Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 20:33:38
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
نظرية الخلاص .. لا تأكلوا ولا تتكلموا وإبتهجوا لعدم قطع رؤوسكم !

دام برس:

(هو صراع الخير والشرّ والطامعين والمستعمرين .. أدواتُ الموت جاهزة ً والبشرُ مشاريع قتل ٍ وتهجير مستمرة .. فكان تقسيم الدول ولا زال بصمة ًوصنعة ً أمريكية- صهيونية لا أخلاقية .. و برئاسة كيسنجر كان قتال ٌ لحين إنتهاء الإنتخابات الرئاسية الأمريكية, وبدعوى عدم إمكانية العيش بين الطائفتين  ُأُعتبر التقسيم هو الحل "المثالي", و ُأعطيت الأرض ممن لا يملكها إلى من لا يستحقها , جرائم ٌ من فظاعتها استخلص "اّرثر ميلر" نظرية "الخلاص , و يبقى السؤال .. هل سيتحرك العالم و يتظاهر تحت شعار " أوقفوا الحرب الإرهابية على سوريا "!.)

وصل الصراع الدولي مراحل خطيرة جعلت العالم يقف على أعتاب ِ نهاية ِ وبداية ِ مرحلة ٍ من الصراع , استطاعت خلال المائة عام الأخيرة أن تحصد " الفوز" أو"الخسارة" في عديد الملفات, فيما حافظت بعضها على حظوظها بالإنتقال إلى ملفات العصر الجديد.

دائما ً هو صراع الخير والشرّ, وصراع الطامعين والإنتهازيين والمستعمرين .. إذ بات نجاح المشروع أم فشله يستدعي بالضرورة أن تبقى العلاقة بين الإنسان والأرض قائمة ً دون إحترام أي قدسية ٍ لحدود ِ دول ٍ أو لوجود و مصير شعوب ٍ إنتمت لأرض ٍ وتجرّأت على إعتبارها أوطانهم.

هي تلك المطامع التي غلّفوها بقصائدهم أوعقائد أعدائهم لا فرق, فالقصة البديلة للحقيقة لا بد أن تكون حاضرة و أدوات الموت دائما ًجاهزة و البشر مشاريع قتل ٍ وتهجير مستمرة.. و يجدر بنا أن نعيد سرد الحكاية من أقرب بداية...

فالحرب الإرهابية الحالية على سوريا تأتي في سياق المخطط الصهيو– أمريكي, بالإعتماد على كافة أشرار العالم , دولا ًوتنظيمات إرهابية تحت ستارٍ عقائدي وإرهابي صرف , بالإضافة للنزعة العدوانية الشهوانية الحاقدة المتأصلة في دماء بعض القادة العرب وغير العرب.. واعتمدتها لشن نوعين من الحروب :

1 – حرب ٌمباشرة : وتتعلق بطبيعة الصراعات الدولية والإقليمية والصراع العربي– الصهيوني, وما تمثله سورية من رأس حربة أخذ يمتد إلى صدر الصهيونية والامبريالية منذ سبعينيات القرن الماضي.

2 – حرب ٌغير مباشرة : وتتعلق بطبيعة المخطط الماسوني الكبير ومشروع السيطرة على العالم , وما تمثله سورية بحسب موقعها الجغرافي وحالة التعايش الفريدة ,التي تعيق بطبيعتها إقامة الدولة اليهودية المنشودة...

مع ملاحظة أن هذه الحرب لا تخص سوريا فقط بل هي حرب ٌ شاملة مرّت و ستمرّ عبر عدد لا متناه ٍ من المعارك الكبيرة أو الصغيرة بما فيها الحربين العالميتين وقد تتعداهما الى حرب عالمية ثالثة وربما رابعة.

بات من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تقود العالم الشرير نحو تحقيق غاياتها وأهدافها فقط, دون الإكتراث بحياة ومصير الشعوب و دمائهم المسفوكة, وبات اعتمادها على الإرهاب إستراتيجية ً وحيدة لتفتيت الدول وتقسيمها,بحثا ً منها عن إزالة معالم النفوذ العالمي السابق الذي رسمته دول الإستعمار القديم , تكريسا ً لقطبيتها ومكانتها وهيمنتها على العالم .

فتقسيم الدول كان ولا زال بصمة ً أوروبية - صهيونية, وبات صنعة ً أمريكية-صهيونية لا أخلاقية بإمتياز, فيما يبقى تفتيت وتقسيم العالم العربي غاية ً وهدفا ً إسرائيليا ً مباشرا ً...

لا شك .. هي حقائق السياسة الدولية, تلك التي لا قلب لها ولا تعرف الرحمة, ولكنها تعرف جيدا ً كيف تمزق صفوف البلاد من داخلها طالما كان هذا في مصلحتها.. ويَصدق فيها قول ألبرت إينشتاين : " ليس هناك من حرب ٍ أخلاقية ".

إن طرح بعض الأمثلة لتأكيد وحشية الطغاة والمستعمرين ممن يعتبرون أنفسهم العالم المتحضّر, يُسهّل إسقاطها على حاضرنا وفي تبديد ضبابية المشهد وتعقيداته التي قد تحرف الأبصار عن حقيقة أعدائنا القدامى- الجدد:

* حرب أنغولا : فبالعودة إلى الوثائق التي نشرها الكولونيل الأمريكي"ستوكويل": حين انسحبت البرتغال بقيت البلاد تحت صراع ثلاث قوى أنغولية واختلف الأمريكيون حول أسلوب التصرف , وتوصل مجلس الأمن القومي الأمريكي يومها برئاسة كيسنجر إلى قرار غريب يقضي بمساعدة القوى الثلاثة المتحاربة في قتال لا يَحسم الموقف..حتى تنتهي إنتخابات الرئاسة الأمريكية – بين فورد و كارتر – وحتى تسترد الحكومة حريتها في العمل!.. دون الإهتمام بالقتل والدمار و إلى متى سيستمر , طالما هذا يعطي الإدارة الأمريكية فرصتها للتفكير!

* تقسيم أريتريا : إذ دخلت أريتريا منطقة النفوذ والصراع  بعد حرب الأسطولين البرتغالي والعثماني عام 1557م, للحصول على موطئ قدم لمحاصرة باب المندب وتأمين تجارتهم عن طريق رأس الرجاء الصالح, وبعد فشل محاصرة مصر– الخديوية-  للعاصمة أسمرة , بفضل الدعم الإنكليزي بالرجال والسلاح .. وتحوّلت لدائرة الصراع بين إيطاليا وفرنسا وبريطانيا , فعمدت هذه الأخيرة لإستعادة سيطرتها عليها بعد هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية, ووضعت خطة ً لتقسيمها بين السودان وأثيوبيا بدعوى عدم إمكانية العيش بين الطائفتين الأكبر المسيحية والإسلامية معا ً, و ُأعتبر التقسيم هو الحل"المثالي".

* إغتصاب فلسطين : إذ لا يخفى على أحد ما حصل في فلسطين المحتلة حينما أعطت بريطانيا أرضا ً لا تملكها إلى من لا يستحقها و أخضعت الفلسطينيين لأبشع المجازر وأكبر عمليات التهجير الممنهج .. ولا زال الدم الفلسطيني يُهراق على ترابها المقدس منذ مئة عام وحتى الاّن.. دون أن ننسى الوثيقة الصهيونية "كيفو نييم" الخاصة بتقسيم وتفتيت الأمة العربية.

* تقسيم السودان : فقد عملت "إسرائيل"على استغلال كافة عوامل التفرقة بين الشمال والجنوب السوداني , ووقفت وراء نشوء الحركة الإنفصالية هناك , في خطوة ٍ على طريق تحوّل "الكيان الغاصب" إلى دولة إقليمية ٍ عظمى، تحيط بها دويلات عربية متنافرة ومتصارعة، الأمر الذي يضمن لها الهيمنة المأمولة ، ويتيح لها ولحلفائها السيطرة على مصير الأمة العربية والتحكم في مقدراتها.

* فيتنام الجنوبية: ففي عام 1962 اغتيل رئيس فيتنام الجنوبية "نفو وييم" بقرار ٍ من الرئيس جون كنيدي , فإكتشف بعض النخبة الأمريكية أن الحرب على فيتنام لا أخلاقية و خرجوا للتظاهر تحت شعار "أوقفوا القتل في فيتنام".

* نيوجرسي – بلدة سالم – نظرية"الخلاص" : إذ تبدو أمريكا لا تزال تعمل بعقلية الماضي على غرار أحداث بلدة سالم عام 1902, حيث تجلّت الطبيعة الشريرة للذات الأمريكية عندما انتشرت فيها ظاهرة ضرب الفتيات لطرد الشيطان دون الإهتمام إن متن قبل أو بعد طرده , ومن فظاعتها استخلص "اّرثر ميلر" نظرية "الخلاص" إذ يقول : أن "المجتمع يلجأ إلى تقديم القرابين عندما يتعرض لضغوط ٍ يعجز عن تحملها".. وهاهي الدول الخانعة تفعلها!..فهل تحاول أمريكا إخضاع العالم وتحويله إلى مؤسسات إرهابية تطرد أعدائها "الشياطين" التي تسكن الدول وتتناسل من القطب إلى القطب؟.

* أما في سورية : فقد وهبت فرنسا أرض لواء الإسكندرون السوري هدية ً للدولة التركية لقاء خدماتها ودخولها الحرب العالمية الثانية إلى جانبها و جانب دول المحور, بعد سلخه عن الوطن الأم عبر إتفاقية سايكس-بيكو وإتفاقية أنقرة والتي أفضت إلى ضمه إلى تركيا بقرار ٍ لعصبة الأمم دون موافقة الدولة والشعب السوري.

و اليوم يستمر الحلم العثماني – الأردوغاني لقضم المزيد من الأراضي السورية , واعتبارها مناطق نفوذ ٍ تركي تمتد من جرابلس إلى البحر المتوسط , تحت مسمى منطقة آمنة أو عازلة ..الخ. دون إكتراث – أردوغان- للأثمان التي سيدفعها.. إذ يعتقد على ما يبدو أن قضم المزيد من الأراضي السورية سيجعله أهم من كمال أتاتورك نفسه.

* فيما تبدو الولايات المتحدة الأمريكية تقبض على كافة خيوط المؤامرة , وتتمسك بإزدياد عددها,الأمر الذي يتيح لها حرية الحركة في كافة الميادين,وفي سعيها لتمرير مشروعها, و دونه ستستمر بالمماطلة والخداع , وبإستنزاف الدولة السورية وروسيا وإيران وكافة حلفاء محور المقاومة ..

إن الحديث عن الإتفاق الروسي – الأمريكي أصبح مدعاة ً للسخرية, فكيف يمكن الوثوق بإدارة ٍ في طور الرحيل وبما يشبه الجثة الميتة ما قبل دفنها, ولا تزال تبحث عن " نصر ٍ" أو تذهب إلى التهديد والتصعيد الإرهابي ومن بوابة المساعدات الإنسانية!, دونما شك..هي تبحث عن الحل في العصر الجديد والإدارة الجديدة , فلا يمكن لعاقل ٍ أن يُبرم معها أية صفقة  إلاّ إذا قدمت من التنازلات ما كان مغريا ً.

أخيرا ً.. مهما تغيرت الحال والأحوال , يبقى الصراع الدولي محكوما ً بشهوات وأطماع وشرور من إرتضوا لأنفسهم أن يستبيحوا العالم و يتسلطوا على بشره و شجره , ولا ينفكون يطلقون شعاراتهم القذرة, فالطليان قالوا لضحاياهم "كلوا واشربوا وتتكلموا".. ثم جاء الإنكليز ليقولوا "لا تأكلوا ولا تشربوا ولا تتكلموا".. فيما لسان حال الولايات المتحدة الأمريكية يقول : "لا تأكلوا ولا تتكلموا و إبتهجوا لعدم قطع رؤوسكم"..

يبدو أن التقسيم بكافة أشكاله أصبح من أهم الوسائل التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" في سياستهما العدوانية الحالية تجاه سوريا و الأمة العربية جمعاء.

و يبقى السؤال .. هل سيتحرك العالم و يتظاهر تحت شعار " أوقفوا الحرب الإرهابية على سوريا "!.

المهندس : ميشيل كلاغاصي

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz