دام برس :
ها هي القنصليات والممثليات الأجنبية في اربيل تلملم أغراضها وتطالب بعثاتها وموظفيها بمغادرة شمال العراق  وكان آخرها تركيا، وهو مطلب وجد استجابة سريعة أكدتها مكاتب الطيران التي اعترفت بعجزها عن توفير تذاكر سفر لمغادرة الدبلوماسيين لاسيما وأن حظر الطيران سيبدأ يوم الجمعة 29-9-2017 .

وهي أول خسارة في سجل الصراع ما بين حكمة المركز وضجة الإقليم الخارج عن الاجماع الوطني، وبلا شك سوف تستمر حلقات الفقدان مع ازدياد حجم المعارضة الإقليمية والدولية لاستفتاء خرق الدستور والتنصل عن التعهدات والالتزامات القانونية، وهو حال أفقده حالة التعاطف الدولي مع قضية شعبنا الكردي الذي حاز تأييد المنظمات الانسانية في ما ضم من عقود.

ناهيك عن ردة فعل عنيفة ولدتها مشاهد رفرفة العلم الاسرائيلي في ربوع البارزاني ومبالغة اركان حزبه بالأطناب على موقف ادارة تل ابيب وكأنها راعي حفل الانفصال، مما خلق مشاعر سلبية لدى الشعوب المضطهدة في اسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية ممن ترى في العلم الموشح بالازرق رمزاً للظلم والعدوان.

وفِي ذلك غياب خطير للتعاطف مع المحافظات الثلاث، سيتضح  اثره وضوح الشمس في تموز حين تشرع دول الجوار بتطبيق فصول المقاطعة للوليد غير الشرعي وتغلق معه قنوات التواصل وتوصد نوافذ التبادل التجاري الذي سيخلق مشاكل اقتصادية وشحة في الارزاق سيدفع اخوتنا الاكراد ثمنها وهو ما لا نرتضيه لعلمنا بموقفهم المعارض للزعامة القبلية التي استولت على القرار وانتهكت الحريات ووضعت يدها على الارض وما فيها، وأمست تدير الدفة القافلة بمزاجية وغرور نابع من فقدان المؤهل العلمي واعتماد الفقه القبلي في دفع السكان الى حيث رغبة الشيخ او الأغا حسب الثقافة المحلية للأكراد.
زعيم قبلي يتصرف بانفعالية، ويتحدث بخطاب الكراهية، ليحول انتباه جمهوره من ملفات الفساد والنهب والسرقات وتجاوز بنود الدستور بالبقاء على كرسي الإقليم رغم انتهاء نفاذيته!
زعيم قبلي ركب راسه وتجاهل نداء العقل من بني قومه وقفز الى البحر دون دراية حتى ابتلت أرجله وهو بلل سيدفعه الى الصراخ كأي طفل ولكن هيهات فمن ذا الذي يمد له يد الإنقاذ وهو الذي نزع ثوب الاعراف وحرق مسودة الالتزام ودعس قانون التعايش، وضغط على دواسة "البانزين" المصفى في حيفا وايلات ليدفع بالقافلة نحو المجهول !