Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 21:35:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سيناريوهات التفرقة وتدمير العالم العربي من النيل الى الفرات .. بقلم الدكتور عبد العزيز القطان

دام برس :

مصطلح الاقليات،مصطلح سياسي مزعج، نستمع له في الاعلام وفي القنوات التلفزيونية. ومع الأسف هذا المصطلح المزعج تم تمريره على العقل العربي. وهو مصطلح عنصري لا ينم عن وعي سياسي أو إعلامي،ولكنهمصطلح متعمد، الغاية منه إعطاء إشارات سلبية للمكونات المنتشرة في أرجاء الكرة الأرضية . في عالمنا  العربي تم ترويج هذا المصطلح وتمريره لغايات ولخدمة مصالح وجهات  أجنبية ساهمت بشكل مباشر في الحرب المفتعلة في عالمنا العربي خلال السبع سنوات الماضية.

هذه المصطلحات السياسية تحتاج الى ضبط وقراءة جديدة وإعادة كتابتها وصياغتها بطريقة جديدة تتماشى مع القوانين الدولية ومع العقل العربي.فالحرب الموجهة على عالمنا العربي والاسلامي، يختلف شكلها عن الحروب التقليدية القديمة وتأخذ شكل مختلف ومتنوع. فكانت الحرب على العراق، وأول ما استهدفوا النظام ومن ثم ذهبوا الى الجيش وفتتوه. وهذا السيناريو ذاته نراه في سوريا وفي ليبيا وفي كل مكان في العالم العربي. فالعالم الغربي والصهاينة يستهدفون الدول العربية العظيمة من العراق الى اليمن الى سوريا الى ليبيا الى الجزائرالى تونس الى الخليج، حتى  الدول التي لم يأتي إليها ما يسمى الربيع العربي سيأتيها الدور في المستقبل، كل السيناريوهات تتكرر في عالمنا العربي.

فإذا نظرنا الى ما حصل في العراق استهدفوا  في البداية النظامونجحوا في اسقاطه ومن ثم الجيش العراقي، بعد ذلك بدأو بالقضايا الطائفية ودعموا الميليشيات السنية والشيعية، فعمت الفوضى . وأثناء هذه الفوضى سيطروا  على كل مكان المتاحفووزارة النفط  وسرقوا الأموال. وبعد ان استتب الأمر جاءوا بفكرة داعش، أدخلوا داعش الى العراق ليفرّق الجغرافيا العراقية من مكونها الأصلي أكراد، آيزيديين، آشوريين ،سنة، شيعة.من الفلوجة الى الموصل، استهدفوا معابد  ديانات وملل وكل هذه المكونات وصوروها بتقنيات عالية الجودة  وبطريقة مرعبة متعمدة ونشروها في الإعلام لنشر الرعب بين مكون محدد بأن هناك هجمة من فلان  ومن طائفة فلان ودين فلان وأنهم يريدون إقصائك عن هذه الدولة. هذا المكون بعد أن خرج من الموصل على سبيل المثال  وأي منطقة من العراق  يتم استخدامه فيما بعد ، بعد أن انتهوا من كارت داعش ، سلطوا الضوء على  مظلومية هذا المكون. وهذا الخبث خبرناه مع البريطانيين في فلسطين.العرب  كانوا أكثرية في فلسطين  وكان اليهود أقلية . من دعم اليهود؟ من حرّض اليهود؟ من موّل اليهود؟ من أدخل اليهود؟ من جاء باليهود؟ هؤلاء الأقلية زرعتهم الإدارة البريطانية في قلب فلسطين. هذه الأقلية هجرت العرب ودمرت العرب وكونت ما يسمى  اليوم باسرائيل. هذا الكيان الشيطاني  في عالمنا العربي وكل ما يحدث اليوم  في العراق الجريح  وفي سوريا واليمن و ليبيا وكل مكان في عالمنا العربي يصب في صالح الكيان الصهيوني.

لنتأمل هذا المخطط الكبير، الذي لا يقف عند دونالد ترامب أو باراك أوباما أو جورج بوش، هذا مخطط كبير وقديم، يستهدفون  الوطن العربي. لنعود بالتاريخ العراقي الى حقبة الثمانينيات، عندما كان العراق بقوته حركوا مكون الأقليات من قبل  الموساد الإسرائيلي، وحدثت حادثة حلبجة. بعد ذلك تناغم الأكراد وتواصلوا مع السلطات العراقية وقالوا  نحن جزء من العراقوالخيانة لا تعرف لنا طريق ونحن مكون أساسي  ونحن مواطنين عراقيين، وهم جزء من العراق. اليوم ماذا حدث في العراق، بعد أن انتصر إنتصاراً كبيراً على الإرهاب الداعشي وسقطت ورقة داعش، دخلوا الى العراق مرة أخرى بسيناريو جديد. حاولوا أن يفتنوا  بين السنة والشيعة وبين الشيعة والشيعة وبين السنة والسنة. وأدخلوا مكون جديد مكون الأكراد. اليوم الدعوة للإنفصال وهذه المباركة الكبيرة من قبل الكيان الصهيوني يجب التوقف عندها، أول دولة تبارك بل تدعم هذا الانفصال، لماذا اسرائيل؟ لأنها تتمنى تدمير العراق منذ نشأتها الى اليوم وأن يتمزق العراق ووحدة العراق وجغرافية العراق وقوة العراق بشعبه بإرادته .

فالتنوع  العرقي  الموجود في العراق وسوريا، يقلق الكيان الصهيوني. لذلك اليوم وخدمة ًلمصالح الكيان الصهيوني يتم دعم الدعوة للانفصال، دعوة الأكراد لانفصالهم عن الجمهورية العراقية. هذه مشكلة كبيرة، وهذه جريمة بحق الدستور العراقي  وجريمة قانونية بحق سيادة العراق. وبعض الدول الإقليمية تدعم ذلك، وأقول هناكل ما يحدث في العالم هو مخطط كبيرأكبر من الدول ذاتها  التي تنفذ دون وعي ما تمليه عليها الإدارة الأمريكية .

لنتأمل اليوم حال الأمة العربية. نبدأ باليمن حرب على  أنصار الله أو الذين انقلبوا على الشرعية كما يدعون.  لا اليمن عاصمة العرب، صنعاء فيها اليهود وفيها العرب الأقحاح والعدنانيين والقحطانيين ، أصل العرب في صنعاء .قبيلة بني هاشم قبيلة النبي صل الله عليه وآله وسلم ، أكبر عدد في العالم موجود  اليوم من قبيلة بني هاشم في صنعاء، في قلب العروبة لذلك صنعاء اليوم مستهدفة. بغداد بتنوعها الثقافي وعروبتها وقوتها مستهدفة عربية. سوريا، دمروا حلب  لماذا؟ حلب عصب دمشق  الاقتصادي القوي. قضية معلولا والهجوم على هذا المكون العربي،وكلمة عربي تشمل  الجميع  كل انسان بعقيدته ودينه . فمعلولا تم استهدافها لأنها مسيحية شرقية وحاولوا أن يحركوا  الأحقاد هذه الأحقاد التي تُخرج الانسان من مواطنته.  استخدموا هذه التقنية والتصوير المحترف  في تدمير دور العبادة  والكنائس وتعمدوا ترويج هذه الصور بطريقة فنية، والمراد منها استهداف العقل العربي وعقل المكون ذاته  صاحب هذه الديانة أو المذهب  أو الدين،  والمراد منها  أن يعيش هذا الانسان حالة من القلق وروح الانتقام . ويخرج من وطنيته الى عقيدته ومذهبه الى ملته ويتوجه الى الانتقام. هذه طريقة استخباراتية بحتة، العمل على إخراج  الانسان عن طوره عن طور الآدمية وإدخاله في  القبلية ليتحول الى انسان طائفي،فيتحول الدين الى قبلية الى عشيرة الى عصبية،وهذه العصبية يتم استغلالها واستخدامها من قبل الموساد الاسرائيلي  والإدارة الأمريكية والاعلام الموجه. الحرب في اليمن هي  على باب المندب والحرب في لبنان هي على مزارع شبعا ، التي تغذي اليوم كل المياه الجوفية في فلسطين  هي العصب هي الطاقة الحقيقية لدى اسرائيل . لذا اسرائيل حريصة على مزارع شبعا  حريصة على تيران وصنافير  حريصة على باب المندب  بل تدعم كل قوة تحارب وتشارك  في قتل الشعب اليمني وتدمر البنية التحتية  اليمنية وتدمر العواصم العربية ، تلقى الدعم من الكيان الصهيوني عن طريق الإدارة الأمريكية. أيضاً  قضية سد النهضة وكل ما يحدث اليوم  في مصر ومعاناتها من قلة الموارد المائية. نهراليرموك اليوم نهر جاف،ومن يسكن في الأردن يعرف ما أقول، المياه شحيحة في الأردن،وسبب هذه المشكلة  المائية في الأردن الكيان الصهيوني.

لنتأمل فقط  الكيان الصهيوني وعلمه أزرق من الأعلى واللون الأزرق أيضاً  في الأسفل ، من النيل الى الفرات هذا حلم الكيان الصهيوني ،ومع الأسف أخشى أن أقول أنه بدأ  يتحقق  من النيل الى الفرات. والعديد من الأنظمة العربية اليوم تساعد الكيان الصهيوني لتحقيق هذا الحلم. الكيان الصهيوني يستخدم العرب عن طريق الطائفية  ويستخدم العرب عندما أسقط أنظمتهم، وعن طريق نشر الفوضى. واليوميستخدم الكيان الصهيوني العربفي هذه الورقة الجديدة، الأقليات ويبرزها عبر الإعلام ويسمح لها أن تخرج عبر شاشات التلفزة في أوروبا  باسم المعارضة. يظهرون ويتكلمون  عن الإضهاد الذي يعانون منه في البلدان العربية. إذا أردت الديموقراطية  طالب وناضل عبر الدستور عبر البرلمان، ناضل بالكلمة،  تحاور مع النظام  إن كنت مختلف مع  نظامك لا تتحاور مع الغرب ولا تقبل دعم غربي  ودعم موسادي. هذه خيانة لوطنك وخيانة  لانسانيتك ولمكونك. الانسان يحافظ على مكانه عندما يتشبث بحقه الدستوري  وبحقه القانوني . ما يحدث في العالم العربي  هو مخطط  كبير جدا المراد منه تركيع هذا العالم العربي ، المراد منه سرقة كل مقدراته. لنتأمل هذه الادعاءات الكاذبة في العالم العربي والاسلامي هذه الحمية للشعب اليمني، هذه الحمية للشعب السوري وللاجئين السوريين ودموع التماسيح التي سقطت  بعد 48 على الشعب الفلسطيني. أين هذه الدموع على بورما ماذا صنعت بعض الدول الخليجية ، نشجب نستنكر نقول شيء ندعم المسلمين، كلا. فيما نستنفر كل قدراتنا لدعم الولايات المتحدة عندما تعرضت لكارثة الطوفان،ونقدم لها مليارات الدولارات . الجرح غائر جداً في صدر العالم العربي  في صدر الأمة العربية  وكل مكونات الأمة  العربية  والاسلامية مستهدفة ، لذا  الوعي مهم  جداً في هذه المرحلة، والتنبه أن لا نلتفت الى إعلام موجه مروج الى حزب معين الى ملة معينة الى مذهب معين الى مكون معين. ولا نسمح أبداً لإعلام  يصفني بالأقلية ولكن أقول أنا مواطن. إذا كانت أنظمتنا العربية منبطحة للغرب فعار على العربي أن يكون منبطحاً للغرب.

 

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz