Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 14:25:34
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إعلان النفير على العالم العربي و الإسلامي فأين فلسطين ؟ بقلم : الدكتور يحيى أبو زكريا
دام برس : دام برس |  إعلان النفير على العالم العربي و الإسلامي فأين فلسطين ؟ بقلم : الدكتور يحيى أبو زكريا

دام برس:

قال الله تعالى في محكم التنزيل : انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون .

و قال الرسول الأعظم "وإذا استنفرتم فانفروا" .

يتعرض مصطلح النفير الإسلامي و الشرعي إلى عملية تشويه و تحريف عن مرماه القرآني و النبوي و الشرعي و العلمائي ...و إذا دققنا في سبب نزول آية النفير  سنجد أن الله أمر المؤمنين بالنفير لمواجهة الروم في معركة تبوك ...و حتمّ الله على المؤمنين كما يقول إبن كثير لمواجهة الروم على كل حال في المنشط والمكره والعسر واليسر ..و يوافق إبن كثير  كل من القرطبي و الطبري و غيرهما ...

و مدلول الأية أن النفير العام واجب على المسلمين لإسترجاع أراضيهم  عندما تتعرض جغرافيتهم للإحتلال و الهيمنة و الإستعمار و التدخل العسكري بنية تطويع القرار السياسي و السيادي لهذه الدولة الإسلامية أو تلك ...و تعتبر فلسطين المحتلة و التي كانت أرضا عربية و إسلامية ثم تعرضت إلى حملة إبادة و إستئصال و هيمنة من قبل الحركة الصهيونية التي ألحقت هذه الأرض العربية و الإسلامية بدولتها الوهمية الدولة العبرية ...أبرز مصداق لما يجب إعلان النفير لأجله ...

و قد إنحرف عن هذا المسار القرآني ثلة من أشباه الفقهاء و أنصاف المتفيقهين الذين لووا ذراع النص و طوعوه لمصالحهم الشخصية و السياسية و لمن يدفع أكثر ...فأعلنوا النفير سابقا في أفغانستان ثم في الجزائر , فليبيا و سورية و العراق و غيرها من الأمصار العربية و الإسلامية ..وهنا نشير إلى قطعية عدم جواز توجيه النفير إلى الداخل العربي و الإسلامي , لأن الرؤية القرآنية و النبوية وضعت آليات حلحلة الفتن بين المسلمين على قاعدة الإصلاح و المصالحة و الصلح و الضغط على الحاكم و المحكوم للقبول بالصلح و الصلح خير ..كما نص على ذلك كتاب الله الخالد ....

و فلسطين التي تتوجع و تذبح من الوريد إلى الوريد لم تحرك ضمائر من يحرصون على إنتاج الفتنة الكبرى في العالم العربي و الإسلامي ..و لم نسمع الدعاة و العلماء و الفقهاء إلا ما ندر يدعون إلى النفير العام من أجل إسترجاع أولى القبلتين و ثالث الحرمين و مسرى النبي محمد و المقام الذي صلى فيه الرسول بالأنبياء جميعا كما تنص العقيدة الإسلامية ...

وفلسطين محل إجماع بين العرب و المسلمين و الأحرار في العالم , فلماذا لا يدعى إلى نفير عام صارم و حاسم و حازم لإسترجاعها و هي التي تئن تحت غطرسة الإحتلال ...ومتى تسكت تلكم الأصوات الحريصة على تدمير الداخل العربي و الإسلامي ..أما آن الأوان أت تنطفئ الفتن في العالم العربي و الإسلامي ...و يتوجه العرب و المسلمون جميعا لإسترجاع أقصاهم الأسير ..

العالم العربي و الإسلامي  يعيش اليوم وضعا معقدا ومربكا في كل تفاصيله , وقد أصبحت الجغرافيا التي تدين بالإسلام من طنجة وإلى جاكرتا ووصولا إلى روافد العالم الإسلامي في معظم القارات عرضة للإحتلال المباشر وغير المباشر عسكريّا وسياسيّا و إقتصاديّا وثقافيّا وأمنيّا , وقد كان الإعتقاد السائد أنّ العالم الإسلامي قد ودعّ وإلى الأبد الحركة الإستعمارية التوسعية الغربية والتي أرخت بظلالها على عالمنا الإسلامي في القرن الماضي , والتي كانت سببا رئيسا في تراجع المشروع النهضوي والتنموي العربي و الإسلامي , كما كانت السبب في إنتاج نخب أتاحت للفكر الكولونيالي في كل أبعاده السياسية والثقافية والإقتصادية أن يستمر محركا لتفاصيل الدولة الحديثة المستقلة إسما وشكلا . ومما لا شكّ فيه فإنّ العالم الإسلامي قد تأثرّ إلى أبعد الحدود بالحركات الإستعمارية والإحتلالية التي جاءت من الغرب بحجّة نشر الحضارة والمدنية في واقع كله تخلّف حسب إدعاءات منظريّ الإستعمار الذين كانوا ملحقين بوزارات الخارجية في العواصم الغربيّة .

وقد لعبت المقاومة في كل الدول العربية و الإسلامية أكبر الأدوار في طرد المستعمر الأجنبي و التمكين للإستقلال , وصيانة الأوطان ووحدتها , و كان يفترض أن تبني الأجيال على الإرث المقاوم حتى تتخصن ضد إفرازات الأمركز الزاحفة و التغريب الغازي لكل تفاصيل حياتنا ....

و مع إستمرار الغطرسة الصهيونية في الأرض المحتلة فلسطين , و سعي المستعمرين القدامى و الحدد لتدمير أوطاننا و تمزيقها تصبح المقاومة هي الملاذ لدكدكة مشاريع التقسيم و التفتيت و التدمير و التحطيم و التهويد ....

فما هي الخطوط العريضة لفقه المقاومة , و لماذا باتت اليوم حاجة ملحة في واقعنا العربي و الإسلامي ؟؟ وما هي ماهية المقاومة ؟ و ما الفرق بين المقاومة و الإرهاب الأعمى الذي يعصف ببلادنا ....؟ و أيهم أولى مقاومة الإحتلال الصهيوني أولا أم تدمير الدول و المجتمعات العربية و الإسلامية ؟ و لماذا أستخدم البعض وصف المقاومة للتدليل على حركات تستهدف الأمن القومي العربي و الإسلامي , و هل يندرج هذا في سياق تلويث مصطلح المقاومة الجميل الذي دحر الإستعمار الغربي و الصهيوني عن بلادنا ؟

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2017-05-02 12:26:10   طفح النفاق يابن ...رشد...
ا-تباكى امام سعودي على حلب..قائلا::تجمعوا أفرقاء عليها وقلما اجتمعوا، متناسيا تجمع مئة دولة على سوريا............ب-الجزائر احتلت لمئة وخمسين وشكرا للحرب العالمية رغم البطولة..............كحكمة::الا باي إيلاء ربكما ..تكذبان......النفاق والغباء مزيج مدمر..... لمن كتبت كتب المنطق يابن...رشد................
هانيبعل  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz