دام برس:
بالعودة للأحداث التي بدأت في سورية عام 2011، يرى المتتبع لها بشكل دقيق ، إن التحضيرات الجاهزة للانقضاض على سورية وتدميرها ، وتحويلها إلى دويلات ، وكانتونات صغيرة ،وتدمير البنية التحتية فيها لتكون دولة ضعيفة لاحياة فيها ولا ولون أو شكل ......وكيف بدأت الإجراءات السريعة لعزلها محلياً ، وعربياً، وإسلامياً ، ودولياً .
وكان على رأس هذه الحملة ((مشيخة)) قطر ومن ورائها مملكة الرمال ((الوهابية)) ، والكيان الصيهوني ، والدولة المتورمة (تركيا) ورأس الأفعى العالمية ( أمريكا ) .
(مشيخة قطر ) بثقلها النفطي والغازي ، وليس بثقلها كدولة وازنة وفاعلة في المحيط ،أو كدولة لها تاريخ ، وحضارة ، وتراث ، أو لها بعدها الثقافي ،أو الفكري ، أو الإسلامي ، وهي لا تملك جيش كالجيش العربي السوري الذي قدم آلاف الشهداء قرابين فداء لسيادة سورية وحرية شعبها واستقلالها ، فماذا لديها قطر لتضحي لأن ماتملك من جيش هو مرتزقة من دول شرق أسيا ، وهي لا تتجاوز في مساحتها محافظة من محافظات سورية ، هذه المشيخة هي التي تنطحت في بداية الأزمة السورية لتهديم سورية والإطاحة بمؤسساتها وقيادتها .ودفعت مئات المليارات من الدولارات لتحقيق هدفها هي والدول المتحالفة معها ،لكنها حتى تاريخه خسئت وفشلت فشلاً ذريعا .
والآن وبعد سبع سنوات من الحرب الظالمة المفروضة على الإجراءات نفسها التي اتخذت ضد سورية هي نفسها الإجراءات بالعزل والحصار والحرب الإعلامية .......وغيرها مما جُهز لسورية آنذاك يطبق على قطر ، ولكن ليس لنفس الهدف ، لأن قطر ( هذه المشيخة النفطية والغازية المتورمة ) تجاوزت خطوطاً حمر مرسومة لها .
واللاعبون الدوليون الكبار وصلوا إلى نهاية اللعبة وبالتالي لابد من ضحية يحملون عليه أخطاءهم ،لأن الجميع فشل في إسقاط سورية ، وبالتالي على الأطراف التي اجتمعت ، وخططت ، وتعهدت ،ووضعت يدها على صدرها بألاَّ يدوم تنفيذ هذا المشروع أشهراً معدودة ،وأشرفت على تنفيذ المشروع ، ونفذت، لكنها فشلت بعد مرور ما يقارب من (84) شهرا أي حوالي السنوات السبع ، ولم تسقط سورية ، وهي في طريقها إلى دحر الإرهاب العالمي المتمثل في الأطراف الداعمة والمخططة والمنفذة .
إذاً اللعبة انتهت، وعلى الذي تنطح في المحافل الدولية لإسقاط سورية خلال أشهر ، وأخص مشيخة قطر ومملكة الرمال أن تدفع الثمن ، ولكن لازالت مملكة الرمال أقوى ، فكانت المشيخة الصغيرة في الأضعف بالمقارنة مع مملكة الرمال ، فشربت من نفس الكأس الذي حضرته لسورية ، والآن بدأت ثمار ((لعنة سورية وبخورها وياسمينها )) يحصد الرؤوس الكبيرة ، بعدما حصد مايقارب (( عشرة رؤساء وملوك دول))وقفوا ضد سورية .....إنها اللعنة السورية وشعبها الذي حفظه الله.
انتهت اللعبة وشهر الحصاد ابتدأ ....ولم ينفع أحد العودة أو الغفران ، أو الاعتذار ، فطباخ السُّم يجب أن يلعق من الكأس . والقادم أعظم .