Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أبو المؤمنين يأكل ابناءه .. أردوغان يفتح بلعومه من جديد .. بقلم : نارام سرجون
دام برس : دام برس | أبو المؤمنين يأكل ابناءه .. أردوغان يفتح بلعومه من جديد .. بقلم : نارام سرجون

دام برس:

استعرت هذا العنوان من كتاب استفزني يوما للكاتب السوري المعروف والباحث نبيل فياض .. ولم يكن محتوى ومضمون الكتاب هو مااستفزني لأنني أعتبر عملية البحث الرصين مقدسة وتحظى باحترامي المطلق مهما اختلفت معها .. لكن سبب امتعاضي كان أن العنوان يوجه الاتهام النهائي سلفا لشخصية تراثية قبل أن نقرأ نصوص المحاكمة ولائحة الاتهام ونتجول في الكتاب الذي في نهايته نحن من سيقرر الاتهام فيه .. وتمنيت ان يكون العنوان فيه دعوة محايدة لكي يدخل الجميع المحكمة ويستمعوا كالمحلفين للمرافعة المدججة بالاتهامات لا أن يدخلوا محكمة تبدأ فورا بالنطق بالحكم ..

ولكن قررت اليوم أن استفيد من ذلك العنوان المستفز وتصويب العنوان الأصلي وترك محتوى الكتاب لمن يشاء أن يقرأه .. وسآخذ العنوان ليكون أكثر دقة لأغرزه في عين كل من ينتظر عودة السلاجقة .. لأنه عنوان مفصل على مقاس شخص آخر تماما وهو يناسب جدا المؤمنين في هذا الزمان .. ويناسب أبا المؤمنين رجب طيب أردوغان .. الذي أكل أبناءه في حلب وتركهم لوليمة روسية سورية .. ثم أكل بعضهم في آستانة .. وهو سيأكل الباقين في مناسبة قادمة ..

لم يعد همّي أن أكشف عورات اردوغان .. فما كنت اكتبه ويكتبه الكثيرون عنه كان ضروريا لأن الأغطية التي غطى بها نفسه كانت كثيفة جدا ولأن الأستار المقدسة الاسلامية والشعارات الفخمة التي ستر بها عقله الحقود العثماني كانت تستحق أن نضربها كل يوم بالسيوف ونهدمها بالمعاول والديناميت وأن نبللها بالكلام شديد الاشتعال كالبنزين ونشعل فيها النار .. حتى سقط اللحم عن وجه الرجل من كثرة الفضائح وكثرة خيباته وتراجعاته .. فلا هو أسقط الأسد ولاهو صلى في الأموي ولم يوصل الاخوان في سورية الى الحكم ولم يصبح امبراطورا ولاسلطانا .. فالرجل صار اليوم يقف عاريا في طرقات الشرق الأوسط من كثرة ماتلقى من ضربات ومن نكبات وخيبات .. حيث سرق الأكراد حذاءه الديمقراطي وجواربه وصار يمشي حافيا بقدميتين داميتين على اشواك الأزمة الكردية في شرق الأناضول .. وأطاحت العواصف الروسية السيبيرية بطربوشه التركي الذي تدحرج وصار يطير مع الرياح العاتية فيما يحاول السلطان التمسك بما بقي من ثيابه التي أخذ العسكر معظمها معهم الى السجون التركية .. أردوغان لم يعد في جسده شيء لانراه اليوم .. ولكن من يحدق به اليوم ويحاول أن يقنع نفسه أن السلطان لايزال بكامل حلته ونياشينه الكرتونية هم الاسلاميون الذين لايرون امبراطورهم العاري .. ليس خشية ان يتهموا بالغباء بل لأنهم فقدوا أبصارهم .. ومن فقد بصره لايرى العراة ويطنب في الحديث عن جمال ثيابهم ونياشينهم وسيوفهم ..

ولكن الاسلاميين الذين لايفهمون مايحدث اليوم سيعرفون معنى الدهشة عندما تنفتح لهم الحجب وأوراق ماقبل استانة .. واوراق أستانة .. ومابعد استانة .. وانا لاأدعي معرفة بالأسرار ولكنني أستطيع أن ارى مواثيق ماقبل استانة ومواثيق استانة قد بدأ تطبيقها في ادلب .. فالثورجيون لايفهمون كيف أن اخوان السلاح واخوان العقيدة .. الذين لهم رايات متشابهة ونداءات متشابهة .. وتكبيرات واحدة .. ويتبعون الها واحدا ونبيا واحدا وكتابا واحدا ومذهبا واحدا وضلالة واحدة .. وكلهم يشربون من نفس المورد ويتسترون بنفس الستائر ويأكلون من ذات الطبق ويشربون من نفس الوعاء الناتوي ويتداولون نفس الكأس .. ويتداولون نفس السلاح ونفس الصواريخ .. كلهم يقتتلون اليوم كالضواري .. وبالأمس القريب كانوا في معركة تحرير حلب يحاولون أن ينتصروا معا .. رغم أن الاله لم يتغير ولا النبي ولا الكتاب ولا المذهب ولا الضلالة ولا الطبق ولا الوعاء ولا الكأس ولا السلاح ولا الصواريخ .. لكن الذي تغير هو أبو المؤمنين أردوغان .. فتغيرت الشعارات وتغيرت التحالفات وتغيرت اتجاهات البنادق ..

مايحدث اليوم لم يعد سرا .. فأردوغان هو الذي يتلاعب بجبهة النصرة بعد ان كان يلعب الورق بها ويحصد الأرباح في لعبة قماره الدموية في الشرق .. وحسب بعض القراءات فان المؤمن أبا المؤمنين اردوغان حوصر في بعض الملفات الخارجية والداخلية وكان عليه أن يقدم قربانا من خزائنه السرية فقرر أن ينحر بعض ابنائه من الثورجيين الاسلاميين ليفدي تركيا بذبح عظيم .. فأردوغان صار يدرك ان المنطقة الكردية أدخلت كالرمح في بطن تركيا على غير توقع بعد ان خرجت من حقيبة الصراع على سورية .. وهو لايدري من الذي سدد له هذه الطعنة النجلاء .. أهم الروس ام الأميريكيون ؟؟ .. فهو يرى ويشم رائحة الاميريكيين في الكلام الكردي ويخشى أن الأميريكيين مهتمون بقيام كيان كردي في الشمال السوري بغض النظر عن ان ذلك سيؤذي تركيا .. وعندما عبر عن قلقه الشديد لادارة أوباما قدمت له ضمانات أميريكية بأن أميريكا تمسك جدا بلجام الأكراد السوريين وكل الحركة الكردية من العراق وحتى لواء اسكندرون وستطلق يده في أكراد تركيا كما يشاء اذا شقوا عصا الطاعة .. ولكن العقل التركي لايمكن أن يقبل بهذه المغامرة والرهان والتطمينات .. لأن النهاية المنطقية ولو بعد مئة سنة ستكون موت تركيا بانفصال أكرادها بعد التحاقهم بتجربة أكراد سورية والعراق .. في حين أن المشروع الأمبراطوري لقوميي تركيا واسلامييها على حد سواء هو واحد وهو اعادة الحياة للامبراطورية العثمانية التي توفيت منذ قرن وتجميع شظاياها وقومياتها القريبة المجاورة على الأقل .. حتى أن الانقلاب العسكري الذي حدث تتردد نظريات كثيرة عنه لكن صار هناك اتفاق أنه كان بسبب عدم رضا العسكريين عن تطورات كثيرة كان من بينها الملف الكردي الذي بدأ يفلت من أيدي الأتراك .. وبدأت شخصيات الجيش تحمّل اردوغان مسؤولية سوء التخطيط والادارة باشعال النار في سورية التي أطلقت الملف الكردي .. الخطر الوجودي الأكبر على تركيا .. وهو أمر ماكان يجب أن تغفل عنه عين الجيش التركي لو كان في السلطة .. وهذا الخطأ القاتل في النهاية سوء تقدير كبير جدا من السياسيين الاسلاميين وزعيمهم اردوغان ..

ولذلك لاحظنا أنه بعد الانقلاب سارع اردوغان الى ضرب الجيش وأسلمته وتسليم كل تركيا للحرس الاسلامي الاخواني لاقامة ديكتاتورية اسلامية .. ولكنه في نفس الوقت يدرك أن الملف الكردي سيظل كالسيف فوق عنقه ويجلب عليه نقمة جميع الأتراك ويعيد الاحتقان الى العصبية التركية على حساب النزعة الاسلامية فسارع فورا الى الخروج من حدوده واستعراض عضلاته في شمال سورية لشطر الشريط الكردي الى نصفين من منطقة جرابلس .. فخرج بجيشه وجمل معه الاسلاميين السوريين ليقفوا أمامه مثل النواطير ضد الاكراد .. وكانت غاية كل هذه الحركة الاستعراضية ايصال رسالة للغاضبين في الجيش وخارجه والى كل المنتقدين من التعثر في معالجة الملف الكردي بأن هذا الملف الخطر يعالج بسرعة وان الاسلاميين الاردوغانيين لم يهملوه بدليل أنهم دخلوا سورية من اجل ذلك غير عابئين بالثمن ولاتنقصهم الشجاعة ولا الارادة .. وبالطبع كان اردوغان قد توسل للروس والايرانيين وطلب منهم الاذن متوسلا الحصول على غض نظر سوري عن التوغل البسيط في الشمال .. مؤقتا قبل أن ينسحب عندما يطلب منه ذلك ..
أردوغان يحس برأس الرمح الكردي في أحشائه وهو لذلك سجن رئيس الكتلة الكردية البرلمانية وعددا من البرلمانيين الأكراد ناهيك عن آلاف الشخصيات الكردية من السياسيين والمثقفين .. وكلما طالت الأزمة السورية تغلغل الرمح الكردي والاسلامي في بطن تركيا .. وهو لايملك طريقة لانتزاع الرمح الكردي الا بأن يقدم للصياد السوري والروسي رأسا كبيرا مقابله .. فما يوقف التطور الكردي هو عودة الدولة السورية الى جميع الأقاليم والمناطق الشمالية ..

اردوغان اتخذ قرارا صعبا بتسليم رأس النصرة العزيز على قلبه بعد ان حاول حمايته خمس سنوات ولكنه يناور المناورة الأخيرة كيلا يخسر جبهة النصرة الى الأبد لأنها الجوكر الذي يقامر به وهي الوجه العسكري الدموي الوهابي لتنظيم الاخوان المسلمين .. واردوغان يحاول أن يذيبها كيماويا وعسكريا ويخلطها مع بقية الخلطات الاسلامية في الشمال السوري .. وخطته تقتضي بقيام نزاع ما تذيب فيه النصرة بعض الفصائل فيها فيما تذوب هي مع بعض الفصائل .. فتختلط الأوراق من جديد .. وتختفي قضية النصرة التي تختبئ في أشكال جديدة يمكن ان تنخدع بها القوى المفاوضة السورية .. وهو يعتقد أنه سيخبئ جبهة النصرة في هذه المسرحية حتى يتم نضوج مشروع مناطق آمنة مع ترامب .. الى حين ظهور معطيات جديدة مشجعة على الانقلاب على اتفاق استانة .. واعادة نشر جبهة النصرة ..

أبو المؤمنين اردوغان يعتقد انه يتذاكى .. بل وبعضهم يوهمه أن ترامب سينفذ المناطق الآمنة .. وأن ترامب سيفلت الكلب المسعور في الشرق على ايران التي ستترك التحالف المقاوم وتنشغل بنفسها .. وهذه احدى الحسابات الخاطئة التي يتورط في الرهان علها ابو المؤمنين .. لأن ترامب لديه كلب مسعور .. لكن ترامب نفسه ينبح ولايعض .. وكل هذه التهويلات هي تهويلات رجل أعمال وصفقات وهو يبيع تصريحاته لأهل الخليج بمليارات الدولارات .. فهو وعد ان حماية الحلفاء تعني أن عليهم دفع جزية مقابل هذه الحماية .. تماما كما يدفع أهل الذمة الجزية للحكم الاسلامي في عرف المتشددين مقابل حماية الدولة الاسلامية لهم .. وترامب يطبق الشريعة الاسلامية معكوسة على المسلمين من أهل الخليج طالما أنهم من رعاياه واهل ذمة بنفس المنطق رغم أنهم قوم "بلا ذمة" .. فهو يلوح بالحرب ضد ايران وبالعقوبات فتدفع السعودية ودول الخليج فاتورة التصريحات التي يحمي من خلالها حلفاءه ..وتدفع فاتورة كل تغريدة وبيان حربجي لترامب .. وهو بذلك بالفعل يحلب البقرة السعودية والخليجية حتى آخر قطرة .. وبعدها سيذبحها .. والرجل أبو الصفقات والبزنس لن يدخل حربا مع ايران لأنها حرب عبثية لم يجرؤ عليها أكثر الاميريكيين تهورا قبله ..

وبالعودة الى أبي المؤمنين أردوغان فانه لن يطيل انتظاره على الحدود السورية وهو يتطلع يمينا وشمالا بانتظار وصول ترامب ومناطقه الآمنة لأنه يريد انهاء العقبة الكردية بسرعة قبل أن تصبح عصية على الحل .. وهو في هذا الوقت لايكترث بمصير كل المجموعات الجهادية اذا تم اقفال الملف الكردي له .. فماذا ينفعه كل الاسلاميين اذا تسرب التشقق الى قلب تركيا وخسر ثلثها من أجل أمارة أبي محمد الجولاني .. وأحرار الشام .. ونور الدين زنكي ؟؟.. وماذا ستنفعه كل الأدعية والشكر اذا صار في تاريخ الأتراك الرجل الذي خسر تركيا بلا مقابل بسبب غباء رهان أرعن للصلاة في الأموي .. رهان غير محسوب استدرج اليه بسذاجة ؟؟
أبو المؤمنين بدأ بالتهام بعض أبنائه .. ولكن المطلوب منه أن يأكل جميع أبنائه بلحمهم وعظمهم وجلدهم دون استثناء .. وأن يبتلع كل ماتقيأه من اسلاميين في سورية .. بدواعشهم ونصرتهم واحرارهم ..

أبو المؤمنين على المائدة .. والروسي والسوري والايراني يقدمون له الشوكة والسكين والملعقة بهدوء .. ويضعونها بجانب الطبق وهي ملفوفة بمنديل نظيف أبيض اسمه (أستانة) .. ويعطونه الأمرلينفذ دون ضجيج ..

ابو المؤمنين متردد يحاول أن يخفي بعض أبنائه تحت الطاولة وبعضهم في حضنه وبعضهم تحت الطبق في مناورات غبية لاتخفى عن عين من يراقبه .. وعندما ينظر اردوغان في عيني الروسي المحذرة يفهم العبوس فينظر في الطبق ويضع بعض فلذات قلبه في الصحن بنكهة جبهة النصرة .. ويبدأ بالحز والتقطيع .. ويغرز الشوكة في أجسادهم ويدفع بهم الى بلعومه الواسع الذي ابتلع قبلهم كثيرين واستقروا في بطنه الكبير .. مثل عبدالله غل .. وداود أوغلو .. ونجم الدين اربكان وكثيرين غيرهم ..

سيأتي يوم نشتهي فيه أن تحدق في ملامح الاسلاميين وهم لايصدقون وهم يتعرفون على أسرار هذه المرحلة ويكتشفون أن اباهم هو من أكلهم .. ويكتب أحدهم كتابا عنوانه الصادم المستفز سيكون: أبو المؤمنين يأكل ابناءه .

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz