Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 10:36:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل الولايات المتحدة الأمريكية دولة علمانية ؟ بقلم : د.شاهر الشاهر
دام برس : دام برس | هل الولايات المتحدة الأمريكية دولة علمانية ؟ بقلم : د.شاهر الشاهر

دام برس:

تمثل قضية الدين واحدة من أهم القضايا في المجتمع الأمريكي فعلى الرغم من أن الدستور الأمريكي وتعديلاته يؤكدان على العلمانية والفصل بين الدين والدولة، فإن الدين كان وما زال يمثل عنصراً أساسياً من عناصر خصوصية المجتمع الأمريكي. فالحياة الأمريكية تخضع لنظام من القيم تتفاعل داخله العديد من الأديان، ولكن بدرجات مختلفة تفصل بينها مسافات اجتماعية واتجاهات مذهبية وفكرية تؤكد على هذه التعددية (1).

لقد حمل المهاجرون الجدد البيوريتانيون (التطهيريون) العقيدة البروتستانتية، التي كانوا يحاولون تطبيقها في إنكلترا. ولكنهم طردوا واضطهدوا، فهاجروا إلى أمريكا. التي أسموها (إنكلترا الجديدة). ولأن المهاجرين الجدد كانوا من البروتستانت فقد كانوا قوة غالبة، فسادت كنيستهم وساد مذهبهم (2).

إن الاهتمام بالشرق الأوسط من قبل السياسة الخارجية الأمريكية ليس جديداً، فمنذ القرن التاسع عشر كانت المنطقة أرض تبشير للعديد من الكنائس البروتستانتية وبعضها لم تكن تنظر بعين الرضا إلى إنشاء "دولة إسرائيل". أما المجموعات الأصولية التي تقرأ النصوص المقدسة قراءة حرفية، فقد رأت في قيام الدولة العبرية تحقيقاً للنبوءات التوراتية.

أولاً: العلاقة بين الدين والدولة في الولايات المتحدة الأمريكية:
إن تأثير الدين موجود منذ البدايات الأول لتكوين المجتمع، فأصل المجتمع الأمريكي يعود إلى تلك المستعمرات التي أسسها (البيوريتانيون) الفارون من الاضطهاد الديني في أوروبة الغربية كي يعبدوا الله على طريقتهم الخاصة في الدنيا الجديدة التي طالما حلموا بها (3). فالمجتمع الأمريكي مجتمع من المهاجرين كان الدين جزءاً من تكوينه الإيديولوجي.
لقد كانت مغامرة كريستوف كولومبوس لاكتشاف أمريكا عام 1492 م، مغامرة دينية بالأساس. كما أن الدستور الأمريكي تأثر بالفكر الديني. فمبدأ الفصل بين السلطات، وفكرة الضبط والتوازن بين الكونجرس والرئاسة تعود إلى اعتقاد البيوريتانيين (التطهيريين) في ازدواجية الطبيعة الإنسانية أي الكمال (السّمو) من جهة، والنقص منذ الخطيئة الأولى من جهة أخرى (4).
فالمسيحية هي الديانة الأولى في الولايات المتحدة*، والمذهب الرئيس هو البروتستانتية والذي ينقسم إلى عدة طوائف، أكبرها هي الطائفة المعمدانية والتي يأتي منها دائماً رئيس الجمهورية. ولم يتقلد هذا المنصب سوى رئيس كاثوليكي واحد هو جون كندي (1961-1963) (5).
لقد شعر البروتستانت بالمزاحمة من قبل الكاثوليكية، الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة بفصل الدين عن الدولة. وقد تم لهم ذلك حين تقرر إدخال مبدأ الفصل في صلب الدستور الأمريكي. والذي عدّ التعديل الدستوري الأول عام 1789م (6).
ولا يوجد دين رسمي ولا كنيسة رسمية (وضع هذا النص توماس جيفرسون الذي أصبح الرئيس الرابع للولايات المتحدة الأمريكية) لأنه خشي أن تفرض إنكلترا مذهبها المسيحي وكنيستها (7).
وتمتنع الدولة عن تمويل أي مؤسسة دينية من الخزانة العامة، ولا تمول الدولة المدارس الدينية من المال العام، حتى لا ترسخ ديناً أو مذهباً معيناً (8).
 إن الانفصال بين الدين والحياة السياسية في التقاليد الغربية هو انفصال نظري صاغه الفقه الغربي في محاولاته لإيجاد حل للمشكلات السياسية التي كانت تعاني منها الدول الغربية في العصور الوسطى نتيجة لمبالغات الكنيسة الكاثوليكية في ممارساتها السياسية. وإن هذا الانفصال لم تتقبله المرجعية الأصلية لثقافة هذه المجتمعات لتعارضه مع التصور القائم للعلاقات السياسية والذي تشكل القيم المسيحية أحد أهم عناصره، ولتجاهله لواقع الحركة السياسية والاجتماعية الغربية التي يعد الدين عاملاً مؤثراً في تشكيلها وتوجيهها.
إن الدين في الولايات المتحدة يتزاوج بين قراءتين:
- الدين المدني: وهو مجموعة من الطقوس والرموز الدينية وشبه الدينية التي تطبع الحياة الأمريكية.
- والدين المتدين: الذي يتكون من جماعات وكنائس مختلفة، إذ يبدو أن الصراع يتركز بين الجماعات المختلفة في إطار دائرة التأثير في حقل الدين العام، وهو حقل معقد تأخذ فيه العناصر الدنيوية عاملاً موازياً للعناصر الدينية (9).
وعلى الرغم من أن دستور الولايات المتحدة ينص على فصل الدين عن الدولة، فإن دور الدين لم يغب عن القرار السياسي الأمريكي، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط.
ومن الطرق التي أصبح فيها الدين منخرطاً في الحياة السياسية الأمريكية، عمل الجماعات الدينية كجماعات مصالح ومحاولتها التأثير على المسار السياسي بأساليب متنوعة وتظهر الكتب ذات الموضوعات الدينية في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً، كما أن هناك مئات المواقع الأمريكية على شبكة الانترنت مخصصة للدين، وأصبحت المنظمات الدينية المحافظة – الأصولية بوجه خاص– أكثر فعالية في السياسة في العقود الماضية. 
ففي الولايات المتحدة (الدولة العلمانية التي ينص دستورها على فصل الدين عن الدولة) 1400 محطة دينية، يعمل فيها 80 ألف قسيس إنجيلي، أكثريتهم الساحقة من أتباع هذه المدرسة التي تعد إسرائيل تجلياً إلهياً وتجسيداً لنعمه من أجل خلاص بني البشر (10).
المجتمع الأمريكي مجتمع علماني، والمجتمع العلماني بوجه عام يرفض المؤسسة الدينية أو يفصل بينها وبين الدولة، ولكنه لا يرفض القيم الدينية الضابطة للمجتمع (11).
وإن اهتمام المجتمع الأمريكي بالدين هو اهتمام على المستوى الفردي، فالدين قضية فردية تماماً، وهذا ضد التدين في المجتمعات الشرقية أو الإسلامية والتي يغلب فيها التدين الجماعي (12) .

ثانياً: الصهيونية المسيحية ودورها في التأثير على القرار الأمريكي:
بالإضافة إلى وجود حركة صهيونية يهودية، فإنه توجد حركة صهيونية مسيحية. والصهيونية المسيحية هي: حركة دعوة دينية مسيحية، تدعو إلى العصمة الحرفية للكتاب المقدس والعودة الحقيقية للمسيح، وقيام حكمه الألفي الذي تكون القدس عاصمته (13). وصهيونيتها تأتي من دعوتها إلى وجوب عودة اليهود إلى أرض الميعاد (فلسطين)، تحقيقاً للنبوءات التوراتية التي يؤمن بها المسيحيون.
وبالإضافة إلى هذا الاسم (الصهيونية المسيحية) فإنه يطلق عليها أحياناً أسماء أخرى مثل: (الأصولية المسيحية) أو (الأصولية الإنجيلية) أو (الصهيونية غير اليهودية).
وتلتقي الحركتان الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية عند مشروع إعادة بناء الهيكل في الموقع الذي يقوم عليه المسجد الأقصى (14). لأنهم يرون أن من يهيمن على جبل الهيكل يهيمن على القدس، ومن يهيمن على القدس يهيمن على أرض إسرائيل (15).

ثالثاً: نشأة الصهيونية المسيحية:
انبثقت الصهيونية المسيحية الأمريكية منذ العقد الخامس في القرن التاسع عشر، أي قبل صهيونية هرتزل بعقود (16).
وأول من استخدم عبارة (الصهيونية) في العصر الحديث كان ناثان بيرنباوم عام 1892. ونشر كتاباً بعنوان: "الانبعاث القومي للشعب اليهودي في وطنه كحل للمشكلة اليهودية" وذلك في عام  1893 (17) . أما تعبير الصهيونية المسيحية فكان أول من استخدمه تيودور هرتزل في وصفه لمؤسس الصليب الأحمر الدولي هنري دونانت. وكان دونانت من الأثرياء الذين مدوا يد العون إلى الحركة الصهيونية اليهودية، وكان واحداً من شخصيات مسيحية قليلة جداً دعيت إلى المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بال في سويسرا عام 1897 (18).
ويعد جون نلسون داربي الأب الشرعي للحركة الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة (19).
ولما يئست حركة الإصلاح الديني البروتستانتي من تحويل اليهود إلى البروتستانتية تبنت الدعوة لعودة اليهود إلى فلسطين للتخلص منهم. وكان في ذلك إعلان نشأة المسيحية الصهيونية (20). وكان تعريف الصهيوني المسيحي بأنه المسيحي الذي يقدم الدعم للحركة الصهيونية (21). ويعد ويليام بلاكستون (1841 – 1935) الممول والرحالة والمبشر الإنجيلي من أبرز المسيحيين الصهيونيين الأمريكيين الذين أطلقوا تلك الحركة. وهو الذي قال في أثناء زيارته إلى فلسطين للحج عام 1888 الشعار المشهور: "إنّ فلسطين أرض بلا شعب ويجب أن تعطى لشعب بلا أرض" (22).
لقد أخذت الأصولية المسيحية بالتكون مع بدايات القرن العشرين، وتبلورت فكرياً في أعقاب نشر سلسلة من اثني عشر مجلداً  تحت عنوان (الأصول) تضم تسعين مقالاً حررها مختلف اللاهوتيين البروتستانت المعارضين لكل تسوية أو حل وسط (23).
ويعتبر عام 1942 نقطة تحول مهمة في تاريخ الأصولية البروتستانتية، حيث تأسست  (الرابطة الوطنية للإنجيليين) وتعد هذه الرابطة الكيان التنظيمي الذي يضم تحت مظلته آلاف الكنائس الأصولية في أمريكا(24).
ومع نهاية السبعينيات ساعدت التقلبات الاجتماعية و السياسية والاقتصادية في المجتمع الأمريكي على تهيئة الأرض الخصبة للمجموعات الدينية المتعصبة مثل: الأكثرية الأخلاقية. وحصلت متغيرات داخل الطائفة اليهودية الأمريكية، وأصبح هناك العديد من النقاط المشتركة التي تجمعها مع اليمين المسيحي.
فحركة المسيحية الأصولية لم تتحول إلى حركة سياسية بالمعنى الدقيق إلا في السبعينيات، إذ لم تسع إلى السلطة (سواء أكانت تنفيذية أم تشريعية) قبل السبعينيات (25). ثم توالى صعود اليمين المسيحي في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، حتى أصبح قوة مؤثرة في انتخابات الرئاسة والكونجرس، إذ أصبح يستحوذ على 25% من القاعدة التصويتية في الولايات المتحدة. (أي حوالي 10 أضعاف الأصوات اليهودية) (26).

رابعاً: الأسس الفكرية للصهيونية المسيحية:
كانت العلاقة بين البروتستانت واليهود حميمة، وعلى النقيض تماماً، كانت العلاقة بين البروتستانت والكاثوليك.
لقد احتلت فلسطين - كوطن لليهود- مكانة خاصة لدى البروتستانت. وأصبح هناك اعتقاد بروتستانتي قوي بأن عودة المسيح المنتظر لا تتم إلا بإقامة الدولة اليهودية.
التقى البروتستانتيون عملياً مع الحركة الصهيونية في مبادئها (27). وتأثر المهاجرون الجدد البروتستانتيون باليهودية، ويعود ذلك إلى أن المهاجرين الجدد اعتبروا أن العالم الجديد هو القدس الجديدة. حيث يرون أن تجربتهم مشابهة لتجربة العبرانيين الذين ذكروا في التوراة. فأصبحت أمريكا لديهم (كنعان الجديدة). فالعبرانيون القدامى فرّوا من مصر هرباً من عبودية فرعون وهم فرّوا من ملك إنكلترا جيمس الأول بحثاً عن ملاذ من الاضطهاد الديني. وأطلق المهاجرون الجدد أسماء عبرانية على الأماكن التي يفدون إليها. وكذلك أطلقوا أسماء عبرانية على المواليد الجدد.
وإنّ أول شهادة دكتوراه منحتها جامعة هارفارد في عام 1642 كانت تتناول موضوع (العبرية هي اللغة الأم). وكان أول كتاب يصدر في أمريكا هو (سفر المزامير). وأول مجلة صدرت حملت عنوان (اليهودي). بالإضافة إلى تعليم اللغة العبرية في المدارس والجامعات (28).

وتنطلق الصهيونية المسيحية من مجموعة من الثوابت العقائدية أهمها (29):
أ- إن الإيمان بأن اليهود هم شعب الله المختار، يعني وجوب الالتزام بدعم إسرائيل ومساعدتها ليس كعمل سياسي فقط بل كواجب ديني، لأن الله هو الذي اختار، وعلى الناس أن يحترموا ويقدروا هذا الاختيار، وذلك باحترام إسرائيل وتقديسها.
ب- إن الإيمان بأن الله منح الشعب اليهودي الأرض المقدسة (فلسطين)، يعني ليس فقط تأييد قيام إسرائيل، بل مساعدتها على إقامة المستوطنات، وعلى تهويد الضفة الغربية والسامرا.
ج- إن الإيمان بأن القدس هي جزء من الأرض الموعودة للشعب اليهودي، يعني مساعدة إسرائيل على الحصول على اعترافات عالمية بضم القدس وتهويدها وجعلها عاصمة أبدية لها.
د- إن الإيمان بأن من شروط العودة الثانية للمسيح بناء الهيكل، يعني تمويل مشروع بناء الهيكل، ويعني قبل ذلك، إزالة العقبات التي تحول دون بنائه وفي مقدمتها وجود المسجد الأقصى في الموقع الذي يجب أن يقوم عليه الهيكل.
هـ- إن الإيمان بحتمية معركة هرمجدون، التي تسبق بالضرورة العودة الثانية للمسيح، يعني تعطيل مساعي التسوية والسلام ودفع الأمور في الشرق الأوسط بصورة دائمة نحو الاضطراب ونحو العداء المتبادل بين العرب واليهود. فالسلام يعطل هرمجدون، وبالتالي يؤخر العودة المنتظرة، أما الصراعات فإنها تمهد لهرمجدون وتعجل بالعودة.
لقد آمنت الصهيونية المسيحية قبل تأسيس "دولة إسرائيل" بعودة اليهود كشعب إلى أرضه الموعودة في فلسطين، وإقامة كيانه الوطني فيها، تمهيداً للعودة الثانية للمسيح وتأسيسه مملكة الألف عام. وأخذت الصهيونية المسيحية تنظر إلى إسرائيل بعد قيامها كحدث وإشارة تؤكد معتقداتها (30).
فاحتلال القدس لم يزل الخطوة قبل الأخيرة لنهاية التاريخ، فالخطوة الأخيرة هي إعادة بناء المعبد القديم (الهيكل) فوق موقعه التاريخي القديم... وهو المكان عينه الذي تقام عليه الآن قبة الصخرة (31).
إن اليمين المسيحي يؤمن بضرورة تحول اليهود إلى المسيحية قبل مجيء المسيح كي يشملهم الخلاص، بعد بناء الهيكل. وذلك ما يفجر التناقض – أحياناً – بين اللوبي اليهودي واليمين المسيحي (32).
وترى هذه الحركة أن القوانين الدولية لا تطبق على إسرائيل، لأن إسرائيل تختلف عن كل الكيانات السياسية الأخرى في العالم من حيث أن وجودها هو تجسيد لإرادة إلهية وليس استجابة لحاجة إنسانية، لذا فإن ما يجب أن يطبق على إسرائيل هو الإرادة الإلهية التي وردت في الكتب المقدسة وأبرزها الوعد الإلهي لشعب الله المختار (33).
إن ملايين البروتستانت الأمريكيين يدعمون إسرائيل عن إيمان كامل بأن دعم أمريكا لإسرائيل هو السبيل الأساسي لبقاء أمريكا السياسي والروحي. فالتزام هؤلاء بالدولة اليهودية ينبني على النبوءات التوراتية والإيمان بأن اليهود هم شعب الله المختار (34).
وتعتقد الصهيونية المسيحية بأن النهاية المأساوية للتاريخ سوف تتم في العام الأول من الألفية الثالثة، ولذلك كان لأحداث 11 أيلول 2001 صدى هز المشاعر الدينية للمؤمنين بالنهاية الكارثية للتاريخ ى(35).
وترى الباحثة الأمريكية جريس هالسل: أن اليمين المسيحي مستعد – بل راغب بكل قواه– في إشعال حرب نووية بشأن إسرائيل تحقيقاً للنبوءات المقدسة (36).
والواقع أنّ هاجس الألفية ليس مسيحياً فقط، إنه يعود إلى ما قبل المسيح بعدة قرون، وربما إلى زرادشت في العام 1300 ق.م. وكان هذا الاعتقاد متداولاً في الثقافة الفرعونية، وفي ثقافة ما بين النهرين، وكذلك في الثقافة الهندية، وفي نهاية القرن السادس عشر لم يعد غريباً حتى عند الثقافة الإسلامية (37).
فمن هذه الأدبيات أصبح الإيمان بمساعدة اليهود في إقامة دولتهم في فلسطين نوعاً من العبادة التي تعبر عن المشاركة الإنسانية في تحقيق الإرادة الإلهية.

خامساً: تأثير الصهيونية المسيحية على القرار السياسي الأمريكي:
استخدمت الإدارات الأمريكية المتلاحقة الحس الديني ومصطلحاته لتحقيق أهدافها. مما يؤكد على العلاقة بين الدين والسياسة الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية.
إنّ تزايد دور الدين في الحياة السياسية الأمريكية ترتب عليه تحول الكنائس ورجال الدين إلى جماعات ضغط قادرة على التأثير بفاعلية ومقدرة في عملية صنع القرار السياسي، وخاصة ما يتعلق بمصالح رعاياها أو بتصوراتها للمثل والمبادىء والأخلاقيات المسيحية (38).
ومشروع اليمين المسيحي يحمل مبدأ الهيمنة الأمريكية، وفيه أيضاً مبدأ الاستعلاء – ليس على غير المسيحيين فقط– بل على مسيحيي الشرق، الذين يعدون من البربر أيضاً. مما يعني أن النظرة الاستعلائية لا تفرق كثيراً بين المسلمين و المسيحيين. ومن ثم فلا يوجد اختلاف بين اليمين المسيحي واليمين العلماني فيما يخص الهيمنة، وفيما يخص استخدام القوة العسكرية أيضاً. فاليمين المسيحي يتصور أن يكون العالم كله تحت قيادة المسيحية الأمريكية، وكذلك يتصور اليمين العلماني العالم تحت قيادة القوى الأمريكية.
إذاً هناك نزعة للهيمنة يتفق عليها التياران. إلا أن اليمين المسيحي له بعض المشاكل الحاسمة مع العلمانية الأمريكية. فهو يقف ضد الشذوذ والإجهاض (وقد ارتكبوا جرائم قتل ضد أطباء يجرون عمليات إجهاض). وهو ضد العلمنة في المدارس، وضد العلمانية السائدة في الحضارة الغربية. مما يعني أن هناك نوعاً من عدم التوازن والاضطراب داخل بنية المجتمع الأمريكي.
وتعد الكنائس البروتستانتية كنائس الطبقة العليا الحاكمة على مدى أكثر من مائتي عام من عمر أمريكا. ويعد تأثيرها كبيراً في صياغة السياسة الأمريكية (39).
لقد نجحت المنظمات المسيحية الصهيونية في ترويج الاعتقاد بأن دعم أمريكا لإسرائيل ليس فقط إلتزاماً سياسياً، و إنما رسالة إلهية بسببها يبارك الرب أمريكا (40).
وهكذا فإن دعم اليهود وتأييدهم ومساعدتهم لا يتم من أجل اليهود كيهود، إنما من أجل توفير الشروط اللازمة للعودة الثانية للمسيح.
ومن أجل ذلك فقد تحول أول قنصل أمريكي في القدس وارد كريسون من المسيحية إلى اليهودية (41).
وإن مصادقة الرئيس الأمريكي ويلسون على وعد بلفور كانت نابعة من اعتقاده المسيحي الصهيوني (42).
ومنذ عام 1970 تقريباً، استطاعت الحركة الأصولية البروتستانتية أن تكون حركة مؤثرة في الحياة السياسية الأمريكية، واستعادة المفاهيم والتصورات النظرية النقية التي قدمتها الأصولية في بدايات القرن، وصبغها بأبعاد سياسية، واستخدامها في الواقع السياسي الأمريكي، بل وامتدادها لتشمل السياسة الخارجية الأمريكية.
ومع انتخاب رونالد ريغان عام 1980 قام بتعيين عدد من الأصوليين في حكومته. في حين كان المحافظون الجدد يقومون بدور مثقفي البلاط.
وانخرط اليمين المسيحي في عمليات خارجية على نحو ما ظهر في فضيحة (إيران  كونترا) وإسقاط حكومة ساندينستا في نيكاراجوا، وتأييد الحكم العسكري في السلفادور، ودعم حكم كورازون أكينو في الفلبين، وتأييد النظام العنصري في جنوب إفريقيا (43).
ولعل أخطر ما شهدته سنوات الثمانينيات من القرن الماضي في الولايات المتحدة، هو التحالف بين اليمين المسيحي من ناحية، واليمين الجديد في الحزب الجمهوري من ناحية أخرى. إذ وجد اليمين المسيحي طريقه إلى داخل الحزب الجمهوري متحالفاً مع اليمين السياسي.
وفي عهد الرئيس بوش الأب تراجعت هذه الجماعات ظاهرياً فقط، ومع أنّ المحافظين الجدد واليمين المسيحي باتوا أقل ظهوراً إلا أنهم كانوا مستمرين في التأثير على الوضعين السياسي والإيديولوجي. 
وفي عهد كلينتون، وبسبب فضائح الرئيس وخصوصاً في المعركة القانونية لإقصائه، اجتمع من جديد المحافظون واليمين الأصولي في رابطة للدفاع عن الفضيلة في أحسن تمويل وأفضل تنظيم.
ومن الأسماء البارزة في هذا التيار:
القس روبرتسون الذي يملك عدة مؤسسات إعلامية، تلفزيونية وإذاعية، ويسخرها من أجل الدعاية الصهيونية. وهو من أبرز جماعات الضغط لصالح إسرائيل. وكذلك القس جيري فوريل، وفرانكلين غراهام ووالده بيلي غراهام. وكان بيلي قسيساً للرؤساء الأمريكيين، منذ نيكسون في الستينيات من القرن الماضي وحتى كلينتون، أما فرانكلين الابن فهو قسيس الرئيس الحالي بوش الابن.
وقد أشار القس ريغانز إلى موقف هذه الحركة من عملية السلام بقوله: إن اتفاقات السلام هي خيانة لله ولنواياه نحو الشعب اليهودي..فالسلام كاذب لأن جذوره تنطلق من الشيطان (44).
وفي 24 تشرين الأول 1995، اتخذ الكونجرس الأمريكي قراراً باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وبنقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وقد أعد السيناتور بوب دول هذا المشروع بهدف كسب تأييد هذه الحركة في معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية التي كان يخوضها ضد بيل كلينتون.
إن قرار الكونجرس بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس تم بضغط من حركة الصهيونية المسيحية، وكذلك قرار الكونجرس بالموافقة على جعل القدس عاصمة لإسرائيل. وهذا يدل على مدى قدرة الحركة الصهيونية المسيحية في التأثير على صناعة القرار السياسي الأمريكي.
وقبل الحرب الأمريكية على العراق، صب قساوسة الصهيونية المسيحية جام غضبهم على الانتفاضة الفلسطينية، ووقفوا ضد أي تسوية سياسية انطلاقاً من إيمانهم بأن السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط يتعارض مع مستلزمات العودة الثانية للمسيح وفي مقدمتها حتمية معركة هرمجدون (45).
لقد تمكن اليمين الإنجيلي، المتمثل بالحركة الصهيونية المسيحية والمهيمن على القرار السياسي الأمريكي من إقناع الرئيس بوش الابن بأن للولايات المتحدة مهمة تجعل من قواتها    (جند الله على أرضه)، وإن أول خطوة في هذا السبيل، هي إزالة الدول المارقة المتهمة بإيواء الإرهابيين الإسلاميين أو مساعدتهم، وعلى رأس هذه الدول العراق، كما يدعي بول وولفيتز نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق وريتشارد بيرل مستشاره السياسي.
ومع ذلك فقد وصف مرجعان دينيان الحرب الأمريكية على العراق بأنها (حملة صليبية). المرجع الأول كان الفاتيكان، أما المرجع الثاني فكان الأزهر الشريف (46).

سادساً: إدارة الرئيس بوش الابن والصهيونية المسيحية:
لقد تزايدت قوة المؤسسات الدينية في المجتمع الأمريكي، حيث تتمتع بدرجة عالية من التنظيم ولديها الإمكانيات الضخمة، وبإمكانها توفير التسهيلات المادية وتسخير الوسائل المناسبة والمتقدمة لتحقيق أهدافها (47).
وفي عهد الرئيسين جورج بوش الأب وبيل كلينتون، غيب دور هذه الحركة، إلا أنه عاد بشكل قوي في عهد الرئيس بوش الابن.
ومع اتساع ما عرف بـ حمى نهاية القرن، مثلت الانتخابات الرئاسية عام 2000 العودة الكبيرة لله إلى النقاش السياسي. فأعلن الرئيس بوش الابن أن فيلسوفه السياسي المفضل هو يسوع المسيح، بينما أعلن منافسه آل جور أنه قبل أن يتخذ قراراً يتساءل: ماذا كان ليفعل   يسوع ؟
وفي حملته الانتخابية ألمح المرشح الجمهوري بوش الابن في لقاء تلفزيوني إلى أنه يعتقد أنه لكي يدخل الجنة، يجب أن يكون مسيحياً (48).
وفي عهد الرئيس بوش الابن، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001، قويت الحركة الصهيونية المسيحية وأصبح لها دور فعال في بلورة القرار السياسي الأمريكي.
ويحتل اليمين الديني المتطرف مكاناً أساسياً في صياغة القرارات السياسية في الولايات المتحدة، ومن أبرز شخصيات هذا اليمين:
- دوغلاس فيث: المستشار السياسي لوزارة الدفاع، ونائب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، وهو عضو بارز في المنظمة الصهيونية الأمريكية.
- ريتشارد بيرل: مستشار الرئيس بوش الابن لشؤون الشرق الأوسط، ورئيس المجلس السياسي بوزارة الدفاع (البنتاغون)، وممثل شركة سولتام الإسرائيلية للأسلحة، وكان قد اتهم وأدين بتسريب معلومات سرية أمريكية إلى إسرائيل.
- كارل روف: المستشار السياسي للرئيس بوش الابن، وأحد أقرب المقربين إليه.
- بول وولفيتز: منظر الحرب على العراق، وأحد واضعي خطط هذه الحرب، وهو يشغل منصب نائب وزير الدفاع.
- إليون إبراهامز: مستشار مجلس الأمن القومي، الذي يعد مطبخ القرارات السياسية الأمريكية، وكان قد حكم عليه بالسجن بسبب الإدلاء بشهادة كاذبة أمام الكونجرس في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان تتعلق بصفقات أسلحة لجماعة الكونترا في نيكاراغوا المؤيدة للولايات المتحدة، إلا أن الرئيس بوش الابن أصدر عفواً خاصاً عنه.
- ريتشارد هاس: عضو مجلس الأمن القومي، ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نتنياهو، وهو من أكثر المتشددين في الدفاع عن نظرية الحرب على العراق وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد.
إن الجمع في إدارة أمريكية واحدة بين الأصوليين الإنجيليين المتصهينين، وغلاة المحافظين السياسيين المرتبطين بإسرائيل وبالحركة الصهيونية العالمية، يشكل ظاهرة فريدة تميز بها الرئيس بوش الابن دون سواه.
ويمكن قراءة موقف الرئيس بوش الابن في ضوء مواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق شارون، وذلك في:
- الموقف من الأمم المتحدة، ومن مجلس الأمن القومي وقراراته.
- اللجوء إلى الحرب، وتوظيف التفوق العسكري لفرض الأمر الواقع على الطرف الآخر.
- رفض المساعي الدبلوماسية، ومحاولة إملاء التسوية بالقوة العسكرية وبالشروط التي تحددها.
- الاستخفاف والتجاهل للرأي العام العالمي.
واليوم فإن اليمين المسيحي يشكل صلب الإدارة الأمريكية الحالية والحزب الجمهوري الحاكم، بالإضافة إلى تطلعاتهم للهيمنة والتوسع والانفراد في القرار الدولي مؤمنين بأن إسرائيل أرض الميعاد التي وعدها الرب لليهود، وهم مهووسون بعقيدة عودة المسيح المشروطة باجتماع اليهود في فلسطين. ومهووسون بحرب الألفية (هرمجدون) التي سيبيد فيها المسيح المنتظر قوى الشر.
لقد استخدمت الإدارة الأمريكية الكلمات والشعارات والعبارات الدينية، وما زالت مستمرة في ذلك في ذروة حديثها عن حربها ضد الإرهاب مثل: محور الشر، الحروب الصليبية، الحرب المقدسة، والعدالة المطلقة، وذلك من أجل استثارة الحس الديني للتأثير على المواطنين هناك لتحقيق أهدافها.
فالرئيس بوش يرى أن الحرب على العراق هي "مهمة إلهية" يقوم بها من أجل عالم أفضل.
ولعل أشد عبارات التنديد المسيحية بسياسة الرئيس بوش الابن، وردت على لسان البابا يوحنا بولس الثاني، ثم إن البيان الذي صدر في الخامس من شباط عام 2003 عن المؤتمر المشترك لمجلس الكنائس العالمي، ومؤتمر الكنائس الأوروبي والمجلس الوطني لكنائس المسيح في الولايات المتحدة، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، يعد بحق البيان المسيحي المبدئي الجامع والرافض للحرب على العراق، باعتبارها حرباً غير مبررة أخلاقياً أو دينياً، وقد ندد البيان بمبدأ اللجوء إلى القوة العسكرية بدلاً من المساعي السياسية لحل الخلافات.
وفي كتابه (جرأة الأمل) يشير الرئيس باراك أوباما إلى أن سياسة أمريكا الخارجية في محاربة الإرهاب، الذي هو صراع مسلح وحرب أفكار، يجب أن تقوم على الموائمة القائمة على إبراز القوة العسكرية بصورة حكيمة وزيادة التعاون مع الأمم الأخرى

ومما تقدم يمكننا القول:
إن الخطاب السياسي الأمريكي حافل بالمفردات والتعبيرات ذات الدلالة الدينية، وهو أمر لا يقتصر على الجمهوريين وإنما يمارسه الديمقراطيون أيضاً، بمن في ذلك الرئيس أوباما. وأوباما المتهم بأنه علماني، هو نفسه الرئيس الذى حدث في عهده توسع كبير في البرنامج الذى تقدم من خلاله الحكومة الفيدرالية تمويلاً من خزانة الدولة لمؤسسات دينية لترعى مشروعات مجتمعية.
المفارقة في كل ذلك، هي أنه رغم ذلك الطابع الفريد للعلمانية الأمريكية، فإن كلمة العلمانية تظل ذات مدلول سلبى لدى قطاع كبير داخل المجتمع بل والنخبة الأمريكية!!

لمحة عن الكاتب: الدكتور  شاهر اسماعيل الشاهر استاذ في كلية العلوم السياسية - جامعة دمشق مدير المركز الوطني للبحوث والدراسات عضو اتحاد الكتاب العرب.    
المراجع:
1. Catherine L.Albanese , America : Religions and Religions , (California : Wads Worth   Publishing Company , Second Edition , 1992 ) PP.11-14.                                                             
2. مر قس، سمير (2002)، الأصولية البروتستانتية والسياسة الخارجية الأمريكية( قانون الحرية الدينية نموذجاً)، الإمبراطورية الأمريكية، ج3 ، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، ص269-270.
3. Catherine L.Albanese , America : Religions and Religions , PP462 .                                                         
4. هلال، رضا (2001)، الدين والسياسة في أمريكا علمانية أم متدينة، الإمبراطورية الأمريكية،ج1،القاهرة: مكتبة الشروق، ص245.
5. لمعي، إكرام (2001)، التنوع الديني في أمريكا، الإمبراطورية الأمريكية، ج1، ص206.
6. مر قس، سمير (2002)، الأصولية البروتستانتية والسياسة الخارجية الأمريكية ( قانون الحرية الدينية نموذجاً)، مرجع سابق، ص272-273.
7. هلال، رضا (2001)، الدين والسياسة في أمريكا علمانية أم متدينة ؟ ، مرجع سابق، ص 247.
8. المرجع السابق، ص249.
9. حقائق الدين والسياسة في أمريكا،  شبكة النبأ، الأحد 27/6/2004م . WWW.annabaa.org
10. السماك، محمد (2003)، الدين في القرار الأمريكي، بيروت: دار النفائس، ص77.
11. لمعي، إكرام (2001)، التنوع الديني في أمريكا، مرجع سابق، ص205.
12. المرجع السابق، ص204.
13. الهذلول، صالح بن عبدالله، الصهيونية المسيحية: سر تبني أمريكا لمشاريع اليهود، WWW.albayan-magazine.com 
14. ها لسل، غريس (2000)، يد الله، ترجمة محمد السماك، القاهرة: دار الشروق، ص71.
15. المرجع السابق، ص68.
16. هلال، رضا (2001)، الدين والسياسة في أمريكا المسيح الأمريكي وصهيون، الإمبراطورية الأمريكية، ج2 ، القاهرة: مكتبة الشروق، ص195. 
17. Walter Laqueur , A History of Zionism (London , Weidenfed Nicolson, 1972 ) p . 589 .
18. السماك، محمد (2003)، الدين في القرار الأمريكي، مرجع سابق، ص16. 
19. Donald E. Wagner, Anxious for Armageddon, (Waterlow, Ontario, Herald Press, 1995 ) P.P 81- 88.      
20. هلال، رضا (2001)، الدين والسياسة في أمريكا المسيح الأمريكي وصهيون، مرجع سابق، ص193.
21. Colin Chapman , Whose promised land , Israel or Palestine ? revised edition ( Oxford , Lion, 2002 )  p . 274.                                                                                                                               
22. هلال، رضا(2001)، الدين والسياسة في أمريكا المسيح الأمريكي وصهيون، مرجع سابق، ص196- 197.
23. مر قس، سمير(2002)، الأصولية البروتستانتية والسياسة الخارجية الأمريكية( قانون الحرية الدينية نموذجاً)، مرجع سابق، ص275. 
24. المرجع السابق نفسه، ص276.
25. هلال، رضا (2001)، الدين والسياسة في أمريكا علمانية أم متدينة؟ ، مرجع سابق، ص257.
26. المرجع السابق نفسه، ص259-260.
27. مر قس، سمير (2002)، الأصولية البروتستانتية والسياسة الخارجية الأمريكية ( قانون الحرية الدينية نموذجاً)، مرجع سابق، ص271.
28. المرجع السابق، ص270.
29. السماك، محمد (2003)، الدين في القرار الأمريكي، مرجع سابق، ص54.
30. مر قس، سمير (2002)، الأصولية البروتستانتية والسياسة الخارجية الأمريكية( قانون الحرية الدينية نموذجاً)، مرجع سابق، ص272.
31. هلال، رضا (2001)، الدين والسياسة في أمريكا المسيح الأمريكي وصهيون، مرجع سابق، ص201.
32. المرجع السابق نفسه، ص210.
33. السماك، محمد (2003)، الدين في القرار الأمريكي، مرجع سابق، ص77.
34. هلال، رضا (2001)، الدين والسياسة في أمريكا، مرجع سابق، ص207.
35. السماك، محمد (2003)، الدين في القرار الأمريكي، مرجع سابق، ص105.
36. هالسل، جريس (2003)، النبوءة والسياسة، ترجمة محمد السماك، ط5، ص76-88.
37. السماك، محمد (2003)، الدين في القرار الأمريكي، مرجع سابق، ص106.
38. صقر، عبد العزيز (1989)، دور الدين في الحياة السياسية في الدولة القومية، رسالة دكتوراه في العلوم السياسية، كلية التجارة – جامعة الإسكندرية، ص278-279.
39. مر قس، سمير (2002)، الأصولية البروتستانتية والسياسة الخارجية الأمريكية( قانون الحرية الدينية نموذجاً)، مرجع سابق، ص274.
40. هلال، رضا (2001)، الدين والسياسة في أمريكا المسيح الأمريكي وصهيون، مرجع سابق، ص207.
41. Henry Feingold , Zion in America , Hippocrene Books , 1974 , pp . 198 .          
42. الشريف، ريجينا(1985)، الصهيونية غير اليهودية: جذورها في التاريخ الغربي– الكويت: سلسلة عالم المعرفة، ص188.
43. هلال، رضا(2001)، الدين والسياسة في أمريكا علمانية أم متدينة؟، مرجع سابق، ص258.
44. Walter Riggans , The Messianic Community and the Hand Shake , Shalomi, 1995 .   
45. السماك، محمد (2003)، الدين في القرار الأمريكي، مرجع سابق، ص75.
46. المرجع السابق، ص71.
47. المسلاتي، مختار خليل (1986)، أمريكا كما رأيتها، ط1، الكويت: مكتبة المعلا، ص367.
48. هلال، رضا (2001)، الدين والسياسة في أمريكا علمانية أم متدينة، مرجع سابق، ص241.
       

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz