Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تساؤلات طفل عن العدو الصهيونى ..بقلم : الدكتور محمد سيد احمد
دام برس : دام برس | تساؤلات طفل عن العدو الصهيونى ..بقلم : الدكتور محمد سيد احمد

دام برس:

يوسف طفل لم يبلغ عمره بعد العشر سنوات لكن اهتماماته ليست كبقية الأطفال الذين فى مثل عمره, فدائما ما يثير العديد من التساؤلات التى تبدو أنها أكبر من عمره بكثير, ولا أتعجب من ذلك لعلمى بأن الطفل هو أبن بيئته, والإنسان عموما كائن اجتماعي يولد كصفحة بيضاء, ومحيطه الاجتماعى هو الذى يشكل هذه الصفحة فيرسم فوقها ما يشاء.

 وبما أن يوسف طفل نشأ فى كنف أب يقضي معظم وقته فى العمل السياسي  تنظيرا وممارسة حيث القراءة والكتابة ما بين كتب وبحوث علمية ومقالات صحفية ومحاضرات وندوات ولقاءات إذاعية وتليفزيونية, تدور فى أغلبها حول ما يشهده الوطن والأمة والعالم من أحداث ذات صبغة سياسية بطريقة أو بأخرى, وإذا أضفنا الى هذا الموقف الايديولوجى لهذا الأب القومى العربي, والانتماء السياسي الناصرى, والانحياز لقضايا الفقراء والكادحين والمهمشين داخل مجتمعه وأمته بل والعالم أجمع, لوضحت  تماما الصورة الذهنية التى يمكن أن ترتسم داخل عقل ذلك الطفل, خاصة وأنه مرتبط بالأب ارتباطا وثيقا سواء خارج المنزل أو داخله.

وبما أننا وخلال السنوات الست الماضية منذ كان يوسف لم يبلغ بعد الرابعة من عمره ندور فى فلك حديث لا ينقطع عن دور العدو الصهيونى فيما يحدث من مؤامرات داخل مجتمعاتنا العربية, تحت مسمي مزعوم هو الربيع العربي فى حين أن كل من لديه عقل ووقف ليتأمل المشهد جيدا سيتأكد بما لا يدع مجال للشك أن هذا الربيع هو ربيعا عبريا بامتياز, وقد ردد الأب هذا الكلام كثيرا فى الكتابات واللقاءات الإعلامية المختلفة مقروءة ومسموعة ومرئية, وخاض العديد من المعارك للدفاع عن وطنه وأمته العربية التى تتعرض لهذه المؤامرة التى يلعب فيها العدو الصهيونى دور الأصيل, فى حين تلعب الجماعات الإرهابية التكفيرية المسلحة دور الوكيل, وكان يوسف يتابع ذلك ويحفظه ويردده في بعض الأحيان دون وعى, وكان الأب يسعد بما يردده يوسف كنوع من تأثره بما يسمعه منه.

ولم يكن يدرى ذلك الأب أن يوسف قد بدأ يفكر فيما يسمعه, بل بدأت الحيرة تنتابه وكثير من التساؤلات عن ذلك العدو الصهيونى تدور فى ذهنه وبدأ يقارن بين ما يسمعه من والده عن أن العدو الصهيونى هو سبب كل المصائب التى تحل على وطننا, وبين ما يسمعه فى وسائل الإعلام من أن هناك اتفاقية سلام بين مصر وهذا العدو الصهيونى فكيف يكون هناك بيننا وبينهم سلام وفى نفس الوقت يرجع والده كل ما يحدث من قتل لجيشنا فى سيناء الى هذا العدو الصهيونى وهذه الاتفاقية المزعومة للسلام ؟!

وجاءت الأسابيع الأخيرة لتزداد حيرة يوسف أكثر فأكثر فوالده يكتب ويخرج فى لقاءات إعلامية يتابعها هو بشغف كبير ليؤكد أن اتفاقية كامب ديفيد مع العدو الصهيونى هى أحد أهم أسباب عدم تمكن الجيش المصرى من إنهاء الحرب الدائرة مع الجماعات الإرهابية التكفيرية التى عبرت الحدود وتمركزت فى سيناء في تلك المنطقة المعروفة بالمنطقة ( ج ) وفقا للاتفاقية وهى منطقة منزوعة السلاح ولا يسمح للجيش المصرى بالتواجد بها لا بالجنود ولا بالمعدات الحربية, فقط وعلى مساحة شاسعة من الأرض بعض أفراد الشرطة بأسلحتهم الخفيفة. فى نفس الوقت يسمع يوميا عن معارك الجيش فى هذه المنطقة خاصة جبل الحلال فى شمال سيناء.

 هنا جاء سؤال يوسف لوالده مباغتا كيف تقول أن الاتفاقية لا تسمح فى حين أن الجيش يستخدم قواته ومعداته الحربية فى هذه المعركة ؟ هنا حاول الأب التوضيح أن التدخل الأخير جاء بالتنسيق مع العدو الصهيونى. فكان السؤال الأكثر مباغته كيف نقبل باتفاقية لا تسمح لنا بحماية أرضنا ؟ وكانت الإجابة أن رفضنا للاتفاقية يأتى من أنها مجحفة ولا تسمح لنا بسيادة كاملة وحقيقية على أرضنا. فكان سؤال الطفل من الذى عقد الاتفاقية ؟ وجاءت الإجابة الرئيس السادات ومازالت مستمرة حتى اليوم. فجاء سؤال آخر ولماذا لا تلغى مصر الاتفاقية مادامت هى سبب هذه الكوارث فى سيناء ؟ وجاءت الاجابة أن عملية الإلغاء تتطلب جرأة سياسية لأنها تعنى إعلان الحرب على العدو الصهيونى.

انتظر الوالد رد فعل يوسف الطفل الصغير وبعد تفكير وتردد من الطفل عاود مشاكسته من جديد مادام العدو الصهيونى مغتصب لأرضنا العربية فى فلسطين كما تقول, ومادام يحتل جزء من سورية ويقوم الآن بضربها بالطيران وتقوم الصواريخ السورية بالتصدى لها كما قلت فى مقالك الاسبوع الماضى, ومادام يواصل محاولات ضرب لبنان وتتصدى له المقاومة والسيد حسن نصر الله كما تقول, ومادام الجيش المصرى يواصل معاركه فى سيناء ويتصدى لهذه الجماعات الإرهابية والمعركة تطول بسبب هذه الاتفاقية مع العدو الصهيونى, إذن لماذا لا تتوحد كل الدول المتضررة من العدو الصهيونى وتعلن عليه الحرب ؟ وجاءت الإجابة أن مسألة الوحدة هذه هى المعضلة التى تحتاج لحل أولا.

وهنا وجد الأب سؤال أخير لم يكن يتوقعه من يوسف وهو لو كان جمال عبد الناصر موجود هل كان سيعقد اتفاقية سلام مع العدو الصهيونى ؟ وهل كان سيسكت على ما تتعرض له البلدان العربية من اعتداءات صهيونية ؟ هنا جاءت إجابة الأب الأخيرة رحم الله جمال عبد الناصر الذى قال : " لا صلح لا تفاوض لا اعتراف " وقال أيضا : " ما أوخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ", لذلك فمعركتنا مع العدو الصهيونى  معركة وجود وليست معركة حدود الأولى تنتهى بالحرب والثانية بالسلام المزعوم وهو ما لا نقبله لذلك مازلنا نردد مصطلح العدو الصهيونى, ولن نتوقف عن اعتباره كذلك قبل أن نخوض الحرب وننتصر, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz