Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
دمشق عاصمة الياسمين مكسر ومطحن لعظام الكابوي الأمريكي .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
دام برس : دام برس | دمشق عاصمة الياسمين مكسر ومطحن لعظام الكابوي الأمريكي .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان

دام برس:

يقول نزار قبّاني: (قرأت كتاب الأنوثة، حرفاً حرفاً، ولا زلت أجهل ماذا يدور برأس النساء). هذا ما قاله نزار، أمّا ما قاله كاتب هذه السطور، أنّ هناك ثلاثة أسرار في علم البشرية: الله سبحانه وتعالى، ثم المرأة ان كانت أمّاً أو زوجة أو بنتّاً أو أختاً أو صديقةً، ثم لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، فسياسة دمشق لغز من ألغاز البشرية.

دمشق سيّدة الياسمين، عصيّة على من يحاول فك جدائلها، جدائلها(تعربشت)على نواصي رجال خبروها وأخبروها بعشقهم، سيّدة الياسمين ليست مثل أي امرأة من ماء وطين، سيّدة الياسمين امرأة من ماء بردى وطين الغوطة وبذور الجزيرة، جدائلها من سنابل القمح، جدائلها سياج قوم عرفوا أسرار الكون فكانت بداية التكوين، سيّدة الياسمين امرأة من عرفها مات في عشقها، ومن لم يعرفها مات على أطراف جديلتها، دمشق سيّدة الياسمين امرأة ليست كنساء الأرض، امرأة فيها كل أسرار رسالات السماء، فمن عرف السماء عرف رسائلها.

انّ منهجية التحليل السياسي تقضي بضرورة تفكيك المركب وتركيب المفكك، لا بل تفكيك المشهد الدولي والإقليمي والمحلي إلى أجزاء، ودراسة كل جزء لوحده على حدا،  لغايات فهمه بالعمق المطلوب، قبل إعادة تركيب الصورة من جديد، بناءً على ما تعطيه الأجزاء من ارتباطات وتقاطعات وتباينات اتجاه المشهد العام.

الدبلوماسية بالعمق تعني: هي فن أن تقول للآخرين بأن يذهبوا للجحيم بطريقة تجعلهم يسألونك عن الأتجاهات قبل وأثناء دخولهم الجحيم، وكذا هي الدبلوماسية الروسية والسورية فلا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، لكن دبلوماسية عرب روتانا الكاميكازيين(مش حتئدر تغمض عينيك)، جعلتهم أن يسيروا في اتجاهات الجحيم من دون ارشادات بفعل الأمريكي البراغماتي، فأن تكون حليفاً لواشنطن أكثر خطورةً بأن تكون عدوّاً لها، بالرغم من أنّ العداء لها له سلّة مخاطره، لكن أن تكون حليفاً لها أشد خطورةً من الثانية، خاصةً ان كنت لا تلعب بالهوامش الممنوحه لك من قبل الأمريكي نفسه، بمعنى أن تكون انبطاحيّاً دون أدنى تفكير أو دون محاولة اعمال العقل فقط، لذا صارت دبلوماسية استخبارات المثانات السورية ضرورة أممية لمختلف هياكل وأنظمة الحكم في العالم.

هل بدأت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وعبر نواة دولتها البوليسية العميقة(البلدربيرغ جنين الحكومة الأممية)، باعادة صناعة برّاداتها السياسية الخاصة ومكعبات ثلجها من جديد، لغايات اطلاق مسارات حربها الباردة الجديدة القديمة مع روسيّا، بعد فعل وتفاعلات ومفاعيل الحياكة العسكرية الروسية لجلّ الجغرافيا السورية؟ هل مسارات انتاجاتها المخابراتية بدأت في خلق وتخليق مومياءات حكم للعديد من دول العالم الثالث ما بعد مرحلة ما سميّ بالربيع العربي، ومرحلة خلق وتخليق الستاتيكو الجديد بفعل روسي على جلّ المشهد الأقليمي والدولي عبر المسألة السورية وعقابيلها؟

أنّ العنوان الرئيسي لهذه المرحلة هو الخلع الاستراتيجي من المنطقة وفي المنطقة، و المتمثل في اعادة هيكلة الوجود الأمريكي في أفغانستان وليس بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان، بعد اعادة(هندرة)الوجود الأمريكي في العراق، والذي صار يعود من جديد عبر ما يحدث في الأنبار وتحت عنوان مكافحة الأرهاب وعبر معركة الموصل القادمة، من هنا تأتي أهمية إرباك المنطقة الشرق الأوسطية كحاجة أميركية للخروج من متاهاتها العميقة، عبر اعادة تموضعها وحصر أولوياتها وتنازلات هنا وهناك، للوصول الى تفاهمات مع التكتل الدولي الاخر وعنوانه موسكو.

في أي مقاربات سياسية وعسكرية لتطورات الملف السوري، عليك أن تعي بعمق أنّه لا استدارات كاملة من أي طرف من أطراف المؤامرة على سورية، كونها تقارب المستحيل في المشهد السوري حتّى اللحظة الراهنة، ولا تستطيع التوقف بسهولة هكذا، كما العودة الى الخلف ليست فعلاً سهلاً، وصحيح واقع ومنطق أنّه ثمة انعطافات هنا وهناك، قد تؤسس الى أنصاف أو أثلاث استدارات من قبل الطرف الثالث في الحدث السوري وأتباعه الكميكازيين الأنتحاريين من بعض العرب وبعض المسلمين.

الهندسة الأستراتيجية للأرهابيين الآن في سورية، تقوم على توسيع جبهات القتال لأشغال قوّات وقطاعات الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان وتفاصيله، في محاولة(أعتقد أنّها بائسة)لألهائها، وهذا هو رهانات الطرف الثالث في الحدث السوري والذي من شأنه اعاقات لأتمام التسوية السياسية للمسألة السورية، والتي وصلت ارتداداتها الأستراتيجية على كامل الكوكب الأرضي الذي نعيش عليه وفيه، وصارت تتحوّا ناراً وشنّاراً، وهي من ستحدد مستقبل غرب آسيا لعشرات السنين القادمة حيث الصراع عليه، ومفتاح الحل في هذه الأزمة هو المفتاح السوري، فمن يملك مفتاح سورية ترتفع حظوظه في امتلاك المنطقة(غرب آسيا بأكملها).

ونلحظ أنّ الجيش السوري وحلفائه قابل استراتيجية هندسة الأرهابيين السفلة، باستراتيجية تتموضع بمنطق جبهات الحرب العالمية وعلى كل الجغرافيا السورية، حيث الجبهة التي تسقط الثانية وتلقائيّاً تسقط هي الأخرى، وفي نفس الوقت يعمل على توسيع قاعدة وجود الدولة الوطنية السورية في البؤر وآماكن سيطرة الأرهابيين السفلة، ويجهد وحلفاؤه على عزل مدينة حلب عن الحدود التركية السورية، مما يقود الى توجيه رصاصات قاتلة وقاسمة للأرهابيين السفلة في الداخل الحلبي وريفه. (معركة حلب معركة التركي لا السعودي)ومحافظة ادلب صارت ساحة لتصفية الصراع على سورية وفي سورية.

في حين نجد أن الجيش السوري والحلفاء ضبط وبنسبة كبيرة جدّاً الحدود السورية اللبنانية، ووسّع من انتشارات متفاقمة لقطاعاته في محافظة درعا المتاخمة للحدود مع الأردن، تزامن ذلك مع ضبط عمّان لحدودها مع سورية بنسبة تصل درجة الأغلاق التام، وتبقى الحدود السورية مع العراق كونها خارج التأثير الآن بسبب معارك الجيش العراقي والحشد الشعبي مع عصابات الدواعش، بجانب تفعيلات للطيران الحربي السوري والروسي لضرب أي تسلل لمجاميع الأرهاب المرتدة من الداخل العراقي الى الداخل السوري نتيجة المواجهات مع الجيش العراقي.

ومع ديمومة الجيش السوري على عزل مناطق الأرهابيين عن بعضها البعض، ان في حلب وان في اللاذقية، عبر استراتيجية التجزير العسكري، يكون قد حقّق نجاحات في قطع الوصال وشريان الحياة عن مجاميع الأرهاب في مختلف المحافظات السورية، وحصر رقعة القتال الأساسية في الشمال السوري، حيث لا جدوى للأرهابيين السفلة في الوسط السوري ومحيط دمشق بدون امدادات بشرية ولوجستية أخرى من جغرافية الشمال السوري.

تحاول جاهدة المملكة السعودية العربية أن تعود وبقوّة الى الميدان السوري عبر أدواتها الأرهابية التي تدعمها، بعد انحسارات لنفوذ مجموعاتها الأرهابية والمحسوبة عليها لصالح المجموعات الأرهابية المحسوبة على أنقرة، والبدء في معارك ريف حماه الان عبر أجناد القوقاز وجند الأقصى، وتم تسمية غزوة ريف حماه بغزوة مروان حديد، وهي غزوة البحث عن نفوذ سعودي مهدور في قلب الجغرافيا السورية، ولتوحي لمجاميع الأرهاب وبعض الأطراف الدولية أنّها تجيء في سياقات التمدد التركي(ثمة خديعة).

وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هي كالضباع لا تستطيع العيش بمكان لا يحوي جيفاً تجتمع عليها، خاصة بعد اعادة هيكلة بعض أقسامها وهندره للبعض الآخر حيث الهندرة بالمفهوم الأداري تعني الشطب واعادة البناء عندما تفشل الهيكلة، فهي بمثابة مخابرات تبرير وفبركة لسباق تسلّح محموم، والولايات المتحدة الأمريكية تعمل على( استغبائنا واستغفالنا) كعرب ومسلمين، فهي تعمل هذا الأوان على إعادة إنتاج مفهوم الخطر الإيراني من جديد وقولبته توليفاً وتوظيفاً، وبصورة غير مباشرة وتحت عنوان الأتفاق النووي الأيراني مع الغرب، وعلى شيطنة حزب الله اللبناني وبالتعاون والتنسيق مع الدولة العبرية(الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة)ومع الأدوات القذرة في الداخل اللبناني وبعض الدواخل العربية من جماعات تكفيريّة وغيرها، مترافقاً مع شحن طائفي ومذهبي واثني عرقي، وذلك عبر اسطوانات إعلامية "بروبوغنديّة"مشروخة، وتحت يافطة المحافظة على السلم والأمن الدوليين على المستوى الإقليمي والأممي، بشكل يتزامن في تصعيدات لمستويات الأرهاب المدخل الى الداخل السوري والداخل العراقي من دول جواره العربي وغير العربي، في استهداف الدولة الوطنية السورية والدولة الوطنية العراقية وموردها البشري.

والأتراك شعروا الآن أنهم تورطوا بالتحالف مع جبهة النصرة وداعش وفتحوا لهم معسكرات تدريب في الداخل التركي في استهدافاتهم لسورية، وكيف استطاعت القاعدة وداعش من اختراق جهاز الأستخبارت التركي والمخابرات التركية عبر الضبّاط الذين أفردوا للتعامل والتنسيق مع جبهة النصرة وداعش في الحدث السوري، حيث انتقل الوباء العقائدي والأيدولوجي لهم، وتقارير المخابرات الأيرانية الى مجتمع المخابرات التركي لم تنقطع حيث مفادها: أنّ جبهة النصرة وداعش صارتا تشكلان خلايا نائمة في الداخل التركي وتخترقان الأجهزة الأمنية التركية نتيجة التنسيق الأمني المشرّع معهما عبر حكومة أرودوغان لأستهداف الدولة الوطنية السورية، ومنذ بل قبل بداية الحدث السوري بعام، وأن ايران وواشنطن ونتيجة للقاء غير معلن وضعت الدولة الوطنية الأيرانية ما في جعبتها من معلومات استخبارية على طاولة اللقاء مع واشنطن، وعلى أثر ذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية بارسال وفد أمني عالي المستوى معه مسؤولين من الأف بي أي الى تركيا، وطلبت واشنطن من أنقرة وقف التنسيق مع جبهة النصرة وداعش، فقامت تركيا في حينه بوضعهما على قوائم الأرهاب الأممي والأقليمي وقبيل الطلب من داعش في تحركاتها السريالية في المنطقة.

فبين الواجب الأوروبي الأخلاقي وواقع السلوك السياسي والأمني الأوروبي، هوّة وبون شاسع لا يعرف أحد كيف يمكن ردمها حتّى اللحظة في العالم، ويبقى السؤال الكبير والضخم أمام منظومات الأمن الأوروبية ومجتمعات استخبارات القارة العجوز: هل هناك استراتيجية أوروبية في الشرق الأوسط؟ هل لدى أوروبا قناعة أن أمريكا تسعى الى تفجيرها لأعادى صياغتها من جديد؟.

المحور الأمريكي في المنطقة والعالم، مصر بشكل هيستيري على تشكيل مجموعات عسكرية، قد تطيل من أمد الصراع مع الأرهاب المدخل والمصنّع والمدعوم في سورية والعراق وليبيا وفي الداخل السيناوي المصري(صحراء سيناء)وفي المنطقة ككل، بدلاً من تقصيره ومحاربته واحتوائه، حيث الأهداف تتموضع لأستنزاف الدولة الوطنية السورية وحلفائها، تمهيداً لأنهيار النظام واسقاط الرئيس بشّار الأسد، واستنزاف وارهاق الروسي في الداخل السوري، وتغيير الهندسة الأجتماعية للشرق الأوسط.

لذلك نلحظ أنّه ثمة ولادات قيصرية من الخاصرة لمجموعات ميليشياوية عسكرية جديدة، وتحت عنوان محاربة الأرهاب ومقاتلة يأجوج ومأجوج العصر، نازيوا القرن الحادي والعشرين، دواعش البلدربيرغ الأمريكي، ان في سورية، وان في العراق، وان في ليبيا، وان في صحراء سيناء، وان في أي ساحة أخرى، سواء كانت ضعيفة أو قوية في المنطقة، بعد أن يصار الى التمهيد والتهيئة عبر استراتيجيات الذئاب المنفردة لغايات التسخين، والبحث عن سلّة أدوات، وان لم توجد يصار الى خلقها أو تخليقها.

وبين فقه البادية وفقه الساحل مسافات وفجوات عميقه بفعلنا، وثمة تواطىء جهنمي عميق بين الأنظمة البالية والأيديولوجيات البالية كذلك، أنظمة تعود الى القرون الوسطى، حوّلت فقه البادية الى ماكينات لختن أدمغتنا وغسلها لنصبح كزومبيات مبرمجه تسبّح بحمد راعي البقر الأمريكي، وتسعى الى نقل العدوى وبعمق الى الشرق الأوكراني الآن حسب ما تفيد المعلومات وقراءات المعطيات المحيطة بتوسعات الناتو في أوروبا الشرقية.

انّ أروقة صنع القرار في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، تسعى الى كسب حروب الولايات المتحدة الأمريكية سواءً في سورية أو أوكرانيا، وفي صراعاتها مع الصين وروسيّا، وفي فنزويلا وجلّ أسيا وفي كوبا وحتّى في تايوان الدور الروسي واضحاً، بعد قرار المحكمة الدستورية في اقالة رئيسة الوزراء الجميلة شناوترا في نيسان عام 2014 م(أسف أوباما على رحيلها، بعد أن أخذته بجمالها وصفر عساقيلها ذات ليلة)، عبر مخططات هندسة توريط حلفائها وأدواتها، من خلال اجتراح هندسة أنواع جديدة من حروب وغزوات يخوضها الآخرون(الأدوات)، بالنيابة عنها وعن المجمّع الصناعي الحربي وبلدربيرغه في الداخل الأمريكي، فيما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالجلوس حول موقد نار حروبها، تلتقط الكستناء وبيض الحجل الطازج من بين ما أشعلته آيادي حلفائها وأدواتها وعملائها، بتوجيه وايعاز من نواة ادارتها(جنين الحكومة الأممية)، وعندّ الأزورار بالكستناء والبيض المشوي تحتسي النبيذ المعتّق حتّى لا تموت بازورارها.

أوكرانيا وتفاعلات ومفاعيل أزمتها الراهنة، ان لجهة الرأسي وان لجهة العرضي، ودور العامل الخارجي في تمفصلاتها وتحوصلاتها، جعلت منها(مكسر ومطحن)لعظام نتاجات الكباش الروسي الأمريكي في أكثر من ملف في الشرق الأوسط. الأمريكي قدّم تنازلات في الملف الأيراني والسوري وحزب الله والملف العراقي والملف اللبناني، وكان يحتاج الى تغطية لجلّ ما تنازل عنه حتّى لا يجرح في كبريائه، فذهب الى فتح الملف الأوكراني لتخريب الساحة الروسية، واثارة دخّان آخر للتغطية عن تنازلاته في الشرق الأوسط، رغم حاجته الى ستاتيكو في الأخير للتفرغ لعدوه القادم روسيّا والصين، والأخيرة تتعملق اقتصاديّاً والأقتصاد الأمريكي صار مرهون الان للأقتصاد الصيني، وبنت بكين جيشاً حديثاً ومتطور، والجيش الروسي بقي قويّاً ومتماسكاً والشعور القومي الروسي تنامى وتنامى عبر بوتين وسياساته، ومجتمع المخابرات الروسي توسّع في مجاله الجيوبولتيكي وصارت له أدواته الناعمة، والتي من شأنها أن تقود الى تغيرات مثيرة في خرائط مجاله الحيوي، وكما هو الحال في تغير البنى السوسيولوجية والأستراتيجية لأوروبا، ان تمادت الأخيرة في تساوقها مع واشنطن، في استهدافاتها للداخل الروسي والخارج الروسي، في مجالاته الحيوية ذات الجزئية الأهم في الأمن القومي الروسي.

فالعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وفي معرض مسارات دعمها لسلطات كييف، المحفوف بالمخاطر على جلّ استقرار القارة الأوروبية العجوز، فهي تشرعن كل أنواع مواجهات هذه السلطات مع المعارضين في شرق أوكرانيا وجنوب شرقها. الكابوي الأمريكي معروف عنه تاريخيّاً التشدّد والمرونة في السياسات وتنفيذها، حيث هناك في مفاصل الدولة الأمريكية فريق يسعى الى مزيد من التصعيد مع الروسي، في فرض مزيد من عقوبات مشدّدة وتقديم مساعدات عسكرية لسلطات كييف الجديدة(النازيون الفاشست)، وهذا الفريق فريق العصا الأمريكية الغليظة، بسببهم صارت أمريكا الشرطي الأول في العالم، وفريق آخر يظهر شيء من الحكمة والواقعية السياسية والميدانية، وقد يكون الأقدر على فهم متغيرات الزمن، يسعى وبصعوبة نتيجة الصراع والخلاف مع الفريق الآخر، في جعل الباب مفتوحاً بقدر يسير للغاية للوصول الى تقاربات ثم تفاهمات، للوصول الى الحل الدبلوماسي لهذه الأزمة مع الروسي.

هذا الفريق الأمريكي فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار التي أشعلتها واشنطن عبر حلفائها وأدواتها في الداخل الأوكراني، ممكن وصفه بالتيّار المعتدل أو أنّه يظهر الأعتدال وينادي بالتريث وتبريد سخونة الأجواء، ويعلن أنّه ليس من الحكمة بمكان حشر روسيّا بالزاوية ورفع سقوف التشنج معها، وفي ظل وجود ملفات مشتركة مهمة على طول وعمق خطوط العلاقات الأمريكية الروسية. فتحتاج واشنطن لموسكو كثيراً وأكثر من حاجة الثانية للدي سي في الملف السوري، والملف الأفغاني، والملف الباكستاني، والملف الإيراني، وملف كوريا الشمالية، وملف الصراع العربي "الأسرائيلي"، وملف تايوان، وفي ذلك رسالة مشفّرة لموسكو، نواة الأخيرة فكّت الشيفرة، وهي لتقديم تنازلات محدودة في ملفات أخرى حتّى في تايوان.

وبحسب قراءات مجتمع المخابرات والأستخبارات الروسية، أنّه وفي ظل الأصطفافات الدولية بسبب الأزمة السورية ونتاجها الطبيعي الأزمة الأوكرانية، تسعى واشنطن وحلفائها ودولة الكيان الصهيوني الدولة المسخ "إسرائيل"، إلى تسخين النزاع بين روسيّا واليابان حول جزر كوريل المتنازع عليها بين طوكيو وموسكو، والأخيرة تنسق مع بكين حول ذلك.

كما أنّ الفدرالية الروسية تعي أنّ فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار الأمريكية في كييف، لا يعني ولا يشي أنّ أمريكا تقر بوجود شريك روسي لها، وأنّ هناك قوّة أخرى صاعدة أعادت انتاج نفسها من جديد، فصعدت بقوة وثبات وكان الصعود خطوة خطوة وليس صعوداً صاروخيّاً، كون المعادلة الكونية تقول: أنّ من يصعد بشكل صاروخي سريع يسقط بمثل وشكل ما صعد، وهذا ينطبق على الدول وعلى الجماعات وعلى الأفراد(النخب السياسية والأقتصادية)في المجتمعات والدول.

انّ أي نزاع عسكري في أوكرانيا مع الروس من قبل الناتو والأمريكان سيغير هياكل أمن القارة الأوروبية ويقود الى حالة عدم الأستقرار في أوروبا كلّها، خاصة وأن المعلومات تقول عن تواجد عسكري للناتو هذا الأوان في مناطق أوروبا الشرقية، وهذا ما تم رصده وأكّده تصريح غير مسبوق لقائد قوّات الناتو في شرق أوروبا، والذي سبق أن زار دول الجوار السوري منذ بدء الحدث السوري وفي أكثر من زيارة معلنة وغير معلنة ومنها بلادنا الأردن.

وروسيّا تعتمد تكتيك النفس الطويل، وهذا هو نفسه سيناريو القرم الذي انتهجته موسكو، حيث الجيش الروسي تمترس خلف الحدود وترك الساحة للحلفاء في الداخل القرمي(القرم)، مع دعم سياسي ومادي ومعنوي وعسكري واعلامي، وذات السيناريو سيكون مع مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، وفي حال تفاقمت الأمور في الشرق الأوكراني وجنوبه، فانّنا سنكون أمام قرم آخر ينظم للفدرالية الروسية، وأثر ذلك على أوروبا والعالم سيكون وخيماً، حيث تتشجّع الحركات الأنفصالية وتطالب بالأنفصال، مما يقود الى حالة من عدم استقرار وثبات الدول وحدودها الجغرافية، وفي النهاية سيكون الشرق الأوكراني قرم آخر انّها لعنة اقليم كوسوفو، حيث تم سلخ الأخير من يوغسلافيا السابقة وجعله كدولة بمساعدة الأمريكي، وثمة تسخينات لجغرافيا وديمغرافيّة كوسوفو كمنتج للأرهاب من جديد لتوجيهه ازاء روسيّا وتركيا، راجع تحليلنا السابق عبر محركات البحث: البلقان بريد رسائل والقاع السوري سيبلع الجميع.

mohd_ahamd2003@yahoo.com

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz