دام برس:
العدوان الامريكي علي مطار عسكري في سوريا هو مكافأه للعصابات الارهابيه في خرق كل القواعد و القوانين الدوليه التي تحرم حيازة الاسلحه الكيماويه و الغازات السامه و استخدامها.
امريكا مارست عادتها في خرق كل القوانين و الاعراف الدوليه بالعدوان علي دوله ذات سياده بتبريرات واهيه و كاذبه بعد رفضها اجراء تحقيق حول اسباب استخدام  مزعوم للغازات السامه في خان شيخون.
واشنطن لا تضع اية اعتبارات في سبيل دعم الارهاب و الارهابيين و سياساتها و مواقفها الداعمه لكل الحركات الارهابيه ليست وليدة اليوم او امس و انما لعقود عديده و لا تخجل او تستحي من اعلان ذلك بوضوح و علي لسان ارفع المسئولين و اجهزتها الاستخباريه ترعي هذه التنظيمات الاجراميه من حيث التدريب و التسليح و تدبير التمويل و الترويج الاعلامي.
و رغم ذلك يصيب السياسه الامريكيه ال" حَولْ" السياسي و عمي الالوان فتختلط عليها الامور و لا ادل علي ذلك " الحول" من موقفها من واقعة خان شيخون المزعومه لأن كل الحقائق الدامغه كانت امامها التي تؤكد ان سوريا لم تكن طرفا في الواقعه و ليس من مصلحتها ابدا وقوعها و كل مواقف الدول في بداية الاحداث تتحول و تتبدل لصالحها الآن و هي ايضا تري ان قطار الحل السياسي رغم العراقيل و العقبات و المطبات بدأ تشغيله و يستعد للتحرك.
 و لكن امريكا التي لا يروقها ان تري سوريا منتصره و آمنه ابت ان تحقق جهود التسويه اية نتائج ايجابيه لأن الحل السياسي لا يعني سوي هزيمة عملائها في الجماعات الارهابيه و هزيمة لسياساتها الداعمه لجماعات الاسلام السياسي و منتجاتها من المليشيات المسلحه.
 العدوان الامريكي كشف حجم النفاق الاوروبي و الخليجي للراعيه الاكبر للارهاب في العالم و هي الولايات المتحده الامريكيه.
كل من ما ايد العدوان علي سيادة الدوله السوريه سيدفع ثمن نفاقه و انحيازه للمعتدي.
فكل من وقف الي جانب امريكا في عدوانها اختار ان يقف الي جانب الارهاب و ان يضع نفسه في مرمي العقاب الذي ينتظرهم سواء من شعوبهم او من الجماعات الارهابيه نفسها التي تنقلب علي داعميها كما حدث في الهجمات الارهابيه في فرنسا و المانيا و بلجيكا و في امريكا نفسها و واشنطن اول من دفع الثمن في ١١ سبتمبر ايلول ٢٠٠١ و هي التي انشأت تنظيم القاعده في افغانستان.
و كلما حقق الجيش العربي السوري انتصارات علي العصابات الارهابيه و كلما احكم الخناق و الحصار عليها كلما اصاب المشغلين لهم الهوس و الحنق و الغيظ و دفعهم الي اتخاذ اجراءات و خطوات عصبيه و عشوائيه.
الجيش العربي السوري و منذ انتصاره التاريخي في حلب و تنظيفها من الارهابيين و هو يخوض معارك الشرف و العزه و الكرامه في العديد من المناطق و الجبهات و يحرز فيها انتصارات هائله و يضيق الخناق علي فلول هذه الجماعات و يوسع من ضرباته الموجعه و المؤلمه لها ما يدفعهم الي الفرار و الهرب و يدفع وسائل الاعلام المؤيده لهم و المتحدث باسمهم الي استصراخ الداعمين و الممولين و الرعاه لانقاذهم و تقديم مزيد من الدعم والتمويل و الاسلحه الحديثه.
في هذا السياق الميداني يمكن معرفة دوافع العدوان الامريكي بالنسبه لليمين الامريكي المحافظ المتربط عضويا بمصالح شخصيه بين قيادته و شركات النفط العالميه و دول النفط الخليجيه و بالنسبه لمجمع المصالح الصناعيه العسكريه صاحبة المصلحه في تأجيج الصراعات و الفوضي في المنطقه و بالنسبه لترامب نفسه يعتبر محاوله له للخروج من المآزق العديده التي وضعته فيها بعض مؤسسات الدوله العميقه و التي اعلن عداؤه لها منذ الحمله الانتخابيه و من اخطر تلك المآزق علاقته بروسيا هو و فريقه و لكي ينفي هذه العلاقه كان عليه ان " يتلاسن" مع موسكو باسلوب اعنف من التلاسن بالكلمات لكي يبرأ نفسه من تلك " التهمه" و ترامب ربما لن يلجأ الي ارتكاب هذه الخطيئه مره اخري و لن يستمع الي ضغوط او نصائح المتشددين في بعض المؤسسات الامريكيه التي يدرك انها تريد توريطه و دفعه الي فخ يسمح بامكانية عزله اذا ظل يرتكب تصرفات رجل الاعمال و ليس رئيس قوه عظمي يعرف قواعد اللعبه الدوليه و توازنات النظام العالمي الجديده الذي تلعب روسيا و الصين دورا مؤثرا في توجهاته.