Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أيتام أمريكا ترامب ولطم الخدود لا حليف لأمريكا سوى نفسها .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
دام برس : دام برس | أيتام أمريكا ترامب ولطم الخدود لا حليف لأمريكا سوى نفسها .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان

دام برس:

بتولي الرئيس دونالد ترامب سلطاته الدستورية، هل ثمة عتبة جديدة لجغرافية وديمغرافية العالم بكارتلاته الحاكمة الأقتصادية والعسكرية والمخابراتية والدبلوماسية وبناه الأجتماعية والفكرية؟ هل نحن أمام انكفاء ولاياتي أمريكي من شأنه، أن يتيح خلق حلبة تنافس دولي واقليمي لملء أي فراغات هنا وهناك كنتاج لعملية الأنكفاء الأمريكي(ان حدثت أصلاً أشك في ذلك)تحت عنوان أمريكا أولاً وأمريكا فقط وكما قال: الرئيس ترامب في حفل تنصيبه؟ أم أنّ ذلك لا يعدو كونه مسار ضيق من مسارات استراتيجية البلبلة الأمريكية، وكما أوضحت في تحليلي السابق، عد عزيزنا القارىء الى محرك البحث المشير غوغل: وتستمر استراتيجية البلبلة لليانكي مع ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي الجديد؟ ان حدثت الأنكفاءة الأمريكية لجهة الداخل الولاياتي الأمريكي، هل من شأن هذا أن يسرّع الى تشيكل وتشكل نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، والذي هو في النهاية نتاج الحدث السياسي السوري وصمود الدولة الوطنية السورية والتي جلبت لروسيّا العالم؟.

والدبلوماسية بالعمق تعني: هي فن أن تقول للآخرين بأن يذهبوا للجحيم بطريقة تجعلهم يسألونك عن الأتجاهات قبل وأثناء دخولهم الجحيم، وكذا هي الدبلوماسية الروسية والسورية فلا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، لكن دبلوماسية عرب روتانا الكاميكازيين(مش حتئدر تغمض عينيك)، جعلتهم أن يسيروا في اتجاهات الجحيم من دون ارشادات بفعل الأمريكي البراغماتي، فأن تكون حليفاً لماما أمريكا أكثر خطورةً بأن تكون عدوّاً، بالرغم من أنّ العداء له سلّة مخاطره، لكن أن تكون حليفاً لها أشد خطورةً من الأولى، خاصةً ان كنت لا تلعب بالهوامش الممنوحه لك من قبل الأمريكي نفسه، بمعنى أن تكون انبطاحيّاً فقط. وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هي كالضباع لا تستطيع العيش بمكان لا يحوي جيفاً تجتمع عليها، خاصة بعد اعادة هيكلة بعض أقسامها وهندره للبعض الآخر حيث الهندرة بالمفهوم الأداري تعني الشطب واعادة البناء عندما تفشل الهيكلة، فهي بمثابة مخابرات تبرير وفبركة لسباق تسلّح محموم، والولايات المتحدة الأمريكية تعمل على( استغبائنا واستغفالنا) كعرب ومسلمين، فهي تعمل هذا الأوان على إعادة إنتاج مفهوم الخطر الإيراني من جديد وقولبته توليفاً وتوظيفاً، وبصورة غير مباشرة وتحت عنوان الأتفاق النووي الأيراني مع الغرب، وعلى شيطنة حزب الله اللبناني وبالتعاون والتنسيق مع الدولة العبرية(الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة)ومع الأدوات القذرة في الداخل اللبناني وبعض الدواخل العربية من جماعات تكفيريّة وغيرها، مترافقاً مع شحن طائفي ومذهبي واثني عرقي، وذلك عبر اسطوانات إعلامية "بروبوغنديّة"مشروخة، وتحت يافطة المحافظة على السلم والأمن الدوليين على المستوى الإقليمي والأممي، بشكل يتزامن في تصعيدات لمستويات الأرهاب المدخل الى الداخل السوري والداخل العراقي من دول جواره العربي وغير العربي، في استهداف الدولة الوطنية السورية والدولة الوطنية العراقية وموردها البشري.

الروسي يضع وشاحه الأحمر أمام الثور الأمريكي المهجّن، فينفث الأخير أنفاسه غاضباً محرّكاً أرجله ومطئطئاً لرأسه، حيث الأول يثير استفزاز الثاني، فكانت القاعدة العسكرية الأمريكية في رميلان والتي تخضع لسيطرة قوّات سورية الديمقراطية(قسد)، مقابل القاعدة الروسيّة في حميميم، وكان الضوء الأخضر الأمريكي لبعض بعض الكرد في اعلان اقليم كردستان الغربية اقليم روج ايفا في ايطار فدرالي، عبر مؤتمر قيل أنّه تأسيسي وعام ضم عناصر عربية وسريانية وآشورية، من باب النكهة السياسية لا أكثر ولا أقل من ذلك، مع اعلان أمريكي فوق الطاولة رافض له.

فكرّ استراتيجيّاً وأعرف ماذا تريد وتصرف وفق دروس التاريخ، فعبر ما يجري في سورية والعراق واليمن وفي بعض ساحاتنا العربية، وما يحضّر للساكنة منها بما فيها الساحة التركية وشبه الجزيرة العربية، ملامح التقسيم تعمّقت ارتساماً وترسّماً بشكل جدي في المنطقة، في ظل تيه الأستراتيجيا أو التوهان الاستراتجي، كثير من الدول المهمّة تحولت إلى عبء على كينونتها الوطنية، وهي نتاج متلازمة العولمة الأمريكية التي تقوم على الجماجم واستسقاء الدماء.

والولايات المتحدة الأمريكية عسكريّاً ومخابراتيّاً واقتصاديّاً لم تغادر العراق الذي احتلته لكي تعود اليه من جديد أصلاً وتحت عنوان محاربة داعش، فهي تملك أكبر سفارة في الشرق الأوسط والعالم فيه، ولها قواعد عسكرية ذات حواضن في أحشاء الجغرافيا والديمغرافيا العراقية، وهي عملت على هندرة وجودها الشامل فيه عبر الأتفاقية الأمنية الموقعة في العام 2008 م. أمريكا صنعت الأرهاب وأحياناً تحاربه تكتيكيّاً وأحياناً كثيرة تتحالف معه وتوظفه وتولفه خدمةً لمصالحها ورؤيتها، صنعت القاعدة بالتعاون مع السعودية في أفغانستان وفيما بعد حاربتها ثم تحالفت معها وما زالت في الحدث السوري، وصنعت داعش وأحسنت وتحسن توظيفه في الداخل العراقي وبالتنسيق والتعاون مع الأستخبارات السعودية والقطرية والتركية، انطلاقاً من استغلال الساحة العراقية للضغط ومزيد من الضغط على ايران لتقديم تنازلات في موضوعة اتفاقها النووي لأدارة ترامب ليصار الى اعادة هندسته من جديد، ثم لأستخدامه لاحقاً لأستنزاف ايران نفسها عسكريّاً، وكذلك لأضعاف تركيا لاحقاً.

والأتراك شعروا الآن أنهم تورطوا بالتحالف مع جبهة النصرة وداعش وفتحوا لهم معسكرات تدريب في الداخل التركي في استهدافاتهم لسورية، وكيف استطاعت القاعدة وداعش من اختراق جهاز الأستخبارت التركي والمخابرات التركية عبر الضبّاط الذين أفردوا للتعامل والتنسيق مع جبهة النصرة وداعش في الحدث السوري، حيث انتقل الوباء العقائدي والأيدولوجي لهم، وتقارير المخابرات الأيرانية الى مجتمع المخابرات التركي لم تنقطع حيث مفادها: أنّ جبهة النصرة وداعش صارتا تشكلان خلايا نائمة في الداخل التركي وتخترقان الأجهزة الأمنية التركية نتيجة التنسيق الأمني المشرّع معهما عبر حكومة أرودوغان لأستهداف الدولة الوطنية السورية.

اتفاق نووي مع إيران، عودة العلاقات الأمريكية مع كوبا، تفعيل الأدوات الاقتصادية والأستخباراتية لواشنطن في دول أمريكا اللاتينية، وإيصال القتلة الاقتصاديون لمراكز اتخاذ القرار وتنفيذه في تلك الساحات، وبعض ساحاتنا العربية صارت مراكز القرار تمتلىء بالقتلة الأقتصاديين، كل ذلك يقود إلى حالة من الدفع التاريخي الحاد السائدة في العالم هذا الأوان، سأحاول أن أجمع وأكثف وأحلل في(حويصل)كمّاً من المعلومات لأخرج بمشهد آخر، أنّ الهدف من الاتفاق النووي هو تفجير إيران من الداخل، فنحن لا ننجّم ولا نقتحم علم المستقبليات الذي يعتمد نظريات فلسفة التاريخ، عندما نبحث شكل العالم القادم عبر الحدث السوري وعبر ضم القرم(لا أحد يكره الضم كلنا يعشق الضم والألتحام بحميميّة شرعاً ولكنها مفرطة بعمق)، وبعد عودة العلاقات مع كوبا، واتفاق المجتمع الدولي مع إيران، فنحن أمام يالطا جديدة أنهت يالطا القديمة، وعبر التدافع الأفقي والرأسي.

وبين حالات الخلع الإستراتيجي ومحفزاته وتراكيبه في المنطقة ومن المنطقة، والإرباكات الأمريكية المقصودة للشرق الأوسط لغايات هيكلة وهندرة الوجود الولاياتي لهذا النفوذ(ادارة الرئيس دونالد ترامب ستستمر بهذا النهج، كونه نهج البلدربيرغ وذراعه المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي)، وبسبب الاتفاق النووي مع طهران فعّلت دولة الكيان الصهيوني أدواتها في دواخل أسيا الوسطى وخاصةً في دولة أذربيجان، والأخيرة كونها تعتبر النقطة الجيو - استراتيجية الأكثر أهمية في منطقة أوراسيا قلب العالم القديم، وتمثل بوابة السيطرة على منطقة حوض بحر قزوين(بحر الخزر بالتسمية الإيرانية)الغني بالموارد النفطية والغاز الطبيعي، وعن طريق أذربيجان يمكن بسهولة تهديد منطقة قلب الدولة الحيوي في إيران، وذلك لقربها الشديد من العاصمة طهران، والمناطق الإيرانية الفائقة الأهمية والحساسية، إضافة إلى وجود حجم ليس بالقليل لما يعرف بـ(الأقلية الأذربيجانية)الموجودة في شمال إيران، وتتميز بمشاعر عداء قوية إزاء المجتمع الإيراني، وتنشط داخلها حالياً بعض الحركات الانفصالية التي تطالب بالانفصال عن إيران والانضمام لأذربيجان، وذلك بدعم المحور الأمريكي الغربي الإسرائيلي البعض العربي، ولأنّ أذربيجان تشكل نقطة تموضع كقاعدة يمكن تهديد المنشآت الروسية في مناطق منابع النفط الروسي منها، ومحطات الطاقة الكهرومائية الروسية، وأيضاً منطقة جنوب غرب روسيا التي تتمركز فيها الأنشطة الصناعية الروسية، ولأنّ أذربيجان تشكل بطريقة أو بأخرى محطة لدعم الحركات المسلحة في آسيا الوسطى ومنطقة القفقاس، وبالتالي فإن دعم هذه الحركات عن طريق باكو من الممكن أن يؤدي إلى المزيد من القلاقل في هاتين المنطقتين.

وكل الأحداث الإقليمية مترابطة، وكل حدث محلي هو بالضرورة وبالتبعات إقليمي ودولي أيضاً، ويذهب الكثير من المتابعين أنّ اتفاق ما يسمى بالمجتمع الدولي مع طهران، يحمل من المؤشرات والدلالات ما يتجاوز فكرة النووي الإيراني، إلى مرحلة تؤسس لعهد جديد في المنطقة في الترتيبات الإقليمية متضمنّاُ اعترافاً صريحاً بمدى النفوذ الإيراني، لذلك نرى ثمة أفكار ترجمت الى محاولات ذات مخاضات مزمنة غير مكتملة، لتشيكل تحالف إقليمي بامتدادات باكستانية، لبناء طوق صلب حول إيران يحيط بها من الجهات الأربع بمحيط متجانس مذهبيّاً إلى حد ما، لتحقيق نوع من التوازنات بمفهومها الشامل أو ليكون بمثابة حصان طراودة للولايات المتحدة الأمريكية(قد تستثمره وتوظفه وتولّفه ادارة الرئيس ترامب)في المنطقة، وفي ظل استمرار الأستثمار في الأرهاب والتحالف الأمريكي مع الحركات الراديكالية في المنطقة وعبر نيولوك جديد ببصمة دونالد ترامب الجمهوري.

تساؤلات عديدة على شاكلة التالي: هل تكيفت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي مع القنبلة النووية الإيرانية، كما فعلت في الماضي القريب مع الباكستان والهند، وفي ظل معطى استراتيجي يتموضع في أنّ أمريكا تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديداً استراتيجيا،ً في حين أنّ"إسرائيل"تعتبره تهديداً وجوديّاً؟ هل صار البلدربيرغ الأمريكي يؤمن بحقيقة أنّ إيران دولة إقليمية حقيقية عقلانية ذات مجال حيوي تبني سلوكها على الربح والخسارة، وبالتالي لا بدّ من التعايش مع إيران نووية كخصم قوي؟ هل مشكلة وعقدة واشنطن مع إيران في مفاصل تقنية البرنامج النووي، أم في سلوك إيران ونفوذها الإقليمي؟.

وهل الاتفاق النووي هو بمثابة تغير في الاستراتيجيات أم في التكتيك؟ أم أنّه تغير في أهداف ومنحنيات السياسة الأمريكية في جلّ المنطقة؟ ويعني تراجع أمريكي من مستوى تغير سلوك إيران وتقليص مساحات نفوذها، إلى العمل على احتوائه، ويعني التسليم بنفوذ إيراني ومحاولة رسم إطار له، إطاراً جغرافيّاً للنفوذ العسكري الإيراني وامتداداته الميدانية عبر الأنصار والحلفاء في المنطقة، حيث إيران وضعت كل بيضها خارج السلّة الأمريكية فنجا من الكسر، بينما العرب ومع كل أسف وضعوا كل بيضهم فيها وأزيد من بيضهم، لهذا سينكسر جلّه ويزحفون على بطونهم، فالعراق بالنسبة لإيران جزء من أمنها القومي، وسورية بالنسبة لحزب الله عمق استراتيجي، واللغة الدبلوماسية غير اللغة الأستخباراتية المواتية، ولا حليف لأمريكا سوى نفسها، والمشهد صار سرياليّاً، وان قام بعض العرب بزيارة إيران، فهي زيارة الضعيف للقوي، هكذا المعادلات تقول وتتحدث وبعلم الرياضيات السياسية التي لا تجامل أحداً، وهذا أجمل شيء في لغة الرياضيات السياسية الرقمية، والتي تتساوق مع منطق الأمور، حيث لا مكان للعواطف والمشاعر والرغبات والأمنيات والهوبرة، في ثناياها وتمفصلاتها وتحوصلاتها، في أصل جذورها التربيعية والتكعيبية، أنّها الرياضيات العقلية لغة الأرقام ولغة المنطق(ليراقب الجميع كيف ستتموضع ادارة ترامب بناءً على تعليمات كوادر البلدربيرغ الأمريكي).

أمريكا والغرب الأوروبي وعبر الاتفاق النووي، يسعون إلى تغير طبيعة النظام السياسي في إيران، عبر الطبقة الوسطى الفاعلة في المجتمع الإيراني، كمقدمة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني وعبر إطلاق العنان وافساحات للمجال السياسي لطهران وإدماجها في بيئة الاقتصاد العالمي، والاعتراض الإسرائيلي الصهيوني هنا: هو أنّ هذا يحتاج إلى وقت طويل ومثابرة وهذا لا يصب في الصالح الإستراتيجي الإسرائيلي مع وجود نخب سياسية وعسكرية واستخباراتية واقتصادية إيرانية تلتف حول الدولة الإيرانية وولاية الفقيه.

ونظرة"إسرائيل"الصهيونية أنّ اتفاق إيران يعزّز مكانة إيران كقوّة نفوذ في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويقود إلى تقاربات ومزيد من العلاقات مع غالبية الشعب الأذري في شمال إيران حيث أذربيجان، والى تفاهمات خاصة وجديدة مع باكو حول مخزونات بحر قزوين في الشمال الإيراني للتوصل، إلى اتفاقيات إطار قانوني مع الدول الأربعة الأخرى المطله عليه وهل هو بحر أم بحيرة؟ كذلك إلى تفاهمات إيرانية أذربيجانية حول الوجود العسكري والأستخباري الإسرائيلي المستتر في الداخل الأذربيجاني. "إسرائيل"الصهيونية وفي عهد الرئيس دونالد ترامب، تسعى إلى توظيفات لأتفاق إيران النووي وتعمل عليها، للحصول على ثمن ما غير واضح في مجمل الصراع العربي الإسرائيلي وخاصةً على المسار الفلسطيني – "الإسرائيلي"، كأن يكون مثلاً بقاء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة ونقل السفارة الأمريكية الى القدس الشرقية، وتفاهم حول القدس، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وحول كل موضوعات الحل النهائي بما فيها اللاجئين والنازحين، وأنّه في حالة عدم منح "إسرائيل" هذا الثمن فسوف تعيقه وعبر أدواتها في الداخل الأمريكي وفي الكونغرس وغيره من مؤسسات الدولة الأمريكية وعبر أدواتها في الخارج الأمريكي وفي أوروبا(مناخات الكونغرس الأمريكي والداخل الأمريكي، تساعد اسرائيل على ذلك في عهد ادارة الجمهوري دونالد ترامب)، الاّ في حالة واحدة محتملة وهي رفض الحكومة الأممية(البلدربيرغ)الأمريكي التوجهات الصهيونية!.

"إسرائيل"الصهيونية ترى في اتفاق إيران يعني استخدام الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأوراقها  السياسية، وأدواتها العملياتية في داخل الباكستان وأفغانستان ومع حركة طالبان أفغانستان وطالبان باكستان، لتسهيل عمليات انسحاب جزئية لبعض القوّات الأمريكية من أفغانستان مع عدم عرقلة ومواجهة المصالح الأمريكية هناك، وهذا من شأنه أن يقود إلى حالة من التسكين على طول خطوط العلاقات الأمريكية الإيرانية، وهذا لا يصب في الصالح الإسرائيلي الصهيوني.

تتحدث المعلومات، وبعد توقيع الأتفاق النووي مع إيران وبالرغم من ذلك، أنّ مؤسسات القرار السياسي والأمني في واشنطن(ادارة دونالد ترامب)تفكر وبجدية متناهية إقامة(مظلة دفاعية)من أجل حماية حلفائها في منطقة الخليج خاصةً،  والشرق الأوسط عامةً من ما يسمّى في المجتمع الدولي(الولايات المتحدة الأمريكية)وفي وسائل الميديا العالمية بالخطر النووي الإيراني، حيث العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وحلفائها، يبذلون قصارى جهدهم من أجل منع إيران من الحصول على القدرات النووية، بما فيها القنبلة النووية والتي لا تسعى إليها ولا تريدها إيران، والأخيرة باعتهم قنبلة نووية لا تملكها، لقاء رفع عقوبات لا تستحقها(العقوبات ما زالت والرئيس ترامب سوف يماطل في رفعها).

ومع كل ذلك، واشنطن وعبر كوادر البلدربيرغ(ادارة الرئيس ترامب ستنفذ ذلك)، قرّرت إذا استمرت طهران في برنامجها النووي دون أي أثر على عملية إبطائه عبر الأتفاق، وصار(ومن الزاوية الأمريكية)حصولها على القدرات الحربية النووية أمراً واقعاً لا فرار منه، فانّ واشنطن ترى أن الحل يكمن في خيار نشر القدرات النووية الأمريكية في المنطقة، لحماية حلفاء أمريكا وحماية المصالح الأمريكية الحيوية ليصار إلى ابتزاز الجميع ومن جديد. لقد وجدت واشنطن في استخدام الخطر النووي الإيراني، " الفزّاعة المناسبة التي فتحت أمامها نافذة الفرصة لنشر قدراتها العسكرية النووية وبشكل مكثف في الشرق الأوسط،  مما يتيح لها وضع منطقة الشرق الأوسط بشكل نهائي وأخير تحت السيطرة العسكرية الأمريكية، وبالتالي يجعل هذه المنطقة خطّاً أحمراً أو" تافو" محرّم على القوى الدولية الأخرى كروسيّا الفدرالية والصين والاتحاد الأوروبي.

وعبر هذه"الفزّاعة"الإيرانية النووية وتضخيمها(بجانب الأتفاق)، تستطيع العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، من توسيع نطاق انتشار القواعد العسكرية الأمريكية في المناطق ذات الأهمية والحساسية الفائقة إزاء السيطرة على النظام الدولي، بعد أن فشلت الولايات المتحدة الأمريكية ومن ارتبط بها من العربان في إسقاط النسق السياسي السوري، وبالتالي هي تسعى وعبر نشر قواعدها العسكرية والنووية، لوضع إيران تحت السيطرة الأمريكية، بما يتيح لواشنطن لاحقاً القيام بعملية احتواء النظام الإيراني، وتعزيز القدرات العسكرية للقيادة الوسطى الأمريكية، بما يتيح لها قدرة أكبر في السيطرة على المسرح الشرق الأوسطي،  لجهة الردع والحسم السريع لكافة أشكال وأنواع المهددات الماثلة والمحتملة.

مصادر عليمة أمنية وسياسية وعسكرية، تتحدث عن معلومات حول المجمّع العسكري الصناعي الحربي الأمريكي، وشركات سلاح أمريكية وغربية ذات صفة أممية، مارست ضغوط كبيرة على الإدارة الأمريكية المنصرفة للتو(ادارة أوباما السابقة)، لكي يتم توقيع الاتفاق النووي مع إيران وتذليل كافة العقبات، واعتماد مبدأ موازنة القدرات العسكرية النووية الإيرانية، بنشر المزيد من القدرات العسكرية النووية الأمريكية، لأنّ دراسات الجدوى التي تفحّصها خبراء هذه الشركات أكدت أنّ الشركات العسكرية الأمريكية وكيانات المجمع الصناعي الحربي الأمريكي، ستحصل على إيرادات مالية لا مثيل لها إذا ما استطاعت واشنطن توظيف فزّاعة الخطر النووي الإيراني بجانب توقيع الأتفاق مع إيران، وجعل بلدان الخليج تذهب إلى سباق تسلح إقليمي واسع النطاق، حيث هذا السباق في التسلّح، يتم على خلفية قيام واشنطن بنشر قدراتها العسكرية في المنطقة طالما أن ذلك يؤدي إلى إلزام دول الخليج بتمويل نفقات القواعد العسكرية الجديدة وفي العراق، مع بيع المزيد من العتاد والأسلحة الأمريكية المتطورة لدول الخليج(فخ اليمن)كذلك جعل دول الخليج وبقية حلفاء أمريكا العرب بالدخول في روابط واتفاقيات إستراتيجية مع واشنطن، لكي تكون وعلى وجه التمام مثل اتفاقيات حلف شمال الأطلسي(الناتو)والتي ظلّت على مدى أكثر من ستين عاماً وأزيد، تفرض القيود والالتزامات على بلدان غرب أوروبا.

في عهد الرئيس دونالد ترامب، انّ إشعال حرب باردة جديدة في الخليج العربي والشرق الأوسط عبر الحدث السوري والحدث النووي الإيراني، بشكل يتيح لأمريكا ربطها مع الحرب الباردة في الباسفيك ضد الصين والحرب الباردة في وسط وشرق أوروبا ضد روسيا الفدرالية، بما يفتح المجال أمام حرب باردة عالمية جديدة توفر الغطاء لمساعي واشنطن من أجل إعادة تشكيل الخارطة الجيو سياسية العالمية، تعبئة بلدان الخليج وحلفاء واشنطن الشرق الأوسطيين للانخراط إلى جانب واشنطن في المواجهات الدولية والإقليمية، وعلى وجه الخصوص المواجهة الأمريكية الصينية والمواجهة الأمريكية الروسية.

بالرغم من الأتفاق النووي مع ايران، فانّ نواة الدولة الأمريكية(البلدربيرغ الأمريكي)قرّرت إبقاء ما يسمّى  بالخطر النووي الإيراني، لفترة طويلة قادمة هو الخيار الأنسب والأفضل لا بل الأمثل النموذج بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، إن لجهة استخدامه كغطاء لتنفيذ أحد أهم المخططات الأمريكية الساعية للسيطرة على العالم، حيث كلما كان الخطر النووي الإيراني موجوداً، كلما وجدت المبررات لاستخدامه كغطاء في تنفيذ متطلبات عملية التظليل الإستراتيجي الواسعة النطاق ضد بلدان المنطقة، كذلك توافر القدرات العسكرية النووية الأمريكية في الخليج والشرق الأوسط، هو توافر لن يؤدي إلى ردع  واحتواء الخطر النووي الإيراني، وإنما إلى ردع واحتواء القدرات العسكرية التقليدية العربية ومنعها من التحول إلى قدرات غير تقليدية حماية(لإسرائيل)الطارئة على كل شيء في المنطقة.

وتسعى أمريكا إلى بناء تحالف عسكري في الخليج والشرق الأوسط كما هو الحال في تجربة حلف الناتو، مع إطلاق محادثات سريّة لا مفاوضات  لما يسمّى بالسلام في الشرق الأوسط، والتي تشي كل المعلومات السياسية والإعلامية والأستخبارية في وسائل الميديا العالمية، أنّها محادثات ليست للتسوية وإنما لتصفية القضية الفلسطينية برمتها(راجع تحليل لنا بعنوان: تداعيات ومفاعيل استراتيجيات شيطنة غزّة)عبر ما يسمّى بالسلام الإقليمي، وجعل مطبخ القرار في الأردن يفكر من الآن بما يسمى بالحدود المعقولة لتوطين اللاجئين والنازحين لديه، ودمجهم بالمجتمع الأردني مع تغيير قواعد اللعبة السياسية الداخلية، مع غياب تام لأية ضمانات دولية في هذا السياق، والذي يجد آذاناً صاغية بعمق في إدارة الرئيس دونالد ترامب الجمهورية.

أنّ إدارة ترامب الجمهوري، سوف تبني على ما فعلته ادارة أوباما الديمقراطي، في مجالات الفعل الخارجي ومفاعيله وتفاعلاته، إلا أنها بأجندة فوق جمهورية لأربع سنوات قادمة((أنظر إلى جغرافية ما يسمّى بالربيع العربي من تونس إلى مصر، فليبيا إلى سورية، ولبنان وفلسطين، والعراق، وما يحضّر للجزائر والمغرب،(وموريتانيا حيث نفوذ اقتصادي إيراني فيها، عبر الاستثمارات في الثروة السمكية الهائلة والأمريكان يريدون استهداف هذا النفوذ)والأردن، فكل جغرافية هذا الربيع العربي في عيون استراتيجيات الخداع الأمريكية، إن لجهة الديمقراطي، وان لجهة الجمهوري، طالما أنّ المشغّل واحد هو البلدربيرغ الأمريكي، لا بل أنّ إدارتي أوباما كانتا أخطر على الشرق الأوسط، وقضية الصراع العربي الإسرائيلي وجوهره القضية الفلسطينية، وعلى العالم من إدارتي بوش الجمهوري.

نعم : إنّ إستراتيجية الاحتواء التي سبق وطبقتها واشنطن في غرب أوروبا وتركيا خلال الحرب الباردة، قد أتاحت للولايات المتحدة الأمريكية السيطرة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية على الأوروبيين، والآن فقد آن الأوان لاستخدام معطيات إستراتيجية الاحتواء هذه ضمن صيغة جديدة معدلة لجهة تفعيل مفاعيل إسقاطها على منطقة الخليج والشرق الأوسط  وسورية وإيران معاً. فمن أجل أن تثبّت الدولة العبرية وجودها، فإنها تسعى دائماً وبثبات إلى تحقيق تفوق استراتيجيين، وهذا الكيان العبري لا يجد وسيلة لبقائه الاّ بتحوله بالكامل إلى ثكنة عسكرية، وبامتلاكه السلاح النووي، حيث ذهب إلى تطوير البرامج النووية التي تستخدم للأغراض العسكرية، وصناعة القنابل الذرية، ففي العاشر من آب عام 1948 م وبعد قيام هذا الكيان العبري الطارئ على التاريخ والجغرافيا في المنطقة، أنشئت مؤسسة الطاقة الذرية الأسرائلية " ناجال سوريك "التابعة إلى وزارة الحرب الإسرائيلية، كما وضعت الخطط لبناء مفاعلات نووية ومسرعات ذرية وإنتاج الماء الثقيل والحصول على اليورانيوم المخصّب، ولهذا التسليح العبري أبعاده الإستراتيجية، إنها ليست مشكلة حدود أو سيادة، بل مشكلة بقاء مادي بكل ما في هذه الكلمة من معنى، وهي مسألة بقاء لا للشعب اليهودي في الأراضي المحتلة عام1948 م فقط، بل للشعب  اليهودي في جميع أنحاء العالم.

والحديث عن السلاح و/ أو البرنامج النووي الإسرائيلي، يتم تجاهله تماماً وكأنّ هذا البرنامج و/ أو السلاح لا يشكل خطراً أو تهديداً أو تقويضاً للسلام والأمن في المنطقة، التي تعد أكبر المناطق في العالم التهاباً وتوتراً بسبب الاحتلال العبري للأراضي العربية المحتلة / الجولان السوري، مزارع شبعا، قرية الغجر، وكذلك الأرض الفلسطينية المحتلة / عام 1948 م وعام 1967 م .

والمفارقة المضحكة المبكية هي: وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى بنفسها منذ فترة مسألة حظر أسلحة الدمار الشامل، الاّ أنها رفضت منذ سنوات التصديق على معاهدة حظر إجراء التجارب النووية، بل أنّ واشنطن لم تتخذ موقفاً مناهضاً لامتلاك " إسرائيل " أسلحة الدمار الشامل، وتجاهلت المواقف العربية والدولية الحيّة، الرافضة للسلاح النووي " الإسرائيلي "، حيث تمتلك " إسرائيل " أخطر وأفتك الأسلحة النووية، ويهدد المنطقة العربية وغير العربية بأسرها، وقد رفضت أمريكا باستمرار الدخول في اتفاقية حظر إنتاج وتطوير الأسلحة النووية أمام سمع العالم وبصره وصم أذنيه عن ما يجري في مفاعل ديمونا، وبما أنّ أسلحة الدمار الشامل " الإسرائيلية " تؤدي إلى اختلال التوازن العسكري في المنطقة، فمعنى هذا أنّ مقولات وعبارات السلام المقبل / السلام الوهم، وخارطة الطريق الأمريكية، عبر مفاوضات التقريب / خارطة تصفية القضية الفلسطينية / والدولة الفلسطينية الواقعية/ على رأي سلام فياض/ مجرد أوهام ستذهب أدراج الرياح في ظل خطط قادة هذا الكيان الطارئ على كل شيء.

وتجدر الإشارة إلى أنّه في بدايات شهر شباط  من عام 2008 م، حدثت عملية استشهادية مزدوجة في قرية ديمونا، جعلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وعلى رأسها ( الشاباك )، أن أصيبوا جميعاً بالصدمة، بفعل عملية استشهادية مزدوجة بطولية نوعية، خاصةً وأنها جاءت في قلب بلدة ديمونا، حيث تقع في أقصى جنوب فلسطين المحتلة عام 1948 م، ويوجد بالقرب منها مفاعل ديمونا الإرهابي النووي، والتساؤل الذي طرحته(الشاباك )على نفسها وما تزال هو: اليوم نجحوا في تخطي كل الإجراءات الأمنية المشدّدة في ديمونا وحولها، وكانت العملية المزدوجة ناجحة بكل المقاييس! ماذا لو وصلوا غداً و/ أو بعد غد إلى ديمونا نفسه(المفاعل)وفجّروه ؟!! إنها كارثة حقيقية على إسرائيل والمنطقة والعالم!.  والى جانب مفاعل ديمونا، تمتلك إسرائيل مفاعل نووي آخر في قلب فلسطين المحتلة عام 1948 م " إسرائيل الآن " على الساحل المتوسطي اسمه مفاعل( سوريك )النووي، الذي قدّمه الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور عام 1955 م، حيث يظهر للعيان من مفاعل سوريك هو: المنشأة المخصصة لمشروعات لا علاقة لها بالقنبلة الذرية، كتطوير منظومة الرؤية الليلية و/ أو الكاميرات النووية، كما يجري العلماء في سوريك أبحاثاً حول وسائل ضبط المقاومين الاستشهاديين من خلال أجهزة يمكنها رؤية ما تحت الملابس. فهذه الدولة العبرية الطارئة على الجغرافيا والتاريخ، وان كانت تمارس سياسة الغموض النووي في برنامجها النووي العسكري الإرهابي، فإنّها بالمقابل لا تخفي مشروعاتها للأسلحة التي يستخدمها القنّاصة، بحيث تتيح قياس سرعة الريح من خلال التصويب نحو الهدف، بالإضافة إلى ليزر آخر يحدد المسافة.

وتبلغ قوّة هذا المفاعل خمسة ميغاوات، حيث وضع قلب المفاعل تحت تسعة أمتار من الماء المنزوع منه المعدن الأزرق الباهت البالغ الشفافية، حيث ظاهر هذا المفاعل يقوم بأبحاث تطبيقية لتطوير منتجات تكنولوجية رفيعة المستوى، وسوريك هذا يماثل ويتساوق في الهدف والغاية مع مفاعل ديمونا، على اعتبار أنّه يقوم في تطوير الأسلحة النووية، وان كان يعد المفاعل الوحيد في العالم الذي لا يضم دائرة للفيزياء النووية.

فمجمّع سوريك مسؤول مسؤولية كاملة، عن الأبحاث وتطوير الأسلحة النووية وتصنيعها أيضاً، وبشكل ملفت لأجهزة استخبارات عالمية تعمل في الشرق الأوسط، باعتبار الأخير ساحة صراع، ويعد مفاعل ديمونا، المفاعل الأول في إسرائيل وموجود في صحراء النقب، وقد بني بمساعدة من الفرنسيين أواخر الخمسينات وقوته مابين 40 إلى 150 ميغاوات وينتج البلوتونيوم المخصص للاستخدام العسكري، حيث أحاطت إسرائيل، نشاطاتها النووية بالغموض، حيث رفضت وما زالت، تأكيد و/ أو نفي امتلاكها السلاح الذري الإرهابي، وكذلك ترفض توقيع معاهدة الحد من الانتشار النووي وزيارات مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مفاعل ديمونا والى أمكنة خاصة في مجمع سوريك النووي على الساحل المتوسطي في الأراضي المحتلة عام 1948 م، بفعل مساندة الولايات المتحدة الأمريكية، هذه المساندة التي هي نتاج سياسات ازدواجية في التعامل مع الملفات النووية الأخرى، وخاصةً المفاعل النووي الإسرائيلي الإرهابي العسكري .

إنّ خطورة مفاعل ديمونا النووي تكمن، أنّه يقع في منطقة بحكم موقعها وتاريخها الزلزالي، فانّ تعرضها لزلزال وارد وغير مستبعد، وهذا إن حدث سوف يؤدي إلى تصدّع هائل في جدران مفاعل ديمونا النووي، وقد أشار الخبير مردخاي فعنونو والذي أعتقل في السجون الإسرائيلية لمدة 18 عاماً، بعد أن كشف للعالم امتلاك الدولة العبرية(والأخيرة هي الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة والعالم)لهذا المفاعل النووي، أكد فعنونو أنّ تعرض المنطقة لهزّة أرضية قوية من شأنه أن تؤدي إلى شروخ وتصدعات في جدران المفاعل، وسوف يؤدي ذلك إلى تعرّض المنطقة والعالم إلى كارثة نووية أكبر بكثير من الكارثة النووية التي حصلت في مدينة تشرنوبيل، حيث مباني ومنشآت المفاعل والذي أقامه الكيان العبري، قبل أكثر من خمسين عاماً وأزيد من ذلك، تعاني حالياً من شقوق بفعل الهزّات الأرضية المتتالية، وأنّ مباني المفاعل لم تعد صالحة وآمنة وفق المعايير والمقاييس العلمية العالمية، وعليه لم تعد الدول العربية وشعوبها آمنة كطفل في سريره، وبعد احتلال بغداد في 9/4/2003 م، وهو يوم سقوط الشريك الاستراتيجي الاقتصادي للأردن/ الدولة والشعب.

في الوقت الذي شنّت فيه واشنطن ولندن، ومن حشدت إليه من الدول إلى جانبهما في عام 2003 م وما زالتا، لحرب ضروس على العراق الدولة والشعب والحضارة، في تحد سافر ومقلق، بزعم إنقاذ العالم من أسلحة الدمار الشامل العراقية، والتي لم يتم العثور عليها حتّى الآن، وفي ذات الوقت الذي ترتفع فيه عقيرة لهجة التهديدات الأمريكية والأوروبية بالرغم من توقيع الأتفاق النووي، لكل من إيران الدولة المسلمة وسوريا الدولة العربية(بالرغم من الحرب بالوكالة عليها منذ ست سنوات وأزيد)وغيرهما من الدول، لمجرد الارتياب والخوف في سعي تلك الدول لإعادة أو تطوير برامجهم النووية السلمية، نجد في إسرائيل تسعى إلى تطوير برنامجها النووي العسكري السري، وتعقد مزيد من الاتفاقيات السرية مع واشنطن وغيرها من دول السلّة والجوقة، والتي تقضي بأنّه بوسع إسرائيل أن تمضي قدماً في برنامجها النووي، كيفما شاءت ما دام الأمر قد بقي طي الكتمان!!. إن الدولة العبرية بأسلحة دمارها الشامل، وبرنامجها النووي العسكري السري(عمره قارب أكثر بخمسين عاماً)وما يحويه من نظم التسليح النووي الخطيرة، يؤكد أن إسرائيل دولة إرهابية بامتياز، وجديرة بالانخراط في دول محور الشر التي يجب على العالم أجمع محاربتها عسكرياً واقتصادياً، كيف لا وهي( أي إسرائيل )تمتلك سادس ترسانة نووية في العالم، من بينها أسلحة نووية ذات تكتيكات صغيرة وألغام نووية، علاوة على صواريخ متوسطة المدى تطلق من البحر والجو وتقوم بتطوير قنبلة النيترون؟! . إنّ سياسة الغموض النووي التي تمارسها إسرائيل، منذ اغتيال الرئيس الأمريكي جون كندي، والأخير مارس ضغوطاً على إسرائيل وبقي متربصاً بها إلى أن تم اغتياله، وتحديداً في عهد جلودا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية عام 1969 م، والتي وصفها يوماً ما فرانسوا ميتران لشدة قباحتها بقوله: يا الله كأنّها للتو وقد سقطت من مؤخرة يهوذا، حيث وصلت إلى تفاهم مع الأمريكان حول برنامج إسرائيل النووي السري، ومن هنا  يجب أن لا تستمر هذه السياسة النووية الغامضة الإسرائيلية، حيث تعد هذه السياسة دليل على المساعي الإسرائيلية الفاشية، ودليل على السياسات الأمريكية المتخاذلة في المنطقة والعالم أجمع، وما صرّح به كارتر وقبل تسع سنوات من الآن(أذكر ذلك جيداً)، في مهرجان أدبي بريطاني في مقاطعة ويلز، أنّ إسرائيل تملك أكثر من 150 سلاحاً نووياً، فهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط الآن والتي تمتلك أسلحة نووية هائلة، ومع ذلك نجد هذه الدولة العبرية الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة الشرق الأوسطية، لم تؤكد ولم تنفي هذه المعلومات القديمة الجديدة والتي تفوّها بها كارتر، معتمدةً على سياسة الغموض النووي في برنامجها العسكري السري والذي يهدد الأمن والسلم العالميين .

إنّ الإشعاعات النووية القادمة من المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونه، لها تأثير واضح على الحوامل والأجنة تحديداً، فهي تسبب تشوهات خلقية، واجهاضات متكررة، ومشاكل في النمو، وعقم للرجال، وعقم للنساء، كذلك سوء تغذية للأطفال، كل ذلك وأزيد منه سواءً في غزّة والضفة الغربية، وكذلك يمتد أثرها على جنوب الأردن الصامد، فالأطفال يولدون بأوزان قليلة، وبقامات قصيرة، فمستوى الفقر في غزّة يصل إلى ذروته العالية المتفاقمة، مع استمرار الحصار وفي الضفة الغربية أيضاً، وان كان طبعاً أقل من غزّة، الأمر الذي يؤثر على صحة الحوامل وعدم قدرتهن على معالجة ومقاومة تأثير هذه الإشعاعات، كما أنّ 60% من النساء الحوامل يعانين من مرض فقر الدم. والتساؤل الأخير هو: هل بدأ البلدربيرغ الأمريكي وعبر الاتفاق النووي مع ايران، في الشروع باستراتيجيات الاختراق النظيف للدولة الإيرانية، عبر الأدوات من المعارضة الإيرانية الخارجية ذات الارتباطات الموساديّة، والخلايا النائمة منها وغيرها في الداخل الإيراني، كما فعلت في جلّ المنطقة حتّى اللحظة، بحيث لا تلوّث أياديها بدماء غيرها؟ وهل شرّع الاستثمار في الطبقة الوسطى الإيرانية، لأحداث التغيرات السياسية المطلوبة وللتمهيد لتفجير إيران من الداخل؟

mohd_ahamd2003@yahoo.com

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz