Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_rv2ncffgp4f3kk3l3d2d9kula1, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
أمريكا سر بقاء العرب! يا للعار يا للعار! بقلم : المحامي محمد احمد الروسان

Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 20 نيسان 2024   الساعة 15:08:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أمريكا سر بقاء العرب! يا للعار يا للعار! بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
دام برس : دام برس | أمريكا سر بقاء العرب! يا للعار يا للعار! بقلم : المحامي محمد احمد الروسان

دام برس:

الوضع في الشرق الأوسط رمال متحركة ورياح متغيرة، أعمدة المعسكر السنيّ في المنطقة تحاول لملمة نفسها(السعودية، مصر، تركيا)، أو بالأحرى التكوكب من جديد في الموقف من الحرب على سورية وفي سورية والمسألة الأيرانية، وما يجري في اليمن من عدوان صارخ وهمجي يندى له جبين البشرية، وما يحضّر للبنان واستراتيجيات الشيطنة لحزب الله اللبناني المقاوم. ولاعب الشطرنج المحترف عندما لا يجد لاعباً يوازيه يلعب مع نفسه ويكون الرابح دائماً، وكذا الولايات المتحدة الأمريكية التي لا ترى محارباً يوازيها فقررت ان تحارب نفسها كي تربح دائماً، وكي يستمر عمل الجيش والأستخبارات والمصانع الحربية والدولار ومجتمعات الميسر والقمار والدعارة العابرة للقارات والحدود والأزمنه، والأخيرة اقدم مهنه ومشروع في التاريخ البشري. قلب وتقليب مفردات التاريخ ولغات وحقائق الجغرافيا من جديد، من قبل العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وحلفائها وأدواتها ازاء الفدرالية الروسية وعبر سورية وأوكرانيا واقليم ناغورني كاراباخ، بمثابة صراع مباشر وحرب سياسية ساخنة ودبلوماسية متفجّرة في طور التحول والتمحور والتبلور وبكل اللغات ستقود، الى انفجار أمني وعسكري واقتصادي حيث نواة هذا الأنفجار سورية، كون الحرب الحالية المزعومة على عروق ومفاصل الأرهاب في الداخل السوري عبر التحالف الأمريكي(خارج قرارات الشرعيه الدولية)ومعه أكثر من ستين دولة، هي من ستشعل النواة الأولى لأنطلاق هذا الأنفجار الأمني والعسكري الشامل المتوقع بين موسكو والغرب، وتحذيرات سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية الأخيرة حول نوايا أمريكا ازاء توسيع الضربات العسكرية لتشمل مواقع للجيش السوري(قد تكون الخطّة B بجانب وصول الصواريخ الحرارية لأستهداف الطيران السوري والروسي ومع وصول بعض الطائرات الأيرانية الحربية الى مطار الشعيرات تحديداً)، والتي صارت شبه فعل حتّى اللحظة تجيء ضمن هذه السياقات. الحرب على عروق ومفاصل الأرهاب في سورية بشكل خاص، هي لاسقاط سورية كمدخل لاسقاط روسيّا وتقويض توسع مناطق النفوذ الروسية بالمشرق العربي، مع الأعتراف أنّ الداخل الروسي يستشعر ومنذ الحدث السوري وبشكل كبير الآن، بأنّ ملامح الفوضى الأمريكية ونسخ استراتيجيات توحشها تحرك بعض من في الداخل الروسي للمطالبة بالأنفصال عن الجمهورية الأتحادية الروسية. أمريكا عندما خلقت "الداعشية" العسكرية عبر توجيه أسباب انتاج ظروف بيئتها في المنطقة خلقت "الداعشية" السياسية، والأخيرة ضرورة لأستمرارية الأولى في فعلها وتفاعلاتها ومفاعيلها. والأرهاب الخيار الأستراتيجي لنواة الدولة الأمريكية، والأدارة الأمريكية كحكومة بلوتوقراطية في الداخل الأمريكي حكومة الأثرياء، هي صدى المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، وهي التي تمارس فن الأقناع بالأرهاب بالمعنى الرأسي وبالمعنى العرضي، ان لجهة الداخل الأمريكي، وان لجهة الخارج الأمريكي. وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بعض جهات عربية، بأنّ فلادمير بوتين غارق في الأزمة الأوكرانية، والأيرانيين في حال تقهقر والى حد اتخاذ مواقف هي أقرب ما تكون الى الدفاع عن النفس رغم الأتفاق النووي معها وتسييله، وعلى هذا الأساس فالطريق الى دمشق آمن أكثر من أي وقت مضى عبر الدواعش ومحاربتهم ومن خلال قوّات عربية واسلامية، عبر الأستخدام والتوظيف لمنظمة المؤتمر الأسلامي، يجري العمل على تشكيلها بجانب مشاركات تركية.

واشنطن تعاني من الشوق والحنين الى ماضيها الدموي، وروسيّا تتمسك بالشرعية الدولية وقواعد القانون الأممي وتعرف أنّ الهدف النهائي هي ذاتها ونفسها بالأساس وترد، وسورية تحاول التأقلم مع المتغير الجديد في المنطقة عبر استراتيجيات الغموض الخماسي المشترك(سوري، روسي، صيني، ايراني، حزب الله)ويحقق انجازات متتالية على الأرض، الرئيس التركي أردوغان يسند ويدعم هذا الأوان من السعودية، والأخيرة تسند المصري عبر الأقتصاد، كنتاج لترسيم الحدود البحرية الأخيرة، رغم التصويت المصري على مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن، حيث توترت العلاقات وتباطىء الأسناد السعودي الأقتصادي للقاهرة، والأخيرة تقول: أنّ المحرك الوحيد لتصويت مندوبها في مجلس الأمن الدولي هو المصلحة المصرية العليا.

وثمة معلومات تقول: أنّ الرئيس المصري قد يزور السعودية من جديد لترطيب الأجواء(معلومة)لأستكمال المصالحات المصرية التركية والمصرية القطرية، والسؤال هنا: فهل فك الرئيس المصري ارتباطه الضعيف أصلاً والسريّ مع النظام السوري، كي يوفر الغطاء السياسي والعربي الذي يحتاجه السعودي مشتركاً مع الأخير لمواجهة ايران مثلاً؟ حسناً لقاء جواد ظريف وسامح شكري وزيري الخارجية قبل فترة على هامش عمل الجمعية العامة للأمم المتحدة، اذاً كان في أي سياق سياسي عام؟ هل هو لقاء مجاملات أم ماذا؟ لم نرى تفاعلات له حتّى اللحظة على أرض الواقع، وهل تحالف القاهرة والرياض مع التركي والقطري بعد انجاز المصالحات الأقليمية، هو تحالف المأزوميين مثلاً؟ والهدف سورية وايران وحزب الله وأنصار الله في اليمن، ومهندس التقارب التركي السعودي هو ولي العهد محمد بن نايف وقبل أن يصبح ولياً للعهد، والملك سلمان نفسه زار تركيا عام 2013 م وهو ولي عهد للملك الراحل وجرى توقيع اتفاقيات دفاعية وصناعية. لا يستطيع أي أحد أيّاً كان أن يدافع عن شرعية الضربات الجويّة والصاروخية للولايات المتحدة الأمريكية في الداخل السوري ازاء مجتمعات الأرهاب المدخل الى الداخل السوري من قبلها ودول تحالفها المزعوم(تحالف الأمر الواقع)، كونها خارج قرارات الشرعية الأممية ومجلس الأمن الدولي سواءً كانت بعلم الحكومة السورية أو بدونها أو حتّى على مستويات التنسيق السري أو العلني المختلفة، وعبر طرف ثالث ان لجهة الزمن الحاضر، وان لجهة المستقبل، خاصةً وأنّ القيد الزمني للغزو سيطول ويطول سنوات، ناهيك عن القيد الموضوعي والذي قد يتطور الى مزيد من عمليات ضرب مواقع الجيش العربي السوري(جرى قبل أكثر من شهرين في دير الزور دعماً لداعش)وحتّى مقرات الرئاسة السورية، قد تكون الخطّة B بجانب وصول الصواريخ الحرارية أرض جو بدعم  سعودي تركي(تحذيرات سيرجي لافروف دقيقة وتجيء نتاج معلومات وتحليل معلومات من طراز رفيع)، فهي(أي ضربات التحالف المزعوم) مدانة وغير شرعية وبكل اللغات وخارج قرارات الشرعية الدولية، وتخالف صراحةَ قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة دولة مؤسس للأمم المتحدة. الولايات المتحدة الأمريكية يبدو أنّه آصاب عقول كوادرها السياسية والأستخباراتية ومفكريها، لا أقول فقط الجمود والعطب، بل لوثة فكرية وأيديولوجية عميقة، وتخلّت عن فن الممكن وفقدت أهلية الحوار ولم تعد ترى وتسمع، الاّ عن طريق فوهات المدافع ومنصات الصواريخ، صواريخ الكروز والتوماهوك، لتنشر ديمقراطيات الكروز والتوماهوك. لقد تخلّت عن السياسة وأساليبها وآليات العمل السياسي، وتحولت الى دولة محاربة مقاتلة وبشكل مستمر ومتواصل وصارت القوّة العسكرية الطريقة الوحيدة المتبعة لتأمين المصالح وتحقيق الأهداف. أميركا هاهي تقود العالم عبر بدعة الفوضى الخلاّقة وادارة التوحش المستولدة من الأولى، بالأعتماد على تكريس الأرهاب ودعمه والأستثمار فيه عن طريق تمدده وانتشاره، أميركا تعاني من الشوق والحنين الى الماضي الدموي الذي آتاح لها سبل نشوئها، وما تحاول تقديمه من نموذج حضاري ما هو الاّ ادعاء مزيف وخديعة جديدة، أميركا صانعت الأرهاب والمستثمر الأكبر فيه وحلفائها من بعض العرب، وتحاربه وصارت المنقذ لنا ولأدواتها من بعض العرب، أمريكا سر بقاء العرب يا للعار؟!. الجيوش الأمريكية الحربية أصبحت الجيوش التي لا تستريح ولا تتوقف، فحيث تكون مصالحها ترى قوّاتها العسكرية تسبقها اليه، فالضربات الجويّة لصنيعة الأرهاب الأمريكي(مجتمعات الدواعش وهي غول أيديولوجي ترعرع داخل المجتمعات المغلقه والصدور المقفله، برعاية الأستخبارات الأمريكية وباشراف البلدربيرغ الأمريكي)ان لجهة الداخل العراقي المراد احتلاله وتقسيمه وانشاء "اسرائيل" جديدة في شماله دولة كوردستان، وان لجهة الداخل السوري المراد اسقاط نسقه السياسي ونظامه وحكومته كبوّابة لأسقاط روسيّا لاحقاً، فهذه الضربات ترويض للوحش الداعشي وليس قتله واعادة هيكلة وتوجيه جديد له، حيث الجانب السياسي في هذا الأمر وصل الى مرحلة الأشباع، ان من حيث توصيف العلاقة الوثيقة لمجتمع المخابرات الأمريكي بالدواعش وغيرها من الجماعات الأرهابية بما فيه تنظيم خوراسان الجديد، وان من حيث التعرض لأبعاد وأهداف الضربات الأمريكية في اعادة صياغة شكل جديد للتدخل في المنطقة ورسم قوانين صراع جديدة تتلائم مع متطلبات السياسة الأميركيّة. الجنرال جون ألن منسق العمليات العسكرية الأمريكية في الحرب المزعومة على الأرهاب الذي صنعوه، يعتمد على القوّات المحلية الصحوات الجديدة التي تم بعثها من جديد، وسيصار الى بعث غيرها في غير ساحة العراق وعلى الحدود لمحاربة كلاب صيدهم لغايات ترويضهم فقط واعادة توجيههم، والآن يعمل الجميع على حشر الدواعش في سورية ورفدها بمجاميع الأرهاب المعتدل، بعبارة أخرى يريدون محاربة الأرهاب بالأرهاب، وهذا من شأنه أن يؤسس لمشهد قاتم جدّاً في قادم الأيام. الأمريكان يسعون الى بلورة وجهة الصراعات القادمة في المنطقة وبعد اعلان واشنطن عن ائتلافها من زيف محاربة الأرهاب الى فكرة وصيغة مؤداها: ضرب المقاومات عبر الأحزمة الأمنية المستنزفة بين سورية والجولان المحتل(جاري العمل على انهائه من قبل الجيش السوري وقوّات الحرس الثوري، وحزب الله والمقاومة الشعبية السورية، بعد تسخينات هنا وهناك لفتح جبهة الجنوب السوري من قبل الأسرائيلي)، وقد يمتد الى بين سورية والأردن. نعم الأستراتيجيات الأمريكية الجديدة في المنطقة تتمثل، في اقامة الأحزمة الأمنية الآمنة ومناطق حظر جوي مع ممرات انسانية لاحقاً وبعيداً عن الشرعية الدولية وعبر توسيعات للقرار 1270 متلاقحاً مترافقاً للقرار 1278 مجلس أمن دولي، وان كان الأخير بلا آليات وجداول زمنية. كما تعمل واشنطن هذا الآوان، على اعادة توجيه الأرهاب الى موسكو وشمال القوقاز عبر مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض وباقي جوقة الأرهاب المعروفة، فهي(أي واشنطن)تملك شيفرة تركيبها التنظيمي وانتشارها من أجل اعادة توجيهها، وسيكون لتركيا المخفر المتقدم للناتو في المنطقة أدوار في ذلك، حيث متطلبات الداخل التركي والدور التركي القادم في الحدائق الخلفيه لروسيّا يتطلب فعلاً جديداً رغم تحسّنات في العلاقات بين موسكو وأنقرة، حيث الرعاية الخاصة لأنقرة عبر مجتمع المخابرات التركي لهذه المجتمعات الأرهابية من الدواعش والزواحف والقوارض، مكنّها ذلك على الحصول على كل تركيبتها البنيوية وطبيعة عملها وانتشارها وتوجهاتها، وبالقطع والطبع أي  مدير مخابرات تركي جديد بديلاً عن حقّان فيدان لن يخرج من عباءة أردوغان. بالمعنى الأستراتيجي لا تباين أمريكي تركي ازاء المسألة السورية ومن يعتقد غير ذلك واهم، وهناك مصالحات مصرية تركية قطرية برعاية سعودية، لأعادة هيكلة للتحالف الأقليمي ضد سورية وايران وحزب الله وأنصار الله في اليمن، وهناك امكانيات موجودة لتشكيل قوات اسلامية بجانب عربية لمكافحة الأرهاب واردة وبجانب التركية، حيث تسعى الرياض عبر المصالحات الآن بعهد الملك سلمان العودة الى نقطة الصفر في الموقف ضد سورية وايران وحزب الله وأنصار الله، وتحت مظلة اقليمية ودولية أكبر، أمّا تصريحات رئيس مجمّع الأستخبارات الأمريكية الجنرال جيمس كلابر، بأنّ محاربة داعش ليس أولوية تركية، تعكس عمق الخلاف التركي الأمريكي في جزئيات الصراع على سورية وحولها، حيث قاد ذلك الى شيء من حالة(ميكانيكية في التكتيك)وفي التضييق التركي على عصابة داعش، وتقديم التسهيلات لخصومها من التنظيمات والعصابات الأرهابية الأخرى، تزامن مع هذا التصريح الأستخباراتي الأمريكي، معلومات تقول أنّ واشنطن تدفع أدواتها الداعشية العسكرية والسياسية في الداخل اللبناني، لتجنيد عناصر من المخيمات، وخاصة مخيم عين الحلوة للقيام بعمليات ارهابية واستهداف سفارات دول ما يسمى بالتحالف لمحاربة داعش خاصةً، والاّ كيف يمكن قراءة تصريحات لبعض المسؤولين الأمنيين اللبنانيين، أنّ الأزمات الأمنية تهدد لبنان ولكن الوضع تحت السيطرة(أعجبتني عبارة تحت السيطرة)؟. انّ الرهان الغربي والأميركي وبعض العربي، على تخلي موسكو وطهران والصين عن النسق السياسي السوري وبعد خمس سنوات ونصف من الحرب الكونية، هو رهان خاطئ لا بل وساذج لأنّه ببساطة، كون سورية أصبحت مفتاح التحولات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، إيران تدرك أنها مستهدفة من خلال سورية وحتّى بعد تنفيذ الأتفاق النووي وتسييله، أمّا الفدرالية الروسية، التي تمنحها سورية إمكانية العبور إلى الشرق الأوسط بأزماته وثرواته، وفرصة إيجاد تعددية قطبية جديدة تتوزع فيها المسؤوليات والواجبات والمزايا والعطايا، وحيث الدول ليست جمعيات خيريّة فما يحكمها المصالح والمصالح فقط بجانب الروابط الأستراتيجية واستهدافات الأمن القومي، وفي ظل تراجع مشروع الهيمنة أو الأحادية الأميركية الى حد ما، ورغم سعي واشنطن للسيطرة على العالم رغم ما تعانيه من أزمات متشائلة، لذلك موسكو لا تريد خسارة ورقتها السورية التي تسمح لها بالإطلالة على البحر المتوسط، والذي يشكل رافعة إستراتيجية لمعابر النفط والغاز، لذلك كانت موسكو شرسة بما يجري في أوكرانيا، والأخيرة نتاج المسألة السورية بتفاصيل الموقف الروسي نحوها، وسعت وتسعى الى تهدئة الصراع الآن في اقليم ناغورني كاراباخ حيث مصالحها تقتضي ذلك. والمفهوم الصيني للمسألة السورية، ينطلق من ذات المفهوم الروسي والأيراني، والصين تدرك أيضاً أنّ المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي يعتبرها هي العدو والعدو والعدو الأول، لذلك سنجد وقريباً كيف سيتم تفعيل منظمة شنغهاي روسيّاً وصينيّاً وايرانيّاً لتلعب أدوار حلف وارسو الجديد، مقابل العلاقات مع الأطلسي بوجه العسكري والمخابراتي بعد قمة لشبونة الشهيرة (قبل مرحلة ما سمّي أمريكيّاً بالربيع العربي). وعبر هذه الخلفية الأستراتيجية فانّ موقف نواة الدولة الوطنية الروسية، يوصف بأنّه يتعاطى ويتحرك وفق ذهنية أمن قومي داخلي خاص به، بعبارة أخرى أنّه إذا سقط الحليف السوري كنسق سياسي وبرمزه الرئيس بشّار الأسد وبالأخص في هذه المنطقة الجغرافية، فهو سينعكس سلباً وبعمق على الوضع الروسي الداخلي وتعقيداته وتشابكه مع محيطه ومجاله الحيوي. انّ مجتمع المخابرات الروسية يدرك جيداً أنّ رؤية ومشروع مخطط جنين الحكومة الأممية( البلدربيرغ)، هو في تنصيب الجمهوريىة التركية في ظل حكم حزب العدالة والتنمية الأسلامي وجعلها رأس الحربة في هذا المشروع، كي تلعب هذا الدور في الحدائق الخلفية لموسكو وذات دول الخلفيات الأسلامية، أي بمعنى أن الغرب يقول للأتراك:- (يا تركيا) لا أمل لك في الانضمام إلى أوروبا، وعليك الدخول إلى هذا الشرق ولعب هذا الدور لصالحنا ولصالحك في شرق آسيا وشرق البحر المتوسط، وبالتالي من هذا المنطلق أو التحليل تتحرك ذهنية وفكر الروسي، بأنّ تركيا لا يجب أن تنتصر في هذه المعركة خوفاً على الفيدرالية الروسية، وحماية لها ولحلفائها ومجالها الحيوي، وأدخلت أوكرانيا على هذا المفهوم، فضمّت القرم الى الأتحاد الروسي وعبر استفتاء شعبوي بعيداً عمّا يروج له الأعلام المضاد، اعلام البلدربيرغ الأمريكي ومن ارتبط به من اعلام العربان وأشباههم. هذا الترابط في النقاط  الأساسية والمشتركة بين الدور التركي والأطلسي في المنطقة، يدفع الروس للاستنتاج بأنه إذا تم إيذاء سورية، فسوف يكون إيذاء مباشر لروسيا ومن ثم الصين، وهو ترابط  أخطر من المصالح، فاذا حسمت المعركه حسمت باسم الأطلسي وتركيا، والدور بعدها سيكون الى آسيا الوسطى والجمهوريات السوفيتيية الاسلامية، الموضوع أبعد من المصالح بين الدول وله علاقة مباشرة بتهديد الأمن القومي الروسي في العمق مباشرة، لأنه يمثل خطر على روسيا عبر نقل الحركة الاسلامية الاخوانية الى حدودها، والى داخلها بنفس منطق الحركة الاسلامية في الربيع العربي والذي ان انتصر كليّاً، فستتولى تركيا اكماله في روسيّا نيابة عن الأمريكيين والغربيين، هكذا هي تركيا في مخيخ وعين نواة الفدرالية الروسية وهكذا ينظر الروسي الى التركي بشكل عام، وحيث الجغرافيا التركية بفعل الحدث السوري غدت موضع تساؤل استراتيجيّاً.

تركيا في مخيخ ونواة الدولة الوطنية الروسيّة:

علم رياضيات الجغرافيا السياسية والمناخية و قراءة المعطيات والمؤشرات يقول: انّ الدولة التركية الأقليمية بعهد حكم حزب العدالة والتنمية، هي بمثابة القاعدة العسكرية المتقدمة للناتو في مواجهة الدولة الوطنية السورية والدولة الوطنية الروسية. وبعبارة أخرى تركيا الآن(مخفر)متقدم للغرب وأمريكا ازاء دمشق وموسكو، وتلعب أدوار أخرى في الحدث الأوكراني ما زالت في بداياتها، ولها أدوار قادمة في القوقاز كرد على السياسات الروسية ازاء الجمهورية التركية، أنّه مسار رسمه البلدربيرغ الأمريكي لرؤية استراتيجية لنواته ليصار الى تفكيك تركيا وعبر الملف الكردي، والذي يعد بمثابة القاسم المشترك بين تركيا وسورية والعراق وايران، ومن شأنه أن يمنتج خطوط اتصال ساخنه غير مرئية لمنع اقامة كيان كردي، حيث الفيتو الأقليمي السابق تصدّع بفعل الدور التركي العميق بالحدث السوري ومآلات وعقابيل ذلك. وتسعى حكومة التنمية والعدالة رغم اخفاقاتها السابقة، للتعجيل في توريط الناتو في الحدث السوري عبر استفزازاتها العسكرية، وخروقات للهدنه هنا وهناك وبين فينة وأخرى، وتحت عناوين محاربة فرع PKK في الداخل السوري وعلى الحدود تحديداً وفي داخل الشمال الجغرافي السوري، من استخدامات المخابرات التركية وكما ثبت بالدليل القاطع ومؤشرات ذلك: التسجيل الصوتي المسرّب من الغرفة السريّة لوزير الخارجية التركي، عندما كان أحمد داوود أوغلو(رئيس الوزراء السابق)وزيراً للخارجية في مقدمات الشهور الأولى لعام 2014 م، عشية الأنتخابات المحلية حينها، عبر أدواتها السورية الخائنة وغير السورية من التابعية العربية والأسلامية في الداخل السوري، لغاز السارين السام وتلفيق التهمة بالجيش العربي السوري، الى فتح مروحة من التساؤلات عن حقيقتها وغاياتها، كنتاج لمعركة تمويه وحرب قمم ومعابر بريّة وبحريّة، وكنتاج مضمون الصندوق الطائر المنقول، من مطارات احدى دول الجوار السوري الى تركيا قبل أكثر من عامين من الآن بالتمام والكمال، وقد أشار كاتب هذه السطور الى ذلك في مقابلة مع قناة الميادين في 9 – 4 – 2014 م، وقت وزمان احدى زيارات الملك الى موسكو في برنامج آخر طبعه، حيث ركّزت المقابلة في جزء كبير منها على تلك الزيارة الهامة الى موسكو، والتي رافقه فيها مدير المخابرات الأردني وآخرين، وأسّست لتنسيق وتفاهم أردني روسي عميق، كان بمثابة المدماك الهام لجل التفاهمات المكتوبة وغير المكتوبة على طول خطوط العلاقات الأردنية الروسية، ان لجهة الثنائي، وان لجهة الأقليمي وخاصة الحدث السوري.

وكما عملت حكومة التنميه والعدالة وما زالت، تأمين قوّة ناريّة للمجموعات الأرهابية الشيشانية والأوزوبكيّة والتتريّة، التي افتتحت معركة معبر كسب وريفها بين تركيا وسورية في حينها، والى اسقاط الطائرة العسكرية السورية المقاتلة داخل الأجواء السورية في السنة الثالثة للحدث السوري، الى استخدامات لغاز الكلور السام في الداخل السوري وعبر زومبيات المخابرات التركية في الداخل السوري، والتنسيق مع فرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر(اعترافات متأخرة الأن للبنتاغون ومثيلاته في فرنسا وبريطانيا، أنّ عصابة داعش هي من استخدمت الغازات السامة في الداخل السوري، وتولت قناة الجزيرة وشقيقاتها سفاحاً من قناة العبرية وغيرها، التابعة للمحور الآخر تسويق ذلك)وانتهاء باسقاط الطائرة العسكرية الروسية داخل الأجواء السورية وقتل طياريها، وما لحقها من وجود عسكري روسي في الداخل السوري وفعل وتفاعل روسي بالجو والميدان والأستخبارات، الى محاولات متعددة وما زالت لبناء ملف جديد وتحت الفصل السابع بعنوان انساني صرف تحت شعار ايصال المساعدات الأنسانية، كل ذلك لدفع الجيش العربي السوري للرد بالمثل، ليصار لاحقاً ومن فوره الى تفعيل المادة الخامسه من ميثاق حلف الناتو، لدخول الأخير عسكرياً على خط الأزمة السورية وتعقيداتها وعقابيلها لخلط الأوراق في المنطقة، خدمةً للكيان الصهيوني وأدواته من جلّ السفلة، من بعض يهود صهاينة، وبعض عرب صهاينة، وبعض مسلمين صهاينة، وبعض مسيحيين صهاينة. كلّ هذا السعي من قبل حكومة حزب التنمية والعدالة وأردوغان رئيساً للوزراء وقبل أن يصبح رئيساً للجمهورية بعام ونصف وأزيد، والذي تزامن مع اقرار مشروع قانون الأستخبارات التركي الجديد في وقته، لمواجهة ما زالت مستمرة  لأستراتيجية سياسة القضم السوري العسكري والأمني، من قبل الجيش العربي السوري لجل الجغرافيا السورية وخاصة في الشمال السوري، بعد أن استطاعت نواة الجيش العربي السوري وعبر قطاعاته العسكرية في الميدان من تحقيق نظرية البطن العسكري الآمن بمساعدة روسية ومن حزب الله، عبر السيطرة على الوسط السوري والمدن الأساسية ومع اجراء المصالحات وعودة بعض كبار الضبّاط الفارين من الخدمة الى حاضنة الجيش العربي السوري. من زاوية أخرى نرى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أنّ استمرارها لا يكون الاّ عبر صناعة وصناعة المزيد من سلال متعددة من الأعداء حيث اقتصادها اقتصاد حربي قائم على الحروب، فأكسير حياتها للعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي يكمن في صناعة منظومة متكاملة من الأعداء على وجه البسيطة، عبر سبر غور متاهاتها التي تصنعها لضمان مصالحها ومصالح جنين الحكومة الأممية(بلدربيرغها)، عبر بلوتوقراطية حكومتها البرجوازية(حكومة برجوازية النظام الرأسمالي)، حيث حكومة الديك شيني العسكرية السريّة وقت بوش الأبن وبعد أحداث الأيلول الأسود الأمريكي 2001 م بيوم في 12 أيلول لعام 2001 م، ما زالت ماثلة في مفاصل مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية وفي ثنايا الأدارة الديمقراطية الحالية ومجتمع المخابرات الأمريكي. وتعمل الحكومة الأمريكية العسكرية السريّة(تنظم تشيني رامسفيلد وامتداداته ان لجهة الداخل الأمريكي وان لجهة الخارج الأمريكي)، على الصراع والتآمر على سورية من خلال الوكلاء من بعض عرب وزومبياتهم الجهادية وغير عرب، وتحاول مضايقة بكّين عن طريق الكوريتين وتايوان واليابان، ففي سورية فشلوا ولم تنهار الدولة الوطنية السورية، فالجيش متماسك والقطاع العام السوري صامد ويقدّم خدماته، والجسم الدبلوماسي السوري في الخارج صامد ويقوم بأدواره، ونهج المصالحات في الداخل السوري مستمر ويحقق نتائج مبهرة تفوق ما يحقّقه الرصاص وعنف القتال الرأسي والعرضي، والعملية السياسية البرلمانية السورية في طريقها رغم محاولات الأصيل المتآمر والوكيل الخائن على اعاقتها عبر التصعيد العسكري الداخلي، من خلال التفجيرات الأرهابية عبر سيّارات مفخخه وأحزمة ناسفة لمشاهدة الحور العين في الجنّة. نعم فشلوا في سورية قلب الشرق ومفتاحه، فلجأت حكومة ديك شيني السريّة والتي ما زالت بعنفوان شبابها ونافذة في مفاصل المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، الى خلق وتخليق المسألة الأوكرانية وتفعيلها عبر مروحة محركات داخلية ازاء روسيّا، عبر اليمين الأوكراني المتطرف(النازيون الجدد والفاشست)، وأنّ المعني والمستهدف في ما تم فضحه عبر سيمور هرش حول من استخدم غاز السارين في السابق في الداخل السوري والان غاز الكلور، هو الحكومة السريّة في واشنطن الصوت الآخر للبلدربيرغ والصهيونية العالمية وليس أرودوغان ومؤسسات حزبه في الداخل التركي، وان كانت تستهدف أيضاً امتدادات الديك تشيني رامسفيلد في تركيا، وأدوات تلك الأمتدادات متعددة ومنها، أتباع ابنة تشيني الوحيدة وهي سحاقية، تزوجت من صديقتها عندما كانت نائبة لوزير الحرب الأمريكي والدها، عبر جمعيات المثلية الجنسيّة في الداخل التركي، ومن أعضائها نخب فاعلة من نخبة المجتمع النافذين، في مجتمعات المال والسياسة والأقتصاد والمخابرات وبعض قطاعات الجيش التركي. وتشير قراءة المعطيات والمعلومات، أنّ الجون كيري وزير الخارجية الأمريكي، هو امتداد طبيعي وممنهج لتنظيم ديك تشيني السريّ في ادارة أوباما، وما عصابة البلاك ووتر الدموية والقاعدة وأخواتها وكافة الزومبيات الجهادية على الطريقة الأمريكية عبر الوهابية العسكرية والسياسية، الاّ بمثابة أدوات عسكرية لتنظيم الديك شيني هذا، بجانب أدوات اجتماعية في الداخل الأمريكي والخارج الأمريكي، تشرف عليها ابنة تشيني من جمعيات المثليّة الجنسية(من لواطيين وسحاقيات)والتي صارت تغزو مجتمعاتنا العربية والأسلامية، مع اعتبار الشركات المتعددة الجنسيات أدوات اقتصادية لذاك التنظيم السريّ، والذي له امتدادات ضخمة في بنوك الأستثمارات الضخمة من كودمان ساتشي وجي بي مورغان.

وتتحدث المعلومات، أنّ تنظيم تشيني رامسفيلد السريّ وعبر جون كيري، والأخير كما أسلفنا أحد أوجه امتدادات التنظيم السابق في ادارة أوباما المأزوم بفعل الحدث السوري والحدث الأوكراني، أرسلوا ويرسلون المزيد من مجاميع عصابة وجنود البلاك ووتر المأجورين والمرتزقة الى مناطق في شرق وجنوب أوكرانيا، وهؤلاء تم استخدامهم في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وفي العراق وأفغانستان، وكانوا موجودين في الداخل التركي وقبل أحداث أيلول الأسود الأمريكي 2001م وقبل الأنقلاب العسكري والمخابراتي الأمريكي الناعم في الولايات المتحدة الأمريكية في 12 أيلول 2001 م، عبر الحكومة السريّة لديك تشيني رامسفيلد وأدواتها الشاملة وبدعم كامل ومطلق من البلدربيرغ الأمريكي.

أحسب وأعتقد أنّ واشنطن تفضّل ادارة الأزمات في العالم على تحمل نتائج حلها، وتستخدم الأزمة نفسها كأسلوب ادارة عميق لخلق المتاهات تلو المتاهات، لتحوّل الجميع الى أعداء وخصوم، كون وجودها واستمرارها قائم على أساس ذلك. وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية هذا الآوان وبالتعاون مع حلفائها من بعض غرب وبعض عرب "واسرائيل" على انشاء منظومة دعائية وعلاقات عامة لتظليل العالم ولتوجيه ماكنة الأعلام المتحالف معها ومعه بعض الأعلام العربي البترو دولار والغازي الخليجي لتشويه صورة الفدرالية الروسية وصورة حلفائها أيضاً. فجون كيري عيّن مستشار له لشؤون الدعاية(البروبوغندا)ريتشارد ستنغل رئيس تحرير مجلة ماغازين الأسبق منذ أزيد من عامين ونصف، والأخير يمتاز بقدرات غير عادية في صناعة العدو والخصم وتشويه صورته، وجاء تعينه بأمر من حكومة الأنقلاب السريّ( تنظيم تشيني رامسفيلد)وخدماته للمشروع الأمريكي جليّة رغم تعثر المشروع الأمريكي نفسه بالمنطقة، بفعل صمود الدولة الوطنية السورية والجيش العربي السوري، وتماسك القطاع العام السوري وباقي المؤسسات السورية المختلفة، بالرغم من الحرب الكونيه على سورية وفي سورية. وقد تكون تركيا قادرة على التخريب وتعقيد المشهد اقليميّاً ودوليّاً، لكنها عاجزة عن تبديل المشهد في سورية والمنطقة، وكذلك الحال لمملكات القلق الخليجي، والجيش السوري يقوم بهجوم القضم العسكري الجغرافي والديمغرافي للأرهابيين ومنذ شهور، والشراكة الأقليمية التركية السعودية القطرية مستمرة ازاء الحدث السوري، رغم الخلافات الأفقية والرأسية الأقليمية الحادة بشأن النفوذ الأخواني، حيث استطاع الأمريكي من ضبط ايقاع الأطراف الثلاث بشأن الخلافات، والهدف التركي الآن يتموضع في المزيد تلو المزيد في تسخين ملف حلب رغم وقف الأعمال العدائية باستثناء داعش والنصرة وباقي المنظمات الأرهابية المعروفة من صعاليك جيش الفتح وجيش الأسلام وأحرار الشام(أشرار الشام)، لمزيد من التشكيك في شرعية النظام والنسق السياسي السوري، عبر التشكيك في العملية السياسية والتي من خلالها يستمر النظام في عمليات اصلاح نفسه وانتاجها من جديد بالمعنى الرأسي والعرضي برغم عواء البعض، وعمّان وفي قرار نهائي لها: لا جبهة من الجنوب السوري، والأرجح الآن هو الخيار التركي الشامل خيار تسخين الحدود وخيار الرقة فمن يسبق من الى الرقة؟، والرهان في ذلك على الساحة التركية الخلفية كساحة دعم لوجستي لللأرهابيين والزومبيات الأخرى من القيادات والفصائل الآسيوية، والتي تم جلبها من مختلف جبهات القتال في سورية وزجّها بمعركة الحدود الشمالية ثم ليصار الى دفعها نحو الرقّة، وهي مجموعات القيادات المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمخابرات التركية منذ أيام حرب الشيشان الأولى في التسعينيات، من شيشان وداغستانيين وأوزوبوكيين وبعض شركس وتتريين، وهناك ألوية وكتائب تركمانية تركية الولاء بالمطلق في معركة حلب وريفها وكسب وريفها وكافة المعابر مع تركيا على مدار الحدث السوري، مع العلم أنّ الوزن السكّاني الأكبر في حلب تحت سيطرة الدولة الوطنية السورية وجيشها العربي العقائدي. الدور القومي والوطني للجيش العربي السوري العقائدي، هو ما يقلق بل يزلزل مضاجع ثكنة المرتزقة "اسرائيل" ملكة جمال الكون، ووصيفاتها من بعض الساحات الخليجية والعربية، فقومية الجيش العربي السوري المترسّخة في عقيدته، هي هدف استراتيجي لثكنة المرتزقه هذه، ومن يسعى لعلاقات رأسيه وعرضية معها(أي ثكنة المرتزقة)من بعض عربنا الذي لا يملك معاهدات معها، ان كان سرّاً وان كان علناً، بوجود عارض الأزياء يوسي كوهين رئيس الموساد مهندس استعادة حرارة العلاقات مع بعض الساحات والدول، ان كانت عربية، وان كانت غير عربية ولكنها اسلامية في ظاهرها وعلمانية في عمقها. كذلك قومية الجيش العربي الأردني وقومية الجيش المصري، وقومية الجيش الجزائري وقومية الجيش اللبناني وبعض الجيوش العربية الأخرى، هي أهداف لثكنة المرتزقة "اسرائيل" تسعى لتحطيمها ولو بعد حين، عبر تحويلها الى جيوش وطنية قطرية ضيقة محصورة بالجغرافيا السياسية، وحسب ترسيمات سايكس اللعين وبيكو الخبيث، وان كانت عمّان والقاهرة أبرمتا معاهدات في مرحلة ما مع ثكنة المرتزقة والبلاك ووتر هذه، لكن عقيدة الجيشان لم تتغيّر، وقوميتهما كذلك رغم مرور سنين، ورغم التنسيق الأمني بمستويات مختلفة. بعض شخصيات المعارضة السورية في الخارج السوري وفي الداخل السوري وعلى حد سواء(لا أريد تسميتها لأنّها معروفة للجميع)، تسعى وبايعاز من أمريكا وبعض العواصم الغربية والعربية، وثكنة المرتزقة والبلاك ووتر"اسرائيل"، الى استبدال عقيدة الجيش العربي السوري العقائدي، عبر تحويله الى جيش وطني قطري ضيق، جيش طائفي لا يرقى الى مستوى مجموعات شرطية لا علاقة لها بالوطن السوري، فما يغيض ثكنة المرتزقة ثكنة بلاك ووتر هو قومية الجيش العربي السوري العقائدي كما أسلفت أنفاً ومعه بعض الجيوش العربية المعروفة بقوميتها. في ظل هذا التيه والتوهان العربي، لم تعد الخيانة وجهة نظر، بل صارت عشقا دّنِساً، فبعض شخصيات المعارضات السورية هذه وبايعاز من مشغليّهم، يريدون تصوير الجيش العربي السوري وكأنّه مجرد أداة أو ماكينة يتم تحويلها من شرف النضال إلى دناءة الخيانة. فالموقف من ثكنة المرتزقة الصهيونية ومن برلمانها، ليست مسألة خيار سياسي أو فكري أو فلسفي أو نفسي أو مصلحي، بل مسألة وطنية قومية بعمق وبلا مواربة، وحيث نجح التطبيع في تمويه هذا، فعلينا كشفه ومواجهته، ومع كل أسف وبحالة يجعل الأنسان العاقل يستفرغ جلّ طعامه اليومي، يعاد عرّاب التطبيع مع ثكنة المرتزقة احمد ابو الغيط آخر وجه دبلوماسي لنظام مبارك المخلوع أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، والتي من صارت تدار من مشيخات القلق العربي لتشرّع ما يريده الأسرائيلي والأمريكي ازاء الساحات العربية، كما فعلت وسهّلت في فلسطين المحتلة، والعراق وليبيا وما تحاول فعله رغم فشلها ازاء سورية والدولة الوطنية السورية. بعض دول الخليج الجامحة، كما وصفها أوباما مؤخراً، المنتجة للنفط لا تصدّر النفط فقط، بل والأرهاب أيضاً، وها هي أمريكا لا أقول تنسحب من المنطقة بقدر ما تعيد تموضعها من جديد في ظل الصراع مع روسيّا والصين وايران، والتركيز على أسيا وأفريقيا ودول أمريكا اللاتينية، وتكفي مقابلة أوباما الأخيرة لمجلة اتلانتييك والتي أكّدت على صوابية الموقف الروسي والسوري من الحدث السوري، فثورة النفط الصخري الأمريكي جعلت أمريكا تتحرّر من عقدة النفط العربي، وقد يتطور حال تموضعها الحالي في المنطقة الى انسحاب شبه كامل، خاصة بعد سحب أسطولها الخامس من البحرين وحلول قاعدة عسكرية بريطانية مكانه، في مواجهة القاعدة الفرنسية في الأمارات. ويا لسخرية القدر بعض العرب الآن يستبدلون حليفاً بآخر، فحلّ الأسرائيلي الصهيوني مكان الأمريكي المتصهين، وصار الصراع عربي ايراني بدلاً من عربي اسرائيلي، حال البعض منّا ليس أسوأ من معظم علماء الأركولوجيا المنوطة بهم مهمة دراسة آثار المجتمعات الإنسانية الغابرة وتراثها الحضاري والثقافي، ولكن يبقى المغفّلون والسذّج منهم أقلّ ضرراً وخطراً من الأشقياء الدهاة المأجورين أو المتحيزين الذين يصنعون متاهات التاريخ والجغرافيا. نعم العرب كثبان بشرية على غرار الكثبان الرملية تتقيأ المال مثلما تتقيأ الدم والطعام، وأمريكا صارت ضرورة شيطانية لبعض العرب، والغرب كان يعلم أنّ ذلك الوحش الأيديولوجي القاعدة وداعش يترعرع في دورتنا الدموية، وعملوا على برمجته إلى اللحظة المناسبة التي تدق فيها ساعة الانفجار، وعندما تبعثر السوريون الطبيعيون تبعثر العرب معهم، والأمريكان تسكنهم قعقعة المصالح بينما العرب تسكنهم قعقعة الغرائز، ولا أحد يستطيع أن يغسل تلك الخطيئة التي تدعى العرب، والخلاف بين العربان حول تقاسم الجثث والموتى فقط. انّ بقاء ودور الرئيس الأسد يحدده الشعب العربي في سورية بالانتخابات وعبر صناديق الأقتراع، وهذا ما أكدت عليه صراحة نصوص ومضامين قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 مؤخراً، لكن بقاء الجيش العربي السوري العقائدي لا يقرره صندوق الانتخابات، ولا يقرره معارض هنا ومعارض هناك في دفىء العواصم الأوروبية أو بعض العربية وبغاياهما، بينما الجندي العربي السوري الذي رضع القومية العربية مع حليب أمه فهي اكسير حياته وحياة قطره، ينطلق من الوطني الخاص الى القومي والوطني العام، كجندي جيشنا العربي الأردني حيث عقيدته ما زالت سليمة ولم تتغير، ورضعها مع حليب أمه كشقيقه السوري والجزائري والمصري واللبناني وغيرهم، الجندي السوري القومي يقاتل الفواحش والدواعش والدوامس والنصرة، وما تسمى بأحرار الشام وجيش الأسلام وصعاليك جيش الفتح في كل الجغرافيا السورية، وهو لا يقاتل السابق ذكرهم من سلّة الأرهابيين الذين تم ادخالهم وعلى مدار سنوات من دول الجوار السوري مجتمعة ومنفردة لا ضير في ذلك، فهو لا يقاتلهم حول قصر المهاجرين، بل في كل الجغرافيا السورية ونيابةً عن العالم والأنسانية جمعاء.

 

الفدرالية الروسية لديها تصوراتها ورؤيتها حول الأهداف الأمريكية ازاء القارة الأوروبية العجوز، حيث واشنطن تسعى الى تقسيم أوروبا عبر خلق الأرهاب ثم محاربته بشكل جماعي أو فردي، والأمريكان وبروكسل هم المسؤولون عمّا يجري في أوكرانيا، وتضخيم خطر مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض أمريكيّاً وبريطانيّاً، لدفع كثير من الدول الى المظلة الأمريكية من جديد ابتعاداً عن المظلة الروسية، ثم يصار الى توزيع مساحات النفوذ بينهما بحيث لا يتحول التنافس بين لندن وواشنطن، الى صراع عميق يستنزف أولوياتهما وقواهما الحيّة وأدواتهما فالروسي موجود ويتربص بهما كما تعتقد واشنطن ولندن. في السياسة الكونية تعتبر لندن وواشنطن بأنهما قوّة بحرية، أمّا روسيّا والصين والهند وحتّى ألمانيا قوّة بريّة، والهدف الرئيس للندن وواشنطن من الحرب العالمية الأولى والثانية كان السيطرة على كافة الطرق البحرية في العالم، وعلى الشواطىء البريّة القريبة من هذه الطرق، وقد نجحتا في ذلك لفترات زمنية محدودة، فمشروع الناتو الذي كان من أهدافه الأنتشار في آسيا وشق القوى العظمى فشل فشلاً ذريعاً، فمثلاً أفغانستان التي أريد لها أن تكون المحطة الأولى لهذا المشروع في نهايات العام 2014 م ومنتصف العام الماضي 2015 م، ستخرج من السيطرة الأمريكية وتدخل ضمن نطاق التأثير الروسي الصيني، ومنظمة شانغهاي المعادل العسكري للناتو بدأت بالمناورات المبكرة من أجل ذلك، قد تتبعها مناورات بالأسلحة الأستراتيجية لجلّ دول البريكس المعادل المدني والعسكري للآتحاد الأوروبي. الشرق الأوسط يشكل قلب الحروب الأستراتيجية الدولية، وروسيّا تعلم وتعي أنّ القاعدة وجلّ مشتقاتها ومجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض، تخضع للحماية الأمريكية وتشكلت في مصانع الأستخبارات الأمريكية لمواجهة الفدرالية الروسية والصين. من جهة ثانية، تتجلّى صور الصراعات الدولية الخفية في جيوب جغرافية مختلفة في العالم، لصناعة أرخبيلات أثنية وطائفية مختلفة عبر بؤر ومسارب سياسية وعسكرية بالوكالة، ألمانيا مثلاً تعتبر العرق الكردي جزء من العرق الألماني الآري، فايران وروسيّا لعبت دوراً في معارضة ألمانيا ورغبتها في تأسيس دولة كردية مستقلة في العراق، فايران وروسيّا نجحتا في اجلاس الحليف الثاني(الكرد) لأمريكا بعد "اسرائيل"على طاولة الحوار الدبلوماسي. وموسكو مثلاً وجدت في الخطاب السعودي الجديد، حول خطر الأرهاب والحديث المستمر عن داعش ومخاطر تفاعلاته في الداخل السعودي، هو خطاب استغاثة أكبر مما هو تعبير عن خطر وشيك، خاصة بعد حربها العدوانية على اليمن ودعم واشتراك أمريكا نفسها بها، وفي نفس الوقت هناك تقديرات روسية بحق دواعش الماما الأمريكية، أنّ هناك خطين متوازيين لا يلتقيان، يتمدد داعش الماما أحياناً وينكمش أو ينكفأ أحياناً كثيرة، على وقع خط يدفع دول المنطقة بما فيها ايران وسورية الى معمارية استراتيجية محددة، بعد اعادة النظر بالبنى التي شاخت أو تخلخلت أو تداعت. موسكو تعلم أنّ واشنطن دي سي توظف مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض لحروب جديدة، وخدمة لمصالحها عبر ضرب قوى المقاومة الشاملة في المنطقة، عبر صناعة الكذبة في سورية، عمل الوحدات الخاصة الأمريكية، وكلاء الحرب الأمريكية في سورية من بعض العرب، مفاهيم الاغتصاب للنساء وقتل الأطفال ومكافحة الإرهاب لتشريع عمليات الاحتلال العدواني القادم، تماماً كما حدث من قبل في أفغانستان المحتلة، العراق وليبيا المحتلين، ويكاد أن ينجح في الحدث السوري.... الخ. الولايات المتحدة الأمريكية تخوض وبقوّة حروب سريّة، لم يقرّها ولن يقرّها الكونغرس الأمريكي، وقطعاً ليس للمورد البشريّ السكّاني لتلك الدول، التي ستسحق حياتهم وأجسادهم أي دور في منعها، فمن أجل تحقيق خدمة الأهداف الإستراتيجية للسياسة الخارجية الأمريكية، بل من أجل هندسة نستولوجيا تلك الأهداف، لتصبح أهداف ما فوق إستراتيجية، فانّ وحدات القوّات الخاصة الأمريكية، تقوم بتنفيذ(لب)وجوهر العقيدة الأمريكية ومعتقدها الراسخ والذي لا يخضع لأي ديناميات مراجعات، والقائم على أحقية القيام بالاغتيالات السياسية، التسلل عبر الحدود السيادية للدول، وزعزعة استقرار وأو تقويض أنظمة الحكم، دون إعارة أي اعتبار لجهوزية مؤسسات الدولة ونسقها السياسي المراد استهدافها وذات السيادة، للتغير أو رغبتها فيه أصلاً. هذا وقد اختارت متمنهجةً عليه العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، أسلوب قديم بذات الأدوات لبعض أنواع من الحروب، ولكن آثاره وتداعياته وشدّته في الألفية الثالثة للميلاد كبير جداً، ويقلب الأمور رأساً على عقب، ويغير أمزجة الرأي العام الدولي والإقليمي والمحلي بخبر وصورة وخلال لحظات، وعبر عمليات البروباغندا السوداء وكواليسها. وصارت واشنطن تستخدم أدواتها الحربية الشاملة من المورد البشري السكّاني للدولة المراد استهداف نسقها السياسي، ومن موارد بشرية من دول جواره المحلي والإقليمي، حيث جميعها تشترك باللغة والدين والأخلاق والقيم والأهداف، وبالعادات والتقاليد والمشاعر وبعلاقات نسب وقربى، ويؤدي جلّ العمل ذاك إلى تدمير الدولة ونسقها السياسي بأبنائها وأبناء دول جوارها، والحال هذا خير مثال عليه ما يجري بالحدث السوري وتشعباته المختلفة، عبر إحداث انحراف بجهاز مناعة الدولة المستهدفة ونسقها، لكي يقوم جهاز المناعة الخاص بالدولة بمهاجمة الأنسجة السليمة، بعبارة أخرى كيف يتم جعل الدولة تدمر نفسها بنفسها وعبر مساندة من محيطها؟! وهذا ما يجري في الحدث الاحتجاجي السوري وعبر وكلاء السي أي ايه من بعض العرب، ومن الغرب ومن بعض الداخل والخارج السوري. انّه أسلوب حرب العصابات، استخدام القتلة، المتمردين، المخربين، حرب بالكمائن بدلاً من المواجهة، عبر التسلل بدلاً من الهجوم، انّه نصر عبر تقويض العدو وإنهاكه بدلاً من الاشتباك معه، حرب تترصد الاضطرابات وإحداث فوضى خلاّقة وغير خلاّقة. ويؤكد جلّ الخبراء النفسيين الإعلاميين الأستخباريين، والذين يعملون في أجهزة الاستخبار العسكرية والمدنية – المخابراتية – الشرطيّة، أنّ اللجوء إلى أكاذيب التعذيب والاغتصاب كبنى تحتية لأي عملية بروباغندا، وعبر وكلاء حربيين لتخدم هدف محدد، وهو خلق بيئة تساعد على خلق ظروف تقود في النهاية إلى الحرب. نعم عندما تحدد الامبريالية الأمريكية الأهداف المستهدفة، تصبح مفاهيم الاغتصاب والتعذيب وقتل الأطفال عبر ارتكاب مجازر، وفقاً لجداول زمنية وديمغرافية وفي الوقت المناسب، تصبح مفاهيم لمكنونات أدوات التشويه السياسي للنسق السياسي المستهدف، ليصار إلى إضفاء ملاذات شرعية آمنة لأي عدوان يقرر من قبل ما يسمّى "بالمجتمع الدولي"( أمريكا). رأينا كيف تمّ تشريع احتلال أفغانستان وتحت مسمّى الحرب على الإرهاب الدولي، ثم تشريع احتلال العراق وتحت مسمى أسلحة دمار شامل لم تظهر حتّى اللحظة، ثم احتلال ليبيا وإسقاط نظام الزعيم البدوي العربي معمّر القذّافي، والان جل الجهود تصب في تشريع وتوظيف كل شيء لاستهداف سوريا ونسقها السياسي، واستهداف النهج الأموي في عبادة الخالق، وجاءت فكرة الدواعش الأمريكية في وقتها. إنّ ما يجري في سورية حرب غير تقليدية، والجانب الأقبح لتلك الحرب، بالإضافة إلى كونها خرقاً واضحاً للقوانين الدولية، التي تفرض احترام سيادة الدول و وحدة أراضيها و الحياة الإنسانية و الملكية الشخصية...الخ، هو الجهد  الحثيث والمستشرس للتأثير نفسياً على الشعب وقبله على حكومته، وإنّ هذا الجانب بالتحديد من الحرب الغير تقليدية ينافي منظومة القيم لأي أميركي عاقل. من بين حالات الفوضى الإقليمية والمحلية، قدمت الانتفاضات العربية في العام2011 فرصة للمضي قدماً في نشاطات الحرب غير التقليدية في الدول المعادية، سواء أكانت شعوب تلك الدول راغبة في تغيير النظام أم لا، والأمثلة الأوضح نلحظها في إيران وليبيا والعراق وسوريا، وجميعها كانت في السنوات الماضية أهدافاً للحرب غير التقليدية بدرجات متفاوتة، والنتائج كانت متفاوتة أيضاً. كان من المفترض أن يكون الرابع عشر من شباط لعام 2011 م قبل ست سنوات من الآن نقطة البداية لضربة في إيران، و لكن الجمهورية الإسلامية كانت على أهبة الاستعداد نتيجة خبرتها المتأتية عن الحرب غير التقليدية التي شنت عليها بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية في العام 2009. لقد شكل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة التي تلت تلك الانتخابات، كأداة لتنسيق الاحتجاجات و نشر الروايات مناهضة للنظام، بداية لعهد جديد من ثورة الإنترنت على نطاق العالم، لم يضيع البنتاغون الوقت، وأعلن توسيع نطاق عملياته ليشمل الفضاء الافتراضي، كما زاد بشكل ملحوظ الميزانية المخصصة للنشاطات التدميرية على الشبكة الإلكترونية. أما عمليات الحرب غير التقليدية في سوريا فهي مزيج من النوعين. ذلك أن قوة وشعبية الرئيس الأسد، التي تحدثت عنها السفارة الأميركية في برقية نشرتها ويكيليكس، اقتضت بدء نشاطات لتقويض هذه الشعبية قبل التدرج إلى سيناريو على الطريقة الليبية. ولذلك، تعمّقت وكالات الاستخبار الأمريكي المختلفة، في دراسة وضرورة اقتناص "الفرص" لكشف "نقاط ضعف" النظام السوري ودفعه باتجاه صعوبات اقتصادية، وانقسام عرقي وطائفي، وخلاف بين أجهزة الأمن و الجيش. وبحثت عمليات الدراسة والبحث أيضاً، بضرورة قيام القوات الخاصة على "استثمار نقاط الضعف السياسية والاقتصادية والعسكرية والنفسية للخصم". ينعكس المشهد الديمغرافي السوري: "في معظم السيناريوهات، تواجه حركات المقاومة شعباً فيه أقلية نشطة موالية للحكومة، تقابلها أقلية موازية تساند حركة المقاومة. ولكي تنجح المقاومة عليها أن تحمل الواقفين في الوسط  من غير الملتزمين، على القبول بها ككيان شرعي. أحياناً لا يحتاج التمرد المدعوم جيداً إلى أكثر من أغلبية سلبية ليستولي على السلطة". وتم "استخدام البروباغندا والجهود السياسية والنفسية، لخلق جو أوسع من عدم الرضى يضعف الثقة بالحكومة." و يجب أن يترافق تصعيد النزاع مع "تكثيف للبروباغندا بهدف تحضير الشعب نفسياً للعصيان." البداية تكون بوجود "اهتياج" على نطاق محلي أو وطني، يرافقه تنظيم لحملات مقاطعة أو إضرابات أو أي نوع من النشاطات المعبرة عن عدم الرضى، و من ثم يبدأ " تسلل المنظمين و الناصحين الأجانب، والبروباغندا الأجنبية، والمال والأسلحة والمعدات." و في المستوى الثاني من العمليات، يتم تأسيس " منظمات مواجهة وطنية" كالمجلس الوطني السوري)، ثم ما سمي بائتلاف المعارضة السورية في مشيخة قطر، و" حركات تحرر" مثل ما يسمّى( بالجيش الحر)، من شأنها أن تستجر أقساماً أكبر من الشعب إلى قبول "ازدياد التخريب و العنف السياسي"، وأن تشجع على تدريب " أفراد و مجموعات على القيام بأعمال تخريب في المدن." إنّ الحكومات العربية محقة حين تتحدث عن "مؤامرة أجنبية". إذ لم يعد هناك مجال واحد في الدول العربية الهامة لم تصل إليه "المصالح الأميركية": بدءا من المجتمع المدني "المسالم" المليء بالمنظمات غير الحكومية الممولة أميركيا، مروراً بأجهزة الاستخبارات والجيش التابعة لتلك الدول، ووصولاً إلى صفحات الفيسبوك للمواطنين العاديين. وفي خضم هذه الانتفاضات المشتعلة في المنطقة، يتحول كل شعب عربي لا يغلق بابه أمام مخاطر التدخل الأجنبي إلى جندي يقاتل إلى جانب أعدائه في حرب غير تقليدية تشن عليه. الولايات المتحدة الأمريكية تواجه الآن عواقب آلاعيبها الماكرة ضمن ظروف يصعب السيطرة عليها، الاّ بتحالف شبيه بتحالف بوش الأبن وشن حرب جديدة على أبنائها من الدواعش يأجوج ومأجوج العصر والبرابره الجدد، فهي خلقت فيروس داعش ونسخته المتقدمة خوراسان الان لأنشاء دولة كوردوستان(اسرائيل الجديدة)وتقسيم العراق وسورية ولاحقا تركيا، ومحاولاتها المستمرة للأطاحة بالأسد وحكومته ونظامه وبالنسق السياسي السوري كلّه كانت السبب بغض الطرف عن الأسلاميين ونشوء ما تسمى الدولة الأسلامية في العراق والشام(عصابة داعش الأرهابية).

ملاحظة: عندما نقول كاميكازي في منحنيات الثقافة اليابانية فهي تعني الرياح المقدّسة، وأستخدمت لأول مرّة في اشارة الى اعصار أنقذ اليابان من غزو المغول عام 1281 م، وتم اسقاطها عمليّاً لوصف المقاتلين اليابانيين الأنتحاريين الذي غارو على خليج ليت للمرة الأولى في العام 1944 م لأستهداف القطع الحربية الأمريكية. وثمة ساسة ومخابراتيين ودبلوماسيين ومفكريين استراتيجيين وخبراء طاقة(كاميكازي)من بعض ترك، وبعض بعض عرب، من سعوديين وقطريين وغيرهم، يسعون ليلعبوا لعبتهم الأخيرة، في ساحة المعركة على الميدان السوري، والميدان اليمني، والميدان الليبي، والميدان المصري، ولاحقا على الميدان الجزائري، وعلى الميدان الموريتاني(تحذير واشنطن لرعاياها بعدم زيارة نواكشط وأحيائها، بسبب احتمالية عمليات ارهابية، تجيء في سياقات تسخين الساحة الموريتانية، لضرب التحالف الجزائري الأيراني الأقتصادي والسياسي في الداخل الموريتاني)وفي منحنيات الصراع العربي الأسرائيلي والذي تم تقزيمه الى صراع اسرائيلي فلسطيني ثنائي بشكل مقصود، لعلّ تلك الرياح المقدّسة التي هبّت في عام 1281 م، تهب من جديد وبعمق في هذا العام 2016 م عام الجبير وفريد جاويش أوغلوا، وتجلب لسلّة الكاميكازي هذه المتنوعة، ما لم تجلبه لرفاقهم الأصليين في بحر اليابان الشرقي.

mohd_ahamd2003@yahoo.com

سما الروسان

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_rv2ncffgp4f3kk3l3d2d9kula1, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0