Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 10:36:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
السيسي والأسد واللقاء المرتقب! .. بقلم الدكتور محمد سيد أحمد

دام برس :

العلاقات المصرية السورية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، فكل المعارك التاريخية للبلدين كانا معا، فالبوابة الشرقية لمصر هي البوابة التي جاء منها كل طامع، وكل غازٍ لأرض الكنانة عبر التاريخ، وهذه البوابة هي المتاخمة لبلاد الشام التي هي سورية الآن إلى جانب فلسطين ولبنان والأردن، وبالطبع لم يكن الطامع أو الغازى يمكنه الوصول إلى مصر لنهب وسلب خيراتها قبل أن يكون قد مر على الشام، وسلب ونهب خيراتها هي أيضا، فالبادئ بسورية دائما ما ينتهي بمصر..

فالهكسوس والتتار والصليبيون قديما والفرنسيون والإنجليز والصهاينة حديثا كانوا دائما يستهدفون خيرات الإقليمين الشمالى والجنوبي، لذلك عندما يكون في مصر حاكم يدرك معنى الأمن القومى المصرى، فغالبا ما يقوى علاقته مع سورية ويمد جسور التعاون بين الإقليمين، وعندما يكون الحاكم قصير النظر ينكفئ على نفسه ويهتم فقط بحدود بلاده الجغرافية، وبالتالي تنحسر العلاقة مع الإقليم الشمالى.

وفى العصر الحديث أدرك محمد على أثناء بناء دولته الحديثة أهمية الأمن القومى المصرى، وأدرك أنه في تحديه للسلطان العثمانى يجب أن يؤمن الجبهة الشرقية لمصر، التي يأتى منها الغزاة تاريخيا، فأعد الجيش بقيادة ابنه إبراهيم باشا، وانطلق في اتجاه بلاد الشام، وبالفعل تمكن من تأمين الجبهة الشرقية لمصر.

وعندما جاء الزعيم جمال عبد الناصر كأول رئيس مصرى في العصر الحديث، كان قارئا جيدا للتاريخ والجغرافية معا، فسعي منذ البداية لفعل ما استعصى على كل الحكام تاريخيا، حيث رأى ضرورة وحتمية الوحدة مع سورية، باعتبارها الامتداد الطبيعي للأمن القومى المصرى، وتكللت جهوده بالنجاح، واندمج الإقليمان الشمالى والجنوبي في دولة واحدة هي الجمهورية العربية المتحدة، والتي رفعت علما واحدا يتكون من الأحمر والأبيض والأسود، وفى منتصفه نجمتان الأولى لسورية والثانية لمصر، وأصبح للدولة الجديدة جيش واحد يتكون من ثلاثة جيوش ميدانية الأول في سورية والثانى والثالث في مصر..

وتآمر أعداء الأمة العربية بالداخل والخارج على مشروع الوحدة، وحدث الانفصال شكلا، لكن ظلت العلاقة قائمة حتى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، وجاء من خلفه الرئيس السادات وظلت العلاقة قائمة لخوض معركة التحرير، فكانت حرب أكتوبر– تشرين 1973 وكانت المعركة الأخيرة التي خاضها جيش الجمهورية العربية المتحدة سويا، وكان النصر التاريخى على الصهاينة، وبعدها اعتقد الرئيس السادات أنه يمكنه تأمين حدود مصر الشرقية عبر اتفاقية سلام مع العدو الصهيونى، وقد أثبتت الأيام خطأ تقديراته فمازالت حدودنا الشرقية مهددة، والمعركة التي يخوضها الجيش المصري العظيم في سيناء الآن خير شاهد وخير دليل.

وجاءت الهجمة الأخيرة على أمتنا العربية بواسطة المشروع الأمريكى الصهيونى، والذي يسعى إلى تقسيم وتفتيت المنطقة بواسطة مجموعة من الجماعات التكفيرية الإرهابية التي سلحتها ومولتها بالتعاون مع بعض الدول الإقليمية، وللأسف الشديد بعض المحسوبين على أمتنا العربية تلك الدول التي أطلق عليها الزعيم جمال عبد الناصر الرجعية العربية، ونعتها مؤخرا الرئيس بشار الأسد بأشباه الرجال، وحاول المشروع وبكل ما أوتى من قوة أن يفصل بين الإقليمين الشمالى والجنوبي، وعندما تمكن الإرهاب من السلطة السياسية في مصر مؤقتا، وفى غفلة من الزمن قام الرئيس الإرهابي محمد مرسي بقطع العلاقات مع سورية العربية..

وبخطوة عنترية غبية أعلن أنه سيدعم الثورة (الإرهاب) في سورية، وكان يحلم بأن يرسل الجيش المصري لخوض الحرب ضد الجيش العربي السورى، لكن هيهات أن تنتصر إرادة الإرهاب على الإرادة الوطني،ة فهب الشعب ودعمه الجيش، وبذلك أجهض المشروع في مصر، واستمرت الحرب الكونية على سورية في ظل انقطاع العلاقات الرسمية بين الإقليمين، وظن المتآمرون أنهم نجحوا في مخططهم الشيطانى لفصل الإقليمين عن بعضهما البعض، واعتقد الرأى العام العربي والعالمى ذلك أيضا، لكن العالمين ببواطن الأمور كانوا على وعى شديد بطبيعة العلاقة والتنسيق الكامل بين دمشق والقاهرة، خاصة على مستوى القيادات الأمنية العليا في الإقليمين.

وجاءت اللحظة الحاسمة في عمر المعركة، وأعلنت مصر الرسمية موقفها الداعم لسورية شعبا وجيشا وقائدا، وفى هذه الأثناء جن جنون أصحاب المشروع التقسيمي والتفتيتى وحلفائهم الإقليميين الذين اعتقدوا أن مصر معهم ضد سورية، لكنهم صدموا بأن مصر الرسمية تدرك وبوعى شديد أهمية سورية لحفظ الأمن القومى المصري، فمازال وسيظل مصير الإقليمين واحدا ومازال جيشاهما واحدا لذلك يتم التنسيق بين القاهرة ودمشق للقضاء على المؤامرة والإرهاب معا ولا يغيب الحليف الروسي عن المشهد، وإذا كان هناك لقاء مرتقب بين الرئيسين السيسي والأسد فسيكون برعاية بوتين شخصيا، وقد يكون محله موسكو وليست القاهرة أو دمشق، اللهم بلغت اللهم فاشهد.

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2016-12-29 02:41:00   ثالثا..بالكاد
نعم... هذا هو ما استنتجناه ان مكانة سوريا واقعيا، بعد ان ظننا انه ثانيا -لنصف قرن- بالنسبة لهذه العقيدة.....ان لهذه الاهزوجة المممجة ان تتبدل.............. تحيا سوريا......للسوريين
هانيبعل  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz