحادث ارتكب من قبل العديد من جرائم الهجوم المسلح الارهابي وفر هاربًا، فهو ليس من العناصر الانتحارية، بل ممن تدربوا على الهجوم والكر والفر، وهو ما يؤكد انه كان يستهدف الهرب من موقع الحادث الاخير، ولعله يفسر أيضًا الجملة التي قالها للمواطن الخمسيني من العمر الذي استطاع ان يمسك به عقب اطلاق النار على قدمه، ونجح في توجيه فوهة سلاحة اليه وشل حرته يديه، حيث قال الارهابي له "انت مش فاهم حاجة"، فلعل الارهابي كان يظن ان المواطن البسيط يريد ان يتلقى القوة التفجيرية حينما يفجر الارهابي نفسه، ولكنه لم يكن ينوي الانتحار بل الهرب.

إن الرد الصادر من الكنيسة المصرية، وتعامل المواطنيين المصريين في موقع حادث الكنيسة رد مصغر لموقف الشارع المصري من الارهاب ومحاولات فرض الوصاية والتدخل الخارجي، فقد قال القس بولس حليم المتحدث الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية "إن الكنيسة طوال تاريخها لا تستقوى بأحد، ولم تلجأ لأحد لحل مشاكلها من خارج الوطن، وهناك مواقف كثيرة لا حصر لها تؤكد وطنية كنيستنا التي لا تستقوى سوى بالله ووطنها، وترفض مناقشة شئونها من أي جهة خارج مصر أيًا كانت هذه الجهة".

وفي حادث كنيسة مارمينا بحلوان، لم يقف المواطنون موقف المتفرج بل حاصروا الارهابي وألقوا عليه الحجارة لعدم السماح له بالهرب، وحينما سقط احد افراد الشرطة المصرية شهيدًا اسرع نحوه مواطن ليأخذ سلاحه الساقط ويهاجم به الإرهابي المتباهي، ومع اصابته وسقوطه أسرع نحوه مواطن ليكبله ولاحقه باقي المواطنون بإلقاء القبض علي الارهابي المصاب، ولم يخشى احد منهم احتمالية تفجير الارهابي نفسه وسقوطهم جميعًا قتلى.

في تلك المواجهة لم يفكر أحد ممن ساعدوا في إلقاء القبض على الإرهابي من منهم يحمل الديانة الإسلامية ومن المسيحية، بل الفكرة التي سيطرت على الجميع إن هناك عمل إرهابي على أرض مصرية، إن هناك بيت من بيوت الله يتعرض لعدوان.

بهذه الروح في الكنيسة المصرية، وبهذا النموذج في التصدي لحادث إرهابي، تقف مصر في مواجهة تلك العصابات الإرهابية ومن يسعى لفرض وصايته وعقوباته من مؤسسات أمريكية مستغله عملاءها من عناصر الإرهاب.

ان مصر الأن لا ينتظرها سوى قرار رسمي بفك الترابط المسمى بالاستراتيجي بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها من دول المنطقة، على مصر الرسمية أن تخرج وبوضوح من ذلك الحلف الذي لم ولن يتنازل عن أطماعة الإستعمارية في المنطقة، ولا يريد إلا الخضوع له ولسياساته الصهيونية، وعلى مصر الرسمية أن تحتمي وتلتحم بقواها الشعبية الوطنية الرافضة للغطرسة الأمريكية، وهو أمر إن لم يحدث فستظل حلقات الخناق الأمريكي تضيق حول العنق المصري مهما توهم البعض غير ذلك.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz