Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 23:39:10
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
آثار الإستعمار الفرنسي في الجزائر .. بقلم : د. يحيى أبوزكريا
دام برس : دام برس | آثار الإستعمار الفرنسي في الجزائر .. بقلم : د. يحيى أبوزكريا

دام برس :

ما زالت آثار الإستعمار الفرنسي في الجزائر حاضرة بقوة في الذاكرة الجماعية الجزائرية , ففرنسا قتلت في بداية إحتلالها للجزائر سنة 1830 حوالي 4 ملايين جزائري و أكثر من مليون ونصف مليون جزائري أثناء ثورة التحرير الجزائرية بين سنتي 1954 و 1962 . و ما فتئ الجزائريون يطالبون فرنسا بضرورة تقديم إعتذار لهم إلاّ أن فرنسا رفضت ذلك بشدة و إعتبر برلمانها أنّ الوجود الفرنسي في الجزائر هو مرحلة مجيدة من التاريخ الفرنسي الحديث .
و رغم أنّ الإستعمار الإيطالي في ليبيا لم يقترف عشر ما أقترفه الإستعمار الفرنسي في الجزائر إلاّ أن إيطاليا قررت تقديم إعتذار خاص لليبيين و تعويض يصل إلى 5 مليارات دولار أمريكي. وقد شددّ الرسميون الجزائريون في المدة الأخيرة على ضرورة أن تقدم باريس إعتذارا خاصا للجزائريين كشرط أساس لإزالة كل العقبات في طريق العلاقات الفرنسية – الجزائرية إلا أنّ ذلك لم يتحقق لحدّ الآن .
ويتهم بعض السياسيين الجزائريين بعض الرسميين بعدم تفعيل مسألة مطالبة فرنسا بتقديم الإعتذار وممالأتها في كثير من القضايا , و قد أحتجّ هؤلاء على باريس إدانتها لما يعرف بجرائم الأتراك ضد الأرمن و عدم محاسبة نفسها على ما أقترفته في حق الجزائريين . وكانت  باريس على الدوام تدعّي أنّ وجودها الاستعماري في الجزائر كان شرعيّا وحضاريّا , الى درجة أنّ أعلى المؤسسات الفرنسية كانت ترفض الاعتراف بحرب فرنسا في الجزائر , ولم تعترف الجمعية الفرنسية – البرلمان – بهذه الحرب . غير أنّ اعترافات الجنرال بول أوساريس في كتاب له صدر مؤخرا في باريس يلغي كل ادعّاءات فرنسا بأنّ وجودها في الجزائر كان ضروريا وحضاريّا , وقد كشف أوساريس أنّه أشرف شخصيّا على ابادة مئات الجزائريين وتعريضهم للتعذيب الوحشي وهو الأمر الذي أوقع السلطات الفرنسية في حرج شديد للغاية . وفور صدرو كتاب أوساريس رفعت عائلة المرحوم عمراني مسعود في الجزائر دعوى ضدّ أوساريس نظرا لما تعرضّ له عمراني من تعذيب وحشي على يد المصالح الخاصة – لاصاص – التي كان يترأسها الجنرال أوساريس . كما رفعت جمعية مفقودي حرب التحرير الجزائرية دعوى على أوساريس والرائد لوبلان والنقيب كونور الذين كانوا يقتلون جزائريين بالجملة ويضعون جثتهم في مقابر جماعيّة عثر على بعضها في مدينة الشريعة , حيث تمّ العثور على آلاف الجثامين . ومعروف أنّ الأجهزة الأمنية الخاصة التي كان يشرف عليها أوساريس في الجزائر بين 1955 – 1957 كانت تحت امرة الادارة الفرنسية مباشرة . وكتاب أوساريس الذي يحمل عنوان : أجهزة خاصة … الجزائر 1955- 1957 . فيه تأكيد كامل بأنّ هذه الأجهزة كانت تحت اشراف الادراة الفرنسية التي أعطت صلاحيات واسعة للعسكريين والأمنيين الفرنسيين العاملين في الجزائر لتركيع الثورة الجزائرية وملاحقة الذين يقفون وراءها الى الموت .
لماذا رفضت فرنسا تقديم إعتذار للجزائريين !
ألم تحتل الجزائر لمدة 130 سنة !
ألم تقتل في بداية إحتلالها للجزائر العام 1830 4 ملايين جزائريا !
ألم تقتل مليون ونصف مليون شهيدا إبان ثورة التحرير !
ألم تسرق خيرات الجزائر على مدى 130 سنة !
لماذا إعتذرت إيطاليا لليبيين !
و بأي حق يعتبر الفرنسيون فترة إحتلالهم للجزائر جزءا من تاريخهم المجيد !
أما آن الوقت أن يضغط الجزائريون ليحصلوا على إعتذار فرنسي !
لكن هل يكفي الإعتذار و جرائم فرنسا في الجزائر لا تحصى ولا تعّد !
   وهذا الحاكم الفرنسي في الجزائر يقول في ذكرى مرور مئة سنة على استعمار الجزائر : "إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرأون القرآن ويتكلمون العربية ، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ، وتقتلع اللسان العربي من ألسنتهم.

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2017-11-29 07:37:00   نريد جثمان البطل سليمان الحلبي
أما آن لهذا الفارس أن يترجّل و يستريح جسده الطّاهر على التراب السوري الحلبي بعد أن عانى مئات السنين لحدِّ الآن في الأسر تحت ثرى دولة الاغتصاب الفرنسي؟؟؟؟ لا نريد تعويضا ماليا لأن جنرالنا سليمان الحلبي هو الذي أعدم اللص الفرنسي كليبر.هذه مسألة رمزية و مبدئية ؛أحيل النظر فيها إلى أخي و حبيبي الدكتور جمال المحمود فهو قدّها. و لها.
السّاموراي الأخير  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz